●| الْجُـزْءُ السَّــادِسِ مـن الْفَصْـلِ الْــأَوَّل | نِهَـايَة النِّظَـامِ الْمَلَكِـي | بِرِعَــايَة فَرِيقِ الْـأَبَـاطِرَة |●

●| الْجُـزْءُ السَّــادِسِ مـن الْفَصْـلِ الْــأَوَّل | نِهَـايَة النِّظَـامِ الْمَلَكِـي | بِرِعَــايَة فَرِيقِ الْـأَبَـاطِرَة |●


بِـاسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيـم .. ||
إِنَّ الحَمدَ لِلَّـه ، نَحمَدهُ وَ نَستَعِينُهُ ، وَ نَستَغفِرُهُ ، وَ نَعُوذُ بِـاللَّـه مِن شُـرُور أَنفُسِنَا ،
وَ سَيِّئَات أَعمَالِنَا ،مَن يَهْدِه اللَّـه فَلَـا مُضِلَّ لَه ، وَ مَن يُضلِلْ فَلَـا هَاِدَي لَه ،
وَ أشهَدُ أَنَّ لَـا إِلَه إلَّـا اللَّـه وَحدَه لَـا شَرِيكَـ لَه ، وَ أَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبُده وَ رَسُـولُه
صَلَّى اللَّـه عَلَيهِ وَ عَلَى آلِـهِ وَ أَصحَابِه وَ مَن تَبِعَهُم بِـإحْسَان إِلَى يَومِ الدِّين
وَ سَلَّمَ تَسلِيماً كَثِيـراَ .. ||

الْمَلكـ فَـارُوقـ [ 11 فبـرايـر 1920 - 18 مـارس 1965 ] ، آخِـرُ مُلـوُكِـ الْمَملكـة
الْمِصـرِيَّة وَ آخِـرُ مَن حَكَمـ مِصـر مِنَ الْـأُسرَة الْعَلَـويّة . اسْتَمـر حُكمُـهـ مُدَّة سِتة
عَشـر سَنَة إِلَـى أَن أَرغَمَتهـ ثَـورَة يوليو 1952 عَلَـى التَّنَـازُل عَنِ الْعَـرش لِـإِبنِه
الطِّفل أَحمَد فُـؤَاد وَالَّذِي كَـانَـ عُمـرهـ حِينَهـا سِتَة شُهُـور وَ الَّـذِي مَا لَبِث أَن خُلِـعـ ،
بِتَحـوِيلِـ مِصْـر مِن مَلَكِية إِلَـى جُمْهُورِية ، وَ بَعدَ تَنَـازُلِهـ عَن الْعَـرش أَقَـامَ فِـي مَنْفَـاهـُ
بِرُومَـا ، وَ كَـانَـ يَزُور مِنْهـا سْويسرَا وَ فَـرنْسـا، وَ ذَلِك إِلَـى أَن تُوفِيَّ بِرُومـا ، وَ دُفِن
فِـي الْمَقبرَة الْملَّكِية بِمَسجِد الـرِّفَـاعِي بِالْقَـاهِرة حَسَب وَصِيتِهـ .

|[ وِلَـادَتُهـ وَ نَشأَتُهـ ]|
وُلِد وَنَشـأَ فِـي الْقَـاهِرَة كَإِبْنـ وَحِيد بَينَـ خَمْسـة شَقِيقَـاتـ أَنْجَبَهمـ الْمَلكـ فُـؤَاد الْـأَوَل ،
ثُّمـ أَكمَل تَعلِيمَهُـ بِـإِنجِلتراَ . أَصْبَحـ وَليًـا لِـلعَهد وَ هُو صَغِير الْسنِ ،
وَ اختَـارَ لَهُ لَقَبـ [ أَمِير الصَّعِيد ] .ِ
|[ تَـوَلِيهـ الْحُكـم ]|
مِن الْـأَحدَاثِـ الَّتِـي جَرَتـ فِـي عَهـدِهِـ وَ هِـيَّ : تَـوَلَـى الْعَـرش فِـي سِن صَغِيرَة ، حَيثُ أَنَّهُـ كَـانَـ بِالسَـادِسَـة عَشَر مِن عُمـرِهِـ عِندَ
وَفَـاةِ وَالِـدِه الْمَلِكـ فُـؤَاد الْـأَوَلـ ، حَيثُ خَلَفـ أَبَـاهُـ عَلَـى عَرْشِ مِصـر
بِتَـارِيخِـ 28 أبريل 1936، وَلِـأَنَّه كَـانَـ قَـاصِـراً تَمَّ تَشكِيلـ مَجلِسـ وِصَـاية رَئَسه ابْنُ عَمِـه
الْـأَمِير مُحَمد عَلِـي بَـاشَـا تَـوفِيق وَ ذَلِكَـ لِكَونِهِـ أَكْبَـر أُمَرَاءِ الْـأُسْرَة الْعَلَوِية سِنـاً ،
وَاستَمَرت مُدَّة الْوِصَّايَة مَـا يُقَـارِبُــ السَّنَة وَ ثَلَـاثَة شُهُـور إِذ أَنّ وَالِدَتُهـ الْمَلِكَـة نَازلِـي

خَـافَتـ بِأَنـ يَطْمَع الْـأَمِير مُحَمَد عَلِـي بِالْحُكمِـ وَيَأخُذَه لِنَفسِهِـ ، فَأَخَذتـ فَتوَى مِن شَيخِـ
الْـأَزهَر مُحَمَد مُصْطَفى الْمَرَاغِي بِأَن يَحسُبَـ عُمرَهُ بِالتَّـارِيخِـ الْهِجرِي ، وَأَدَّى ذَلِكـ إلَـى
أَن يُتَّوَجـ مَلِكاً رَسمِياً بِتَـارِيخـ 29 يوليو 1937 ، قَـامَ بَعدَهَـا بِتَعيِينِ الْـأَمِير مُحَمد
عَلِـي بَـاشَـا وَلِياً لِـلْعَهد وَ الَّذِي ظَّلـ بِهِ حَتَـى وِلَـادَت ابْنِهِـ أَحمَد فُـؤَاد .


فِـي 4 فبـرايـر 1942 قَـامَتـ القُوَّاتـ الْبرِيطَـانِية بِمُحَـاصَرتِهـ بِقصـرِ عَـابدِينـ ،
وَ أَجبَرهُـ السَفِير البرِيطَـانِي فِـي القَـاهِرَة السِير مَـايلز لَـامبسُونـ عَلَـى التَّوقِيعـ
عَلَـى قَرَار بِاستِدعَـاءِ زَعيمِـ حِزبِـ الوَفد مُصطَفى الْنحاسـ لِتشكِيلِـ الْحُكُومَة
بِمفرَدِه أَو أن يَتنـازَلـ عَنِ الْعَرشِـ .
كَـانَتـ تِلكَـ الحَـادِثَة قَـد حَدثتـ أَثنَـاء الْحَربِ الْعَـالَمِية الثَّانِية ، وَ كَـانَتـ القُوَّاتـ الْـألمَانِية
بِقيَادَة إِرفِينـ رُومَلـ مَوجُودة فِـي العِلمين ، وَ كَـانـ الْمَوقِفـ الْعَسكَري مَشحُوناً
بِالْـاحتِمَالـات الخَطِيرَة عَلـى مِصـر وَ لِـأتِباعـ التَّقلِيد الدُستُورِي الخَـاصـ بِتشكِيلِـ وِزَارَة
تَرضى عَنهَـا غَالِبِيةُ الشَّعبِـ وَ تَستطِيعُـ إِحكَامَـ قَبْضَة المَوقِفِـ الدَّاخِلي .
فَطَلَبـ السَفِير البرِيطَـانِي مِنهُـ تَـألِيفَـ وِزَارَة تحرِصُـ عَلَـى الوَلـاء لِمُعاهَدَة 1936 نصاً
وَ رُوحاً قَادِرَة عَلَى تَنفِيذِهَا وَ تَحظَى بِتَأيِيد غَـالِبِية الرَّأيِ الْعَـامـ ، وَ أَن يَتِمـ ذَلِكـ فِـي
مَوعِدٍ أَقصَـاهُـ 3 فبـرايـر 1942. وَ لِذَلكَـ قَـامَـ المَلكُـ بِـاسِتدعَاءِ قَـادَةِ الْـأَحزَابـ السِيَـاسِية
فِـي مُحَـاوَلَة لِتشكِيلـ وِزَارَة قَومِية أَو ائتِلَـافِية ، وَ كَـانُوا جَمِيعاً عَداَ مُصطَفَى الْنحاس
مُؤَيِدِينَـ لِفِكرَة الـوِزَارَة الْـائتِلَـافِية بِرِئَاسَتهِـ فَهِيَ تَحولُـ دُونَـ انفِرَادِ حِزبِـ الْوَفدِ بِالحُكمِـ
وَ لَهُمـ أَغلَبِيَّة بِالبَرلَمَانـ ، فَطَلبَتـ الْمَملَكة الْمتَّحِدة مِن سَفِيرِهَـا الْسِير مَـايلز لـاَمبسُون
أَن يَلُوحَـ بِاستِخدَامِـ القُّوة أَمَـامَـ الْمَلكـ ، وَ فِـي صَبَـاحِـ يَومِـ 4 فبـرايـر 1942 طَلبَـ
السَفِير مُقَابَلَة رَئِيسِ الدِيوَانـ المَلَكِي أَحمَد حَسَنِينـ بَـاشَـا وَسَلمَهُـ إِنذَاراً مُوَجَهـ لِلمَلِكِـ
هَدَدهـُ فِيهِـ بِأَنَهُـ إِذَا لَم يَعلَمـ قَبلَـ السَاعة السَـادِسَة مَسَاءًا أَنَّهُـ قَد تَّم تَكلِيفـ مُصطَفَى
الْنحاسـ بِتشكِيلـ الْحُكُومَة فَـإِنهُـ يَجبُـ عَليهِـ أَن يَتحَملَّـ تَبعَـاتِـ مَـا يَحدُثُـ ، وَ كَـانَـ الْسَفِير
مَوعِدٍ أَقصَـاهُـ 3 فبـرايـر 1942. وَ لِذَلكَـ قَـامَـ المَلكُـ بِـاسِتدعَاءِ قَـادَةِ الْـأَحزَابـ السِيَـاسِية
فِـي مُحَـاوَلَة لِتشكِيلـ وِزَارَة قَومِية أَو ائتِلَـافِية ، وَ كَـانُوا جَمِيعاً عَداَ مُصطَفَى الْنحاس
مُؤَيِدِينَـ لِفِكرَة الـوِزَارَة الْـائتِلَـافِية بِرِئَاسَتهِـ فَهِيَ تَحولُـ دُونَـ انفِرَادِ حِزبِـ الْوَفدِ بِالحُكمِـ
وَ لَهُمـ أَغلَبِيَّة بِالبَرلَمَانـ ، فَطَلبَتـ الْمَملَكة الْمتَّحِدة مِن سَفِيرِهَـا الْسِير مَـايلز لـاَمبسُون
أَن يَلُوحَـ بِاستِخدَامِـ القُّوة أَمَـامَـ الْمَلكـ ، وَ فِـي صَبَـاحِـ يَومِـ 4 فبـرايـر 1942 طَلبَـ
السَفِير مُقَابَلَة رَئِيسِ الدِيوَانـ المَلَكِي أَحمَد حَسَنِينـ بَـاشَـا وَسَلمَهُـ إِنذَاراً مُوَجَهـ لِلمَلِكِـ
هَدَدهـُ فِيهِـ بِأَنَهُـ إِذَا لَم يَعلَمـ قَبلَـ السَاعة السَـادِسَة مَسَاءًا أَنَّهُـ قَد تَّم تَكلِيفـ مُصطَفَى
الْنحاسـ بِتشكِيلـ الْحُكُومَة فَـإِنهُـ يَجبُـ عَليهِـ أَن يَتحَملَّـ تَبعَـاتِـ مَـا يَحدُثُـ ، وَ كَـانَـ الْسَفِير
جَاداً فِـي هَذَا الْـإِنذَار ، وَ فِـي صَبَـاحِـ يَومـ 4 فبـرايـر 1942 طَلبَـ السَّفِير مُقَـابَلة رَئِيسـ
الدِّيوَانـ الْمَلَّكِي أَحمَد حَسنِينـ بَـاشَـا وَ سَلمَهُـ إِنذَاراً مُوجَهـ لِلمَلكِـ هَدَّدَهُـ فِيـهـ بِأنَّهُـ إِذَا
لَـم يَعْلَم قَبْلَ السَّــاعَة السَّـادِسَة مَسَـاءً إِنَّـهـ قَدْ تَـمَّ تَكْلِيــف مُصْطَفَـى النّحاسْ
بِتَشْكِيـلِ الحُكُـومَة فَـإنَّهـ يَجِب عَلَيْهـ أَنْ يَتَحَمَّلَ تَبَعَـاتِ مَـا يَحْدُثُ ، وَكَـانَ السَّفِيـر جَادّاً
وَكَـانَـ يعد مَن يَحتَّلـ الْعَـرشـ مَكَـانَهُـ ، وَ هُوَ وليُّ الْعَهـد الْـأَمِير مُحمَد عَلِي تَوفِيقـ الَّـذِي
ظَّلـ حُلمُــ اعتِلَـائِه لِلعَـرشـ يُرَاودُهـ لِسَنواتٍـ طَوِيلَة ، كَمَـا أَنهُـ أَكبَر أَفرَاد أُسرَةِ مُحمَد
عَلِـي سِنًا، إِلـا أنَّ زَعِيمـ حِزبِـ الْوَفد مُصطَفَى الْنحاسـ رَفَض الْـإِنذَار . وَ عِند مَسَـاء هَذا
الْيَومـ 4 فبـرايـر 1942 تَوجَهـ السَفِير وَ مَعهُـ قَـائِد القوَّاتـ البرِيطَـانِية فِي مِصـر {
الْجِنرَال ستُون } وَ مَعهُمَـا عَددٌ مِن الضُّبَـاط الْبرِيطَـانِيينـ المُسلَّحينـ بِمحَـاصَرةِ سَـاحَة
قَصر عابدِينـ بِالدَّبَـابـاتـ وَ الْجنُود الْبرِيطَـانِيينـ وَ دَخلـا إِلَـى مَكتَبـ الْملِكـ وَ كَـانَـ مَعهُـ رَئِيس
الدِيـوَانـ أَحمَد حَسنِينـ بَـاشـا ، وَ وَضَعـ أَمَـامهُـ وَثيقَة تَنَـازُلِهـ عَن العَـرشـ ،
وَ قَد كُتبَـ بِالوَثِيقَة :
[ نَحنُـ فَـارُوقـ الْـأوَل مَلكُـ مِصـر ، تَقدِيراً مِنـا لِمصَـالِح بَلدِنَـا فَإنَّنـا هُنـا نَتنَـازلُـ عَن
العَـرشـ وَ نَتخلى عَن أَي حَقٍـ فِيهـ لِـأنفُسِنـا وَ لِذرِيتِنَـا ، وَ نَتنـازلُـ عَن كُلِّـ الْحقُوقِـ
وَ الـامتِيـازَاتـ وَ الصَّلَـاحِيـاتِـ الَّتِـي كَـانَتـ عِندَنَـا بِحُكمـ الجُلُوسِـ عَلَـى العـرشِـ ،
وَ نَحنُ هُنـا أَيضاً نُحِلـ رَعَـايـانـَا مِن يَمينِـ الوَلَـاء لِشَخصِنَـا . ]

وَ يقُولـ السِّير لَـامبسُونـ أنّهُـ عِندَمـا وَضَعـ وَثِيقَة التَّنَـازُلـ أَمَـامَـ المَلِكِـ تَرَدد لِثوَانٍـ ،

وَ أَنَّهـُ أَحَسَـ لِـلحظَةٍ أَن المَلكَـ سَوفَـ يَـأخُذ القَلمَـ وَ يُوقِعـ ، لَكنَّـ رَئِيسَـ الدِيوَانِـ
المَلَكِي أَحمَد حَسَنِينـ بَـاشَـا تَدخَلـ بِـاللُغَة العَربِية وَ قَـالَـ لَهـ شَيءاً ثُمَّ تَوقَفـ المَلِكِـ
وَ طَلبَـ مِن { لَـامبسُونـ } فُرصَة أُخرَى أَخِيرَة لِيستَدعِي مُصطَفى الْنحاسـ عَلَـى الفَورِ
وَ فِـي وُجُودِهِـ إِذاً أَرَادَ وَ أَن يُكَلفهُـ عَلَـى مَسمَعٍـ مِنهُـ بِتَشْكيلِـ الوِزَارَة ،
وَ سَـأَلهُـ { لَـامبسُونـ } إِذَا كَـانَـ يَفهَمُـ وَ بِوضُوحٍـ أَنَّهـُ يَجِبُـ أَنْـ تَكُونـ الوِزَارَة مِن اخِتيَـار
الْنحاسـ وَحْدهُـ ؟ فَقـالَـ أَنَّهـُ يَفهَمُـ ، فَقـالَـ لَهُـ السِّير لَـامبسُونـ أَنَّهـُ عَلَـى استِعدَاد لِـأَن
يُعطِيهِـ فُرصَة أَخِيرَة لِـأَنَّهـُ يُريدُ أَن يُجَنِبَـ مِصـر تَعقِيدَاتٍ قَد لَـا تَكُونُ سَهلَة فِـي هَذِهـ
الظُّرُوفـ ، وَ لَكِنـ عَلَيهِـ أَن يُدرِكَـ أَنَّ تَصَرُفهـ لَـابُد أَن يَكُونَـ فَورِياً ، فَرَد عَلَيهِـ مَرَّة أُخرَى
أَنَّهـُ يَستَوعِبُـ أَنَّ ضَرُورَةِ مُحَـافَظَتهِـ عَلَـى شَرَفهِـ وَعلَـى مَصلَحَةِ بِلَـادِهِـ
تَقتضِي أَن يَستدعِي الْنحاسـ فَوراً .

| [ حَـادِثـ القَصـاصِينـ ] |

فِـي عَصـرِ يَومـ 15 نُوفمبَـر 1943 كَـانَـ يَقُود السَّيارَة الَّتِي أَهدَاهَـا لَهُـ الزَّعِيمِـ النَّـازِي
أُدُولف هِتلَر بِسُرعَـة كَبِيرَة بِجِوارِ ترعة الْـِإسمَـاعِيلية عَائِداً مِن رِحلَة صَيدٍ وَ فُوجِئَ
بِمَقطُورَة عَسكَريَّة إِنْجلِيزيَّة كَـانَتـ قَـادِمَة مِن بنغَـازِي وَ قَد انحَرَفتـ يَسَـاراً فَجـأَة وَ سَدتـ
الطَّرِيقَـ أَمَـامَهُـ لِكَي تَدخُلـ المُعَسكَر ، فَقَـامَـ بِالـانْحرَافِـ لِتفَادِي السُّقُوطِ فِـي التَرعَة ،
وَ اصطَدمَتـ مُقَدِمةُ الْمَقطُورَة بِسيَارَتِهـ وَ طَـارَتـ عَجَلَـاتُها الْـأَمَاِمية ، وَ حَطَمتِـ البَـابـ
الـأَمَامِي وَ وَقَعَـ فِـي وَسَطِ الطَّرِيقِـ . وَ كَـادَ الحَـادِثـ أَن يُؤدِي بِحَيـاتِهِـ ، وَ تمَّ نَقلُهُـ إِلَـى
دَاخِلـ المُعسكَر لِـإسعَافِهِـ، ثُمَّ حَملَتهُـ السَّيَـارَة المَلكِية إِلَـى المُستَشفَى العَسكَرِي
القَرِيبـ فِـي القَصَـاصِينـ ، وَ قَـامَتـ الطَّبِيبَة الْـإِنجلِيزِية بِفَحصِـ الصَّدرِ وَ البَطنـ ، وَ أَشَـار
إِلَـى مَوضِعـ الْـألَمـ فِـي عَظمَة الحَوضِ أَسفَلَـ البَطنـ . وَ قَد أَحَـاط جُنُود مِصرِيينـ بَعدَ
الحَـادِث بِالمُستَشفَى مِن تِلقَـاء أَنفُسهِمـ ، وَ تَمَّ إِبلَـاغُ القَصرِ المَلكِي وَ حَضرَ الجَراحـ
عَلي بَـاشـا إِبرَاهِيم بِالطائِرَة مِن القَـاهِرَة لِـإجرَاءِ العَملِّية لَهـ . وَ بَعدَ انتِشَـار الخَبر فِـي
أَرجَـاءِ مِصر زَحفَتـ الجَمَاهِير بِالـأُلوفِـ وَ أَحَـاطَتـ بِمسْتشفَى القَصَّاصِينـ طَوَالـ فَترَة
إِقَـامَتهِـ فِيهِـ بَعدَ الجِراحَة الَّتِـي ظَّلـ يُعَاني مِن آثَـارِها طَوالَـ حَياتِهـ وَ سَببَتـ لَهُـ السمْنَة
المُفرِطَة بَعدَ ذَلكَـ . وَسرَت شَائِعاتـ بِأَن الحَـادِث كَـانَـ مُدبَراً لِلتَّخلُص مِنهُـ
بِسَببِـ تَفـاقُمـ الخِلَـافـ الحَاد بَينَهُـ وَ بَينَـ السَفِيرِ البِريطَـانِي السِير
مَـايلز لَـامبسُونـ بَعدَ حَـادِث 4 فبـرايـر 1942.

| [ خِلَـافَاتُهـ العَائِليَّة ] |

كَـانَتـ خِلَـافَاتُهـ مَعَ وَالِدَتهِـ المَلِكة نَـازلِـي مُؤلِمة لَهُـ مِن النَّاحِيَة النَّفسِية ، وَ مِن خِلَـالِـ
صُورَتهِـ أَمَامَـ الشَّعبـ ، وَ كَـانَتـ بِدَايتُهـا عِندَمَا دَخلَتـ فِـي عَلَـاقَة عَاطِفية مَع أَحمَد
حَسنِينـ بَـاشَـا ، وَ تَزوَجـا عُرفِيـاً ، وَ إِنتَهَـى هَذَا الزَّواج بِمقتَلهِـ عَلَـى كُوبرِي قَصرِ النِّيلـ
عَلَـى يَد سَائِقـ إِنجلِيزِي مَخمُور عَـامـ 1946. وَ لَكنَّ الخِلَـافـ أَخَذ شَكلـاَ آخَر عِندَمـا قَررَت
الرَّحيلَـ عَن مِصـر فِـي عَـامـ 1946، فَجمَعتـ مَـا تَسنَـى لَهَا مِن الـأَموَالـ فِـي سِريَّة تَّامَة
، وَ أَذنَـ لَهَا بِالسفَر إِلَـى فَرنسَا بِحُجة العِلَـاجِـ مِن مَرضِ الكّلَـى ، وَ بِالفعْلِـ سَافَرتـ إِلَـى
سوِيسرَا وَ مِنهَا إِلَـى فَرنسَـا ، وَ استَقرَتـ فِيهَا لِلعِلَـاجِـ عِدَّة أَسَابِيعـ وَ لَكنَّـ حَالتَها لَم
تَتحَسنـ ، فَسَافرَتـ إِلَـى الوِلَـايَاتـ المُّتحِدة لِلعِلَـاجِـ أَيضاً ، وَ إصْطحَبتـ مَعهَـا ابنَتيهَا فَايقة
وَ فَتحِية وَ كُلـ مَن كَـانُوا مَعهَـا فِـي فَرنسَا بِمَا فِيهِمـ مُوظَفـ عَلَـاقَاتـ عَـامَة صَغِير اسمُهُـ
رِيَاض غَالِـي . قَـامَتـ ضَجة كَبِيرة فِـي مِصـر بَعدَ زَواجِـ الـأَميرَة فَتحِية مِن رِيَاض غَالِـي
وَ سمَتـ نَفسَها بِاسمِـ مَـارِي إِليثَابس وَ أعتَنقَت المَسِيحيَّة وَ مَا لَبِث أَن أُصدِر قَرَاراً
بِحرمَانِها مِن لَقبِـ { المَلكَة الـأُمـ } فِـي جَلسَة مَجلِس البَلـاط فِـي 1 أُغسطس 1950،
كَمَا قَـامَـ بِالحَجرِ عَليهَا لِلغَفلَة وَ إِلغَـاءِ وِصَايتِها عَلَـى ابنَتِها الـأَميرَة فَتحِية .

| [ إِقصَـاؤُهـ عَن العَـرش ] |

أَطَـاحتْـ بِهِـ حَركَة الضُّبَـاط الـأَحرَار المُكَّونة مِن مَجمُوعَة مِن الضُّبَـاط صِغَـارِ السِّن
نِسبِيـاً بِقيَـادَة الِلوَاء مُحمَد نَجِيبـ وَ ذَلِكَـ بَعدَ ثَورَة يُـوليُـو الَّتِـي تَّمتـ فِـي 23 يُـوليُـو 1952
. وَ تَنَـازلَـ عَن العَرش فِـي 26 يُـوليُـو 1952 لِـإبِنهِـ أَحمَد فُـؤادَ الثَّانِي ، عِلماً أَنَّ الضُّبَـاط
الـأَحرَار كَـانُوا قَد قَررُوا الِـاكتِفَاء بِعزلِهِـ وَ نَفيِهِـ مِن مِصـر ، بَينَمَـا أَرَاد بَعضُهمـ
مُحَـاكَمتهُـ وَ إِعدَامَهـ كَمَـا فَعلَتـ ثَورَاتٌـ أُخرَى مَعَـ مُلوكِهـا .

| [ نَصُ الـإِنذَار المُوجَهـ إِليهِـ ] |
مِن الِلوَاء أَركَـانـ حَربـ مُحمَد نَجِيبـ بِاسمِـ ضُبَـاط الجَيشِ وَ رِجَـالِهـ ِ
إلَـى المَلِكـ فَـارُوقـ الـأَولـ
أَنَّهُـ نَظراً لِمَـا لَـاقَتهُـ البِلـاَد فِـي العَهدِ الـأَخِير مِن فَوضَى شَامِلَة عَمتْـ جَمِيعَـ المَرافِقِـ
نَتِيجَة سُوءِ تَصرُفِكمـ وَ عَبثِكُم بِالدُستُور وَ امتِهَانِكمـ لِـإِرادَةِ الشَّعبِ حَتّـى أَصبَح كُلـ فَردٍ
مِن أَفرَادِهِـ لَـا يَطمَئنُ عَلَـى حَيَـاتِهـ أَو مَـالِهـ أَو كَرامَتهِـ . وَ لَقد سَاءَتـ سُمعَةُ مِصـر بَينَـ
شُعُوبـ العَالَم مِن تَمَاديكُمـ فِــي هَذَا المَسلَكـ حَتَّـى أَصبَحـ الخَونَة وَ المُرتَشُونـ يَجِدونَـ
فِـي ظِّلكُمـ الحِمَايَة وَالـأَمنَ وَ الثَراءَ الفَـاحِش وَ الـإِسرَافَـ المَـاجِن عَلَـى حِسَابـ الشَّعبِـ
الجَائِعـ الفَقِير ، وَ َلقَد تَجلَتـ آيَةُ ذَلكَـ فِـي حَربِـ فِلسطِينـ وَ مَا تَبعَهَـا مِنـ فَضَائِحـ الـأَسلِحَة
الفَـاسِدَة وَ مَـا تَرتَبـ عَليْهَـا مِنـ مُحَاكَماتٍـ تَعرَّضتـ لِتَدخُلكُمـ السَّافِر مِمَـا أَفسَد الحَقائِق
وَ زَعزَعَـ الثِّقةَ فِـي العَدَالَة وَ سَـاعَد الخَونَة عَلَـى تَرسُم هَذَا الخَطَأ فَأَثرَى مَنـ أَثرَى
وَ فَجرَ مَنـ فَجَر وَ كَيفَـ لـاَ وَ النَّاسُ عَلَـى دِينِ مُلوكِهمـ .
لِذلِكَـ قَد فَوضَنِي الجَيشُ المُمثِلـ لِقوَّة الشَّعبـ أَنـ أَطلُبَـ مِنـ جَلَـالَتكُمـ التَّنازُلَـ عَن

العَرشِ لِسمُوِ وَليِّ عَهدِكُمـ الـأَمِير أَحمَد فُـؤَاد عَلَـى أَن يَتمَّـ ذَلكَـ فِـي مَوعِد
غَـايتُهُـ السَاعَة الثَّانِية عَشرَة مِن ظُهرِ يَومِـ السَبتِ المُوَافِقـ لـ / .. 26 يُـوليُـو 1952
وَ الرَّابِعـ مِن ذِّي القِعدَة سَنة 1371 وَ مُغَـادرَة البِلَـاد قَبلَـ السَّاعَة السَادِسَة
مِن مَسَاء اليَومِ نَفسِهِـ .
وَ الجَيش يتَحمَّلُـ جَلَـالَتكُمـ كُلَّـ مَـا يَترَتبُـ عَلَـى عَدمِـ النُّزولِـ عَلَـى
رَغبَة الشَّعبِ مِن نَتَائِجـ . فَرِيقـ أَركَـانـ حَربـ مُحمَد نَجِيبـ
الـإِسكندَرِية فِـي يَومِـ السَبت 4 مِن ذِّي القِعدَة 1371 هِـجرِية
، 26 يُـوليُـو سَنة 1952 مِيلَـادِية .

| [ تَنـازُلُهُـ عَنِـ العَـرشِ ] |

طَـالَبـ بِأَن يُحَـافِظَ عَلَـى كَرَامتِهِـ فِـي وَثِيقَة التنَّازلِـ عَنِـ العَـرشِ ، فَطمأَنَهُـ عَلِـي مَاهِر
بَـاشَـا وَ ذَكرَ لَهُـ أَنَّهَا سَتكُونُـ عَلَـى مِثَالِـ الوَثِيقَة الَّتِـي تَنَازَلـ بِهَـا مَلكُـ بِلجِيكَـا عَنـ
عَـرشِهـ ، وَ إِتصَلَـ عَلِـي مَاهِر بَـاشَـا بِالدُكتُور عَبدُ الرَّازِق السَنهُورِي طَالِبـاً مِنهُـ تَحرِيرَ
وَثِيقَة التنَّازلِـ . فَأُعدَتـ الوَثِيقَة وَ عُرضَتـ عَلَـى مُحمَد نجِيبـ فَوَافقَـ عَليْهَـا ، وَ اقتَرَحـ جَمالـ
سَالِمـ إِضَافَة عِبَـارَة { وَ نُزُولـاً عَلَـى إِرادَةِ الشَّعبِـ } عَلَـى صِيغَة الوَثِيقَة وَ تَمَّ تَكلِيفُـ
سُلَيمَـانـ حَـافِظ بِحملِـ الوَثِيقَة وَ تَوقِيعهَا مِنـ المَلكِـ ، فَاستَقبَلهُـ وَ قَرأَهـا أَكثَر مِنـ مَرَّة ،
وَ إِطمَأنـ لِلشكْلِـ القَانُونِي لَهَا وَ أَرادَ إِضَافَة كَلِمَة { وَ إِرَادتِنَـا } عِقبَـ عِبَـارَة وَ نُزُولـاً
عَلَـى إِرادَةِ الشَّعبِـ ، لَكنَّهـ أَفهَمهُـ أَنَّ صِياغَة الوَثِيقَة فِـي صُورَة أَمرٍ مَلَكي تَنطَوِي
عَلَـى هَذَا المَعنَى ، وَ إِنَّهَا تَمَتـ بِصعُوبَة كَبِيرَة وَ لـاَ تَسمَحُـ بِإدخَالِـ أَيِّ تَعدِيلـ ،
وَ كَـانـ وَقتَهَا فِـي حَالَة عَصبِيَّة سَيئَة .

| [ نَّص التَّنازُلِ عَنِـ العَـرشِ ] |
أَمرٍ مَلَكي رَقمـ 65 لِسنَة 1952
نَحنُـ فَـارُوقـ الـأَول مَلكُـ مِصـر وَ السُودَان
لَمَـا كُنَّـا نَتطَّلبُـ الخَيرَ دَائماً لِـأُمتِنَـا وَ نَبتَغِي سَعَادتَهـا وَ رُقِيهَـا
وَ لَمَـا كُنَّـا نَرغَبُـ رَغبَة أَكِيدَة فِـي تَجنِيبِـ البِلَـادِ المَصاعِبَـ الَّتِـي تُوَاجِههَـا
فِـي هَذِهـ الظُّرُوفـ الدَقِيقَةوَ نُزُولـاً عَلَـى إِرادَةِ الشَّعبِـ قَررْنَـا النُّزُولَـ عَنِـ العَـرشِ
لِولِيِّ عَهدِنَـا الـأَمِير أَحمَد فُـؤَاد وَ أَصدَرنَـا أَمرَنـا بِهذَا إِلَـى حَضرَةِ صَـاحِبـ المَقَامِـ الرَّفِيعـ
عَلِـي مَاهِر بَـاشَـا رَئِيس مَجلِس الوُزَرَاء لِلعَملِـ بِمقْتضَاهُـ .
صَدرَ بِقصْرِ رَأسِ التِّين فِـي 4 مِن ذِّي القِعدَة 1371 هِـجرِية ،
26 يُـوليُـو سَنة 1952 مِيلَـادِية .

| [ مغادرته مصر ] |
فِـي تَمـامِ السَّـاعَة السَّـادِسَة وَأَحَـدَ وَعِشْـرُونَ دَقِيقَة مَسَـاءَ يـومِـ 26 يُـولْيُـو 1952
غَادَر قَصْرَ رَأْسِ التِّينِ بِــالْـإِسْكَنْدَريَّة مُرتَدِيًا لِبَـاسَ أمِير البَحْر عَلَـى ظَهْرِ اليَخْتِ
المَلَكِـيـ المَحْرُوسَة بِقِيَـادَة جَلَـال عَلُـوبَة { وَهُو نَفْس اليَخْت الَّذِي غَـادَر بِهِـ
جَدُّهُـ الخَدِّيوِي إسْمَـاعِيل عِندَ عَزْلِهِ عَنِ الحُكْم } وَقَد تَعَهَّدَ بِـأنْ يَقُـوم بِـإعَـادَة
المَحْرُوسَة فَـورَ نُزُولِه فِـي مِينَـاء نَابُولِي، وَكَـان فِي وَدَاعِهِ عَلِي مَاهِر بَـاشَـا وَ
السَّفِير الْـأمْرِيكِـي كَـافرِي وَ وَالِدَة المَلِكَة نِارِيمَـانْ أَصِيلَة صَادِق وَ أَخَوَاتُهُـ الْـأمِيرَة
فَوْزِيَّة وَالْـأَمِيرَة فَـايْزَة، وَأَطْلَقَتِ المِدْفَعِية إِحْدَى وَعِشْـرُونَ طَلْقَة تَحِيَّةً لَـه ،
وَ أُنْزَلَتْ سَـارِيَة العَلَمِ المَلَكِـي. و َقَد وَصَل اللِّوَاء مُحَمَّد نَجِيب مُتَـأخِّرًا وَ ذَلِكَـ بِسَبَبِ
الْـإزْدِحَـام وَمَعَهُ أَحْمَد شَـوقِي وَجَمَـالْ سَـالِمْ وَحُسَين الشَّــافِعِي وَ إِسْمَـاعِيل فَـرِيد
وَ لَحِقُـوا بِـالمَحْرُوسَة فِي عَرضِ البَحْـر وَ ذَلِكَـ حَسَبَ مَـا ذَكَرَهُـ اللِّـوَاء مُحَمَّد نَجِيبْ
فِي مُذَكَّـرَاتِهِ . وَ خِلَـال اللِّقَـاء لَـاحَظَ أنَّ جَمَـالْ سَالِمْ يَحْمِلُ عَصَـاهُ تَحْتَ إِبْطِهِ فَـأَمَرَهُ
قَـائِـلًـا { أَنْزِل عَصَـاكَـ أَنْتَ فِـي حَضْرَةِ مَلِكـ } مُشِيراً إِلَـى ابْنِهِ الرَّضِيـعْ المَلِكـ أَحْمَد
فُـؤَاد الثَّــانِي ، وَلَقَد اعْتَذَرَ مُحَمَّد نَجِيب مِنْهُ عَلَـى تَصَرُّفِ جَمَـال سَـالِم .
فِـي تَمـامِ السَّـاعَة السَّـادِسَة وَأَحَـدَ وَعِشْـرُونَ دَقِيقَة مَسَـاءَ يـومِـ 26 يُـولْيُـو 1952
غَادَر قَصْرَ رَأْسِ التِّينِ بِــالْـإِسْكَنْدَريَّة مُرتَدِيًا لِبَـاسَ أمِير البَحْر عَلَـى ظَهْرِ اليَخْتِ
المَلَكِـيـ المَحْرُوسَة بِقِيَـادَة جَلَـال عَلُـوبَة { وَهُو نَفْس اليَخْت الَّذِي غَـادَر بِهِـ
جَدُّهُـ الخَدِّيوِي إسْمَـاعِيل عِندَ عَزْلِهِ عَنِ الحُكْم } وَقَد تَعَهَّدَ بِـأنْ يَقُـوم بِـإعَـادَة
المَحْرُوسَة فَـورَ نُزُولِه فِـي مِينَـاء نَابُولِي، وَكَـان فِي وَدَاعِهِ عَلِي مَاهِر بَـاشَـا وَ
السَّفِير الْـأمْرِيكِـي كَـافرِي وَ وَالِدَة المَلِكَة نِارِيمَـانْ أَصِيلَة صَادِق وَ أَخَوَاتُهُـ الْـأمِيرَة
فَوْزِيَّة وَالْـأَمِيرَة فَـايْزَة، وَأَطْلَقَتِ المِدْفَعِية إِحْدَى وَعِشْـرُونَ طَلْقَة تَحِيَّةً لَـه ،
وَ أُنْزَلَتْ سَـارِيَة العَلَمِ المَلَكِـي. و َقَد وَصَل اللِّوَاء مُحَمَّد نَجِيب مُتَـأخِّرًا وَ ذَلِكَـ بِسَبَبِ
الْـإزْدِحَـام وَمَعَهُ أَحْمَد شَـوقِي وَجَمَـالْ سَـالِمْ وَحُسَين الشَّــافِعِي وَ إِسْمَـاعِيل فَـرِيد
وَ لَحِقُـوا بِـالمَحْرُوسَة فِي عَرضِ البَحْـر وَ ذَلِكَـ حَسَبَ مَـا ذَكَرَهُـ اللِّـوَاء مُحَمَّد نَجِيبْ
فِي مُذَكَّـرَاتِهِ . وَ خِلَـال اللِّقَـاء لَـاحَظَ أنَّ جَمَـالْ سَالِمْ يَحْمِلُ عَصَـاهُ تَحْتَ إِبْطِهِ فَـأَمَرَهُ
قَـائِـلًـا { أَنْزِل عَصَـاكَـ أَنْتَ فِـي حَضْرَةِ مَلِكـ } مُشِيراً إِلَـى ابْنِهِ الرَّضِيـعْ المَلِكـ أَحْمَد
فُـؤَاد الثَّــانِي ، وَلَقَد اعْتَذَرَ مُحَمَّد نَجِيب مِنْهُ عَلَـى تَصَرُّفِ جَمَـال سَـالِم .

| [ أُسـرَتُهُـ ] |
تَزَّوجَـ مَرتَينِـ ، الـأُولَى مِن صَافِينَاز ذُو الفَقـار الَّتِـي غَيرَ اسْمهَـا إِلَـى فَرِيدَة ، وَتمَّ
الزَفافـ فِـي 20 يَنـايـر 1938 وَ كَـانَـ حِينَها فِـي الثَّامِنَة عَشَر مِن عُمرِهِـ ، وَ أَنجَبـا
ثَلـاثِ بَناتٍ هُنَّ الـأَمِيرَة فِريَالـ ، ـالــأَمِيرَة فَوزِيَّة ، وَ الـأَمِيرَة فَادِية ، وَ تَطلَّقا فِـي عَامـ
1949 إِثرَ خِلَـافَات كَبِيرَة بَينهُم ، وَ مِن بَينِها عَدمُـ إِنجَابِهـا وَ رِيث لِلعَـرش ، وَ قَد
اعتَرضَ الشَّعبُـ عَلَـى الطَّلَـاقـ ، لِـأَنهُمـ كَانُّوا يُحبُونَهـا وَ يَشعُرونَـ بِأَنَّهَـا لَصِيقَة
بِطبَقاتِهمـ وَ بِأَحوَالِهمـ ، وَ عِندَما طَّلقَها غَضِبُوا عَلَيهِـ بِشدَّة ، فَطَافتـ المُظاهَراتُـ فِـي
الشَّوارِعِـ بَعدَ طَلَـاقِهـ تَهتِفُـ { خَرجَتـ الفَضِيلَة مِن بَيتِ الرَّذِيلَة }.
تَزَّوجَـ مَرتَينِـ ، الـأُولَى مِن صَافِينَاز ذُو الفَقـار الَّتِـي غَيرَ اسْمهَـا إِلَـى فَرِيدَة ، وَتمَّ
الزَفافـ فِـي 20 يَنـايـر 1938 وَ كَـانَـ حِينَها فِـي الثَّامِنَة عَشَر مِن عُمرِهِـ ، وَ أَنجَبـا
ثَلـاثِ بَناتٍ هُنَّ الـأَمِيرَة فِريَالـ ، ـالــأَمِيرَة فَوزِيَّة ، وَ الـأَمِيرَة فَادِية ، وَ تَطلَّقا فِـي عَامـ
1949 إِثرَ خِلَـافَات كَبِيرَة بَينهُم ، وَ مِن بَينِها عَدمُـ إِنجَابِهـا وَ رِيث لِلعَـرش ، وَ قَد
اعتَرضَ الشَّعبُـ عَلَـى الطَّلَـاقـ ، لِـأَنهُمـ كَانُّوا يُحبُونَهـا وَ يَشعُرونَـ بِأَنَّهَـا لَصِيقَة
بِطبَقاتِهمـ وَ بِأَحوَالِهمـ ، وَ عِندَما طَّلقَها غَضِبُوا عَلَيهِـ بِشدَّة ، فَطَافتـ المُظاهَراتُـ فِـي
الشَّوارِعِـ بَعدَ طَلَـاقِهـ تَهتِفُـ { خَرجَتـ الفَضِيلَة مِن بَيتِ الرَّذِيلَة }.
بَينَمَا كَـانَت زَوجَتهُـ الثَّانِية هِيَ نَارِيمَان صَادِق ، وَ تَمَّ زَواجُهمَا فِـي 6 مَايُـو 1951 ،
وَ أَنجَبَتـ لَهُـ وَلِيَّ العَهد الـأَمِير أَحمَد فُـؤَاد الَّذِي تَولَّى العَـرش وَ هُوَ لَمـ يَتجَاوَز
السِتَة أَشهُر تَحتَ لَجنَة وِصَاية بِرِئاسَة الـأَمِير مُحمَد عَبدُ المُّنعِمـ وَ ذَلكَـ بَعدَ تَنازُلهِـ
عَن العَـرش بَعدَ ثَورَة يُـوليُـو . وَ غَادرَت المَلِكَة نَارِيمَانـ مَعهُـ إِلَـى المَنفَى بِإيطَـاليَا ،
إِلـا أَنهُـ وَ بَعدَ خِلَـافَات كَبِيرَة تَمَّـ الطلـاَقـ بَينهُمَا فِـي فَبـرايـر مِن عَامـ 1954
وَ أَنجَبَتـ لَهُـ وَلِيَّ العَهد الـأَمِير أَحمَد فُـؤَاد الَّذِي تَولَّى العَـرش وَ هُوَ لَمـ يَتجَاوَز
السِتَة أَشهُر تَحتَ لَجنَة وِصَاية بِرِئاسَة الـأَمِير مُحمَد عَبدُ المُّنعِمـ وَ ذَلكَـ بَعدَ تَنازُلهِـ
عَن العَـرش بَعدَ ثَورَة يُـوليُـو . وَ غَادرَت المَلِكَة نَارِيمَانـ مَعهُـ إِلَـى المَنفَى بِإيطَـاليَا ،
إِلـا أَنهُـ وَ بَعدَ خِلَـافَات كَبِيرَة تَمَّـ الطلـاَقـ بَينهُمَا فِـي فَبـرايـر مِن عَامـ 1954

| [ وَفَـاتُهُـ ] |
تُوُفِي فِـي لَيلَة 18 مَـارِس 1965 ، فِـي السَّاعَة الوَاحِدة وَ النِّصفِـ صَبَـاحاً ، بَعدَ
تَنَـاوُلهِـ لِعشَاء دَسمٍـ فِـي مَطعَمـ ايلـ دِي فرَانْس الشَّهِير بِرُومَـا وَ قَد قِيلَـ أَنَّهُـ اغْتِيلَ
بِسُمِـ الـأَكوَانتِينـ { بِأُسلُوبِـ كُوبـ عَصِير الجَوافَة }عَلَـى يَدِ إِبرَاهِيمـ البَغدَادِي أَحدُ أَبرَزِ
رِجَـالِـ المُخَابَرَات المَصرِيَّة الَّذِي أَصبَحَـ فِيمَا بَعد مُحَافِظاً لِلقَــاهِرَة ، وَ الَّذِي كَـانَ
يَعمَلُـ جَرسُوناً بِنَفسِ المَطعَمِـ بِتَكلِيفِـ مِن القِيَادَة السِّيَاسِية وَ الَّتِي كَـانَت تَخشَى
مِن تَحقُقِـ شَائِعَة عَودَتهِـ لِمِصـر وَ هَذَا مَا نَفَاُهُـ إِبرَاهِيم البَغدَادِي .
وَ فِـي تِلكَـ اللَّيلَة أَكلَـ وَحدَهُـ دَستَة مِن المَحَـارِ وَ جَرَاد البَحر وَ شَرِيحَتينِـ مِن لَحمِـ
العِجلِـ مَعَـ بَطاطِس مُحمَّرة وَ كَمِيَّة كَبِيرَة مِنَ الكَعكِـ المَحشُوِ بِالمُرَبى وَ الفَاكِهَة ،
شَعرَ بَعدَهَا بِضِيقٍ فِـي التَّنفُس وَ إِحمِرارِ فِـي الوَجهِـ وَ وَضعَـ يَدهُـ فِـي حَلقِهِـ ،
وَ حَملَتهُـ سَيَارَة الـإِسعَافـ إِلَـى المُستَشفَى وَ قَرَرَ الـأَطبَاءُ الـإِيطَالِيينـ بِأَنَّ رَجُلـاً
بَدِيناً مِثلُهُـ يُعَاني ضَغطَ الدَّمـ المُرتَفِعـ وَ ضِيقِ الشَرَايينـ لـاَبدَ أَن يَقتُلهُـ الطَعَامـ .
لَم تَتِمـ تَحقِيقَات رَسمِيَّة فِـي ذَلكَـ ، وَ رَفضَت أُسرَةُ المَلكِـ تَشرِيحَـ جُثتِهـ مُؤكِدَة أَنَّهُـ
مَـاتَـ مِنَ التُّخمَة ، وَ ذَلكَـ رُبمَا لِحرصِهِمـ أَن تُنَّفذ وَصِيةُ المَلكِـ بِأَن يُدفَن فِـي مِصـر ،
وَ قَد رَفضَ الرَّئِيس جَمَالـ عَبدُ النَّـاصِر هَذَا الطَّلبـ آنذَاك ، إِلـاَ أَنَّ إِلحَاحَ المَلكِـ فَيصَلـ
بنُ عَبدِ العَزِيز آلـ سَعُود بِأَن يُدفَن فِـي مِصـر قَد سُمحَـ بِذَلكَـ وَ اشتَرَطَ جَمَالـ عَبدُ
النَّـاصِر أَن لَـا يُدفَن فِـي مَدَافِن مَسجِد الرِّفَـاعِي . وَ تمَّ نَقلُـ جُثمَانِهِـ إِلَـى مِصـر فِـي
مُنتَصفِـ اللَّيلِ وَ دُفنَ فِـي جَـامِع إِبرَاهِيمـ بَـاشَـا بِتكَتُمـ شَدِيد ، إِلـاَ أَنَّ الرَّئِيس مُحمَد
أَنوَر السَّـادَات قَد سَمحَـ بِدَفنِهـ فِـي مَسجِد الرِّفَـاعِي فِـي وَقتٍـ لَـاحِق ، حَيثُ تَمَّ
نَقلُـ رُفَـاتِهِـ لَيلـاً تَحتَ الحِرَاسَة الـأَمنِّيَة إِلَـى المَقبَرَة المَلكِّية بِالمَسجِد فِـي القَـاهِرَة
وَ دُفنَ بِجَانِبـ أَبِيهِـ المَلكِـ فُـؤَاد وَجَدهِـ الخَديِوِي إِسمَاعِيلـ .
تُوُفِي فِـي لَيلَة 18 مَـارِس 1965 ، فِـي السَّاعَة الوَاحِدة وَ النِّصفِـ صَبَـاحاً ، بَعدَ
تَنَـاوُلهِـ لِعشَاء دَسمٍـ فِـي مَطعَمـ ايلـ دِي فرَانْس الشَّهِير بِرُومَـا وَ قَد قِيلَـ أَنَّهُـ اغْتِيلَ
بِسُمِـ الـأَكوَانتِينـ { بِأُسلُوبِـ كُوبـ عَصِير الجَوافَة }عَلَـى يَدِ إِبرَاهِيمـ البَغدَادِي أَحدُ أَبرَزِ
رِجَـالِـ المُخَابَرَات المَصرِيَّة الَّذِي أَصبَحَـ فِيمَا بَعد مُحَافِظاً لِلقَــاهِرَة ، وَ الَّذِي كَـانَ
يَعمَلُـ جَرسُوناً بِنَفسِ المَطعَمِـ بِتَكلِيفِـ مِن القِيَادَة السِّيَاسِية وَ الَّتِي كَـانَت تَخشَى
مِن تَحقُقِـ شَائِعَة عَودَتهِـ لِمِصـر وَ هَذَا مَا نَفَاُهُـ إِبرَاهِيم البَغدَادِي .
وَ فِـي تِلكَـ اللَّيلَة أَكلَـ وَحدَهُـ دَستَة مِن المَحَـارِ وَ جَرَاد البَحر وَ شَرِيحَتينِـ مِن لَحمِـ
العِجلِـ مَعَـ بَطاطِس مُحمَّرة وَ كَمِيَّة كَبِيرَة مِنَ الكَعكِـ المَحشُوِ بِالمُرَبى وَ الفَاكِهَة ،
شَعرَ بَعدَهَا بِضِيقٍ فِـي التَّنفُس وَ إِحمِرارِ فِـي الوَجهِـ وَ وَضعَـ يَدهُـ فِـي حَلقِهِـ ،
وَ حَملَتهُـ سَيَارَة الـإِسعَافـ إِلَـى المُستَشفَى وَ قَرَرَ الـأَطبَاءُ الـإِيطَالِيينـ بِأَنَّ رَجُلـاً
بَدِيناً مِثلُهُـ يُعَاني ضَغطَ الدَّمـ المُرتَفِعـ وَ ضِيقِ الشَرَايينـ لـاَبدَ أَن يَقتُلهُـ الطَعَامـ .
لَم تَتِمـ تَحقِيقَات رَسمِيَّة فِـي ذَلكَـ ، وَ رَفضَت أُسرَةُ المَلكِـ تَشرِيحَـ جُثتِهـ مُؤكِدَة أَنَّهُـ
مَـاتَـ مِنَ التُّخمَة ، وَ ذَلكَـ رُبمَا لِحرصِهِمـ أَن تُنَّفذ وَصِيةُ المَلكِـ بِأَن يُدفَن فِـي مِصـر ،
وَ قَد رَفضَ الرَّئِيس جَمَالـ عَبدُ النَّـاصِر هَذَا الطَّلبـ آنذَاك ، إِلـاَ أَنَّ إِلحَاحَ المَلكِـ فَيصَلـ
بنُ عَبدِ العَزِيز آلـ سَعُود بِأَن يُدفَن فِـي مِصـر قَد سُمحَـ بِذَلكَـ وَ اشتَرَطَ جَمَالـ عَبدُ
النَّـاصِر أَن لَـا يُدفَن فِـي مَدَافِن مَسجِد الرِّفَـاعِي . وَ تمَّ نَقلُـ جُثمَانِهِـ إِلَـى مِصـر فِـي
مُنتَصفِـ اللَّيلِ وَ دُفنَ فِـي جَـامِع إِبرَاهِيمـ بَـاشَـا بِتكَتُمـ شَدِيد ، إِلـاَ أَنَّ الرَّئِيس مُحمَد
أَنوَر السَّـادَات قَد سَمحَـ بِدَفنِهـ فِـي مَسجِد الرِّفَـاعِي فِـي وَقتٍـ لَـاحِق ، حَيثُ تَمَّ
نَقلُـ رُفَـاتِهِـ لَيلـاً تَحتَ الحِرَاسَة الـأَمنِّيَة إِلَـى المَقبَرَة المَلكِّية بِالمَسجِد فِـي القَـاهِرَة
وَ دُفنَ بِجَانِبـ أَبِيهِـ المَلكِـ فُـؤَاد وَجَدهِـ الخَديِوِي إِسمَاعِيلـ .

فِكرَة وَ كِتَابَة المَوضُوع : ][ faster ][
تَصمِيم الفَواصِل : ][ badrmedia ][
تَنسِيق وَ تَدقِيق المَوضُوع : ]زهره الاوركيده ][
بِرعَاية فَرِيق ][ الـأَبَـــــاطِــرَة ][
تَصمِيم الفَواصِل : ][ badrmedia ][
تَنسِيق وَ تَدقِيق المَوضُوع : ]زهره الاوركيده ][
بِرعَاية فَرِيق ][ الـأَبَـــــاطِــرَة ][

فِـي الْخِتَامْ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُـونَ الْمَوْضُوعُ قَدْ نَـالَ إِعْجَابَ وَ إِستِحْسَـانَ اْلجَمِيع ..
وَ بِهَذَا أَكُـونُ قَـدْ أَنْــهَيْتُ مَـوضُـوعـي وَ أَڵتَقِيكُـمْ فِي مَـوضُـوعٍ جَـدِيدٍ
بِرِعَــايَة فَرِيقِ : الْأَبَـاطِرَة
فِــي أَمَــــانِ الله ،، ~
وَ بِهَذَا أَكُـونُ قَـدْ أَنْــهَيْتُ مَـوضُـوعـي وَ أَڵتَقِيكُـمْ فِي مَـوضُـوعٍ جَـدِيدٍ
بِرِعَــايَة فَرِيقِ : الْأَبَـاطِرَة
فِــي أَمَــــانِ الله ،، ~
0 التعليقات:
إرسال تعليق