العمليّات العسكريّة لحُماة الدّيار .. أبطال الثّورة السوريّة .


• الموقـــــــــع •

على الخريطة العالميّة : سوريــا ..
على الخريطة السوريّة : ليست الجولان ..
الزّمـــــن : 2011 ...
المناسبة : انطلاق الثوّرة السوريّة ..




لم تكن الآليّات العكسريّة الثقيلة للجيش الذي وكما سمّاه البعض ( حماة الدّيار ) ..... لم تكن تتوجّه لتحمي الدّيار الجولانيّة من الدّنس الصهيونيّ فيها .... بل من دنس المندسّين على ضفاف الفرات والعاصي .. في دير الزّور وحماة ....


هي عصابات مسلّحة ... ترهب المواطنين وترعبهم .... وتسبّب لهم القلق ..... لذا فيتوجّه الجيش لإعادة الطمأنينة ..... ولكن هل تكون إعادة الطمأنينة .. بقتل أكثر من 120 قتيلاً في حماة في يوم واحد ... أم بقتل أكثر من 60 قتيلاً في دير الزّور .. في يوم واحد أيضاً ؟! ......


مندسّون .. متآمرون .. جراثيم .. إسرائيليّون .. مسلّحون .. عصابات إرهابيّة .. سلفيّون ............ تطول قائمة الصّفات التي تطلقها السّلطات السوريّة على المتظاهرين .. كي تبرّر ما تقوم به من أعمال ممنهجة ووحشيّة ضدّهم ......


إلا أنّ المعارضون يردّون عليهم بقولهم للعالم .. بأنّ السلطات تعتقل مسيحيّين .. بتهمة أنّهم سلفيّون ......
يلاحظ من الوقائع التي تحدث في سوريا بأنّ هناك ثورة ... وسواءٌ أتأثّراً برياح التغيير التي هبّت على مصر وتونس واليمن وليبيا ... أم لنفاذ آخر قطرة من كأس الصّبر السوريّة ... فقد انطلقت الثّورة ...... بدأت بوادرها في درعا .... وبتصاعد تدريجيّ ... امتدّت لسوريا بأكملها ..... لم تخلُ مدينة من مظاهرات معارضة للنّظام ... تندّد ببقاء الأسد .. وتطالب برحيله ......




في البداية ... بعض الأجساد التي تنطق .... قالت عن درعا : درعا .. لا تمثّل سوريا ...
وبعد امتداد نار الثورة لحمص ... قيل .. حمص لا تمثّل سوريا .. وكذا الحال في دير الزّور وحماة وريف دمشق ..... ماذا بقي في سوريّا ليمثّلها إذاً ... غير القرداحة ؟!..... مسقط رأس حافظ الأسد ... والذي تُلعن روحه على لسان الآلاف في مختلف المناطق .. في سوريا .......

مآمرة خارجيّة .... ومآمرة إعلاميّة ... وقنوات مغرضة .. وجماعات مسلّحة ... تستهدف سوريا الممانِعة ... التي تحتفظ بحقّ الرّد على القصف الإسرائيليّ الذي استهدف منطقة في دير الزّور .... في عام 2007 ....... بينما لا تحتفظ بحقّ الرّد لمتظاهرين من بلدها .. أرادوا الحرّية .........


الجزيرة .. العربيّة .. الحوار .. الحرّة .. BBC .. أورينت .. صفا .. وصال .. سوريا الشّعب .. فرانس 24 .. وكالة رويترز ........ وتطول قائمة القنوات المغرضة ... والمندسّين والسلفيين والمتآمرين على وحدة سوريا وأمنها .. والتي ربط استقرارها باستقرار إسرائيل .. كما يقول ابن خالة الرّئيس السّوري رامي مخلوف ........ بينما يبقى الشّرفاء .. هم الأقليّة في المجتمع والذين هم :
الدّنيا .. سوريا الفضائيّة .. الإخباريّة السوريّة ....
وعلى ما يبدو فقد بدأ خوف إسرائيل يتعاظم من رجال سوريا المنتفضين من أجل الحريّة ...... فقد بدأ بناء الجدار العازل بين الحدود الجولانيّة والحدود السوريّة ....... كما فعل مبارك حين بدأ يخاف من رجال غزّة ..... من أن يطيحوا بحكمه .........

وعلى أيّ حال ... فقد انطلقت الثورة السوريّة ... وراح ضحيّة العزّة والكرامة .. أكثر من 2600 قتيل .. حسب آخر إحصائيّة ...... فهل سيستمرّ الجرح السوري بالنزف .... أم أنّ حلم الحرّية سيشفي كل جرح .. إذا ما عيّد الجميع بعيد الفطر .. وعيد الحرّية .. في عيد واحد ................



كاتب التّقرير : مُحمّد نور ..

منسّقة التّقرير : سومي ..
 


هو شابّ إذاً ... من الجنس البشريّ ... ينتمي لأصلٍ سوريّ .. ومن دمٍ حمويّ ... هو إنسان إذاً مثله كمثل كلّ النّاس في سوريّا ...
ولكنّه صار بطلاً ...


ابراهيم القاشوش ... أو بلبل العاصي كما أسماه العالم ... بعد موته ... صاحب أغنية " يلا إرحل يا بشّار " .. والتي غنّاها بصوته الغرّيد في ساحة العاصي في حماة .. وسط إحدى المظاهرات ..... خُلّد اسمه ... بسبب اعتقال النّظام له .... واستئصال حنجرته .. وذبحه .. وكأنّه نعجة ......

لم يسلم النّظام من صوت ابراهيم القاشوش ... فقد ظهر فيما بعده أكثر من ألف قاشوش .. وفي أكثر من ألف منطقة .... فهل خزينة النّظام كافية .. لاستئصال حناجر الآلاف منهم ؟! .... انضمّ قاشوش إلى قائمة أبطال الثّورة السوريّة ... بعد حمزة وهاجر الخطيب ..... فالأوّل .. طفلٌ في العقد الأوّل أو الثّاني من عمره ....

ولمجرّد أنّه قال : حرّية ... فقد اعتقل ... وعُذّب كما لو كان قد ارتكب أبشع المجازر ..... سلّمت جثّته إلى أهله .. الذين وبالكاد عرفوه .... من كثرة التمثيل بجسده والتعذيب له .... نال حمزة الخطيب ... ما لم ينله أيّ طفل سوريّ من شرفٍ وعزّة على الإطلاق ..... حيث سمّيت الجمعة التي تلت مقتله بجمعة " أطفال الحرّية " ... والتي شارك بها تضامناً مع أهله .. وعزاءً لهم أكثر من مليون شخص ......


فهنيئاً لأمّه التي كسبت ولداً في الفردوس .. وبطلاً في الكرامة .... ولا نعلم ما إن كانت هي أخته أم لا .... إلا أنّهما يشتركان بنفس الكنية .... وهي هاجر الخطيب .... طفلة وجهها كالبدر إن ظهر .. لا بل وأجمل ..... لم تنطق هاجر بكلمة : حرّية .... ولم تفهم معناها أصلاً ..... حيث كانت نظراتها البريئة تراقبان طريق المدرسة بينما كانت الحافلّة تقلّها لها ..... لم تعلم بأنّ قدرها أن تصبح بطلة سوريا ... وأن تكون مضرب المثل في الشّجاعة والعزّة .....

حيث أوقفت الحافلة ... ورُشّ كل من فيها برصاص ( الأمن ) ..... هل أصبح الأمن إذاً ... هو أن يأمن الإنسان على أنّه روحه ستزهق من قبل مجرمين ؟! .... أم أن تأمن السلطات على أطراف الكراسي من الكسر ؟! .......
وهل قوّات الأمن .. هي نفسها من قتلت الطّفلة .. ذات السّت سنين في قرية الحراك ..... ليان عدنان طه ..... التي انطفأت عيناها للأبد .... وأطفأت معها .. إحدى الشّعل التي أنارت أحد منازل آل طه .......


سكنت ليان في قلب أمّها وأبيها ... كما هو حال 2600 قتيل منذ بداية الثّورة السوريّة .... لم يحاكم القتلة المسؤولون عن هذا ... والذين يفترض أنّهم يسمّون .. بقّوات الأمن ... أو ميليشيا بشّار أو كما تسمّى شبّيحة الأسد ..... ولكنّ الحقّ سينتصر في النّهاية ... يقول النّاشطون .......

هي صور مفبركة .. تبثّها قنوات مغرضة ... يقول النظام والسلطات وكل من ليس لديه عقل يعمله في الأمر ...... إلاّ أنّ الثورة وكلّما ازداد منهم بطلاً ... تزداد الجموع الغفيرة .. والعقول التي لا يزال فيها شيءٌ يعمل .. من الانضمام لصفوف الثوّار .... داعين الله .. أن يكون لهم عيدان ... عيد الفطر .. وعيد الحرّية ..........



0 التعليقات:

إرسال تعليق