
♦الجزء الرابع من سلسله احداث تاريخ مصر من 1805 الي 2011 ♦

اقدم الي شعب ورواد منتدي انيميات الجزء الرابع من سلسله احداث تاريخ مصر
"عباس حلمي الثاني "

الخديوي عباس حلمي الثاني من مواليد(14 يوليو 1874 )، خديوي مصر من 8 يناير1892
إلى عزله في 19 سبتمبر 1914. وكان آخر خديوي لمصر والسودان.
وهو أكبر أولاد الخديوي توفيق.
أعماله بعد توليه الحكم
♦(اشتباكات سياسيه )♦
بعد عام من توليه الحكم أقال وزارة مصطفى فهمي باشا، فوقعت أزمة
مع إنجلترا، وتحدى المندوب السامي البريطاني" لورد كرومر" فأدى ذلك
إلى زيادة شعبيته، فعندما ذهب لصلاة الجمعة في مسجد الحسين في 11 يناير
1893 دوت الهتافات بحياته وإرتفع صوت الدعاء له وعبر الجميع عن حبهم له
. وأرسل "لورد كرومر" لوزارة الخارجية في إنجلترا بأن الخديوي في حوار معه قال
له إن إنجلترا وعدت بترك مصر وشرفها مقيد بهذا الوعد وظهر هذا في تصاريح
الوزراء في مجلس النواب بل وفى خطب الملك. وسافر الخديوي للأستانة ليشكر
السلطان عبد المجيد على الثقة التي أولاها له ولينال تأيدة على الخطوات العودة
المصرية لحضن الخلافة، وقد ذكر الخديوي في مذكراته أن السلطان عبد الحميد
الثاني شجعه على معارضة إنجلترا. وعندما عاد الخديوي واصل سياسة التحدى
للاحتلال، وبإيعاز منه قررت لجنة مجلس شورى القوانين رفض زيادة الاعتماد
المخصص للجيش البريطاني وتخفيض ضرائب الأطيان وتعميم التعليم، فاتهمه
الإنجليز بأنه نسق مع نظارة مصطفى رياض باشا ولجنة المجلس، ولهذا اضطرت
نظارة مصطفى رياض باشا للرضوخ لرغبة الإنجليز وزيادة الاعتمادات.

♦مناقشه سياسيه بين الخديو و القائد الانجليزي♦
على الرغم من الهزيمة السياسية له في هذه المعركة فانه سرعان
ما قرر خوض معركة جديدة، ففي 15 يناير 1894 زار أسوان ودعا 33
ضابطا لتناول الطعام معه، ثم أبدى للقائد العسكري الإنجليزي "هربرت كتشنر"
بعض الملاحظات حول عدم كفاءة الجيش البريطاني، ولكن كتشنر لم يقبل هذه
الملاحظات واعتبرها إهانة وأبلغ المندوب السامي لورد كرومر الذي بدوره أبلغ
إنجلترا فثارت ضجة هناك وقالت الصحف إن الخديوي يعاملنا معاملة الأعداء
وهددت بخلعه. وطلب لورد كرومر منه أن يصدر أمرًا عسكريًا يثنى فيه على
الجيش، فإضطر للاذعان في 21 يناير 1894. ومعانًا في إذلاله طلبوا من
تغير النظارة الحالية بأخرى بزعامة نوبار باشا.

♦اشتباكات مع الإنجليز♦
وكنتيجة للشعور الوطني لدى الشعب إشتبك الأهالي مع بعض البحارة
الإنجليز فطلب لورد كرومر منه تشكيل محكمة خاصة، وأنشأت المحكمة
وأصدرت أحكامها عليهم تترواح بين الحبس 3 إلى 8 شهور. ومع توالى
الهزائم إضطر لإيقاف الصدام مع الإنجليز مؤقتًا والتحول لميدان آخر وهو
إصلاح الأزهر وتنصيب شيخ جديد وإرسال كسوة الكعبة. كما إن الحظ وقف
معه باستقالة نوبار باشا لظروفه الصحية. وفي 19 سبتمبر 1897 عاد الصدام
حيث إشتبك الأهالي في قليوب مع فصيلة إنجليزية، فحاصر الإنجليز البلدة.
♦فتح السودان♦
طلب الإنجليز من مصر إعادة فتح السودان بأموال مصرية ورجال من مصر،
ومع هذا إستولى الإنجليز عليها مما زاد من كراهية المصريين للإنجليز
خاصة مع ظهور مصطفى كامل ومقالتة في جريدة اللواء ودعوته لوحدة
مصر مع دولة الخلافة.
♦حرب بين إنجلترا والعثمانيين في مصر♦
حاول الإنجليز دق إسفين بين مصر والدولة العثمانية، وفكروا في
إقالة قاضي القضاة العثمانيوتعين قاضي مصري، فصرح أن تعين قاضي
شرعي في مصر ليس من سلطته ولكن من سلطة الخليفة الأعظم، وفي لقائه
مع لورد كرومر تمكن الخديوي عباس من فرض وجهة نظرة ليحقق انتصار
سياسي بعد عدة هزائم.
وفي 1904 وقع اتفاق ودي بين إنجلترا وفرنسا بمقتضاه تطلق إنجلترا
يد فرنسا في مراكش وتطلق فرنسا يد إنجلترا في مصر، وبهذا خسرت مصر
النقد اللاذع من الفرنسين للإنجليز، فإضطر لمهدانتهم.

♦حادثه دنشواي ( مذبحه دنشواي )♦
هو اسم لواقعة حدثت العام 1906 في بلدة دنشواي في الريف المصري.
صدرت أوامر الحكومة في مصر لعمد بعض البلاد بمساعدة فرقة تابعة للاستعمار
البريطاني آنذاك مكونة من خمسة جنود ممن كانوا يرغبون في صيد الحمام
ببلدة (دنشواى) المشهورة بكثرة حمامها كما أعتادوا، ولسوء الحظ كان الحمام
عند أجران الغلال يلتقط الحب ولم يكن منتشرا على السكة الزراعية
بعيدا عن مساكن الأهالى
وما يأُخذ من مجموع أقوال متعددة المصادر أن مؤذن البلدة جاء يصيح
بهم كى لا يحترق التبن في جرنه، ولكن أحد الضباط لم يفهم منه ما
يقول وأطلق عياره فأخطاء الهدف وأصاب زوجة شقيق ذلك الرجل.
وأشتعلت النار في التبن، فهجم الرجل على الضابط وأخذ يجذب البندقية
وهو يستغيث بأهل البلد صارخا .الخواجه قتل المرأة وحرق الجرن، الخواجه
قتل المرأة وحرق الجرن‘ فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين .
قتلت المرأة وحرقت الجرن، فهرع بقية الضباط الإنجليز لإنقاذ صاحبهم.
وفى هذا الوقت وصل الخفراء للنجدة كما قضت أوامرهم، فتوهم الضباط
على النقيض بأنهم سيفتك بهم فاطلقوا عليهم الأعيرة النارية وأصابوا
بعضهم فصاح الجمع قتل شيخ الخفر وحملوا على الضباط بالطوب
والعصى فقبض عليهم الخفراء وأخذوا منهم الأسلحة إلا اثنان منهم وهم
كابتن الفرقة وطبيبها أخذا يعدوان تاركان ميدان الواقعة وقطعا نحو ثمانية
كيلومترات في الحر الشديد حتى وصلوا إلى بلدة سرسنا فوقع الكابتن مطروحا
على الأرض -ومات بعد ذلك- فتركه الطبيب وأخذ يعدو حتى وصل إلى المعسكر
وصاح بالعساكر فركضوا حتى الكابتن فوجدوه وحوله بعض الأهالى، فلما رأوهم
الأهالى فروا فاقتفوا العساكر أثرهم وقبضوا عليهم إلا أحدهم هرب قبل أن يشد
وثاقه واختبأ في فجوة طاحونة تحت الأرض فقتله الإنجليز شر قتلة.

♦المحاكمة♦
كان رد الفعل البريطاني قاس وسريع فقد قدم 52 قروي للمحاكمة بجريمة القتل المتعمد
وتم اثبات التهمة علي 32 منهم في 27 يونيو 1906 وتفاوتت الأحكام فيما بينهم وكانت
معظم الأحكام بالجلد والبعض حكم عليه بالأشغال الشاقة وتم اعدام 4 قرويين منهم
ترأس القضاة وأحمد فتحي زغلول باشا، الأخ الأكبر للزعيم المصري سعد زغلول والذي
كان في أثناء المحاكمة في فرنسا لدراسة القانون الفرنسي وقد قاطع أخاه فتحى باشا
زغلول بسبب ترأسه لتلك المحكمة وكان مدعي النيابة "الهلباوى باشا". و كان اللورد
كرومر هو الحاكم الإنجليزي في مصر في ذلك الوقت.
وسافر مصطفى كامل لإنجلترا وشرح المأساة حتى نجح في خلق رأى عام ضد سياسة
لورد كرومر في مصر، وإستجابت الحكومة البريطانية ومجلس النواب، وهاجم الأديب
أيرلندي جورج برنارد شو الاحتلال، فأعفي لورد كرومر من منصبة في 12 أبريل 1907.
♦رحيل كرومر♦
وكان من كبار دعاة التغريب والاستعماريين في العالم الإسلامي وواحد من الذين وضعوا
مخطط السياسة التي جرى عليها الاستعمار ولا يزال, في محاولة القضاء على مقومات
العالم الإسلامي والأمة العربية.
ولقد أمضى لورد كرومر في مصر ما لا يقل عن ربع قرن قابضًا على زمام السلطات
(1882-1906) وأتيح له قبل أن يقضي وقتًا في الهند, درس في خلالها مناهج
الاستعمار البريطاني هناك, وقد عمل أول مرة في مصر مندوبًا لصندوق الدين المصري
1877, ثم ما لبث أن عين بعد الاحتلال البريطاني مباشرة مندوبًا ساميًا, ومعتمدًا لبريطانيا.

♦اللورد كرومر وتغريب الفكر الإسلامي♦
آثاره في مجال الفكر العربي الإسلامي ومخططه الذي سار عليه من بعده كل دعاة
التغريب والذي اتخذته منظمات التبشير ومعاهد الإرساليات وكل من اشترك في مخطط
العمل دستورًا من أجل تأكيد النفوذ الأجنبي عن طريق الفكر.
وقد تبلورت حملات كرومر في نقاط هامة:
1- إثارة الشبهات حول الإسلام, وذلك بالادعاء بأنه دين مناف للمدنية ولم يكن صالحًا إلا
للبيئة والزمان الذين وجد فيهما.
2- أن المسلمين لا يمكنهم أن يرقوا في سلم الحضارة والتمدن إلا بعد أن يتركوا دينهم
وينبذوا القرآن وأوامره ظهريًا لأنه يأمرهم بالخمول والتعصب ويبث فيهم روح البغض لمن
يخالفهم والشقاق وحب الانتقام وأن المانع الأعظم والعقبة الكئود في سبيل رقي الأمة
هو: القرآن والإسلام.
3- إن الإسلام يناقض مدنية هذا العصر من حيث المرأة والرقيق وأن الإسلام يجعل المرأة
في مركز منحط.
4- الطعن في شريعة الإسلام وسياسته ومعاملاته.
5- أن الشاب المصري المسلم أثناء ممارسته التعليم الأوربي يفقد إسلامه وأن الشبان
الذين يتعلمون في أوروبا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم, ولا يستطيعون
الالتجاء في نفس الوقت لثقافة أوروبا, فيتأرجحون في الوسط ويتحولون إلى مخلوقات
شاذة ممزقة نفسيًا.
6- هاجم القرآن وقال إنه ينافي العمران وهاجم الإسلام لأنه أباح الطلاق وأنه حرم الربا والخمر.
7- دعا إلى إطلاق الحرية للإرساليات والمبشرين في مصر والسودان وأن ينشئوا مدارسهم.
8- دعا إلى خلق طبقة من المتفرنجين المستغربين من الوجهة الأوربية والمدنية الحديثة
وقال: "إن هؤلاء هم حلفاء الأوربي المصلح, وسوف يجد محبو الوطنية أحسن مثل في
ترقي أتباع الشيخ محمد عبده للحصول على مصر مستقلة بالتدريج.
وهذ كله خرافات لا حتلال مصر تحت شعار
(التنميه و الاصلاح )

♦رحيل كرومر♦
في حفل وداع لورد كرومر أعلن أن الاحتلال البريطاني سيدوم وذلك في تحد له
وللمصرين. وفى 7 يناير 1908 أعلن العفو عن 9 من المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة
المؤبدة في حادثة دنشواي.
وفي عام 1908 أرسل وفد يطلب من وزارة الخارجية البريطانية منح مصر الحق في
حكومة نيابية ذات سلطات معينة. وفي محاولة لإعادة سياسة الصدام وبإيعاز منه
رفض البرلمان والحكومة مد امتياز قناة السويس على أساس إن هناك غبن وقع على
مصر مقدارة 130 مليون جنية. وفي 27 سبتمبر 1911 وصل المندوب السامي الجديد
هربرت كتشنر وحاول إجراء إصلاح محدود، فضم مجلس الشورى مع الجمعية العمومية
في هيئة واحدة تسمى الجمعية التشريعية، وفي 22 يناير 1914 قام الخديوي بأصدر قرار
بإنشاء الجمعية الجديدة وتعين سعد زغلول رئيسًا لها.
وصل إليه إن هناك رشوة للنظار وإفسادهم ضد ولي الأمر، فقال له هربرت كتشنر أن
رغبت في تغير النظارة فلن نرضى إلا أن تكون تحت رئاسة مصطفى فهمي باشا، وتم ذلك
وطلب من الخديوي القضاء على الرشوة. وإمعانًا في إذلاله طلب هربرت كتشنر بتغيير
مصطفى فهمي باشا فعين حسين رشدي باشا.
وفي 21 مايو 1914 استقل يخت المحروسة في رحلة للخارج، وكان هذا آخر عهده في
مصر، وكان آخر ما فعله توقيع أمرين بتنقلات وترقيات لرجال القضاء الأهلي
ووضع سلطاته لرئيس الوزراء.
♦محاولة اغتيال عباس حلمي♦
أقام بعد مغادرته مصر في فرنسا متنكرًا، ثم غادرها لتركيا. وفي 25 مايو بينما كان خارج
من الباب العالي قام شاب مصري يدعى "محمود مظهر"
بإطلاق الرصاص عليه. وقال عن الحادثة:
شعرت بانقباض صدر قبلها، وعندما رأيت الشاب يصوب المسدس إلي تمكنت من الإمساك
بيده الممسكة بالمسدس ودفعه بعيدًا في الوقت الذي لم يتحرك فيه الحرس إلا متاخرًا
وأصابني بعض الرصاص ولكن في مناطق غير مميتة وتناثرت الدماء على ملابسي وكيس
نقودي ولكنها لم تصل إلى المصحف الذي كنت أحمله وهذا من لطف الله وحتى لو وصلت
إليه لما مس هذا من قداسته.

♦خلعه عن الحكم♦
كانت كل الجهات في إنجلترا عدا الخارجية تطالب بخلعه، وفي 10 ديسمبر 1914 صدر
القرار بعزله وجاء فيه:
يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي
باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة
الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوي.
♦الشعب المصري♦
وظل الشعب المصري لفترة طويلة من 1914 إلى 1931 يهتف في مظاهراته ضد
الاستعمار بـ"عباس جاي" وذلك على أساس أنه هو رمز لعودة مصر للحكم العثماني
ونهاية الحكم الإنجليزي. ولكنه تنازل عن كافة حقوقه في عرش مصر بعد مفاوضات
اجراها معه إسماعيل صدقي باشا مقابل 30000 جنية دفعتها حكومة مصر. ويرى البعض
إنه لعب على حسابات خاطئة، إذ رأى أن تركيا تعادى روسيا حليفة إنجلترا، وأنه لو انتصر
الأتراك في الحرب فسيعود مع الأتراك إلى القاهرة رافعًا رايات النصر، ولكن بعد أربع
سنوات احتل الأنجليز الشام وخسر الأتراك الحرب وتصدعت دولة الخلافة.

الــعــامــلــونــ عــلــىــ الــمــوضــوعــ
فكره: faster
كاتب الموضوع: faster
تصميم الفواصل : titwara
تنسيق: كاجومي

ارجو ان ينال الموضوع
اعجابكم
و الي اللقاء مع الجزء الخامس
ثوره 1919 (سعد زغلول )
0 التعليقات:
إرسال تعليق