★|| إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور || هلم عن النار || هلم عن النار|| يأتيڪم برعــ‘ـاية t.b.e || حيث للإبداع مـعـ‘نـﮯ ||★


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أمـا بعد
فمن المأمور المرتبطة بالإيمان باليوم الآخر الإيمان بما أعد الله جلا وعلا
من النعيم للمتقين وما أعده من العذاب الأليم للمجرمين وفي هذه
الورقات المختصرة التي سميتها مجتهداً «موجز الأخبار عن الجنة والنار»
وبنيت فيها ما ذكــره أهل العلم في هذا الموضــوع مختصراً في
العبارات لكي يتسنى للجميع القراءة والأستفادة ومعرفة مصير الخلائق
وما أعد لهم يوم الحساب والجزاء
نسأل الله العلي القدير أن يحيينا على الإسلام وأن يميتنا على الإيمان
وأن يدخلنا أعلى الجنان وأن يمتعنا برؤية الرحيم الرحمن وأن يعتقنا من
النيران ووالدينا وجميع المسلمين يا رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن لا تفنيان ولا تبيدان
وأن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما
أهلاً فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه ومن شاء منهم
إلى النار عدلاً منه والكل يعمل لما قد فرغ له وصائر إلى
خلق له والخير والشر مقدران على العباد






النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين بيه المتمردين عل شرعه
المكذبين لرسله وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه وسبحنه الذي
يسجن فيه المجرمين وهي الخزي الأكبر والخسران العظيم الذي
لا خزي فوقه ولا خسران أعظم منه فالنار فيها من العذاب والآلام
والأحزان ما تعجزه عن تسطير أقلامنا وعن وصفه ألسنتنا وهي
مع ذلك أهلها فيها خالدون إما خلود أبدي وأما خلود أمدي







يقوم على النار ملائكة خلقهم عظيم وبأسهم شديد لا يعصون الله ما
أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وعددهم تسعة عشر ملكاً الواحد منهم
يملك قوة يواجه بها البشر جميعاً وقد سماهم الله جل وعلا في
كتابه بخزنة جهنم وذكر عددهم في القرآن أنما كان فتنة للبشر







اختلف العلماء في موقع النار الآن على ثلاثة أقوال وهي
القول الأول : أن النار في الأرض السفلى
القول الثاني : أن النار في السماء
القول الثالث : النوقف في هذه المسألة
ويرى الشيخ عمر الأشقر والشيخ ولي الله الدهلوي والشيخ
صديق حسن خان والحافظ السيوطي : التوقف في هذه المسألة
لعدم ورود نص صريح صحيح يحدد موقعهـا









النار شاسعة واسعة بعيد قعرها مترامية أطرافها ويدل على ذلك

1
- اللذين يدخلون النار أعدادهم لا تحصى وأن خلق الواحد فيهم يضخم حتى يكون ضرسه
في النار مثل جبل أحد وما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام .


2- يدل على قعرها بعيد أن حجراً ألقيت فوصلت إلى قعرها بعد سبعين خريفاًكما صح في ذلك الخبر
المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

3-كثرة العدد الذي يأتي بالنار من الملائكة يوم القيامة فإن لها سبعين ألف زمام مع كل زمام
سبعون ألف ملك يجرونها .


4-يدل على كبرها أن الشمس والقمر تكوران ثم يرميان في نار جهنم يوم القيامة .







النار متفاوتة في شدة حرها وما أعده الله من العذاب لأهله فليست درجة واحة
فكلما كانت الدركات للأسفل كلما علا حرها واشتد لهيبها والمنافقون في الدرك
الأسفل من النار ولا يصح تسمية الدركات النار بجهنم ولظى والحطمة والسعير
وسقر والجحيم والهاوية ولا يصح تقسيم الناس في هذه الدركات بأن الدركة الأولى
لعصاة الموحدين والثانية لليهود والثالثة للنصارى والرابعة للصابئة والخامسة
للمجوس والسادسة لمشركي العرب والسابعة للمنافقين









ذكر جلا وعلا في كتابه العظيم أن للنار سبعة أبواب ولكل باب جزء من أتباع
إبليس يدخلونه فيدخل أهل النار من أبوبها والكل على قدر عملة ويستقر في
الدركات على قدر كفره وذنبه , وأبواب جهنم رأسية بعضها فوق بعض
فيمتلئ الأول ثم الثاني وهكذا حتى تمتلئ كلها ولا تفتح هذه الأبواب حتى
يقدم عليها أهلها ثم تكون عليهم الأبواب مؤصدة في عمدٍ ممدة
وأما أبواب النار قبل القيامة فإنها مفتوحة وتغلق في شهر رمضان كما أن أبواب
الجنة تغلق وتفتح في شهر رمضان كما صح في ذلك الحديث الصحيح






وقود النار الأحجار والفجرة الكفار كما أخبر بذلك الجبار في كتابه وكل ما
ألقي في النار فهو حطبه والأحجار التي توقد بها النار الله أعلم بنوعها
وما يوقد به النار الآلهة التي تعبد من دون الله عز وجل قال تعالى

[إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ] {الأنبياء:98}.






الأشياء التي يتبرد بها ثلاثة «الماء الهواء والظل» ولكن أهل النار
هواؤهم سموم وماؤهم حميم وظلهم يحموم
والدخان الذي من النار ينقسم إلى ثلاثة أقسام

1-يلقي ظلالاً ولكنها غير ظليلة .

2-لا تقي من اللهب المشتعل .

3-تلقي شراراً متطايراً يشبه الحصون الضخمة والإبل السود .

فهذه النار العظيمة تأكل كل شيء و تدمرة كل شيء لا تبقي
ولا تذر تحرق الجلود وتصل إلى العظام وتصهر ما في البطون وتطلع على الأفئدة
فلا يجد أهلها طعم الراخة ولا يخفف عنهم العذاب وتسعر النار كل
يوم في هذه الدنيا وتستقبل أهلها يوم القيامة






الذي يقرأ النصوص من الكتاب والسنة التي تصف النار يجدها
مخلوقاً يبصر ويتكلم ويشتكي , ففي كتاب الله العزيز أن النار ترى
أهلها وهم قادمون إليها من بعيد فعند ذلك تطلق الأصوات المرعبه
الدالة على مدى حنقها وغيظها على المجرمين قال تعالى

[إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا] {الفرقان:12}
.

وقد أخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

[ يخرج يوم القيامة عنق من النار لها عينان تبصران وأذنان تسمعان
ولسان ينطق
وتقول: إني وُكِّلت بثلاثة : بكل جبَّار عنيد وبكل من دعا مع الله
إلهاً آخر وبالمصورين]








من المعلوم أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى النار كما
رأى الجنة في حياته وبعد أن يموت العباد تعرض عليهم في البرزخ مقاعدهم
في الجنة أن كانوا مؤمنين ومقاعدهم في النار إن كانوا كافرين






روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضاً فَأْذَنْ لي بنفسين

نَفَسٌ في الشتاء ونَفَسٌ في الصيف فأشد ما تجدون من الحر
وأشدُّ ما تجدون من الزمهرير».







أهل النار خالدون لا يرحلون ولا يبيدون النار مأوى وسكن لهم وهؤلاء هم دعاة
الشر الذين يدعون إلى العقائد والمبادئ المخالفة للإسلام فهم دعاة إلى النار
وقد ذكر جل وعلا في كتابه العظيم بياناً للجرائم التي استحقوا بها الخلود في النيران ومنهـا

1-الكفر والشرك .

2- عدم القيام بالتكاليف الشرعية مع التكذيب بيوم الدين وترك
الالتزام بالظوابط الشرعيه .


3-طاعة رؤساء الضلال التي تصد عن الدين ومتابعة المرسلين .

4-النفاق فهم في الدرك الأسفل من النار .

5-الكبر وهي صفة يتصف بها عامة أهل النار .







المنافقون والكفار والمشركون في النار ولا شك في ذلك وقد أخبر
القران الكريم ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن أشخاصاً
بأعيانهم في النار ومنهم

1-فرعون .

2-امرأة نوح .

3-امرأة لوط .

4-أبو لهب .

5-امرأة أبو لهب .

6-عمرو بن لحي الخزاعي .

7-قاتل عمار بن ياسر .






كفرة الجن يدخلون النار كما يدخلها كفرة الإنس فالجن مكلفون
كالإنس ويوم القيامة يحشر اللإنس والجن على حد سواء
وتمتلئ النار من كفر الجن والإنس






الذين يدخلون النار ثم يخروجون منها هم أهل التوحيد الذين لم يشركوا
بالله شيئاً ولكن لهم ذنوب فاقت حسناتهم فخفت موازينهم فهؤلاء
تحت المشيئة إن شاء الله تعالى غفر لهم وإن شاء عذبهم ويدخلون
النار بمدة يعلمها الله تعالى ثم يخرجون بشفاعة الشافعين ويخرج
الله برحمته أقواماً لم يعلموا خيراً قط فقد قال السفاريني

«وتحقيق المقال أن بقاء الموحِّد في النار مُحال» .







جاءت النصوص مخبرة أن بعض الذنوب أهلها يعذبون بسببها

1-الفرق المخالفة للسنة منهم مخلد في النار ومنهم تحت مشيئة جلا وعلا .

2-الممتنعون من الهجرة إلى بلاد الإسلام من بلاد الكفر إذا تعرطوا للفتنة ومنعوا
من إظهار شرائع الدين .


3-الجائرون في الحكم ومن لم يحكم بالقسط والعدل بين الناس .

4-الكذب على الرسول الله صلى الله عليه وسلم .

5-الكبر وهو من الذنوب الكبيرة .

6-قاتل النفس بغير الحق .

7-أكل الربا .

8-أكل أموال الناس بالباطل .

9-المصورن الذين يضاهون خلق الله جل وعلا .

10-الركون إلى الظالمين أعداء الله ومولاتهم .

11-الكاسيات العاريات المتبرجات الفاسقات اللواتي يفتن عباد الله .

12-الذين يجلدون ظهور الناس عند الأمراء والأعيان .

13-الذين يعذبون الحيوان فكيف باللذين يعذبون المسلمينوالمؤمنين
بسبب إسلامهم وإيمانهم .

14-عدم الإخلاص في طلب العلم وابتغاء الدنيا وما فيها .

15-الذين يشربون في آنية الذهب والفضة .

16-الذين يقطعون السدر الذي يظلل على الناس .

17-جزاء الأنتحار .





جاءت النصوص الكثيرة الدالة على كثرة من يدخل النار
من بني آدم وقلة من يدخل الجنة منهم ويدل على ذلك أن
بعض الأنبياء يأتي يوم القيامة وليس معه إلا القلة وهذا لا
يعود على عدم بلوغ الحجة بل أن الله أرسل الرسل مبشرين ومنذرين
ولكن سبب ذلك قلة الذين استجابو للرسل وكثرة الذين كفروا بهم
من الذين أمنوا لم يكن إيمانهم خالصاً نقياً








أكثر من يدخل النار من عصاة الموحدين النساء كما صحت في
ذلك النصوص من السنة النبوية , وهذا لا ينافي أن الواحد من
أهل الجنة له أكثر من زوجة لأنهن الحور العين وكذلك كثرة
نساء الموحدين في النار قبل خروجهن منها وبعد ذلك يدخلن
الجنة فيكن أكثر أهلها وسوف يأتي يوم في النار وهي خاوية
من عصاة الموحدين ولا يبقى فيها إلا الخالدون فيها أبداً







يدخل أهل الجحيم النار وقد جاءت النصوص الصحيحة من
السنة في بيان بعض صفاتهم ومنهما

1-بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام .

2-ضرس الكافر أو نابه مثل جبل أحد .

3-غلظ جلد الكافر مسيرة ثلاثة أيام .

«عظم خلقة أهل النار ليزداد عذابه وآلامه وأنكى في تعذيبه» .









طعام أهل النار الضريع والزقوم وشرابهم الحميم والغسلين والغساق
وطعامهم لا يفيدهم ولا يجدون فيه لذة ولا ينفع أجسادهم فأكلهم له
نوع من العذاب فإذا امتلأت بطونهم من الطعام وازدادوا عذاباً أرادوا
ماء الشرب فيشربون ماء كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم
يشربون كشرب الإبل العطشى ولا يرتوون منه بل إذا أرداوا الشرب
سقطت فروة رؤوسهم وإذا شربوا تقطعت أمعاؤهم وانسل ما في
بطونهم ما أدبارهم ويكون شراباً لأهل النار ويسمى الغساق والغسلين
وهي عصارة أهل النار يكون لهم شراباً فبئس الشراب وأما لباسهم فإنه
يفصل لهم حلل من النار ويصب على رؤوسهم الحميم فسبحان من
خلق من النار ثياباً









النار عذابها شديد وفيها من الأهوال وألوان العذاب ما يجعل الإنسان
يبذل في سبيل الخلاص منها ملء الأرض ذهباً لأن لحظة في النار
تنسي الكفار نعيماً كان لهم في الدنيا








الجلد موضع الإحساس بالآلام والاحتراق ولذلك فإن الله يبدل لهم جلوداً
أخرى غير تلك التي احترقت لتحترق من جديد وهكذا نكاية لأهل النار








من ألوان العذاب صب الحميم فوق رؤوسهم
والحميم : الماء الذي انتهى حره ومن شدته تذوب أمعاؤهم وما حوت
بطونهم يخرج من أدبارهم ويتكرر هذا العذاب نكاية لأهل النار










أكرم ما في الإنسان وجهه وإن من إهانة الله لأهل النار أنهم
يحشرون على وجوههم عمياً وصماً وبكماً ويلقون في النار على
وجهوهم وتفلح النار وجهوهم وتقلب في نار جهنم تعذيباً ونكاية لهم







من العذاب الأليم لأهل النار أنهم يسحبون في النار على وجوههم
وهم مقيدون بالأغلال والسلاس قال قتادة

«يسحبون مرة في النار وفي الحميم مرة» .









يسود الله وجوه أهل النار بسواد كظلمة الليل في وجوههم
ويعرفون بعضـهـم بعضـاً







أهل النار الذين أحاطت بهم ذنوبهم ومعاصيهم تحيط بهم النار من
كل وجه ويوضع تحتهم مهاد من نار وتغشاهم النار من فوقهم
ومن تحت أرجلهم ومن بين أيديهم ومن خلفهم







خلقة أهل النار عظيمة ومع ذلك تدخل النار في أجسادهم
حتى تصل إلى أعماقهم تأكل العظم واللحم والمخ ولا تترك شيئاً إلا
وتصيبهم النار ختى تصل إلى قلبه










جاء في السنة الصحيحة أن الذي أندلقة أمعاؤه النار ويدور
بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع عليه أهل النار هو الذي يأمر
بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه
وممن يجرون أمعائهم في النار عمر بن لحي الخزاعي وهو أول
من غير دين العرب









أعد الله لأهل النار في النار سلاسل وأغلالاً وقيوداً ومطارق
كلما أردوا الخروج من النار يضربون بالمطارق والمقامع على
رؤوسهم ثم تطيح بهم كرة أخر في الجحيم








عندما يرى الكفار النار يندمون ولا ينفع الندم وعندما يطلع على
صحيفة أعماله يتحسر ولا ينفع التحسر ويكررون الدعاء بأن
يخرجوا من النار ويدعون على أنفسهم بالويل والثبور والهلاك ويرتفع
صوتهم وضراخهم وبكاؤهم الشفاعة وتجرعون العذاب في النار خالدين فيها
يسيراً ولا تنفعهم الشفاعة ويتجرعون في النار خالدين فيها أبداً









الكفر سبب في الخلود الأبدي في النار والنجاة وتكون بالإيمان
والعمل الصالح وأن يستجير العبد من بالله عز وجل



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني
اللهم اغفر لي جدِّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت
المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير

اللهم إني أسألك الجنة
اللهم إني أسألك الجنة
اللهم إني أسألك الجنة
اللهم أجرني من النار
اللهم أجرني من النار
اللهم أجرني من النار



[ اللهم أرزقنا الجنة ووالدينا وللمسلمين وأجرنا من النار يا رب العالمين]





|
| كتـابة الموضوع || OoFSOoOLoO ||
|
| تصميم الفواصل || OoFSOoOLoO ||
|
| تدقيق || OoFSOoOLoO ~ صادق ||
|
| تنسيق الموضوع || Sedra ||
|| المرجع || موجز الأخبار عن الجنة والنار |
|
|| أسم المؤلف || أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف |
|



0 التعليقات:

إرسال تعليق