القرآن الكريم .. والإعجاز فيه .. كل هذا وأكثر برعاية Sky Team



الحمدلله الملك العلي الكبير المنفرد بالعز و البقاء

و الإرادة و التدبير و أشهد أن نبينا الأمي محمدا

عبده و رسوله البشير النذير المبعوث إلى الخلق

كافة من غني و فقير و مأمور و أمير

الحمد لله ذى الرضى المرغوب ... يعفو ويصفح ويغفر الذنوب :.~.:

:.~.: يملى ويمهل لعل العاصى يتوب ... يعطى ويرضى ويحقق المطلوب :.~.:

:.~.: يطعم ويسقى ويستر العيوب ... يغنى ويشفى ويكشف الكروب :.~.:

:.~.: نحمده تبارك وتعالى حمدا هو للذات العلية منسوب :.~.:

:.~.: ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر الوسواس الكذوب :.~.:

:.~.: ونسأله السلامة فيما مضى وما سوف يأتى من خطوب :.~.:

:.~.: وأشهد أن لا إله إلا الله ذو الجناب المرهوب :.~.:

:.~.: خلق السموات والأرض فى ستة أيام وما مسه من لغوب :.~.:


:.~.: يضل من يشاء ، ويهدى من يشاء ، ويقلب الأبصار والقلوب :.~.:


:.~.: سخر الرياح بقدرته فمنها الساكن ومنها الهبوب :.~.:

:.~.: قدر الأرزاق وفق مشيئته فمن الناس ممنوح ومسلوب :.~.:

:.~.: والأنعام خلقها لنا ...فمأكول ومحلوب :.~.:

:.~.: والخيل والبغال والحمير للحمل وللركوب :.~.:

:.~.: أوجد الكائنات بحكمته ، فمسلم منها ومعطوب :.~.:

:.~.: كل الحادثات بإرادته وجميع الأمور محسوب :.~.:

:.~.: شهدت له الكواكب فى شروقها والغروب :.~.:

:.~.: وأقرت به الأحياء فى مطعومها والمشروب :.~.:

:.~.: وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ذو المقام الموهوب :.~.:

:.~.: لا يأكل الصدقات ، ولا يرتكب الهفوات ، وخاتم النبوة بين كتفيه مضروب :.~.:

:.~.: فى الصلاة قرة عينيه ، والخيرات كلها بين يديه ، وهو الصفى المحبوب :.~.:

:.~.: من خلقه مكارم الأخلاق ، وباتباع سنته تتسع الأرزاق ، والأمر بحبه على الوجوب :.~.:

:.~.: نوره بين أتباعه قائم ، وشرعه على مر الدهور دائم ، وماعداه من الشرائع مشطوب :.~.:

:.~.: من أطاعه فقد أطاع الله ، ومن تبع نهجه فقد أرضاه ، ومن عصاه فى النار مكبوب :.~.:

:.~.: أول الخلائق بعد النفخة يفيق ، وأول من يحشر على التحقيق ، وحديثه غير مكذوب :.~.:

:.~.: أول من يسجد على البساط ، وأول من يجوز على الصراط ، والكل من الهول مكروب :.~.:

:.~.:صاحب لواء الحمد ، والمنفرد بالثناء حين الجد ، حيث الفلاح أو الرسوب :.~.:

:.~.: صاحب الشفاعة العظمى ، وله المقام الأسمى ، واسمه على أبواب الجنة مكتوب :.~.:

:.~.: صاحب الحوض الأوفى ، وكأس الرواء الأشفى ، والماء من نبع الجنان مسكوب :.~.:

:.~.: تتعلق به الآمال ، وتشد إلى مسجده الرحال ، وبالصلاة عليه تنفرج الكروب :.~.:

:.~.: اللهم صل وسلم وبارك عليه عدد الرمال والحصى ، وكلما أطاعه عبد أو عصى :.~.:

:.~.: ونور بصلاتنا عليه بصائرنا والقلوب:.~.:



إن القرآن الكريم أعظم الكتب الإلهية وأجلها , ونزل به الروح الأمين على أفضل خلق

الأجمعين محمد صلى الله عليه وسلم , ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , ويهديهم

إلى صراط مستقيم , وقد تكفل الله تعالى بحفظه ليكون أصلا للدين ,ومتبعا للتشريع ,

ودستورا للإسلام والمسلمين .





القرآن الكريم : هو كلام الله تعالى المعجز , المتعبد بتلاوته , المنزل على خاتم الأنبياء

والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام ,

المنقول بالتواتر , المكتوب في المصاحف , المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس .



سمي القرآن الكريم بهذه التسمية من بين كتب الله جميعا , لكونه متلو بالألسن ولأنه

جاء جامعاً لثمرة كتب الله تعالى كلها وبه اشتهر وله أسماء عديدة منها : الكتاب .و. الذكر



للقرآن الكريم خصائص كثيرة فهو كتاب :

إلهي : بمعنى أنه من عند الله تعالى موحى به إلى رسول الله محمد صلى الله عليه

وسلم بجميع حروفه وكلماته وعباراته وأحكامه , وقد جاء منظما لعلاقة العبد بربه

ومنظما لعلاقة العبد بنفسه وبغيره من أبناء جنسه وبالمخلوقات الأخرى , وهو الكتاب

الإلاهي الباقي كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينله التحريف ولا

التبديل الذي نال غيره من الكتب . قال الله تعالى : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا

مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ( سورة فصلت الآية 42 ) . ولذلك قضت حكمة الله

تعالى أن يتنزل القرآن الكريم منجما على حسب الحوادث حتى يتمكن المسلمون من

تلاوته وفهمه والعمل به وتطبيق ماجاء به في جميع نواحي الحياة , فهو يعالج الوقائع

ويحل المشكلات . قال الله تعالى : (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) ( سورة الإسراء الآية 106 )

محفوظ : فقد تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم , بحفظه في صدور المسلمين

يتناقلونه جيلا بعد جيل, وبتديونه في الصحف يتداولونها فيما بينهم . قال الله تعالى :

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( سورة الحجر الآية 9 )

المعجز : أي أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الدالة على صدق رسول الله صلى

الله عليه وسلم التي لا يستطيع أحد على مر العصور الأتيان بمثله . قال الله تعالى :

(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) ( سورة الإسراء الآية 88 )

المبين والميسر : فهو كتاب واضح في ألفاظه وعباراته وغاياته . وهو ميسر للبغاء

والعامة على حد سواء . قال الله تعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى

وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) ( سورة النحل الآية 89 ) وهو كتاب ميسر للحفظ والفهم

والذكر , فهو يخاطب عقل الإنسان ووجدانه ليتدبر آياته , ويعقل معانيه ويدرك أسراره .

قال الله تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) ( سورة القمر الآية 17 )

هداية للعالمين : فقد أنزله الله تعالى هداية لإنس والجن وأمرهم أن يلتزموا بهدبه

وأحكامه , قال الله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ( سورة الذاريات الآية 56 )

المتعبد بتلاوته : بمعنى أن الإنسان المسلم يتلو القرآن الكريم في صلاته فلا تصح من

دونه وجعل الله تعالى لمن قرأ القرآن الكريم أجرا ومثوبة ظيمة . قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) ( صحيح بخاري ) وقال

أيضا صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , والحسنة

بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف , ولكن الألف حرف , واللام حرف , والميم حرف )) ( سنن الترميذي )

الخاتم للكتب الإلهية : فهو الكتاب الذي ختم به الله تعالى الكتب الإلهية كلها , كما

ختم بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم النبوات والرسالات , فلا كتاب بعد

القرآن الكريم , ولا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : () وَأَنْزَلْنَا

إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) ( سورة المائدة الآية 48 )




القرآن الكريم كتاب شامل , ومنهاج حياة متكامل وهدى ونور يضيء الطريق أمام

البشر على مر العصور والأزمان , وما من قضية تمس حياة البشر إلا وفي القرآن

الكريم وما يعالجها . وللقرآن الــكــريـم مــقاصــــد عدة مــنــها :

1 . بيان العقيدة الصحيحة التي يجب أن يؤمن بها الإنسان ,وتعقيمها في النفس الإنسانية .

2 . بيان أن الإنسان مستخلف من الله تعالى في الأرض , ولقد بين القرآن الكريم

للإنسان واجباته وشروط استخلافه وأحكام هذا الإستخلاف .

3 . تعميق معاني العبودية لله تعالى في النفس الإنسانية , بما يشمل التزامه بأوامر

الله تعالى واجتناب نواهيه , وأداءه للعبادات من الصلاة والصيام والصيام وحج وغيرها .

4 . دعوة الإنسان إلى التفكر في ظواهر الكون ومظاهره , والتأمل في آيات الله تعالى

المكتوبة والمنظومة , وإعمال العقل وهذا هو إساس المنهاج العلمي التجريبي .

5 . تزكية النفس البشرية , وتوجيهها وحثها على الإسلام بأخلاق الفاضلة , بما يحقق
خيرها في الدنيا والآخرة .

6 . بيان الأحكام الشرعية المنظمة لشؤون الحياة الإنسانية , وترك التفصيلات لاجتهاد
المجتهدين .

7 . الدعوة إلى قيام المجتمع الإنساني متصف بصفات العدل والسلام والأخوة والتسامح



لقد أرسل الله تعالى الرسل عليهم السلام لهداية الناس , وإخاراجهم من الظلمات

إلى النور , وأمدهم بالمعجزات تأييدا لهم وتصديقا لنبوتهم .

ومعجزات الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان جلها حسيا ؛

فقد كانت تأتي وفقا لأوضاع أقوامهم وأعرافهم وما إشتهروا به , وتنتهي بإنتها وقوعها

, ولا تكون حجة إلا على من شاهدها أو وصلت إليه بالتواتر , لذلك فقد كانت محدودة

بزمان أو مكان وقوم معينين .

وكما تعرف أنت أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرة الدالة على صدق نبوة محمد

صلى الله عليه وسلم , وقد تجلى ذلك الإعجاز في صور متعددة منها : البياني

والعملي والتشريعي والغيبي . فما معنى الإعجاز القرآني ؟ وما أدلته ؟ وما أنواعه ؟



الإعجاز لغة : لفظ مشتق من عجز يعجز عجزاً , فهو عاجز . أي ضعيف . والمعنى :

ضعف الشيء , ولم يقدر عليه . ويقال أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه .

والإعجاز القرآني مصطلح يدل على : قصور الإنس والجن عن أن يأتو بمثل القرآن

الكريم أو بسورة من مثله



لقد كان منهج القرآن الكريم في تقرير عجز الإنس والجن بأن تحداهم على ثلاث مراحل :

1 . التحدي بالقرآن الكريم كله : يقول الله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى

أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )( سورة الإسراء الآية 88 )

2 . التحدي بعشر سور : حيث تحداهم أن يأتو بعشر سور في قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ

افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ( سورة هو الآية 13 )

3 . التحدي بسورة واحدة : حيث تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله في قوله تعالى :

(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ

دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ( سورة البقرة الآية 23 )



إن وجوه الإعجاز القرآني وأنواعه كثيرة جدا , وفيما يأتي بيان أهم أنواعه :

1 . الإعجاز البياني

2 . الإعجاز العلمي

3 . الإعجاز التشريعي

4 . الإعجاز الغيبي



إن من معظم وجوه إعجاز القرآن الكريم الإعجاز البياني , ونعني به : ذلك الترتيب

البديع لكلمات القرآن الكريم في جملها من جهة , واختيار هذه الكلمات من جهة

أخرى , ثم ترتيب الجمل والآيات في السورة .

وقد نزل القرآن الكريم بلسان عربي يتحدى أمة العرب التي كانت فيها الفصاحة

والبيان سجية وفطرة , فأعجزهم , وكان غيرهم من الناس الذين هم أقل منهم

فصاحة وبلاغة وبياناً أضعف وأعجز .



1 . السنة والعام : فالمتأمل لآي القرآن الكريم واستعمال هاتين الكلمتين يدرك إعجاز

القرآن الكريم , فكلا منها جائت في موضعِ لا يناسبه غيرها . قال الله تعالى : () وَلَقَدْ

أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ

ظَالِمُونَ ) ( سورة العنكبوت الآية 14 ) .وقال الله تعالى : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ

شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ) ( سورة يوسف الآية 49 ) . فلفظ

السنة , يرد في مجال الشدة والقحط والصعوبة , أما لفظ العام فيرد في مجال الرخاء

, ومن هنا تظهر لنا دقة التعبير القرآني , حيث ذكرت السنة فيما قضاه نوح عليه

السلام مع قومه , للدلالة على ما عناه من شدة ومقارعة لأعداء الله تعالى , وكلمة

عام مع المدة التي استثنيت من ذلك , وهناك فرق آخر أن السنة تستعمل أكثر ما

تستعمل في السنة الشمسية بينما يستعمل العام للسنة القمرية .

2 . التقديم والتأخير في الآيات القرآنية : فإذا تأملنا قول الله تعالى : ( وَلَا تَقْتُلُوا

أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) ( سورة الأنعام الآية 151 ) وقال الله تعالى :

(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) ( سورة الإسراء الآية 32 ) . نجد

أن الآية الأولى قد قدمت رزق الآباء على رزق الأولاد , بخلاف الأخرى , والسر في ذلك

أن الآية الأولى تشير إلى فقر واقع بالآباء دل عليه قوله تعالى : (مِنْ إِمْلَاقٍ ) , ولذا

جاء نهيهم عن قتلهم أولادهم بسبب هذا الفقر الذي يعانون منه مطمئنة آباءهم بأن

الرزق بيد الله تعالى وحده , أما الآية الثانية فتشير إلى فقر متوقع يدل عليه قوله

تعالى : (خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ) فناسب البدء بذكر الأولاد الذين يفكر والدهم بالتخلص منهم تحسبا من الفقر المنتظر .

3 . تعبير القرآن الكريم بالصورة المحسة المتخلية عن المعنى الذهني المحسوس ,

وعن الحدث المحسوس , والمشهد المنظور , ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها

فيمنحها الحياة والحركة المتجددة . ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم .. قول الله

تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ

الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ) ( سورة الأعراف

الآية 40 ) . فعندما يقرأ القارئ هذه الآية فإنه يتخيل بخياله صورة فنية لطيفة . إنه

يتخيل الكفار يحاولون الصعود للسماء , ويطرقون أبوابها الكثيرة , وهي موصدة أمامهم

, لاتفتح لهم ويتخيل صورة أخرى للجمل وهو يحاول دخول ثقب الإبرة ويقوم بمحاولات

يائسة لذلك , كمت يستحيل دخول الجمل من ثقب الإبرة فإنه يستحيل دخول الكفار الجنة ! .



وردت في معرض دعوة القرآن الكريم إلى الإيمان بعض الإشارات العلمية التي بدأت

تتكشف للناس نتيجة للتقدم العلمي الحديث , وقد أظهرت الإكتشافات العلمية

المعاصرة دقة هذه الإشارات , مع أن العلوم كانت مختلفة عما نحن عليه في الوقت

الحاضر . وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمي .. لا يقرأ ولا يكتب فضلا عن عدم

معرفته بمثل هذه الإكتشافات . وهذا ما زاد المؤمن إيمانا بأن هذا القرآن من عند الله

تعالى , فلم تتعارض حقائق العلم المكتشفة مع آيات القرآن الكريم , لأن القرآن الكريم

كلام الله تعالى , والكون صنعه , وكلام الله تعالى وصنعه لا يتصادمان أبدا بل يصدق
أحدهما الآخر , لأن مصدرهما واحد .

مفهوم الإعجاز العلمي

الإعجاز العلمي : هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة علمية مشهودة , ثبت عدم إمكانية

إدراكها بالوسائل البشرية زمن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . ولا بد من

التنبيه إلى أن الإعجاز العلمي يكون في الحقائق العلمية التي توصل إليها العلم

بصورة قاطعة ثابتة لا يمكن أن تنقص مهما تقدمت علوم الإنسان ومعارفه , ولا يعتمد

على نظريات قابلة للنقض أو البطلان , ولا ينبغي تحميل آيات القرآن الكريم ما لا

تحتمل في محاولة لبيان السبق العلمي فيه .ولا يعني احتواء القرآن الكريم على

هذه الحقائق أنه كتاب في العلوم التجريبية , كالفيزياء والكيمياء , إنما هو كتاب هداية

لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .



لقد وردت مجموعة من الإشارات العلمية في القرآن الكريم تدل أنه من عند الله تعالى منها :



لقد جاء القرآن الكريم بحقائق عن خلق الإنسان لم تكن البشرية قد عرفتها من قبل ,

ولم تكن متاحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وإنما اكتشفها العلم بعد ذلك .

ومن أهم هذه الحقائق تقرير أن خلق الإنسان لم يكن دفعة واحدة , وإنما يمر بمراحل

مختلفة يتدرج فيها الجنين البشري من النطفة إلة العلقة إلى المضغة إلى أن تكون

العظام ثم كساء العظام باللحم ثم اكتمال الخلق .قال الله تعالى : (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ

أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )( سورة الزمر الآية 6 ) وقد بين علماء التفسير بأن عبارة ( خَلْقًا مِنْ بَعْدِ

خَلْقٍ ) تعني أن الإنسان يمر خلال عملية تخلقه بمراحل متتابعة فصلها القرآن الكريم

, حيث قال الله تعالى : () وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ

نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ

عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) ( سورة

المؤمنون الآيات 12 – 14 ) ووجه الإعجاز في الآيات القرآنية هو تقريرها صراحة بأن

الإنسان يمر خلال تخلقه بمراحل متتابعة , وتسميةهذه المراحل بمسمياتها المعاصرة

, وهذا ما كشفت عنه دراسات علم الأجنة الحديث . فوصف القرآن الكريم لهذه

المراحل بهذه الدقة ينسجم انسجاماً تاماً مع ما توصل إليه العلم الحديث .



قال الله تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ( سورة الذاريات الآية

49 ) وقال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ

وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) ( سورة يس الآية 36 ) فقد ذكر القرآن الكريم أم الكون كله قائم

على نظام الزوجية , وأن هذا النظام يعم جميع المخلوقات من أصغر شيء فيه إلى

أكبر المجرات , ومن أمثلة ذلك : الذكر والأنثى في كل من الإنسان والحيوان والنبات ,

والسالب والموجب في الذرة . وغير ذلك , ولقد كشف العلم الحديث وجود هذا النظام ,

فتبارك الله أحسن الخالقين .





قال الله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( سورة يس

الآية 38 ) وقد أشار علماء التفسير إستنباطاً من الآيات القرآنية أن الشمس كالأرض

وغيرها من الكواكب , وهي في حالة حركة وسبح دائمة في مدار خاص بها , وقد بين

القرآن الكريم أن هذا الجريانيصل إلى مستقر معين , وهذا ما توصل إليه علماء

الطبيعة . فأثبت العلم الحديث أن الشمس وتوابعها من الكواكب تجري في مدارات

خاصة بها وفق نظام دقيق , وأن الشمس تدور حول نفسها .



كتابة : Ŧнe ρuйisнěr

تنسيق : Ŧнe ρuйisнěr

تدقيق : Ŧнe ρuйisнěr

تصميم الفواصل : The Myth

تصميم البنر : SenPai

برعاية فريق : SKY

ولصالح منتدى : إنيميات



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لقد وصلنا إلى نهاية الموضوع

إن شاء الله يكون قد نال إعجابكم

وتكونوا قد إستفدتم منه وتفيدوا غيركم ..

إنتظرا من المزيد من المواضيع



0 التعليقات:

إرسال تعليق