{{♥♥::♥♥::حملة اهلا رمضان تقدم لكم ♥♥:: مجالس رمضان ♥♥::♥♥:: الجزء الاول }}





أهلاً ومرحباً بكم رواد أنيميات
كيف أحوالكم ؟!
وايه أخبار الصيام معاكم ؟!
إن شاء الله بخير
وصياماً مقبولاً وإفطاراً شهيا
بإذن الله
يشرفنى ويشرف حملة أهلاً رمضان
أن نقدم لكم مجموعة من مجالس رمضان
وهى عبارة عن خطب أو مجالس لفضيلة
الشيخ : محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله وجعل مثواه الجنة
نرجوا من الله الإستفاده لنا جميعا
بإذن الله
هذه المجالس سوف تكون على أجزاء
وهذا هو الجزء الأول
ويتصمن ثلاث مجالس

المجلس الأول :
فضل الصيام

المجلس الثانى :
حكم صيام رمضان

المجلس الثالث :
حكم قيام رمضان

وبسم الله نبدأ

.. :: بنر الموضوع :: ..











إن الحمدَ لله نحمدُه ونستعينهُ، ونستغفره ونتوب إليه،
ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا
ومن
سيئاتِ أعمالِنا. من يهدِه اللهُ فلا مضلَ له،
ومن يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا
إِلـهَ إِلاَّ اللهُ
وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه
ورسولُه صلَّى الله عليه وعلى
آلِه وأصحابِه ومن
تبعهم بإِحسانٍ إلى يومِ الدين وسلَّم تسليماً.

أما بعد:
فهذه مجالسُ لشهرِ رمضانَ المبارك تستوعبُ كثيراً من أحكامِ الصيامِ
والقيامِ والزكاةِ
وما يناسبُ المقامَ في هذا الشهر الفاضل،









إخْوانِي
:
اعلمُوا أنَّ الصومَ من أفضَلِ العباداتِ وأجلِّ الطاعاتِ جاءَتْ بفضلِهِ الآثار،
ونُقِلَتْ فيه
بينَ الناسِ الأَخبار.
فَمِنْ فضائِلِ الصومِ أنَّ اللهَ كتبَه على جميعِ الأُمم وَفَرَضَهُ عَلَيْهم.

قال الله تعالى:
{
يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[البقرة: 183]

ولَوْلاَ أنَّه عبادةٌ عظيمةٌ لاَ غِنَى لِلْخلقِ عن التَّعَبُّد بها للهِ وعما يَتَرَتَّب عليها
مِنْ ثوابٍ ما فَرَضَهُ
الله عَلَى جميعِ الأُمَمِ.

ومِنْ فضائل الصومِ في رَمضانَ أنَّه سببٌ لمغفرة الذنوبِ وتكفيرِ السيئاتِ، ففي
الصحيحينِ
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قَالَ:
«مَنْ صَامَ رمضان إيماناً
واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه»

يعني:
إيماناً
باللهِ ورضاً بفرضيَّةِ الصَّومِ عليهِ واحتساباً
لثَوابه وأجرهِ،
لم يكنْ كارِهاً لفرضهِ ولا شاكّاً فيَ ثوابه وأجرهِ،
فإن الله يغْفِرُ له ما تقدَم من
ذنْبِه.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
«الصَّلواتُ
الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ
إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر».

ومِنْ فضائِل الصوم أنَّ ثوابَه لا يَتَقَيَّدُ بِعَدَدٍ مُعيَّنٍ بل يُعطَى الصائمُ أجرَه بغير حسابٍ.
ففي
الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلّم:
«
قال الله تعالى: كُلُّ عَمَل ابن آدم لَهُ إلاَّ الصومَ فإِنَّه لي وأنا أجزي بهِ.
والصِّيامُ جُنَّةٌ فإِذا كان يومُ
صومِ أحدِكم فَلاَ يرفُثْ ولا يصْخَبْ فإِنْ سابَّهُ أَحدٌ
أو قَاتله فَليقُلْ إِني صائِمٌ، والَّذِي نَفْسُ
محمدٍ بِيَدهِ لخَلُوفُ فمِ الصَّائم
أطيبُ عند الله مِن ريح المسك، لِلصائمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهما؛
إِذَا
أفْطَرَ فرحَ بِفطْرهِ، وإِذَا لَقِي ربَّه فرُح بصومِهِ».

وَفِي رِوَايِةٍ لمسلم:
«
كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ يُضَاعفُ الحَسَنَة بعَشرِ أمثالِها إلى
سَبْعِمائِة
ضِعْفٍ، قَالَ الله تعالى إِلاَّ الصَومَ فإِنه لِي
وأَنَا أجْزي به يَدَعُ شهْوَتَه وطعامه من أجْلِي
».

وَهَذَا الحديثُ الجليلُ يدُلُّ على فضيلةِ الصومِ من وجوهٍ عديدةٍ:





الوجه الأول
:
أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال، وذلك لِشرفِهِ عنده،
ومحبَّتهِ
له، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه،
لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربَّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله.
فإِن الصائمَ
يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً
منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام، فلا يتناولُهُ؛
لأنه يعلم أن له ربّاً يطَّلع عليه في خلوتِه، وقد حرَّم عَلَيْه
ذلك، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه،

ورغبةً في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا
الإِخلاصَ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين
سَائِرِ أعمالِهِ
ولهذا قال: «
يَدعُ شهوتَه وطعامَه
من أجْلي».

وتظهرُ فائدةُ هذا الاختصاص يوم
القيامَةِ كما قال سَفيانُ بنُ عُييَنة رحمه الله:
إِذَا كانَ يومُ القِيَامَةِ يُحاسِبُ الله عبدَهُ ويؤدي ما
عَلَيْه مِن المظالمِ مِن سائِر عمله
حَتَّى إِذَا لم يبقَ إلاَّ الصومُ يتحملُ اللهُ عنه ما بقي من
المظالِم ويُدخله الجنَّةَ بالصوم.





الوجه الثاني:
أن الله قال في الصوم:
«
وأَنَا أجْزي به».
فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ؛

لأنَّ الأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى
سَبْعِمائة ضعفٍ إلى
أضعاف كثيرةً، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه
إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ وهُوَ
سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين،
والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها.

فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً
كثيراً بِلاَ حساب. والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله،
وصبرٌ عن مَحارِم الله، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله
المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ
وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ،
فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ،
وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين.
وقَدْ قَالَ الله تَعالى:
{
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
[الزمر: 10].





الوجه الثالث:
أن الصَّومَ جُنَّةٌ: أي وقايةٌ وستْرٌ يَقي الصَّائِمَ من اللَّغوِ والرَّفثِ، ولذلك
قال:

«
فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ وَلاَ يَصْخبْ»،
ويقيه من النَّار.
ولذلك روى الإِمام أحمدُ
بإسْناد حَسَنٍ عن جابر رضي الله عنه
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:
«
الصيام جُنَّةٌ يَسْتجِنُّ بها العبدُ من النار».





الوجه الرابع:
أنَّ خَلوفَ فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسْكِ لأنَّها من آثارِ الصيام،
فكانت
طيِّبةً عندَ الله سبحانه ومحْبُوبةً له. وهذا دليلٌ على عَظِيمِ شأنِ الصيامِ
عند الله حَتَّى إنَّ
الشيء المكروهَ المُسْتخْبَثَ عند الناس يَكونُ محبوباً
عندَ الله وطيباً لكونِهِ نَشَأ عن طاعَتِهِ
بالصيام.





الوجه الخامس:
أن للصائِمِ فرْحَتينْ: فَرحَةً عند فِطْرِهِ، وفَرحةً عنْد لِقاءِ ربَّه. أمَّا فَرحُهُ
عند
فَطْرهِ فيَفرَحُ بِمَا أنعمَ الله عليه مِنَ القيام بعبادِة الصِّيام الَّذِي هُو من أفضلِ
الأعمالِ الصالِحة
، وكم أناسٍ حُرِمُوْهُ فلم يَصُوموا. ويَفْرَحُ بما أباحَ الله له مِنَ الطَّعامِ
والشَّرَابِ والنِّكَاحِ الَّذِي كان
مُحَرَّماً عليه حال الصوم. وأمَّا فَرَحهُ عنْدَ لِقَاءِ ربِّه فَيَفْرَحُ
بِصَوْمِهِ حين يَجِدُ جَزاءَه عند الله
تعالى مُوفَّراً كاملاً في وقتٍ هو أحوجُ ما يكون إِلَيْهِ
حينَ يُقالُ:
«أينَ الصائمون ليَدْخلوا الجنَّةَ
من بابِ الرَّيَّانِ الَّذِي لاَ يَدْخله أحدٌ غيرُهُمْ».

وفي هذا الحديث إرشادٌ للصَّائِمِ إذا سَابَّهُ أحدٌ أو
قَاتله أن لا يُقابِلهُ بالمثْلِ لِئَلا يزدادَ
السِّبابُ والقِتَالُ وأن لا يَضْعُف أمامه بالسكوت بل يخبره
بأنه صائم، إشارة إلى أنه لن
يقابله بالمثل احتراماً للصوم لا عجزاً عن الأخذ بالثأر وحيئنذٍ
ينقطع السباب والقتال:

{
ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ *
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ
}
[فصلت: 34، 35].

ومِنْ فَضائِل الصَّومِ أنَّه يَشْفَع لصاحبه يومَ القيامة. فعَنْ عبدالله بن عَمْرو رضي الله
عنهما أنَّ
النَّبِي صلى الله عليه وسلّم قال:
«
الصِّيامُ والْقُرآنُ يَشْفَعَان للْعبدِ يَوْمَ
القِيَامَةِ، يَقُولُ الصيامُ: أي ربِّ مَنَعْتُه الطعامَ والشَّهْوَة فشفِّعْنِي فيه،
ويقولُ القرآنُ منعتُه النوم بالليلِ فشَفِّعْنِي فيهِ، قَالَ فَيشْفَعَانِ
»،
رَوَاهُ أَحْمَدُ.

إخْوانِي:
فضائلُ الصوم لا تدركُ حَتَّى يَقُومَ الصائم بآدابه. فاجتهدوا في إتقانِ صيامِكم
وحفظِ
حدوده، وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك.









إخواني:
إنَّ صيامَ رمضانَ أحَدُ أرْكان الإِسْلام ومَبانيه العظَام

قال النبي صلى الله عليه وسلّم:
«
بُنِي الإِسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أنْ لا إِله إِلاَّ الله
وأنَّ محمداً رسولُ الله، وإقام الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ الْبَيْتِ، وَصومِ رمضانَ
»،
متفق عليه.

ولمسلم: «
وصومِ رمضانَ وَحَجِّ البيتِ».

وأجْمَعَ المسلمونَ على فرضيَّةِ صوم رمضان إجْمَاعاً قَطْعياً معلوماً بالضَّرُورةِ
منِ دينِ الإِسْلامِ
فمَنْ أنكر وجوبَه فقد كفَر فيستتاب فإن تابَ وأقرَّ بِوُجوبِه
وإلاَّ قُتِلَ كَافراً مُرتَدَّاً عن الإِسلامِ لا
يُغسَّلُ،
ولاَ يُكَفَّنُ، ولاَ يُصَلَّى عليه، ولا يُدعَى له بالرَّحْمةِ، ولا يُدْفَنُ في
مَقَابِر المسلمين،
وإنما يُحْفَر له بعيداً فِي مَكانٍ ويُدفنُ؛
لئلا يُؤْذي الناس بِرائِحَتِهِ، ويتأذى أهْلُه بِمُشَاهَدَته.

فُرضَ صِيامُ رمضانَ في السنةِ الثانيةِ منَ الهجرةِ،
فصامَ رسولُ الله صلى الله عليه
وسلّم
تِسع سِنين. وكان فرض الصيَّام على مَرْحَلَتَيْن:

المَرْحَلةُ الأوْلَى:
التَّخيير بَيْنَ الصيامِ والإِطعامِ مَعَ تفضيلِ الصيامِ عليهِ.

المَرْحَلةُ الثانيةُ:
تعيينُ الصيامِ بدون تخْييرٍ. ففي الصحيحين عن سَلَمة بن الأكوع رضي
الله
عنه قال لما نَزَلَتْ:
{
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ
خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
}

كان مَنْ أرَاد أن يُفْطِر ويفْتديَ «يعني فَعَل» حتى نَزَلَتْ الآيةُ التي بَعْدَها
فَنَسخَتْها يَعْني بها قولهُ تَعالى:

{
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
}

فَأوْجَب
الله الصيامَ عَيْناً بِدُونَ تَخْيير.

ولا يجبُ الصومُ حتى يَثْبتَ دخولُ الشَّهْر، فلا يَصومُ قَبْلَ دخولِ الشهر،
لقول النبي صلى الله
عليه وسلّم:
«
لا يَتَقَدمنَّ أحَدُكم رمضانَ بصوم يومٍ أو يومينِ إلاَّ أنْ يكونَ رجلٌ
كانَ يصومُ صَوْمَهُ فلْيصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ
»،
رواه البخاري.

ويُحْكَمُ بدخول شهرِ رمضانَ بِواحدٍ
من أمْرَينِ:

الأولُ:
رؤْيةُ هلالِهِ لقوله تعالى:
{
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ
عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
}

وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلّم:
«
إِذَا رأيتُمُ الهلالَ فصوموا»،
متفق عليه.
ولا يُشْتَرطُ أن
يراه كلُّ واحدٍ بنفسه بلْ إذا رآهُ مَنْ يَثْبُتُ بشهادتِهِ
دخولُ الشَّهْر وجبَ الصومُ على الجَمِيْع.

ويُشْتَرطُ لقبولِ الشَّهَادةِ بالرُّؤْيةِ أن يكونَ الشاهِدُ بَالِغاً عاقلاً مسلماً مَوثُوقاً بخبرهِ
لأمانته
وَبصرهِ. فأمَّا الصغيرُ فلا يَثْبتُ الشهرُ بشهادتِه لأنه لا يُوْثَق به وأوْلَى منه
المجنونُ. والكافرُ لا
يَثْبتُ الشهرُ بشهادته أيْضاً لحديث ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ:
«
جاءَ أَعْرابيٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: إني رَأيتُ الهلالَ يعني رَمضانَ
فقال: أتَشْهَدُ أنْ لا إِله إِلاَّ الله
؟قال: نَعَمْ. قال: أتَشْهَدْ أنَّ محمداً رسولُ الله؟ قال: نَعَمْ.
قال: يا بِلالُ أذِّنْ في الناسِ
فَلْيصُوموا غَدَاً»،
أخرجه السبعة إلاّ أحمد.

وإذا أُعلنَ ثبوتُ الشهرِ من قِبَلِ الحكومةِ بالرَّاديو أو غيرهِ وجَبَ العملُ
بذلك في دخولِ الشَّهْرِ
وخروجه في رمضانَ أوْ غيرهِ؛
لأنَّ إعلانَه مِن قِبَل الحكومةِ حُجَّةٌ شرعيَّةٌ يجبُ العملُ بها.

ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بلالاً أنْ يؤذِّنَ في الناسِ مُعلناً ثبوتَ
الشهرِ ليصُوموا
حينَ ثَبَتَ عنده صلى الله عليه وسلّم دخولُهُ،
وَجَعَلَ ذَلِكَ الإِعْلامَ مُلزِماً لهم بالصيامِ.

وإذا ثَبتَ دخولُ الشهر ثبوتاً شرْعيَّاً فَلاَ عِبْرةَ بمنازل القمر؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه
وسلّم
علَّقَ الحكْم برؤيةِ الهلالِ لا بمنَازلِهِ،
فقالَ صلى الله عليه وسلّم:
«
إِذَا رَأيتُمُ الهلالَ فصُوموا وإِذَا رَأَيْتُمُوه فأفْطِروا»،
متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلّم:
«
إن شَهِدَ شاهدان مُسْلمانِ فصومُوا وأفْطُروا»،
رواه أحمد.

الأمر الثاني:
مما يُحْكَمُ فيهِ بِدُخولِ الشَّهرِ إكْمالُ الشهرِ السابقِ قَبْله ثلاثينَ يَوْماً لأن
الشَّهر
الْقمريَّ لا يمكن أن يزيدَ على ثلاثينَ يوماً ولا ينقصَ عن تسعةٍ وعشرينَ يوماً
ورُبَّما يَتَوالَى
شهْرَان أو ثلاثة إلى أربعة ثلاثين يوماً أو شهران أو ثلاثة
إلى أربعة تسعة وعشرين يوماً،
لَكن
الغالِب شَهرٌ أو شهرانِ كامِلةٌ والثالثُ ناقصٌ.
فَمَتَى تمَّ الشَّهْرُ السابقُ ثلاثينَ يوماً حُكمَ
شرعاً بدخولِ الشهرِ الَّذِي يَلْيِهِ
وإن لمْ يُرَ الهلالُ لقول النبي
صلى الله عليه وسلّم:

«صُوموا لِرؤيتِهِ وأفْطروا لرؤيته فإن غُمِّي عليكُمْ الشهر فعدوا ثلاثين»،
رواهُ مسلم،
ورواه البخاري
بلفْظِ:
«
فإن غُبَّي عليكم فأكْمِلوا عدَّة شعبانَ ثَلاثينَ».
وفي صحيح ابن خُزيمة من حديثِ
عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
«
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم
يَتحفَّظُ من شعبانَ ما لا يَتَحَفَّظ من غيرهِ ثم يصوم لرؤيةِ رمضان
فإنْ غُمَّ عليه عَدَّ ثلاثينيوماً ثم صام
»،
وأخرجه أيضاً
أبو دَاود والدَّارقطنيُّ وصحَّحهُ.








إخواني:
لَقَدْ شَرَع اللهُ لعبادِهِ العباداتِ ونوَّعها لهم ليأخُذوا مِنْ كل نوع منها بنَصيب،
ولِئَلاَّ
يَملوا من النَّوْع الواحدِ فَيْتركُوا العملَ فيشقَى الواحِدُ منهم ويخيب،
وَجَعَلَ منها فَرَائض لا
يجوزُ النَّقصُ فيها ولا الإِخْلاَل.
ومنها نَوَافل يحْصُلُ بها زيادةُ التقربِ إلى اللهِ والإِكمَال.

فمِنْ ذَلِكَ الصلاةُ فَرضَ الله منها على عبادِهِ خمسَ صلواتٍ
في اليومِ واللَّيْلَةِ خَمْساً في
الْفِعلِ وخمسينَ في الميزانِ،

وفي حكم قيام رمضان زيادةِ التَّطوع من الصلوات تكميلاً لهذَه الفرائِض،
وزيادةَ في القُربى إليه فمِنْ هذه النوافل الرواتبُ التابعةُ للصَّلواتِ المفروضةِ:
ركعتَان قبلَ
صلاةِ الفجر،
وأربعُ ركعاتٍ قبلَ الظهر،
وَرَكْعتان بعْدَها،
ورَكعتَان بعد المغْرب،
وركعَتانِ بَعْد
الْعشَاءِ.
ومنها صلاةُ الليل التي امْتدَحَ الله في كتابِهِ القَائمينَ بها فقال
سبحانه: {
وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَـماً }
[الفرقان: 46]،

وقال:
{
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـهُمْ يُنفِقُونَ
الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ
لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ
}
[السجدة: 16، 17]،

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم:
«
أفضل الصلاةِ بَعْد الفريضةِ صلاةُ الليل»،
رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلّم:
«
أيُّها الناس أفْشوا السلامَ وأطعِمُوا الطعامَ وصِلوا
الأرْحَامَ وصَلُّوا باللَّيل والناسُ نيامٌ تَدخُلُوا الجنّةَ بِسَلام
»،
رواه الترمذي
وقال: حسن صحيح وصححه
الحاكم.

ومن صلاة اللَّيل الوترُ أقلُّه ركعةٌ وأكثرهُ إحدَى عشرةَ ركعةً.
فيُوتِرُ بركعةٍ مفردة لقول النبيِّ
صلى الله عليه وسلّم:
«
منْ أحبَّ أنْ يُوتِر بواحدةٍ فَلْيفعلْ»،
رواه أبو داود والنسائي.

ويُوْتِر
بثلاث لقول النبي صلى الله عليه وسلّم:
«
مَنْ أحبَّ أن يوتر بثلاثٍ فلْيَفْعَل»،
رواه أبو داود
والنسائي.

فإنْ أحب سَرَدَها بسلامٍ واحدٍ لما روى الطحاويُّ أنَّ
عُمر بنَ الخطاب رضي الله
عنه أوتر بثلاثِ ركعاتٍ لم يسلِّم إلاَّ في آخرهِنَّ.
وإنْ أحبَّ صلَّى ركعتين وسلَّم ثم صلَّى
الثالثة
لِمَا روى البخاريُّ عن عبدالله بن عُمَر رضي الله
عنهما أنَّه كان يسلَّمُ بين الرَّكعتين
والرَّكعةِ في الوترِ حتى كان يأمرُ ببعض حاجته.

ويوتر بخَمْس فيسْردُها جميعاً لا يجْلسُ ولا
يَسلِّمُ إلاّ في آخِرِهنَّ.
لقول النبي صلى الله عليه وسلّم:
«
من أحبَّ أن يوتر بخمْسٍ فليفْعل»،
رواه أبو داود والنسائي.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
«
كان النبي صلى الله عليه وسلّم يُصلِّي من الليلِ
ثلاثَ عَشْرَة ركعةً يوترُ مِنْ ذَلِكَ بخمسٍ لا يَجْلسُ في شَيْءٍ منهن إلا في آخِرهِنّ
»،
متفق عليه.


ويوتر بسبع فيسْرِدُها كالخمْس لقول أمِّ سلمةَ رضي الله عنها:
«
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يوتر بسبعٍ وبخمسٍ لا يَفْصلُ بينهن بسلامٍ
ولا كلامٍ
»،
رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.

ويوتر بتسع فيسردُها لا يجلس إلاَّ في الثَّامنَةِ،
فيقرَأ التشهد ويدعُو ثم يقومُ ولا يسلَّمُ
فيصلِّي التاسعةَ ويتشهد ويدعو ويسلِّم
لحديث عائشةَ رضي الله عنها في وِتْر رسول
الله
صلى الله عليه وسلّم قالَتْ:
«
كان يصلِّي تسْعَ رَكَعَاتٍ لا يجلسُ فيها إلا في الثَّامِنَةِ فيذكرُ الله ويحمدَهُ
ويدْعُوه ثم
يَنْهضُ ولا يُسلِّم ثم يَقُومُ فيصلَّي التاسعة ثم يقعُدُ فيذكرُ الله
ويحمدُهُ ويدْعُوه ثم يسلِّم تسليماً
يسمعُنا»
الحديث، رواه أحمد ومسلم.

ويصلِّي إحْدى عشْرة ركعةً. فإن أحَبَّ سلَّم من كل ركعتين وأوْتَرَ بواحدةٍ
لحديث عائشة
رضي الله عنها قالت:
«
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُصلِّي ما بينَ أنْ يفْرَغَ
من صلاةِ العشاءِ إلى
الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم
بين
كل ركعتين ويُوْتر بواحدةٍ
»
الحديث رواه
الجماعةُ إلاّ الترمذيَّ.


وإن أحبَّ صلَّى أربعاً ثم أرْبعاً ثم ثلاثاً
لحديث عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
«
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُصلِّي أربعاً فلا تسْألْ عن حُسْنِهنَّ
وطولهنَّ ثم
يصلِّي أربعاً فلا تسألْ عن حُسْنِهنَّ وطولهنَّ ثم يصلِّي ثلاثاً
»،
متفق عليه

وسَرْدُ الخمسِ والسبع والتسعِ إنما يكونُ إذا صلَّى وحده
أو بجماعة محصورين اختاروا ذلك.
أما المساجدُ العامة فالأولى للإِمام أن يسلِّم في كل ركعتين لِئلاَّ يشقَّ على
الناس ويربِكَ
نياتهم، ولأنَّ ذَلِكَ أيسُر لهم.
وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم:
«
أيُّكم أَمَّ النَّاسَ فليوجِزْ فإِنَّ مِنْ ورائه الكبيرَ والضعيفَ وذا الحاجة»،
وفي لفظٍ: «
فإذا صلَّى وَحْدَه فليصلِّ كيف يَشاء»،
ولأنَّه لم يُنْقَلُ أن النبي صلى الله عليه وسلّم أوتر بأصحابه بهذه الكَيفيَّة
وإنَّما كان
يَفْعَلُ ذلك في صلاتِهِ وحده.

وصلاةُ الليل في رمضانَ لها فضيلةٌ ومزيَّةٌ على غيرها
لقول النبي صلى الله عليه وسلّم:

«
مَنْ قَام رمضانَ إِيْماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِهِ»،
متفق عليه.

ومعنى قوله: «إِيْماناً» أي:
إيماناً بالله وبما أعدَّه من الثوابِ للقائِمينَ،

ومعنى قوله:
«احتساباً» أي:
طلباً لثَوابِ الله لم يَحْمِله على ذلك رياءٌ ولاَ سمعة ولا طلبُ مالٍ
ولاَ جاهٍ.
وقيام رمضان شاملٌ للصَّلاةِ في أولِ اللَّيل وآخرِهِ.
وعلى هَذَا فالتَّراويحُ منْ قِيام رمضانَ:
فينْبغِي الحرْصُ عليها والاعتناءُ بها واحتسابُ الأجْرِ والثوابِ مِنَ اللهِ عَلَيْهَا.

وما هِيَ إلاَّ لَيالٍ
مَعْدودةٌ ينْتهزُها المؤمنُ العاقلُ قبل فوَاتِها.
وإنما سُمِّيَتْ تراويحَ لأن الناسَ كانُوا يُطِيلونَها جدَّاً
فكلما صَلَّوا أربَعَ رَكْعَاتٍ
استراحُوا قليلاً.

وكان النبيّ صلى الله عليه وسلّم أوَّل من سَنَّ الْجَمَاعَةَ في صلاةِ التَّراويحِ
في الَمسْجِدِ، ثم
تركها خوفاً من أنْ تُفْرضَ على أمَّتِهِ،
ففي الصحيحين عَنْ عائشةَ رضي الله عنها
أنَّ النبيَّ
صلى الله عليه وسلّم صلَّى في المسجدِ ذات لْيلةٍ وصلَّى بصلاتِهِ
ناسٌ ثُمَّ صلَّى من الْقَابلةِ
وكثر الناسُ ثم اجْتمعوا من اللَّيْلة الثالثةِ أو الرابعةِ
فلَمْ يخرجْ إِلَيْهم رسولُ الله صلى الله عليه
وسلّم فَلَمَّا أصبَحَ قال:
«
قد رأيتُ الَّذِي صَنَعْتُم فلم يَمْنعني من الخُروجِ إليكم إلاَّ إِنِي خَشيتُ أنْ
تُفْرضَ عَلَيْكُمْ. قال: وَذَلِكَ فِي رمضانَ
».

وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال:
«
صُمْنا مع النبيَّ صلى الله عليه وسلّم فلَمْ يقُمْ بنا حتى بَقِي سَبْعٌ من الشَّهْرِ،
فقامِ بِنَا
حتى ذَهبَ ثُلُثُ اللَّيْل، ثُمَّ لم يقم بنا في السادسة،
ثم قام بنا في
الخامسة حتى ذهب شَطْرُ الليلِ أي نصفُه فقلنا:
يا رسولَ
الله لو نَفَّلتَنا بَقيَّة ليلتنا هذه فقال صلى الله
عليه
وسلّم: إنَّه مَنْ قام مع الإِمامِ حَتَّى ينْصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ
»
الحديث، رواه أهْل السنن بسندٍ صحيحٍ.

واختَلَفَ السَّلفُ الصَّالحُ في عدد الركعاتِ في صلاةِ التَّراويحِ والْوترِ مَعَهَا.
فقيل:إحْدَى
وأربعون ركعةً
وقيل: تسعٌ وثلاثونَ
وقيل: تسعٌ وعشرونَ
وقيل: ثلاثٌ وعشرون
وقيل: تسعَ
عشرةَ
وقيل: ثلاثَ عشرةَ
وقيل: إحدى عشرةَ
وقيل: غير ذلك. وأرجح هذه
الأقوال أنها إحدى
عشرةَ أو ثلاثَ عشرةَ لما في الصحيحين
عن عائشةَ رضي الله عنها
أنهَا سُئِلَتْ كيفَ كانتْ
صلاةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت:
«
ما كانَ يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِه على إحْدى عَشرةَ رِكعةً»،

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«
كانتْ صلاةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم ثَلاَثَ
عشْرةَ ركعةً يعني مِنَ اللَّيْل
»،
رواه البخاري.
وفي المُوطَّأ عن السَّائِب
بن يزيدَ رضيَ الله عنه قال:
«أمرَ عُمَر بنُ الخطابِ رضي الله عنه أُبيِّ بنَ كَعْب وتميماً الداريَّ أنْ يقُومَا للنَّاس بإحْدى عَشرةَ ركعةً»،

وكان السلفُ الصَّالحُ يطيلونَهَا جِداً، ففي حديث
السائب بن يزيدَ رضي الله عنه قال:
«كان القارئ يقرأ بالمئين يعني بمئات الآيَاتِ حَتَّى كُنَّا نَعْتمدُ على الْعصِيِّ
منْ طولِ القيامِ،
وهذا خلافُ ما كان عليه كثيرٌ من النَّاس الْيَوْمَ حيثُ
يُصَلُّون التراويحَ بسُرعةٍ عظيمةٍ لا يَأتُون
فيها بواجِبِ الهدُوءِ والطّمأنينةِ
الَّتِي هي ركنٌ منْ أركانِ الصلاةِ لا تصحُّ الصلاةُ بدونِهَا فيخلُّون
بهذا الركن
ويُتْعِبونَ مَنْ خَلْفَهُم من الضُّعفاءِ والمَرْضَى وكبارِ
السَنِّ فيَجْنُونَ عَلَى أنفُسهمْ
ويجْنونَ على غيرهم،
وقد ذَكَرَ العلماءُ رحِمَهُم الله أنَّهُ يُكْرَه للإِمام أنْ يُسرعَ سرعةً
تَمنعُ
المأمُومينَ فعلَ ما يُسنُّ، فكيف بسُرعةٍ تمْنَعهُمْ
فعْلَ مَا يجبُ، نسألُ الله السَّلامةَ

ولا ينبغي للرَّجل أنْ يتخلَّفَ عن صلاةِ التَّراويِح، لينالَ ثوابها وأجْرَها،
ولا ينْصرفْ حتى ينتهي
الإِمامُ منها ومِن الوترِ ليحصل له أجْرُ قيام الليل كلَّه.
ويجوز للنِّساءِ حُضورُ التراويحِ في
المساجدِ إذا أمنتِ الفتنةُ منهنَّ وبهنَّ
لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم:
«لا تَمْنعوا إماءَ الله
مساجدَ الله».

ولأنَّ هذا مِنْ عملِ السَّلفِ الصالحِ رضي الله عنهم،
لكِنْ يجبُ أنْ تأتي متسترةً
متحجبةً
غَيرَ متبرجةٍ ولا متطَيبةٍ ولا رافعةٍ صوتاً ولا مُبديةٍ زينةً

والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجالَ ويبعِدْن عنْهم
ويبدأنَ بالصَّف المُؤخَّر بالمُؤخَّر عكس
الرجال
لقول النبي صلى الله عليه وسلّم:
«
خير صفوف الرجَالِ أوَّلُهَا وشرُّها
آخِرُها وخير صفوفِ النساءِ آخِرُها وشُّرها أوَّلُها
»،
رواه مسلم.
ويَنْصرفنَ من المسجدِ فورَ تَسليمِ الإِمامِ،
ولا يتأخَّرنَ إلاَّ لِعذرٍ
لحديثِ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالتْ:
«
كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سلَّم قامَ النِّساءُ حِينَ يقضِي تسليمَه وهو يمكُثُ في مَقامِهِ يَسْيراً قبل أنْ يقومَ»،
قالتْ:
نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال.
رواه البخاري.








أرجوا أن أكون قد وفقت فى الطرح
شكرا لكل من أعطاني بعضا من وقته الثمين
لقراءة موضوعى المتواضع
وأتوجه بالشكر لاخى الكريم كيلوا زولديك
على هذه الفواصل الرائعة


واتوجه بالشكر ايضا الى
اختنا الفاضلة ام القلنقس
على التنسيق الابداعى


ونستكمل ان شاء الله هذه المجالس فى مواضيع أخرى قادمة
سوف نتكلم باذن الله عن :
فضل تلاوة القرآن وأنواعه
وعن أقسام الناس فى الصيام
وعن أدآب الصيام المستحبه والواجبة

وأكثر من ذلك بإذن الله عز وجل
نرجوا من الله الإستفادة من هذه المجالس
حتى نتمكن من صيام هذا الشهر صوما صحيحا
وقياما خالصا لوجهه تعالى

اللَّهُمَّ وفقْنا لِمَا وَفَّقتَ القومَ واغْفِر لَنَا ولِوَالديْنا
ولجميع المسلمينَ برحمتِكَ يا أرحم
الرَّاحمين
وصلَّى الله وسلَّم على نبينَا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ أجمعين








.. :: الكاتب :: ..
فارس الرومنسية

.. :: المنسق :: ..
أم القلنقس

.. :: تدقيق :: ..
فارس الرومنسية

.. :: تصميم الفواصل :: ..
كيلوا زولديك

.. :: برعاية :: ..
حملة أهلاً رمضان





0 التعليقات:

إرسال تعليق