التوريث الدعوي ●● وأثره على الدعاة والصالحين ●● منتدى انيميات ●● فريق ™ Eagles Arts
التوريث الدعوي ●● وأثره على الدعاة والصالحين ●● منتدى انيميات ●● فريق ™ Eagles Arts
التوريث الدعوي ●● وأثره على الدعاة والصالحين ●● منتدى انيميات ●● فريق ™ Eagles Arts

●●الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات , وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لاشريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله
, وأدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة
البيضاء ليلها كنهارها ,صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين ,
ورضى الله عن كل من تبع سنته وعمل بها إلى يوم الدين ,
وعنا معهم بعوفك ورضاك يا أرحم الراحمين ●●
●●قال تعالى : (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
"إن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ,
وإنما ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر" .
اُقدم لكم رسالة في التوريث وأهميته في حياة الدعاة إلى الله تعالى ●●
●●معنى التوريث
لغة :وَرِث , يرث وَرثاً ,ووِراثة ,ووراثًا ,وتُراثاً , وميراثاً ,وإرثاً , وإراثاً :
صار من خلّفه إليه فهو وارث ,وهم ورثة ووراث .
والمال موروث . والأب موروث .
ويقال لكل من حصل له شيء من غير تعب : قد ورث كذا .
وورث ماله ومجده .
وورث منه علماً : استفاد
وورثه : خلف له مالاً أو مجداً .
والوارث من أسماء الله تعالى : قال تعالى (( وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ)) آل عمران : 180...
والوراثة : ان يحصل للإنسان شيء لايكون عليه فيه تبعة ولاعليه محاسبة .
اصطلاحاً : والتوريث المقصود في هذا البحث : هو مايتركه السابق للآحق من خبرة أو
, تجربة أو لوائح,أو طرائق في مجال الدعوة خاصة ●●
●●التوريث في كتاب الله تعالى ..
قد ذكر الله تعالى في كتابه الوراثة والتوريث مراراً ,
وذلك علامة أهمية هذة القضية , وقد كان الانبياء العظام
مهتمين بها أيضاً , فمن ذلك قوله تعالى قاصاً قول زكريا عليه السلام : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا {5]يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )) مريم :5-6
فزكريا عليه السلام يخاف انقطاع االنبوة من نسله ,
ويريد من يرثه : يرث العلم ويرث النبوة , قال الاستاذ سيد قطب
- رحمه الله تعالى : " صوّر حاله , وقدم رجاءه , ذكر مايخشاه وعرض مايطلبه . انه يخشى من بعده , يخشاهم الا يقوموا على تراثه بما يرضاه , وتراثه هو دعوته التي يقوم عليها - وهوا حد ابنياء بني اسرائيل البارزين - واهله الذين يرعاهم , ومنهم مريم التي كانت قِّيماً عليها وهي تخدم المحراب الذي يتولاه ... وهو يخشى الموالي من ورائه على هذا التراث كله, ويخشى الا يسيروا فيه فيه سيرته ... ذلك مايخشاه ,فأما مايطلبه فهو الولاء الصالح الذي يحسن الوراثة , ويحسن القيام على تراثه , وتراثه النبوة من اباءه واجداده ... " .
وقال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى: " وجه خوفه انه خشى ان يتصرفوا بعده في الناس تصرفاً سيئاً , فسأل الله ولداً يكون نبياً من بعده ليسوسهم بنبوته مومايوحى اليه فأجيب في ذلك , لا انه خشى من وراثته له ماله ؛ فإن النبي اعظم منزلة واجلّ قدراً من أن يشفق على ماله إلى ماهذا حده ان يأنف من وراثة عصباته له , ويسال ان يكون له ولد فيجوز ميراثه دونهم , هذا وجه .
●●
الثاني : انه لم يذكر انه كان ذا مال بل كان نجاراً ياكل من كسب يده , ومثل هذا لايجمع مالاً , ولا سيما الانبياء - عليهم السلام - فإنهم كانوا ازهد شيء في الدنيا .
●●
الثالث : انهقد ثبت في الصحيحين من غير وجه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا نورث , ماتركناه فهو صدقة " , وفي رواية عند الترمذي بسند صحيح : " نحن معشر الانبياء لانورث " وعلى هذا فتعين حمل قوله : ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا-5- يَرِثُنِي ﴾ سورة مريم 5-6 , على ميراث النبوة.
ونعى الله تعالى على اقوام يرثون الكتاب بدون فهم ولاتطبيق ولاتدبير , فقال عن بني اسرائيل :﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦٩﴾
الاعراف 169 .
قال الاستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى : " صفة هذا الخلف الذي جاء بعد ذلك السلف من قوم موسى انهم ورثوا الكتاب ودرسوه , ولكنهم لم يكيفوا به ولم تتأثر به قلوبهم ولا سلوكهم , شأن العقيدة حين تتحول الى ثقافة تدرس وعلم يحفظ , وكل ما رأوا عرضاً من اعراض الحياة الدنيا تهافتوا عليه ثمّ تأولوا وقالوا : سيغفر لنا ... " .
وقال تعالى : (( وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ))الشورى 14
والله تعالى يبين في كتابه العظيم ان الوراثة والتوريث بأمره ليس من ذلك من شيء لاحد من الخلق , فهم ينتظرون مشيئته بتسليم واطمئنان يقول تعالى : قاصاً قول نبيه موسى عليه السلام لبني اسرائيل : ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٢٨﴾الاعراف 128 , قال الاستاذ سيد رحمه الله تعالى :" ان الارض لله , وما فرعون اوقومه الا نزلاء فيها , والله يورثها من يشاء من عباده - وفق سنته وحكمته - فلا ينظر الداعون الى رب العالمين الا شيئاً من ظواهر الامور التي تخيل للناظرين ان الطاغوت مكين في الارض غير مزحزح عنها , فصاحب الارض ومالكها هو الذي يقررمتى يطرهم منها ".
وقال تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))الانبياء 105 , الذكر هو التوراة , والزبور كتاب نبي الله داود عليه الصلاة والسلام .
وهنا يتحدث الاستاذ سيد قطب - رحمه الله تعالى - حديثاً طويلاً عن هذه الوراثة ومن يستحقها , واختار من كلامه قوله :
" ماهي هذه الوراثة ؟ ومن هم عباد الله الصالحون ؟ لقد استخلف الله آدم في الارض لعمارتها واصلاحها , وتنميتها وتحويرها , واستخدام االكنوز والطاقات المرصودة فيها , واستغلال الثروات الظاهرة والمخبوءة والبلوغ بها الى الكمال المقدّر لها في عالم الله , ولقد وضع الله للبشر منهجاً متكاملاً للعمل على وفقه بهذه الارض ... في هذا المنهج ليست عمارة الارض واستغلال ثرواتها والانتفاع بطاقاتها هو وحده المقصود ولكن المقصود هو هذا مع العناية بضمير الانسان ليبلغ الانسان كماله المقدر له في هذه الحياة ... فقد يبلغ على الارض جَبارون وظلمة و طغاة , وقد يبلغ عليها همج ومتبربرون وغزاة , وقد يبلغ عليها كفار فجَّار يحسنون استغلال قوى الارض وطاقاتها استغلالاً مادياً , ولكن هذه ليست سوى تجارب الطريق , والوراثة الخيرة هي للعباد الصالحين الذين يجمعون بين الايمان والعمل الصالح ... وماعلى أصحاب الايمان إلا ان يحققوا مدلول إيمانهم وهو العمل الصالح , والنهوض بتبعات الخلافة ليتحقق وعد الله وتجري سنته ((أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)) , فالمؤمنون العاملون هم عباد الله الصالحون " .
●●الصالحون والميراث :
ولما سبق أقول : إن الصالح يحرص على ان يُوَرَّث ميراثاً حسناً كما قال تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا )) فاطر : 32 , فيرث الصلاح والخير والقرآن والدعوة الى الله تعالى , وهو كذلك يحرص على أن يُورّثَ العمل الصالح ؛ فيدع أولاداً صالحين , واعمالاً صالحة , وذلك كان مطلباً لنبي الله إبراهيم عليه افضل الصلاة والتسليم حيث قال : (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ )) الشعراء : 84 , اي : اجعل الآخرين الذين يأتون من بعدي يثنون علىيَّ ثناءً حسناً ويذكرونني ذكراً عاطراً , فأوتيَ ذلك عليه افضل الصلاة والتسليم كما قال تعالى : ((وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ )) الصافات : 78 , ثمّ طلب الوراثة العظمى : ((وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ )) الشعراء :85 , فأوتيّ ذلك عليه افضل الصلاة والسلام , وليس أعظم من أن يترك العبد عملاً صالحاً يورثه لمن بعده من الاجيال , فيظل عطر ذكراه باقياً مابقيت هذه الارض , ويتردد صدى عمله في جنباتها يرشد العاملين ويهدي السائرين , والله الموفق ●●
●●التوريث في السنة الشريفة المطهرة .
قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة أحاديث يمكن ان يستنبط منها قواعد مهمة للتوريث , ويستنبط منها- أيضاً - عنايته الكبيرة - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - بهذه القضية الخطيرة , فمن تلك القواعد :
1- تناقل العلم فيما بين الصحابة ومن بعدهم من اجيال المسلمين ,أو من لم يحضر ما قاله صلى الله عليه وسلم , فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" ليبلِّغ الشاهد الغائب ؛ فإن الشاهد عسى أن يُبَلِّغ مَن هو أوعى له منه " اخرجه البخاري .
وفي معنى اهذا الحديث وردت عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس لما أرشدهم إلى بعض أمور دينهم " احفظوه وأخبروه من وراءكم " .
فهذا التناقل المشار إليه هو نوع من التوريث .
ومن ذلك أيضاً ماكان من حال معاذ بن جبل رضي الله عنه حيث يحدثه النبي صلى الله عليه وسلم بحديث فيكتمه - كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم - ثم يورثه لمن بعده عندما جانت منيته , فقد قال حدَّثه النبي صلى الله عليه وسلم , وهو رديفه على الرَّحْل , قال :" يا معاذ بن جبل ".
قال : لبيك يارسول الله وسعديك .
قال :" يامعاذ " .
قال : لبيك يارسول الله وسعديك (ثلاثاً ).
قال :" مامن أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إالا حرمه الله على النار ".
قال : يارسول الله , أفلا أُخبر الناس فيستبشروا ؟
قال : " إذا تكلموا " وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً , أي خشية الوقوع في إثم كتم العلم .
2- الاهتمام بتوعية التوريث وأنه ينبغي أن يكون في الامور الجامعة المهمة للأمة .
ومثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في شأن وراثة الأنبياء :" إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً , ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ". اخرجه الامام داود و الترمذي في كتاب العلم .
3- التشجيع على توريث العلم الصالح :
فهذا النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يذكر في حديث له قضية يمكن أن تدرج ضمن التشجيع على التوريث , وهي قضية الاعمال الصالحة التي تناقلتها الأجيال بإعجاب ,ويكون أجرها للعامل الأول ,
فقد قال صلى الله عليه وسلم :" من سن في الإسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده كتب له مثل اجر من عمل بها ولاينقص من أُجورهم شيء " . اخرجه الإمام مسلم .
4- جملة من الأعمال الإدارية للدولة الاسلامية الأولى :
هناك عدد من الأعمال التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم ومبينة لاهتمامه صلى الله عليه وسلم بهذه القضية , فمن ذلك إقراره لمبدأ الشورى لإدارة شئون الدولة , وكذلك إشارته الواضحة بتولية أبي بكر الصديق رضي الله عنه من بعده , ومبادئ الحرب التي كان يبنيها لهم صلى الله عليه وسلم , والعلاقات بين الدول , وإقامة الحدود لحفظ الأمن والنفوس , وغير ذلك من القضايا الكثيرة التي سقت أمثلة لها فقط , وإلا في الدين كله توريث على الحقيقة , فكيفية الصلاة والزكاة والحج والصوم والمواريث وغير ذلك هي انواع من التوريث , لكني إنما ذكرت ها هنا مانص عليه النبي صلى الله عليه وسلم أنه توريث أو أشار إليه إشارة واضحة ●●
●●عمل الصدر الاول من المسلمين ومن بعدهم .
كان الصدر الاول من المسلمين يشيع فيهم التوريث في كثير من امورهم , فهذا كتاب الله تعالى وقد ورثوا علمه خلفاً عن سلف وكابراً عن كابر ,وورثوا طريقة قراءته كذلك ,
وهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثوها بأسانيد متصلة ,وقُل الشيء نفسه في الشعر الذي كان ديوانهم , ويتوارثونه جيلاً بعد جيل , وكان ذلك قبل عصر التدوين وانتشار الكتابة والكتب , هناك بعض الامثلة المهمة في التوريث كانت منتشرة بينهم , فمن ذلك :
●●
1-المدارس الفقهية :
كان الصحابة رضي الله عنهم قد تفرقوا في الامصار , وكان عند بعضهم علمٌ سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ووعاه قلبه مع من وعاه , وبعضهم تفرَّد بعلم لم يكن عند الاخرين , فبثُّوا كل ذلك في الامصار التي سكنوها , حيث التف حول كل واحد من أولئك الأطهار مجموعة من التلاميذ ورثوا علمهم فاستفادوا منه أيَّما استفادة , ومثال على ذلك عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الذي استقر في الكوفة , وورث علمه جماعة كثيرة منهم علقمة وهو من أجلِّ تلاميذه والأسود بن يزيد وغيرهما , وورث علم أولئك وغيرهم جماعة منهم إبراهيم النخعي , وورث علم إبراهيم جماعة أجلُّهم حماد بن أبي سليمان .
ثم جاء الامام أبو حنيفة الذي ورث علم أولئك حيث كان تلميذاً لحماد وعليه تفقَّه . وأسس مدرسة للفقة في الكوفة , ومازال تلاميذه يتوارثون علمه إلى يوم الناس هذا .
وقل الشيء نفسه في المدارس المختلفة التي نشأت في زمان السلف كالمدرسة المالكية والشافعية والحنبلية .
●●
2- الوصايا :
الوصية نوع من أنواع التوريث , حيث يوصى الرجل بما رآه نافعاً صالحاً , وهي خلاصة تجارب , ومجموعة حكم إن صدرت من حكيم مجرب , والوصية من مثل هذا كنز يحافظ عليه , ويعتنى به .
وللوصايا أصل وسلف في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فقد جاء في كتاب الله تعالى قوله جلَّ وعز : (( ذَلِكُم وَصَّاكُم بِه لَعَلَّكم تَذَكّرُونَ )) الانعام :152
وقال تعالى قاصاً وصية بعض الأنبياء العظام :
((وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) البقرة : 132
ورسولنا صلى الله عليه وسلم وصى صحابته بأمور مهمة فقال صلى الله عليه وسلم :" أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة " اخرجه الامام أحمد .
ووصى صلى الله عليه وسلم على فراش الموت : بـ " الصلاة وما ملكت أيمانكم " اخرجه الامام أحمد .
وقد كثر اعتناء المسلمين من بعده صلى الله عليه وسلم بالوصايا , وقد جرى عدد من أئمة المسلمين وساداتهم على الوصية التي تحمل خلاصة التجارب والحِكَم , فمن ذلك وصية أبي بكر الصديق لعمر الفاروق رضي الله عنهما حيث قال له :" إني قد استخلفتك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأوصاه بتقوى الله ثم قال :يا عمر إن لله حقاً بالليل لايقبله في النهار , وحقاً في النهار لايقبله بالليل , وإنه لايقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة , ألم تر ياعمر : إنما ثقلت موازين مَن ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق وثِقَله عليهم *اي شعورهم بقوته وعظمته ومن ثم قيامهم به *, وحُقَّ لميزان لايوضع فيه غداً إلا حق ان يكون ثقيلاً .
ألم تر ياعمر : إنما خفّت الموازين من خفَّت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخِفّته عليهم *اي سهولة إقدامهم عليه * , وحُقَّ لميزان لايوضع فيه إلا باطل يكون خفيفاً .
ألم تر ياعمر : إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة , وآية الشدة مع آية الرخاء ليكون المؤمن راغباً راهباً ؛ لايرغب رغبة يتمنى فيها على الله ماليس له , ولايرهب رهبة يلقى فيها بيديه .
ألم تر يا عمر : أنما ذكر الله أهل النار بأسوأ أعملهم فإذا ذكرتهم قلت : إني لأرجو ألا أكون منهم , أنه ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم - لأنه تجاوز لهم عما كان سِّيىء - فإن ذكرتهم قلت : أين عملي من أعمالهم .
فإن حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من حاضر من الموت ولست بمعجزه " . الكامل .
●●
3- الاعتناء بعلوم الامم الأخرى وتوريثها توريثاً صحيحاً :
وهذا أعضم ما أسدته الأمة الأسلامية الى الأمم الأخرى بعد ارشادها الى الأسلام واهدئه اياهم،وذلك أن الفاتحين الأوائل رضي الله عنهم وقفوا علىى علوم أمم متحضرة مادياً الى درجة كبيرة، فمن ذلك الحضارة المادية المصريه والاشورية والكلدانية، والفينيقية والرومانية وغير ذلك من الحضارات، فقاموا بنقل كل ذلك تقريباً الى اللغة العربية فأحسنوا، ولم يكتفوا بنقله وتوريثه إلى الحضارة الأوروبية إبان عصر النهضة في الغرب كما يدعي بعض المستشرقين ان المسلمين كانوا جسراً فقط لنقل حضارة الأولين الى الغرب، بل اضافوا اليه وهذبوه ووضعا القواعد العلمية للاستفادة مما نقلوه فبزغت لهم شمس حضارة سطع على الدنيا شعاعها زماناً طويلاً , وكانت على الحقيقة السبب الرئيس لنهضة الغرب التي قامت على أنقاض الحضارة الإسلامية الرائعة التي فرط فيها اهلها تفريطاً بيناً , فالمسلمون لم يورثوا الأمم الأخرى عقيدتهم الصافية فقط بل ورَّثوهم معها أسباب الحضارة ومفاتيح العلوم , لكن كثيراً من الأمم - لضلالها وبعدها عن أسباب الهداية - اكتفت بأخذ العلوم وقطف ثمارها , وضلّت عن أسباب الهداية والرشاد عصبية وحمية جاهلية , والعياذ بالله ●●
●●اتمنى في المقام الاول ان يتقبل الله مني هذا العمل ويفيد به إخواني المسلمين ..
وان ينال على استحسانكم ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه آجمعين ●●
●●العاملون على الموضوع :
تصميم الفواصل الإبداعية : EDGE
كتابة : Яefiyaђ௲
تدقيق وتنسيق :Яefiyaђ௲
المرجع: كتاب التوريث الدعوي
●●الموضوع لـِ منتديات animeiat.com
وَبرعاية ●●Eagles Arts Team●●
0 التعليقات:
إرسال تعليق