القدوه



|| الحمد لله منزل الكتاب وهازم الأحزاب ومجري السحاب وخالق خلقه من تراب ||

|| والصلاة والسلام على خير من صلى وتاب ||

|| وجميع الآل والأصحاب ومن تبعهم إلى يوم المئاب .||

|| كيف حالكم أحبتي ؟؟؟ ||

|| يسر فريق t.b.e أن يقدم لكم موضوعه بعنوان ||

[ القدوة ]

|[ كتابة :: تكفيني أخلاقي]|[تنسيق :: Sedra ]|[الفواصل :: الوفي]|
|[تتدقيق وتخريج الآيات ::صادق ]|



إن روعة البيان وسحر الكلام ليعجزان عن التعبير في هذا المجال

لأنه تحدث فيه الكثير وطوقته الأقلام أكثر من مرة وما أنا إلا قطرة في بحر

أحاول أن أستعير بلاغة القول وسحراً لأداء وروعة البيان لأعبر عن كل ما في صدري

وتنطق به مشاعري وإنه ليسعدني أن أجول بفكري وعقلي متحدثتاً في هذا

الموضوع الشائق

الذي يعتبر من موضوعات الهامة فموضوع ( القدوة ) من الموضوعات المهمة

التي يجب على كل منا التعبير فيه برأيه

وبذلك تتبلور الأفكار ونضع نصب أعيننا تصوراً للموضوع

وخلاصة الأذهان

القدوة هي كلمة بسيطة لكن تحمل معنى ضخم




1-القدوة وأهميتها

2- الأساس النفسي في عملية الاقتداء

أ-الرغبة في المحاكاة والاقتداء

ب- الاستعداد للتقليد

جـ - الهدف

3-الفرق بين القدوة والأسوة

4-القائد قدوة ومحتسب بين أفراده

5-موقومات القدوة الحسنة و مخمداتها

6-الخاتمة




[ تعريف القدوة ]

في اللغـة :: جاء في المعجم الوسيط ::

( 1 ) القدوة : يقال فلان قدوة إذا كان يقتدى بـه ، ولي بك قدوة . ومنها قوله ::

[ اقتدى به ، أي فعل مثل فعله تشبهاً به ]

|| وفي لسان العرب ||

[ القدوة من التقدم ، يقال فلان لا يقاديه أحد ولا يباريه أحد ولا يجاريه
أحد وذلك إذا تميز في الخلال كلها ]

|| أما في الاصطلاح ||


[ فالاقتداء هو طلب موافقة الغير في فعله ]

( 3) .والقدوة هو الأسوة والعكس ،فالأسوة كما يقول القرطبي رحمه الله

[ هو ما يتأسى به أي يعتزي به فيقتدي به في جميع أحواله ]

ثانيا :: أهمية القدوة الصالحة ::

إن للقدوة الصالحة التي يمثلها القائد أثراً فعالاً في حياة من يرأسهم

وهو مسؤول عنهم ، لها أثر في تربيتهم وإصلاحهم .

ذلك أن القدوة نموذج إنساني يعيش ممثلاً ومطبقاً لذلك المنهج الرباني الذي جاء في

القرآن الكريم والسنة المطهرة ،وهذا النموذج يعيش واقعاً عملياً يحقق تطبيق ذلك

المنهج من خلال السلوك والتصرفات التي تُرى بالعين فتترك أثراً عميقاً في نفوس

الناس الذين يعيشون من حوله, مما يجعلهم يأخذون ويقبلون ما يقوله أو يفعله دون

تردد أو ريبة , لأن ما يمثله هو الإسلام الذي صاغ نفسه على وفق ما دعى إليه

الإسلام فجعل منه نموذجاً قرآنياً يدب على الأرض

وعلى هذا يكون القائد الداعية ، مثلاً حياً لكل المبادئ التي يعتنقها ،

مثلاً ترنوا إليه أعين مرؤسيه وتنجذب إليه نفوسهم حتى يستمدوا من الفضائل

التي يفترض أن يحملها فينير لهم طريق الخير .

ألا وإن مما يمكن أن نبين به أهمية القدوة هو ذلك المثال العظيم

والأثر الكبير الذي مثلته القدوة في نشر الإسلام في كثير من أصقاع الدنيا بواسطة

تلك النماذج المتحركة التي دعت إلى الإسلام بأفعالها قبل أقوالها ، فاستقطبت تلك

النماذج ملايين البشر دخلوا في دين الله دونما فتح ولا جهاد تلك النماذج تمثلت في

أعداد ليست بالكثيرة من التجار المسلمين والزوار الذين

أدخلوا بسيرتهم وتمسكهم بتعاليم دينهم كل هذه الأعداد إلى الإسلام .

كما أن على القائد أن يدرك أيضاً أن هناك خطورة حقيقية في حال عدم تحسسه

لأهمية الدور الذي هو فيه فعليه أن يأخذ جانب الحيطة والحذر في كل تصرفاته وأن

لا يأتي إلا ما يراه خيراً يرضي ربه ويحض به جنده لأنه في نظر أفراده ومرؤسية

إن صح لنا أن نشبهه كالشاشة البيضاء الناصعة البياض التي يمكن أن ترى

عليها أدنى الملوثات .

وإن المرؤسين حول قائدهم الذي هو قدوتهم ينظرون إليه دائماً نظرة الناقد

وفي الوقت نفسه المُقلد الذي يَتَلقون عنه ،وهم يحسبون عليه كل حركاته وسكناته

سواء شعر بذلك أم لم يشعر لأنه كما كررنا في نظر مرؤسيه مصدر إقتداء ، ومادام

على هذا الحال فإنهم يرون فيه الكمال

مما يجعله في أعينهم فاضلاً وبالتالي يجب تقليده والأخذ عنه ،




[ الأساس النفسي في عملية الاقتداء ]

إن فكرة وجود القدوة تقوم على أساس منطوقة تأثير الطباع في الطباع.

وحاجة الناس إلى القدوة النابعة من غريزة تكمن في نفوس البشر أجمع هي التقليد

وهي رغبة ملحة تدفع الطفل والضعيف والمرؤوس إلى محاكاة سلوك الرجل ،

والقوي ، والرئيس ، كما تدفع غريزة الانقياد في القطيع جميع أفراده

اتباع قائده واقتفاء أثره

وعلى هذا الأساس يتضح لنا أن عملية الاقتداء ليست حالة طارئة

قد تحصل وقد لا تحصل ولكنها كما تقدم غريزة مغروسة

في نفس كل إنسان تظهر متى وجد واحد من عناصرها الثلاثة وهي :




[ الرغبة في المحاكاة والاقتداء ]

فالطفل أو الفتى مدفوع برغبة خفية لا يشعر بها نحو محاكاة من يعجب به في لهجة

الحديث ، أو أسلوب الحركة ، أو المعاملة ، وهذا التقليد قد يكون في حسنات السلوك

وقد يكون في سيئاتـه ، وقد تلاحظ في بعض المرؤسين مع قائدهم شيء مـن هـذا

فتجـد المقتدي ( المقلد ) يقلد رئيسه وقائده في بعض الحركات حتى في طريقة

ونبرة الصوت وحركة الشفائف ،وهذا لاحظناه في أوساط قواتنا المسلحة ممن

يعجبوت ببعض قادتهم ويتأثرون بهم .





[ الاستعداد للتقليد ]

لكل مرحلة من العمر استعدادات وطاقات محددة وعلى هذا نجد الإسلام

لم يأمر الأطفال بالصلاة قبل سبع سنوات ، ولا يمنع ذلك من ترك الطفل يقلد أبويه

بحركات الصلاة قبل أن يبلغ السابعة ومن الظروف التي تهيب بالناس جميعاً استعداداً

لتقليد الأزمات والكوارث والآلام الإجتماعية التي يتحول معها القائد ليكون أباً وبطلاً

يحاكيه كل مرؤسيه في كل سلوك من حياته ومن تلك الأسباب أيضاً الشعور بالضعف

أمام القوة فالمغلوب يقلد الغالب .







[ الهدف ]

إن لكل تقليد هدفاً وقد يكون هذا الهدف معروفاً لدى المقلد وقد لا يكون معروفاً ،

فعدم وضوح الهدف أو معرفته تكون لمجرد المحاكاة والتقليد فقط ،

وأما وضوحه فقد يرتقي معه وعي التقليد لدى المقلد حتى يصبح عملية فكرية يمزج

فيها بين الوعي والانتماء والمحاكاة والاعتزاز وعندها يرتقي بهذا التقليد إلى مفهوم

راق في الإسلام ، يطلق عليه ( الاتباع ) وأرقى هذا الاتباع ما كان على بصيرة

|| يقول الحق تبارك وتعالى ||

[ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ]يوسف-108


فإذا ما أدرك القائد هذا وعرفه كان لزاماً عليه أن يراعي وجود هذه الغريزة لدى

مرؤسيه ،فيجتهد بعد ذلك أن لا يعمل ولا يتصرف إلا على وحي مما كان عليه قدوته

وقدوة المسلمين بعامة نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيكون القائد قد

استثمر هذه الفطرة عند مرؤسيه فيما يعود على الجميع بالنفع والفائدة .




|| الفرق بين القدوة والأسوة ||

|| فلا تزال بين اللفظتين فروقاً يمكن حصرها في أن ||


(1) التأسي أشد في بابه من الاقتداء .

(2) التأسي يجعل معنى الالتزام من الغير بشكل أقوى ولذلك فإنها جاءت مع النبي

صلى الله عليه وسلم باعتباره أفضل الأنبياء والمرسلين ::

[ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ]الأحزاب-21


= () =

أما القدوة فقـد جاءت مع غيره من الأنبيـاء والصالحين من الصحابة وغيرهم

[ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ]الأنعام-90

يعني بالأنبياء والرسل السابقين لمحمد صلى الله عليـه وسلم جميعـاً ،

وكذلك ما ورد في قولـه صلى الله عليه وسلم ::

[ اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ]


|| القائد قدوة ومحتسب بين أفراده ||


لابد من وقفة نحدد فيها ملامح شخصية القدوة بشكل عام وكيف يمكن إعداده حتى

يكون ذلك عوناً له كيما يعد نفسه على وحي من ذلك فيكون متصفاً بصفات القدوة

الصالحة التي بها ينجح في قيادته ودعوته إلى الله بين أفراده .وفي نقاط مختصرة

نستطيع أن نحدد تلك الملامح للقدوة التي جاءت في القرآن من خلال النقاط التالية :

|| (1) أن القدوة ( القائد ) ||

صنف من البشر قد اختاره الله لأن يكون راعياً ومسؤولاً عن رعيته وهذا يوجب عليه أن

يكون محتسباً في الدعوة إلى الله وهذا التشريف له بهذه المسؤولية هو في الوقت

نفسه تكليف يقول الله في شأن هذا التكليف ::

[ الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ]الحج-75


ويقول تعالى أيضاً ::

[ الله يجتبي إليه من يشاء ]الشورى-13

(2) إن القدوة وهو مختار ، ملزم بمتابعة منهج لا يحيد عنه ، وهذا المنهج هو ما جاء به

الإسلام يقول الحق موجهاً كل أتباع هذا الدين ::

[ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ]الأنعام-153

(3) أن القدوة تحوطه عناية الله وتوفيقه مادام مستقيماً على منهج الله ومطبقاً له

في نفسه وهذه العناية وهذا التوفيق متمثل في نصر الله له وتثبيته له يقول الله في ذلك :

[ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ]غافر-51

ويقول تعالى :

[ وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ]الروم-47

(4) أن القدوة الذي يحالفه النصر من الله والتوفيق والثبات على منهجه يكون قد أصبح

في درجه تؤهله بأن يكون قدوة صالحة يأمر بكل معروف وينهى عن كل منكر

وعندها تحصل له الخيرية التي وعد الله بها من يقوم بذلك ويحصل له الاجتباء والاختيار

يقول الحق تبارك وتعالى ::

[ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ]آل عمران-110

هذه إذن نقاط بارزة يجب أن تظهر في شخصية القدوة الذي يجب على الأمة

أن تعد أبناءها الذين سيصبحون في يوم ما قادة لأمتهم يحملون رسالتها ويدعون

إلى مبادئها ،ولن يكونوا على مستوى هذه المهمة ،إلا إذا تم لهم ذلك الإعداد الذي

يتطلبه إعـداد القدوة ،وهذا الإعداد يتطلب أن ندرك أن الإنسان الذي يمثل هـذا الدور

( دور القدوة ) يولد ومعه بعض الصفات الموروثة التي يمكن استغلالها وصقلها ،

ومن هـذه الصفات الذكاء ، والفطرة المستقيمة

[ كل مولود يولد على الفطرة ]

أما الصفات المكتسبة من البيئة التي يعيش فيها الشاب كالتقاليد واللغة والروح

الجماعية والانعزالية وغيرها فيمكن استغلالها وتوجيهها في نفس هذا الشاب

على نحو ما تدعو إليه عقيدته ويسير في مرضات ربه .



والقدوه الحسنه لهامقوماتها ومنها

1_. موافقة العمل القول : فهما قرينان ، ولايكون قدوة حسنة أبداً من تخالف أفعاله

أقواله وأعماله كلامته قال تعالى ::

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ]الصف-2

2_. علو الهمة :فعلو الهمة عامل مساعد في مقومات القدوة الحسنة ، والقدوة

الحسنة نوع من التميز ولهذا ينبغي لصاحبها أن يكون صاحب همة عالية وعزيمة

متوقدة .

3_. التحلي بالأخلاق الحميدة : وخاصة أمهات الأخلاق كالحلم والصبر والصدق

والشجاعة والوفاء والحكمة والعدل وغيرها .

4_. العمل الصالح وفق منهج الإتباع : فلا يكون قدوة حسنة من يخالف عمله

سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولايكون قدوة حسنة من يجاهر بالمعاصي

والعمل السوء .

=()=

والآن بعدما أطلعنا على مقومات القدوة الحسنة سوف نطلع على مخمداتها قد نقع

فيها ونكون بعد ذلك قدوة سيئة للغاية مثل ::

أن نكذب على الأطفال ثم نثور من الغضب عندما نراهم يكذبون

مثل ::

أن نعدهم وعود كثيرة ثم نخلفها

في نهاية مطافي أحب أن أذكركم بأن القدوة السيئة قد انتشرت وبشكل كبير

مثل أن يقتدي الشاب أو الشابة بأحد ::

[الممثلبين أو المغنين أو الضائعين ...إلى مالا نهاية ]

وأتمنى من الله عز وجل أن يحمينا منها ويحمي أبناء بلادنا الغالين

وأتمنى أن تكونوا قدوة لإخوتكم وأصدقائكم أيضاً وأن تعرفوننا على قدوتكم




ومن خلال ما سبق وما ذكرنا يتضح لنا أن هذا الموضوع من الموضوعات الهامة المؤثرة

فى مجالات الحياة , فيجب الاهتمامبه حتى نرتقي ونتقدم في ثقافاتنا وآدابنا

وهكذا ترنم القلم على قيثارة الفكر والشجن ، متجولا حينا ، ومتأملاً أحياناً ؛

فالموضوع كالدوحة المثمرة أغصانها وثمارها ، فحقاً تحتاج إلى صفحات وصفحات

كي نأتي على ثمارها فما بالنا بظلالها الوارفة . فهذا جهد متواضع ، لعله أنار غصنا

من أغصانها وهفا عبر أشجان وأفكار متدافعة ، لعلني قدمت شيئاً نافعاً .

وأتمنى أن لا أكون قد أثقلت عليكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق