لكى اختنا الفاضلة & بعض القصص المؤثرة جدا للفتيات {{ لتاخذى منها العبرة والعظة {{




»اهــــلا ومرحبا بكم احــــبتـــــى فـــــى اللـــــــه
«

»هـــــا نحـــــن نـــستكمل سلسلة قصص الفتيات «

»وقد وصلنا بفصل الله الى الجزء الرابع من هذه السلسلة «

»وتـــــحت شـــــعار فريقى الغالى نبدا الــموضوع «

Eagles Arts


»بنر الموضوع «


»ولمن يريد مشاهدة الاجزاء السابقة «

»يتفضل بالضغط على هذه الـــروابط «

»الجــــزء الاول __ الجـــــــزء الثــانى « »الجزء الثالث «




كانت زهية تتوقد شباباً وتتألق حيوية، مزهوة بشعرها المنسدل على كتفيها والذي

يــــأبى إلا أن ينــدس تحت حزامها الضاغط . تتمتع برشاقة الغزال وخفة الفراشة ،

وتـــعتقد أنها يجـــب أن تعيش حياتها وتستمتع بكل ماهو متاح لها. ولما دعيت يوماً

لحفل إحدى صاحباتها ودارت الأحاديث الشائقة بين الحضور ودار الحوار المتأرجح من

البارد الثلجي إلى الحار البركاني ، وكان مما أثار حـــفيظتها حقاً حوار حول الــحجاب

إنها تذكر تلك الجميلة الفاتنة سناء ، وهي تتحدث عن طمأنينة قلبها وسكون نفسها

يـــوم أن ارتدت الــــحجاب ، وذهـــبت إلى أبعد من ذلك ، وهي تؤكد أن الحجاب كان

الخــــطوة الأولـــى في مشوارها الطويل عبر دروب الحق والنور ، إذعليها أن تضيء

قــلبها بحفظ آيات الله وتـــنير بصيرتها بتـدبر معاني تلك الآيات العظيمة،كما عليها أن

تقرأ في الفقه والسيرة . ثم قررت سناء أن العبارات أكثر من الأوقات

تـــفاوت تفــاعل الحضور مع كلام سناء ، فمن مؤيد ومعارض ومستغرب ومؤكد ، عدا

صـــاحبتنا فـــقد غـــلب على تـــعليقاتها السخرية والاستهزاء . خاصة لحظة محاولة

إحداهن ربط الحجابحول عنق زهية من باب الاستدراج بالإطراء بجمالها لو كانت

محجبة ، فما كان من زهيةإلا أن ثارت و انتفضت كمارد ناهض من قمقم وقالت

بانفعال :

أرجوك أميطي عـــني هذاالـ... ثم مسحت عنقها وشعرها وهي ترتجف وتهذي

بعبارات أذهلت الجميع ، فقد تطاولت على الشرع الحنيف الذي ربط عنق المرأة

بحبل المشنقة ثم رماها بكيس أسود !!

انـــبرت لـــزهية واحـــدة من الحــضور وبدأت بالرد عليها لكن زهية تمادت في جحود

ونـــكران الأدلة الــــشرعية ، ولم تجد أمامها سوى قاموس السباب والشتائم فنهلت

مـــنه . أما سناء فقدأدركت أن زهية اخرجت ما بقلبها من ضغينة على الإسلام وأهله

، وخــــشيت أن يهــلك الله جمعن بفـــعل واحدة من السفيهات ، فطلبت من الجميع

الاســـتغفار ثم اللـــجوء للـصمت، فالوضع ليس وضع نقاش ولا حوار ولا إقناع . وتفرق

جمع الحفل على أتعس حال من التوقع . وعادت كل واحدة ولحظات الحوار

والانفعال شاخصة في خيالها


بعد ذلك الحفل التعس ، أحست زهية أن شيئاً غامضاً سكن قلبها وزرع فيه الكآبة .



حاولت أن تهرب من ذاتها بالتفتيش عن علاقات لاهية طائشة ، لكن كآبتها تحولت

إلى صداع مؤلم وشرود دائم . في البداية جربت الحبوب المسكنة والمهدئة فلم

يهدأ صداعها ، كان كبرياؤها يمنعها من إظهارالتألم أمام أفراد عائلتها خاصة زوجة

أبيها . التي كانت تختصر معاناة زهية بعبارة ( دلع بنات) ، ولم تكن تلك السيدة

لتصدق حقيقة مافيه زهية إلا ساعة أن رأت رأسها قد ارتطم بأرض الغرفة فخرجت

مسرعة تخبر الوالد الذي صحبها إلى المستشفى

هناك طلب الطبــيب عدة تـحليلات، وبدأت الشكوك تراود الطبيب وتسرق النوم من

عيني الوالد ، ثم طلب الطبيب صورة طبقية للدماغ فجاءته الصورة تحمل اليقين في

ثناياها

أخفى الطبيب تأثره وطمأن والد زهية وحمد الله أنه أدرك المرض قبل فوات الأوان .

قفز قلب والد زهية من بين أضلعه وجمع أطرافه مخفياً ارتجاف مفاصله وهو يسمع

التقرير : بدايةسرطان دماغ ، وعلاجه ممكن إن شاء الله

عليك احضار زهية غداً صباحاً لبدء العلاج

أمسك الطبيب بإبرة الدواء ، وأعطى زهية التعليمات ، وشرح لها المضاعفات

المتوقعة ، كل شيء يمكن أن تتوقعه زهية عدا تساقط شعرها !!

قامت الممرضة بإعطاء زهية حقناً خاصة لمنع التقيؤ الذي يصحب العلاج الكيماوي،

وفي الــــيوم التـــالي تم تـــثبيت إبرة غـليظة تستعمل لزرق المحاليل والعلاجات

الكيماوية طوال أربع و عشرين ساعة

مرت على زهية الأربع والعشرون ساعة الأولى بمرارة علقمية ، فمنذ ساعات ألمها

الأولى نسيت زهية ســـعادة حــــياتها كــــلها ، ولو ســـألها أحد كـما سألها والدها:

كيف حالك يا بنية ؟



أجابت : في أتعس حال ، الموت أرحم مرات من هذه الحياة!!

أطرق والد زهية رأسه ، وكفكف دموعه ، وود لو يفتديها بروحه ، لكن هيهات ، فما

أصــاب زهية يعجز أهل الأرض عن تغيير مـــساره وتصويبه نحو أي حبيب أو عدو .

وكانت مشاعر زوجة أبيها متأرجحة بين الإستنكار والرثاء ، وفي اليوم الثالث بعد


إعطائها الحقن والحبوب بحوالي ساعة ، بدأت زهية بالتقــيؤ الشــــديد الــمتكرر

المصحوب بالآلام الحادة في المعدة ، وبدأت معنوياتها بالإنهيار مما أثر أبلغ الأثر على

زوجة أبيها التي هرعت إلى الطبيب طالبة النجدة والمعونة ، فتوجه الــــطبيب إلى

حيث ترقد زهيةوحاول تهدئة روعها بإعلامها أن هذه أعراض مؤقتة وسوف تذهب

بذهاب المرض بإذن الله.

توالت المصائب والآلام على زهية ، ومرت أيام ذاقت فيها مرارة انتظار الجرعات ،ولا

تسل عن حالتها يوم أخذها للجرعة ، لقد كادت أن ترفض العلاج الذي هو أشد

صعوبةمن المرض نفسه لولا تثبيت ذويها لها والطاقم الطبي حولها

و ما هي إلا أسابيع قليلة حتى رأت زهية هالات من السواد حول عينيها ، أرادت أن

تهرب من هذه الحقيقة فوضعت شيئاً- من الزينة حول عينيها ، ارتدت أضيق ملابسها

فوجدتها فضفاضة ، وقفت أمام مرآتها وأمسكت خصلة من شعرها فتساقطت بين

أناملها ، وسقطت زهية منهارة تبكي إنها لا تقوى على استقبال سناء التي أصرت

على زيارتها ، فأجلت زيارتها علها تزورها بعد أن يثمر العلاج الذي وصفه الأطباء بأنه

فعال

كانت كلما شعرت بالآلام في رأسها تصرخ وتمسك رأسها فيتساقط شعرها، وغدا

بكثافة أشجار صحراء قاحلة بعد أن كانب كثافة أشجار الأمازون

أخبرت زوجة أبي زهية سناء قائلة:

الحقيقة يابنيتي أن حالة زهية تتدهور بسرعة ، و حبذا لو قمت بزيارتها علها تسعد

بوجودك إلى جوارها .



طارت سناء من الفرح ، وحملت أجمل الهدايا وأطيب المأكولات لزميلته ازهية ،

وعندما دخلت عليها تعرفت عليها بصعوبة وصافحتها ، كفكفت دموعها وقاومت

انفعالاتها ، وأظهرت تماسكا أجوف أمام زهية ، حاولت مخاطبة الروح فيها قائلة :

قد يكون المرض كفارة ورفع درجات ، هنيئا لك إنك تقضين وقتك الطويل في

التسبيح والذكر والاستغفار ، صوبت زهية نحوها نظرات زائفة وأشاحت بوجهها عنها

وعن أصناف الأطعمة الملقاة أمامها .

تأملت سناء حجاب زهية الذي تغطي به رأسها .. فرأته قذراً ملوثاً ، تماماً كما وصفت

زهية الحجاب أول مرة !!

ازدحمت المعاني والعبرفي عقل سناء ، وأطرقت رأسها .. وهي تسمع وجيب

قلبها وهي تذكر الآية الكريمة : ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ *.



عادت الفتاة الصغيرة من المدرسة ، وبعد وصولها إلى البيتلاحظت

الأم أن ابنتها قد انتابها الحزن، فاستوضحت من الفتاة عن سبب ذلك

الحزن .

قالت الفتاة : أماه إن مدرّستي هددتني بالطرد من المدرسة بسبب

هذه الملابس الطويلة التي ألبسها.


الأم : ولكنها الملابس التي يريدها الله يا ابنتي.

الفتاة : نعم يا أماه .. ولكن المدرّسة لا تريد .

الأم : حسناً يا ابنتي ، المدرسةلا تريد ، والله يريد فمن تطيعين ؟

أتطعين الله الذي أوجدك وصورك، وأنعم عليك ؟

أمتطيعين مخلوقة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً .

فقالت الفتاة : بل أطيع الله .

فقالت الأم : أحسنت يا ابنتي و أصبت .



وفي اليوم التالي .. ذهبت تلك الفتاة بالثياب الطويلة .. وعند ما رأتها

معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة ..فلم تستطيع تلك الصغيرة أن تتحمل

ذلك التأنيب مصحوباً بنظرات صديقاتها إليها فما كان منها إلا أن انفجرت

بالبكاء ..ثم هتفت تلك الصغيرة بكلمات كبيرة في معناها .. قليلة في

عددها : والله لاأدري من أطيع ؟ أنت أم هو !.

فتساءلت المدرسة : ومن هو ؟ .

فقالت الفتاة : الله ،أطيعك أنت فألبس ما تريدين وأعصيه هو .

أم أطيعه وأعصيك ، سأطيعه سبحانه وليكن مايكون .

يا لها من كلمات خرجت من ذلك الفم الصغير .

كلمات أظهرت الولاء المطلق لله تعالى .

أكدت تلك الصغيرة الالتزام والطاعة لأوامر الله الواحد القهار .

هل سكتت عنها المعلمة ؟ .

لقد طلبت المعلمة استدعاء أمِ تلك الطفلة ..فماذا تريد منها ؟

وجاءت الأم .

فقالت المعلمة للأم : لقد وعظتني ابنتك أعظم موعظة سمعتها في

حياتي .



نعم لقد اتعظت المعلمة من تلميذتها الصغيرة .

المعلمة التي درست التربية وأخذت قسطاً من العلم .

المعلمة التي لم يمنعها علمها أن تأخذ " الموعظة " من صغيرة قد

تكون في سن إحدى بناتها .

فتحية لتلك المعلمة .

وتحية لتلك الفتاة الصغيرة التي تلقت التربية الإسلامية وتمسكت بها

وتحية للأم التي زرعت في ابنتها حب الله ورسوله . الأم التي علمت

ابنتها حب الله ورسوله .

فيا أيتها الأمهات المسلمات : بين أيديكن أطفالكن وهم كالعجين

تستطعن تشكيلهم كيفما شئتن فأسرعن بتشكيلهم التشكيل الذي

يرضى الله ورسوله .

علمنهم الصلاة .

علمنهم طاعة الله تعالى .

علمنهم الثبات على الحق.

علمنهم كل ذلك قبل وصولهم سن المراهقة .

فإن فاتتهم التربية و هم في مرحلة الصغر فإنكن ستندمن أشد الندم

على ضياع الأبناء عند الكبر .



وهذه الفتاة لم تكن في عصرالصحابة .. ولا التابعين .

إنما في العصر الحديث .

وهذا مما يدل على أننا باستطاعتنا أن نوجد أمثال تلك الفتاة .

الفتاة التقية الجريئة على إظهار الحق والتيلا تخشى في الله لومة

لائم .

فيا أختي المؤمنة …. ها هي ابنتك بين يديك .

فاسقيها بماء التقوى والصلاح .

وأصلحي لها بيئتها طاردة عنها الطفيليات والحشرات الضارة .

وها هي الأيام أمامك .

فانظري ماذا تفعلين بالأمانة التي أودعها لديك رب السموات والأرض!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط

الناس برضا ا لله كفاه الله مؤنة الناس )) .

صحيح الجامع الصغير ج 5 حديث رقم 5886*.



قرر صــاحبنا الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق

ودين، وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا إحدى قريباته وشعروا

بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان

يتحلى به صاحبنا من مقومات تغرى أية أسرة بمصاهرته وسارت

الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ، وفي عرس جميل متواضعا جتمع

الأهل والأصحاب للتهنئة .

وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون بصحابنا هيامه

وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها ، وبالمقابل أهل البنت استغربوا

عدم مفارقة ذكر زوجها للسانها .أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه

يزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهما

سيتعلقان ببعضها إلى هذه الدرجة .

وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجــهما بدؤوا يواجـــهون الضـغوط من

أهاليهم في مسألة الإنجاب، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك

التاريخ أصبح لديهم طفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ، وأخذت الزوجة

تلح على زوجها أن يكشفوا عنــدالطــبيب عل وعــسى أن يكون أمراً

بسيطاً يتنهى بعلاج أو توجيهات طبية .



وهنا وقع ما لم يكن بالحسبان ، حيث اكتشفوا أن الزوجة (عقيم)!!

وبدأت التلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إلى أن

صارحته والدته وطلبت منهأن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على

ذمته بغرض الإنجاب من أخرى ، فطفح كيل صاحبنا الذي جمع أهله

وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تظنون أن زوجتي عقيم ؟! إن العقم

الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب ، أنا أراه في المشاعر الصادقة والحب

الطاهرالعفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم

الواحد أكثر من مائة مولود وراض بها وهي راضية فلا تعيدوا لها سيرة

الموضوع التافه أبداً .

وأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ، سبباً اكتشفت به

الزوجة مدى التضحية والحب الذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور أكثر من

تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكونمن الحب

والرومانسية بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريبة اضطرتهم إلى

الكشف عليها بقلق في إحدى المستشفيات ، الذي حولهم إلى

( مستشفى الملك فيصل التخصصي ) وهنا زادالقلق لمعرفة الزوج

وعلمه أن المحولين إلى هذا المستشفى عادةً ما يكونون مصابين

بأمراض خطيرة .



وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارح

الأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال عدد المصابين به معدود على

الأصابع في الشرق الأوسط ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من

خمس سنوات بأية حال من الأحوال والأعمار بيد الله .

ولكن الذي يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنة أكثر

من سابقتها، والأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية

اللازمة إلى أن يأخذالله أمانته . ولم يخضع الزوج لرغبة الأطباء ورفض

إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه كي لاتنهار وعزم على تجهيز شقته

بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته به

الرعاية فابتاع ما تجاوزت قيمته الـ ( 260000 ريال ) من أجهزة ومعدات

طبية، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى ،

وكان أغلب المبلغ المذكورقد تدينه بالإضافة إلى سلفة اقترضها من
البنك .

واستقدم لزوجته ممرضةمتفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ،

وتقدم بطلب لإدارته ليأخذ أجازة من دون راتب ، ولكن مديره رفض

لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في أشد الحالة لكل ريال من

الراتب ، فكان في أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها

حتى يأذن له رئيسه بالخروج ، وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل

الساعتين ويقضى باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده ،

ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها وكلما

تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيف عنها . وكانت

قد أعطت ممرضتها صندوقاً صغيراً طلبت منها الحفاظ عليه وعدم

تقديمه لأي كائن كان ، إلا لزوجها إذا وافتها المنية .



وفي يوم الاثنين مساءً بعدصلاة العشاء كان الجو ممطراً وصوت زخات

المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لهاالقلب فرحاً .. أخذ صاحبنا

ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرةالمودع

وهي مبتسمة له .. فنزلت الدمعة من عينه لإدراكه بحلول ساعة

الصفر .. وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت

تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها . ولاأرغب في تقطيع قلبي

وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله ، ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها

بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة

البالية ،فواسته وقدمت له صندوقاً صغيراً قالت له إن زوجته طلبت

منها تقديمه له بعد أن يتوفاها الله ... فماذا وجد في الصندوق ؟‍!

زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمها لها بعد الزواج ... وصورة

لهما في ليلة زفافهم . وكلمة ( أحبك في الله ) منقوشة على قطعة

مستطيلة من الفضة وأعظم أنواع الحب هو الذي يكون في الله

ورسالة قصيرة سأنقلها كما جاء نصها تقريباً مع مراعاة حذف الأسماء

واستبدالها بصلة القرابة .



الرسالة :


زوجي الغالي : لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثان

لاخترت أن أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .

أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي .

أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس
بالنعمة غير فاقدها
.


عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن

يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية بإذن الله

كلمتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق

لك عذر ، وأرجو أن تسمى أول بناتك بأسمي ، واعلم أني سأغار من

زوجتك الجديدة حتى وأنا في قبري..

النهاية .



»ومع قصة الحب والوفاء هذه ... نــتوقف «

»على امل ان نلتقى مرة اخرى مـع جزء «

»آخر مـــن هـــذه الـــسلسلة الــممتعة «

الى هذه الموعد .... دمت بود

»سبحانك اللهم وبحمدك .... اشهد ان لا «

»الـــه الا انت ... اســـتغفرك واتوب اليك «





»الكاتب / فارس الرومنسية «

»تصـــميم الفواصل والبنر /«

»احــــــمد بوب (شكرا لك )«

»تــــنســـــيق وتدقـــيق / «

»فـــــارس الرومــــنســــية «

المرجع / قصص مؤثرة للفتيات

للكاتب / احمد سالم بادويلان

»تحــــــت رعاية فريـــــق :«



0 التعليقات:

إرسال تعليق