
❀ يا مية هلا والف غلا بأحلى أعضاء ❀
❀يشرفنا ان نقوم بتقديم الجزء الثالث من سلسلة الامل ❀
❀ على أمل أن ينال إعجابكم ويحوز على رضاكم ❀
❀ وان ينزع اليأس من قلوبكم ^^ ❀
❀❀❀❀❀❀

حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وفي امتحان الفيزياء كان أحد
الأسئلة كالتالي, كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام البارومتر؟ (البارومتر جهاز
قياس الضغط الجوي) والإجابة الصحيحة كانت بديهية وهي قياس الفرق بين الضغط
الجوي على الأرض, وأعلى ناطحة السحاب, كانت إجابة أحد الطلبة مستفزة لأستاذ
الفيزياء لدرجة أنه أعطاه صفرا دون إتمام إصلاح بقية الأجوبة وأوصى برسوبه لعدم
قدرته المطلقة على النجاح، وكانت إجابة الطالب كالتالي: أربط البارومتر بحبل طويل
وأدليه من أعلى الناطحة؛ حتى يمس الأرض, ثم أقيس طول الخيط. قدم الطالب
تظلما لإدارة الجامعة مؤكدا أن إجابته صحيحة مائة في المائة, وحسب قانون الجامعة
عين خبير للبت في القضية، وأفاد تقرير الخبير أن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل
على معرفته بمادة الفيزياء وقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى وإعادة الامتحان شفهيًا
وطرح عليه الخبير نفس السؤال فكر الطالب قليلاً ثم قال: لدي إجابات كثيرة ارتفاع
الناطحة ولا أدري أيها أختار، فقال له الخبير: هات كل ما عندك فأجاب الطالب: يمكن
إلقاء البارومتر من أعلى الناطحة, ويقاس الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض؛
وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة إذا كانت الشمس مشرقة، أو يمكن قياس طول
ظل البارومتر وطول الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين
الطولين وبين الظلين, وإذا أردنا أسرع الحلول فإن أفضل طريقة هي أن نقدم البارومتر
هدية لحارس الناطحة على أن يعلمنا بطولها, أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب
ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى الناطحة
باستخدام البارومتر, كان الخبير ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب
لمادة الفيزياء، بينما الطالب يعتبرها الإجابة الأسوأ نظرًا لصعوبتها وتعقيدها، بقي أن
تعرف أن اسم الطالب هو (نيلز بور).
وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء,
بل إنه الدنماركي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء..
*فإن أخبرك يوما أحدهم بأنك غبي وأنت ترى في نفسك غير ذلك فلا تصدقه,
بل كن واثقا بذاتك.
فمن يدري فلربما حزت يوما على جائزة نوبل مثل نيلز الذي لم تهتز ثقته بنفسه أبدا!!
❀❀❀❀❀❀

ما السر في أن المؤمن عنده أمل والكافر يائس قانط؟
السر أن المؤمن يؤمن بأن هناك إلهًا رحيمًا قديرًا يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف
السوء، ويمنح الجزيل، ويغفر الذنوب، ويقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، أرحم من
الوالدة بولدها، وأبر بخلقه من أنفسهم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط
يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الحائر إذا وجد ضالته،
والغائب إذا وفد، والظمآن إذا ورد. إله يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة
ضعف ويزيد، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو، إليه يدعو المعرض عنه من قريب،
ويتلقى المقبل عليه من بعيد، ويقول:
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛
وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته
في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت
إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
إله يداول الأيام بين الناس، فيبدل من بعد الخوف أمنا ومن بعد الضعف قوة، ويجعل
من كل ضيق فرجًا، ومن كل هم مخرجًا.. ومع كل عسر يسرًا، فلذلك يأمل المؤمن
فيه، هذا مبعث الأمل وهذا هو السر: الاعتصام بالإله البر الرءوف الرحيم العزيز الكريم
الفعال لما يريد، يعيش المؤمن على أمل لا حد له، ورجاء لا تنفصم عراه، إنه دائمًا
متفائل، ينظر إلى الحياة بوجه غير الذي ينظر إليها الكافر، لا ينظر إلى الحياة بوجه
عبوس قمطرير، فهو إذا حارب فهو واثق بالله أنه سينصره؛ لأنه مع الله والله معه
[إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ][الصافات:172-173].
إذا مرض لم ينقطع أمله أبدًا من العافية:
[ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينُِ]
[الشعراء:78-80].
إذا اقترف ذنبا أو جرما فإنه لا ييأس من المغفرة، ومهما كان الذنب عظيما فإن عفو الله
أعظم
}قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{[الزمر:53].
والمؤمن إذا أعسر وضاقت ذات يده أمل في الله,
ولا يزال إيمانه فيه عظيمًا لقوله تعالى:
[ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا][الشرح:5-6]
ولن يغلب عسر يسرين ولو دخل العسر جحرًا لدخل اليسر عليه حتى يخرجه.
والمؤمن إذا انتابته كارثة من كوارث الزمن ووقعت به المصيبة؛ فإن أمله في الله
مازال موجودًا، كيف يكون موجودًا والولد قد مات؟ كيف يكون موجودًا والبيت قد احترق،
والمال قد ذهب؟ نعم إنه موجود في رجاء الأجر على احتساب المصيبة بالصبر
[الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ][البقرة:156].
هذا هو السر في عدم يأس المؤمن؛ لأن أمله موصول بخالقه ومن كان كذلك فقد فاز
وأفلح وطرد اليأس من قاموس حياته!

ولدت هيلين كيلر في مدينة (تسكمبيا) بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880م، وقبل
أن تبلغ الثانية من عمرها, أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن
الكلام لانعدام السمع.
سعت والدتها إلى تعليمها استعمال يديها في عمل إشارات؛ تفصح بها جزئيًا عما تود
قوله، ثم وضعها والدها في معهد للعميان، وطلب من رئيس القسم أن يرشدها إلى
معلمة لها، فأرشدها إلى (آن سوليفان) التي كانت قد أصيبت أول عمرها بمرض
أفقدها بصرها، ودخلت معهد العميان في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد
إليها بصرها جزئيًا.
وقد التقت بعد انتهاء دراستها بهيلين كيلر لتبدأ معها رحلة طويلة مثيرة هي أشبه
بالأعجوبة وتمثل في الحقيقة أروع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين.
رحبت أسرة كيلر بالمعلمة سوليفان ترحيبًا حارًا، وكانت هيلين آنذاك في حوالي
السادسة من عمرها، بدأت سوليفان تعلمها الحروف الأبجدية بكتابتها على كفها
بأصابعها واستعملت كذلك قطعا من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت هيلين تلمسها
بيديها وتدريجيا بدأت تؤلف الكلمات والجمل بنفسها.
وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام، بوضع يديها على فمها أثناء حديثها؛
لتحس بطريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين.
وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات
التي كانت هيلين تصدرها.
ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتبًا.
ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس
بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى, وأمكنها أن تتخرج
من الجامعة عام 1940م حاصلة على بكالوريوس علوم وهي في سن الرابعة
والعشرين.
ذاعت شهرة هيلين كيلر؛ فراحت تنهال عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة
المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين،
وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيرًا، وأمكنها أن تتعلم السباحة
والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين.
ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في
الفلسفة.
في الثلاثينات من هذا القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في
رحلة دعائية لصالح المعوقين؛ للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما
عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات الفخرية
والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان،
وانتخبت من أهم عشر سيدات في العالم.
ألفت هيلين كتابين، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عامًا.
من أقوالها :::
[ إن الذين يراقبوني من شرفة وجودهم المعافى؛ يرثون لحالي ولكن مهما بدا
طريقي مظلما في أعينهم, فإني أحمل نورًا عجائبيًا في قلبي، فالإيمان ينير كل
سبيل أسلكه ]
* في حين صرحت (هيلين كيللر)- يوما وهي العمياء، والصماء، البكماء – بقولها: لقد
استمتعت بمباهج الحياة، ونعمت بجمالها!
* وقالت وهي الصماء البكماء العميا
[ لا تحن رأسك لمشاكلك, ولكن أبقها عالية، وحينها سترى العالم مستقيما أمامك ]
وأظن أن كل يائس سيشعر بالخجل كثيرا حين يقرأ قصة هذه الأعجوبة التي تحدت
كل إعاقاتها الجسيمة وفوق ذلك ترى من جمال الحياة ومباهجها ما لا يراه اليائس
المحبط الذي يملك السمع والبصر والنطق!
فسبحان الله!
❀❀❀❀❀❀

الدنيا طافحة بالأنكاد والأكدار، مطبوعة على المشاق والأهوال،
والعوارض والمحن، هي كالحر والبرد لا بد للعبد منهما
[وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ][البقرة:155]
والقواطع محن يتبين بها الصادق من الكاذب
[أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ][العنكبوت:2].
والنفس لا تزكو إلا بالتمحيص، والبلايا تظهر الرجال، يقول ابن الجوزي: (من أراد أن
تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء, فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم)، ولا بد من
حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت؟، والحياة مبنية على المشاق وركوب
الأخطار ولا يطمع أحد أن يخلص من المحنة والألم، والمرء يتقلب في زمانه في تحول
النعم واستقبال المحن، آدم عليه السلام سجدت له الملائكة ثم بعد برهة يخرج من
الجنة، وما الابتلاء إلا عكس المقاصد وخلاف الأماني ومنع الملذات، والكل حتما يتجرع
مرارته ولكن ما بين مقل ومستكثر، يبتلى المؤمن ليهذب لا ليعذب، فتن في السراء
ومحن في الضراء
[ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ][الأعراف:168]
والمكروه قد يأتي بالمحبوب، والمرغوب قد يأتي بالمكروه، فلا تأمن أن توافيك
المضرة من جانب المسرة، ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة، قال تعالى:
[وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ][البقرة:216]..
فما منعك ربك أيها المبتلى إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا امتحنك إلا
ليصطفيك، يبتلي بالنعم، وينعم بالبلاء.
يقول أبو الدرداء: (من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها, ولا ينال ما عنده إلا
بتركها) فتشاغل بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار عن زلل أو
وقوف على الباب إلى رب الأرباب, وتلمح سرعة زوال بليتك تهن فلولا كرب الشدة ما
رجيت ساعة الراحة، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط فتخذل
وتذكر كثرة نعم الله عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضاء, فطول الليل وإن تناهى
فالصبح له انفلاج، وآخر الهم أول الفرج, والدهر لا يبقى على حال بل كل أمر بعده أمر
وما من شدة إلا ستهون, ولا تيأس وإن تضايقت الكروب فلن يغلب عسر يسرين،
واضرع إلى الله يسرع نحوك بالفرج، وما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه المخرج.
❀❀❀❀❀❀

هناك.. في صحراء مكة القاحلة.. حيث لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق.. تركها
زوجها هي ورضيعها.. ثم مضى في طريق عودته بعد أن ترك لهم شيئا يسيرا من
الماء والزاد.
فنادته زوجته قائلة: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه
أنيس؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب.
فقالت الزوجة- وكأنها أدركت أن أمرا ما يمنع زوجها من الرد عليها -: أالله أمرك بهذا؟
فيرد الزوج: نعم.
فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معني اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف
تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، في غير تردد ولا قلق، إذن لا يضيعنا وانصرف
إبراهيم –عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول:
[ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ
تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
السَّمَاءِ][إبراهيم:37-38].
ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جف لبنها فلا تجد ما ترضعه،
والطفل يتلوى جوعا وعطشًا؛ ويصرخ، ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يدمي
قلب الأم الحنون.
وتسرع وتصعد على جبل الصفا، لعلها ترى أحدا ينقذها هي وطفلها من الهلاك،
أو تجد بعض الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة،
وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها،
فيبعث الله جبريل – عليه السلام – فيضرب الأرض بجناحه؛ لتخرج عين ماء بجانب
الصغير، فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطق بحمد الله على نعمته، وجعلت تغرف من
مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زُمّى زُمّي، فسميت هذه
العين زمزم يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معينا ][البخاري].
إنها هاجر، أم إسماعيل، وزوج إبراهيم خليل الله – رضي الله عنها – عرفت في
التاريخ بأم العرب العدنانيين.
وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة – زوج إبراهيم الأولى – عندما هاجرا إلى مصر.
ولما أدركت سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها؛
عسى الله أن يرزقه منها الولد.
وتزوج إبراهيم – عليه السلام – السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل،
ثم وضعت إسماعيل – عليه السلام – ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة،
فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه
أن يأخذ السيدة هاجر بعيدًا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم – عليه السلام – إلى صحراء
مكة، بأمر من الله، ولحكمه يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولرضيعها.
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة
(جرهم) وأرادوا البقاء في هذا المكان؛ لما رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن
بجانبها، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشب الطفل الرضيع
بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، ولما كبر تزوج امرأة منهم. هذه هي هاجر أم الذبيح،
تركت لنا مثالا رائعًا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية؛ فقد أخلصت
النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من
حيث لا تحتسب؛ لأنها لم تيأس من رحمة ربها.
وقد جعل الله – سبحانه – ما فعلته السيدة هاجر – رضي الله عنها – من الصعود
والسعي بين الصفاء والمروة من أعمال الحج, فسبحان الله الرحمن الرحيم ألا تتفكر
أيها المؤمن كيف يفرج الله الكرب, ويزيل الهم والضيق!
❀❀❀❀❀❀

حين تكبو فانهض... لا تنتظر من أحدهم أن يمد يده إليك ليساعدك.. أزل الغبار عن
ثيابك, واجمع حاجياتك المتناثرة والبس نعليك وأكمل المسير؛ فالطريق لم ينته بعد!
حين تكبو فانهض.. فالفشل لا يعني نهاية العالم..؛لأنك حين تبحث ستجد أشياء جميلة
في هذا العالم تستحق منك أن تبدأ من جديد..!
حين تكبو فانهض.. وأطفئ شموع اليأس التي تتراقص ظلالها على جدران حياتك..
وانفث من أنفاس إرادتك ما يجعلها تخبو للأبد, واسكب الزيت بهدوء في قناديل الأمل!
حين تكبو فانهض.. وقَلِّب أوراق التاريخ العتيقة, وأطلق العنان لنفسك المثقلة بالهموم
لتبحر في لجة أمواج الصراع التي عاشها العظماء ضد الفشل, وأصغ السمع لأنين
اليأس الذي ولى الأدبار مثخن الجراح أمام عنفوان إرادتهم!
حين تكبو فانهض.. وحطم دوائر الحزن التي حاكتها حول قلبك خيوط اليأس,
واعلم أن تشبثك بالأمل سيحيل خيوطها أنكاثا فاصمد!
حين تكبو فانهض... أطلق أسر دموعك دعها تجري أنهارا فوق وجنتيك.. تخلص من
ملوحة الانكسار.. لا تكبت مشاعر الانهزام في داخلك.. بل اقذف بها بعيدا عن
حقولك.. فليس عارًا أن نبكي, لكن العار أن نظل نبكي للأبد
وأشجارنا في حقولنا تحترق!
حين تكبو فانهض... حطم تماثيل الوهم التي نصبتها في قلبك.....
لمن لا يستحق نبضاته.. فشيء رائع أن نرسم صورة جميلة لمن نحب, لكن الأروع أن
نؤمن أن تلك الصورة لا توجد إلا في الخيال فقط... فلملم شتات قلبك وأكمل المسير
ولا تلتفت وراءك أبدا!
حين تكبو فانهض... وانظر لجمال الورود من حولك, واستنشق عبيرها الفواح..
وتعلم منها كيف أنها تتباهى بجمالها رغم الأشواك التي تحيط بها!
حين تكبو فانهض.. لأن نهوضك سيمنحك لذة الانتصار الذي يعلمك
أن تنهض كلما كبوت!
❀❀❀❀❀❀

أحد السلف كان أقرع الرأس.. أبرص البدن. أعمى العينين.. مشلول القدمين واليدين،
وكان يقول:
[ الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، وفضلني عليهم تفضيلا ]
فمر به رجل فقال له: مما عافاك؟؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول.. فمما عافاك؟
فقال: ويحك يا رجل؛ جعل لي لسانا ذاكرًا، وقلبا شاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، اللهم
ما أصبح بي من نعمة, أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك
الشكر، قال تعالى:
[ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ][الزخرف:36].
❀❀❀❀❀❀

لما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم, شم ريحًا طيبة؛ فقال:
«يا جبريل ما هذه الريح الطيبة؟ قال: هذه ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها».
انتشر أمر موسى – عليه السلام – وكثر أتباعه، وأصبح المؤمنون برسالته خطرًا
مستمرًا، يهدد فرعون وملكه، وظل فرعون في قصره في حالة غليان مستمر,
يمشي ذهابًا وإيابًا، يفكر في أمر موسى، وماذا يفعل بشأنه وشأن أتباعه، فأرسل
في طلب رئيس وزرائه هامان؛ ليبحثا معًا الأمر، وقررا أن يقبض على كل من يؤمن
بدعوة موسى، وأن يعذب حتى يرجع عن دينه، فَسَخَّر فرعون جنوده في البحث عن
المؤمنين بدعوة موسى، وأصبح قصر فرعون مقبرة للأحياء من المؤمنين بالله
والموحدين له، وكانت صيحات المؤمنين وصرخاتهم ترتفع من شدة الألم ووطأة
التعذيب, تلعن الظالمين وتشكو إلى ربها صنيعهم.
وكان في قصر فرعون امرأة تقوم بتمشيط شعر ابنته وتجميلها، وكانت من الذين
آمنوا، وكتموا الإيمان في قلوبهم، وذات مرة كانت تمشط ابنة فرعون كعادتها كل يوم،
فسقط المشط من يدها على الأرض، ولما همت بأخذه من الأرض، قالت: بسم الله،
فقالت لها ابنة فرعون: أتقصدين أبي؟ قالت: لا. إنما أقصد الله ربي ورب أبيك، فغضبت
ابنة فرعون من الماشطة وهددتها بإخبار أبيها بذلك، ولكن الماشطة لم تخف،
فأسرعت البنت لتخبر أباها بأن هناك في القصر من يكفر به، فلما سمع فرعون ذلك
اشتعل غضبه، وأعلن أنه سينتقم منها ومن أولادها، فدعاها، وقال لها: أو لك رب
غيري؟! قالت: نعم، ربي وربك الله. وهنا جن جنونه، فأمر بإحضار وعاء ضخم من
نحاس وأوقد النار فيه، وأمر بإلقائها هي وأولادها فيه، فما كان من المرأة إلا أن قالت
لفرعون: إن لي إليك حاجة، فقال لها: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي
وعظام أولادي في ثوب واحد وتدفننا، فقال: ذلك علينا. ثم أمر بإلقاء أولادها واحدًا تلو
الآخر، والأم ترى ما يحدث لفلذات كبدها، وهي صابرة محتسبة، والأولاد يصرخون
أمامها، ثم يموتون حرقا، وهي لا تستطيع أن تفعل لهم شيئًا، وأوشك الوهن أن يدب
في قلبها لما تراه وتسمعه، حتى أنطق الله – عز وجل – آخر أولادها- وهو طفل
رضيع – حيث قال لها: يا أماه، اصبري، فإنك على الحق.
فاقتحمت المرأة مع أولادها النار، وهي تدعو الله أن يتقبل منها إسلامها، فضربت بذلك
مثالاً طيبًا للمرأة المسلمة التي تعرف الله حق معرفته، وتتمسك
بدينها , وتصبر في سبيله، وتمتحن بالإرهاب، فلا تخاف، وتبتلى بالعذاب فلا تهن أو
تلين، وماتت ماشطة ابنة فرعون وأبناؤها شهداء في سبيل الله، بعدما ضربوا أروع
مثال في التضحية والصبر والفداء وعدم اليأس من رحمة الله.
امرأة بسيطة تعلقت روحها بالأمل الكبير الذي تطمح نحوه
كل نفس مؤمنة وهو رضا الله والجنة.
أمل كان يحدوها ويطرد اليأس من نفسها وهي ترى فلذات كبدها
يحترقون بنار فرعون وجبروته, وصرخاتهم المتألمة تحثها على
التراجع واليأس وفقدان الأمل والتبرم من هذا الوضع الأليم!
لكنه الإيمان حين يتغلغل إلى الروح المؤمنة فتأتيها البشرى سراعًا
[ اصبري، يا أماه فإنك على الحق ]
❀❀❀❀❀❀

:::: هيا اهتف بهذا الدعاء الحار الصادق؛ فإنه لكشف الكرب والهم والحزن ::::
❀❀❀
[ لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم، يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك
أستغيث ]
❀❀
[ اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت ]
❀❀
[ استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ]❀❀
[ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ]❀❀
[اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك،عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك،
أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وذهاب همي، وجلاء حزني ]
❀❀
[ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال ]
❀❀
[ حسبنا الله ونعم الوكيل ]❀❀❀❀❀❀

------------------------------
❀ كتابة الموضوع ..❀ Sedra
-------------------------------
❀ تنسيق وتتدقيق ❀ Sedra
-------------------------------
❀ تصميم الفواصل ❀ white
-------------------------------
❀ المرجع ❀ هكذا هزموا الياس
------------------------------
❀❀❀❀❀❀

0 التعليقات:
إرسال تعليق