

{{كيفكم...
أتمنى تكونوا بألف صحة وعافية
أحباااائي
عن جد اشتقت لكي أكتب بالعااام
وعن أفضل محور للكلام عن فلسطين الحبيبة{{

¶ƒالمقدمةm
¶ƒخصائص المسجد الأقصى ومزاياهm
¶ƒومضات من التاريخ القديم للمسجد الأقصى وبيت المقدسm
¶ƒبيت المقدس وأحداث الإسراء والمعراجm
¶ƒالفتح الإسلامي لبيت المقدسm
¶ƒبيت المقدس في العهد الأموي والعباسيm
¶ƒبيت المقدس في عيون الرحالة المسلمينm
¶ƒالأحوال السياسية عند بداية دخول الصليبيين للمشرقm
¶ƒسقـوط القـدس وأصداؤهm
¶ƒتحرير القـدس من الصـليبيينm
¶ƒالقدس في عهد المماليك والعثمانيينm
¶ƒدليل المسجد الأقصى بكافة معالمهm
¶ƒالقدس أسيرة في يد اليهود والإنجليزm

"Sبلد طال فيها الإستعمار الحاقد , والظلم والإحتلال الجائر , عانت كثيراً
, وصرخت طويلاً تطلب العون , ولم تجد
من يسمع صرختها ويلتفت لنحيبها .
عـــــــــذراً أمــــــــي , عــــــــذراً فلسطين
لقد نسي العرب والمسلمون أمركِ , أو تناسوا عنه ,
وشغلتهم الدنيا عنكِ إلا من رحم ربي .
عـــــــــــــــــــــذراً يا قبلتنا الأولى , عـــــــــــــــــــــذراً يا أقصى .
لقد حُرم المسلمون صوت آذانك , وانشغلوا بالسلام والمفاوضات الذي لا يحمل إلا اسمه ورسمه ,
ولــــــــــــــــكـــــــــــن صبــــراً صبـــراً صبـــــراً ,
فالنصر بإذن الله قادم , فأمة خير البشر ما
زال بها خير , وبصيص أمل يشع منها .
وكما كتب التاريخ في الماضي صلاحاً ,
فبإذن الله سيكتب التاريخ الحاضر ألف صلاح .
قبل ما أكتب أحيي كل شهيد سالت دمه على أرض الإسرااااء
, أحيي كل أم شهيد تشرفت بشهادة إبنها ,
وأحيي كل من سالت دموعه على هذه الأرض المباركة المقدسة.
َبسم الله وتوكلنا على اللهََ
الحمد لله بارئ النَّسَم، ومُوجد الخلق من العَدَم، قدّر الأشياء بحكمته، وأبداها إلى
الوجود بقدرته، فهو الحكيم القادر، والمريد القاهر،والخالق المدبر، والعزيز المتجبر،
تعالى عن خلقه وهو معهم أينما كانوا، وغاب عن أنظارهم وهو أعلم بما عملوا ودانوا،
ليس كمثله شيء من الأشياء، إذ كل شيء غيره مخلوق ومصنوع وهباء، وهو
السميع البصير إليه تُرْفع الأَكُفُّ بالدعاء.... سبحانه سبحانه كم له من لطف خفي
بخلقه وهم عنه غافلون، وكم أمهل المذنبين منهم لعلهم إليه يتوبون، وكم أعلى
شأن الطائعين ورَفَع، وذكّر الأسماع بفضائلهم وقرع. أحمده حمد من أظهر ذله بين
يديه، وتبرأ من حَوْله وطَوْله التجاءً إليه، وأشكره شكر من نطقت جوارحه بالثناء عليه،
لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
والصلاة والسلام التامان الكاملان على سيد الخلق أجمعين، وخاتم الأنبياء
والمرسلين: محمد بن عبد الله. أشهد أنه عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، أرسله
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فأدى الأمانة وبلّغ
الرسالة، وكشف الغُمّة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى لقي ربه راضياً
مرضياً. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان
وشفائها، ونور الأبصار وضيائها،وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس عدد ما هو
معلوم لك.
أما بعد ؛
"Sفإن مدينة القدس من أقدم وأقدس المدن الشرقية، بل هي من عرائسها المَجْلِيّة
ودررها الياقوتية، خطب ودها على مدى حقب التاريخ القديم كافة الملوك العظام،
والسلاطين الكبار، والقواد الطامحون، وتفيأ ظلال جدرانها واستنشق عبير هوائها
وتمتع ببهي منظر دوحها وبساتينها الأنبياءُ المخلصون، والعلماءُ المبدعون والصلحاءُ
المتبتلون،وحاول هؤلاء وأولئك جميعاً التودد إليها واكتساب بركتها وترك آثار شاهدة
فيها،وبناء معابد ومساجد ومصليات في جنباتها، حتى غدت مخزن الذكريات التاريخية
لمختلف الحقب، وأصبحت الشاهد الناطق بمخلفات الملوك والدول والشعوب.
بل إن هذه المدينةالعروس لم تسلم من غضبة الجبابرة الطغاة، ولا نقمة الجيوش
الجرارة، ولا حقد العداة المتربصين , إذ لم تَحْنِ هامتها أمامهم، ولم تبذل شرفها في
عتباتهم... فدمرت مرات ومرات، واستبيحت كرات بعد كرات، وذاقت الغصص ونفثت
الزفرات.
إنها القدس، أو بيت المقدس، أو إيلياء، أو مدينة داود، أو يبوس، أو أورشليم.... مدينة
لم تغب عن ذكريات عصر من العصور، أو حقبة من الحقب، منذ القديم الغابر إلى
الحديث المعاصر... اقترن اسمها لدى البعض بآدم من حيث أقدمية بناء مسجدها
المقدس، ثم تردد ذكرها مع نبأ إبراهيم ولوط وداود وسليمان وموسى وعيسى
ويحيى وزكريا ومحمد عليهم جميعاً أفضل الصلوات والتسليم.
ذكر اسمها أو أشير إليها في الكتب السماوية الثلاث الرئيسية:
التوراة والإنجيل والقرآن
، وكانت محور الاهتمام ومدار الأحداث في عهود العرب الأقدمين واليهود
الغابرين والفرس والروم المتصارعين، والمسلمين الفاتحين والصليبيين الحاقدين،
والتتار الغازين والإنجليز المستعمرين ثم الإسرائيليين الدمويين....
مدينة كان لها مع إشراقة كل شمس سطر خالد في التاريخ: إما لنبي مرسل، أو
مَلِك محنك، أو حواري داعٍ ، أو صحابي جليل ، أو عالم مفكر ، أو متعبد منقطع ، أو
شاعر مرهف، أو فنان مبدع!!..
وهذا المجد التليد لمدينة القدس من بعض أسباب تحريك عزمي، وتوكيد القصد لدي،
في الاهتمام والتتبع، ثم تجميع المادة العلمية التاريخية، التي تتعلق بهذه المدينة
العظيمة الخالدة، ثم نظم عقدها، ونثر أزاهرها ، وترتيب حقائقها ، وتجلية غوامضها،
وبسط مزاياها، وضم ثناياها...
لكن المجد الغابر للقدس لم يكن السبب الوحيد والمحرك الفريد، بل لو لم يكن ذلك
كله موجوداً لكان لي في الأحداث الحية والوقائع الحالية والظروف الواقعية
والتخوفات المستقبلية على المدينة العظيمة (القدس) والإقليم المبارك (فلسطين)
والمنطقة المجاورة (الدول العربيـة) والعالم المهتم (العالم الإسلامي) ـ وأنا جزء من
ذلك كله ـ أكبرُ دافع ومحرك، ومهيج وسائق، وسبب ومبرر للكتابة التي تُلْفِتُ الأنظار
إلى الأخطار، وتكشف الدقائق من الحقائق، وتميط اللثام عما استتر من نوايا العدو
والآثام، فيما يتعلق بالقدس الشريف ومسجدها المبارك وشعبها المسلم...
إننا جميعاً ـ مسلمين وعرباً ـمستهدفون، أفراداً وجماعات، وحكومات ومؤسسات،
وأنظمة وشركات، للهجمة اليهودية الصهيونية المعاصرة، التي دعمتها وقوّى
ساعدها وشد أزرها مكر صليبي مسيحي قديم وحديث، لم يكن في يوم من الأيام
متخفياً ولا مستتراً، ولا مجاملاً ولا متعذراً... فالمسلمون اليوم لا يواجهون اليهود وما
في نفوسهم من حقدٍ قديم وثارات تاريخية ماضيةفقط ، بل إنهم بكل صراحة وعلانية
كذلك في مواجهة النصارى الذين قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم
أكبر، فكان من نصارى عصرنا لليهود الغازين لبلادنا ـ في خضم هذا الصراع ـ الدعم
المالي والتأييد السياسي والمدد العسكري، وكانت منهم البيانات والتصريحات
المساندة، والتهديدات والإرعادات المتوعدة، والأعتدة والأسلحة المقاتلة والتعهدات
المتكررة المطمئنة إلى مصير واحد للطرفين: اليهود والنصارى،كيف لا، والنصارى
المعاصرون لم ينسوا الحروب الصليبية التي حشدوا فيها كل طاقاتهم ، ودمروا فيها
كل ما نالته أيديهم، وخرجوا منها خائبين يلعقون جراحهم، ويجرون أذيا لخيبتهم.
ألم يحق بعد ذلك أن نكتب باستفاضة عن القدس؟!
"Sويأتي الاهتمام بمدينة القدس تاريخاً نسرده بأمانة، وعقيدة نتحدث عنها بإخلاص
وتفاعل، وفضائل جمة تتعلق بالمكان والناس والأحداث، وأمانيّ وأحلاماً وتطلعات
تداعب الخيال ويضطرم بها الفؤاد... في الوقت الذي تشهد فيه أرض الإسراء وما
حولها (القدس وفلسطين) أحداثاً أسماها البعض (انتفاضة) وأسماها آخرون (ثورة)
وما هي إلا جهاد أولي، وحرب واضحة،وصراع وجود بين عقيدتين متنافرتين لا يمكن
أن تتعايشا معاً ما دامت الصهيونية اليهودية تسعى لتزييف التاريخ وتغيير معالم
الأرض وطمس الوجود البشري، وتحقيق الأحلام المريضة على حساب العرب
المسلمين في فلسطين...
ولن تتخلى العقلية الصهيونية عن ذلك، لأنه أساس بنيتها وقاعدة عمودها وأركان
دعوتها، فكيف لها أن تؤمن بالسلام والأمن والتعايش السلمي والعدل والإنصاف
وغير ذلك من مفردات وكلمات!!! وهي التي قامت على اغتصاب الأرض وطرد
الشعب وانتهاك الحقوق؟
إن اليهود منذ أن دخلت جحافلهم القسم الشرقي من بيت المقدس في عام 1967
لم يتوقفوا لحظة واحدة عن العمل الدؤوب المتواصل لطمس المعالم التاريخية
للمدينة، وتغيير جغرافيتها السكانية، وهدم وتعطيل كل بقعة شريفة وأثر خالد
للمسلمين، وذلك ابتداءً من المسجد الأقصى الذي يوجه إليه النصيب الأكبر من المكر
والأذى، إلى مسجد قبة الصخرة الذي جرت عدة محاولات لتدنيسه، إلى الحرم
القدسي بما فيه من حائط البراق الذي استولى اليهود على قسم كبير منه، إلى
حي المغاربة الذي هدم بالكامل ، إلى حفر الأنفاق تحت أساسات المقدسات
الإسلامية، إلى طمس مقابر حَوَتْ جَدَثَ بعض الصحابة والتابعين، إلى تحويل
المدارس الوقفية القديمة إلى مراكز للسلطة الإسرائيلية، إلى إجلاء سكان القدس
والاستيلاء على بيوتهم ، إلى العمل على تفريغ القدس من جميع المؤسسات
الإسلامية الخيرية والتعليمية، إلى العمل الجاد على تزييف تاريخ المدينة وإظهاره
بالمظهر اليهودي عبر آلاف السنين، إلى توسيع رقعة القدس الكبرى لتضم الأراضي
التي سكانها من اليهود ممايجعل القدس مدينة ذات أغلبية يهودية وأقلية مسلمة لا
صوت لها ولا حقوق بعد أن فقدت النصير والظهير.
"Sنعم... في خضم هذا الواقع المرير والظرف الخطير يأتي حديثنا عن القدس الإسلامية
عروس المدن ودرة عقدها وتاج هامتها... مدينة السلام والإسلام... مدينة الماضي
والحاضر... مدينة التضحيات والذكريات... مدينة عمر وصلاح الدين وأشبالهما...
القدس للمسلمين، اليوم أو غداً، فالعاقبة للمتقين، وهذا وعد الله لعباده المؤمنين،
ولن يخلف الله الميعاد، ولن تقف آلة اليهود العسكرية مهما عظمت دون ذلك.
والقدس للمسلمين لأنهم هم الذين بذلوا أرواحهم رخيصة حتى أخرجوا الروم ثم
الصليبيين ثم التتار منها، ودفعوا عنها غائلة وشرور ومكائد تسع حملات أوروبية جرارة
استترت وراء الصليب، وزعمت أنها تريد حماية المسيحيين، فعاثت في الأرض فساداً
حتى أُخرجت منه قهراً، فأين كان اليهود كل هذه القرون الطويلة من الحروب المريرة
والأحداث الجسيمة!!!
القدس للمسلمين، لأنها أرض وقفية لا يحق بيعها ولا التنازل عنها ولا التفريط في
شبر منها، لا لليهود ولا لغيرهم، فليس ذلك لأحد أبداً ولا في مقدوره. فالله سبحانه
جعل هذه الأرض المقدسة لأطهر وأقدس أمة... أمة محمد صلى الله عليه وسلم،
التي جاءت البشارات بأنها الغالبة دائماً على مرور الأزمنة، وفي نهاية الزمن على
وجه الخصوص، في هذه البلاد الطاهرة، مهما تكالب أعداء الله وتقادم الزمن وغلت
التضحيات.
وما سنستعرضه في هذا الموضوع من تاريخ وأحداث وقعت في أرض الإسلام
والإسراء، أو ارتبطت بها، إنما نحاول من خلاله تسليط الضوء على الحقيقة... وكشف
ركام الزيف عنها، مع استثارة حمية المسلمين جميعاً ليهبوا دفاعاً عن الأقصى
السليب، وفلسطين الطاهرة، والإسلام الجريح.
فعلى بركة الله نمضي... ومنه نستمد العون... وإليه نجأر بالدعاء...
اللهم يسر الصعب، وقرب البعيد، وحقق الآمال ، وأَعِنّا على ما ندبنا أنفسنا إليه،
وارزقنا القبول بعد حسن القصد... إنك سميع مجيب.

"S لبيوت الله في الأرض مزية خاصة من حيث نسبتها إلى الله، وتردادِ الملائكة عليها،
وإلف قلوب المؤمنين لها، واتخاذها مواطن للعبادة والإنصراف عن الدنيا... لذلك كانت
المساجد أفضل بقاع الأرض على الإطلاق.
إلا أن لبعض المساجد فضائل خاصة ومزايا كبيرة تفوق ما أعطيت بيوت الله الأخرى
من منزلة ومكانة...
"Sوأهم تلك المساجد المفضلة على غيرها ثلاثة:
المسجد الحرام في مكة المكرمة،
والمسجد النبوي في المدينة المنورة،
والمسجد الأقصى في بيت المقدس.
وبالإمكان معرفة فضائل المسجد الحرام والمسجد الأقصى بالرجوع إلى المصادر
الخاصة، ومنها كتابنا (تاريخ المساجد الشهيرة في العالم).

"Sوسوف نسرد باختصار هنا فضائل المسجد الأقصى... وهي كما يلي:

"S إن زيارة المسجد الأقصى والسعي بقصد عبادة الله وإقامة شتى أنواع العبادات فيه،
كالصلاة والدعاء والصوم واإاعتكاف والذكر وقراءة القرآن سنة متفق عليها عند علماء
المسلمين،لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد
الحرام، والمسجد الأقصى) وفي رواية (تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد...) وفي
رواية (إنما يُسَافرُ إلى ثلاثةمساجد: الكعبة ومسجدي هذا ومسجد إيلياء). وهذا ما
يقصده العلماء بشد الرحال أو إعمال المَطِيّ.
وقد نقل عن السلف الصالح أنهم رحلوا لزيارة المسجد الأقصى،يدفعهم إلى ذلك
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الطبراني، فعن ميمونة بنت سعد
قالت:" يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: أرض المحشر وأرض المنشر،
ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة. قلنا: يا رسول الله فمن لم يستطع أن
يتحمل إليه؟ قال: من لم يستطع أن يأتيه فَلْيُهْدِ إليه زيتاً يسرج فيه، فإن من أهدى
إليه زيتاً كان كمن أتاه".

"S الصلاة في المسجدالأقصى المبارك مضاعفة بما يساوي خمسمائة ضعف أو ألف
ضعف. روى الطبراني والبزار عن أبي الدرداء رضي الله عنه ـ وكان ممن جاور في
بيت المقدس ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في المسجد
الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي هذا بألف صلاة، والصلاة في بيت
المقدس بخمسمائة صلاة
وإذا كانت بعض الأحاديث تشير إلى المضاعفة للصلاة الواحدة بألف ضعف، وبعضها
يشير إلى خمسمائة ضعف، فالمسألة مسألة فضيلة أكثر منها مسألة عدد، وهذا ما
كان يأخذه السابقون في الحسبان।










"S وتبعاً لذلك فإن المجاورة والمقام في مدينة بيت المقدس مستحب عند كثير من
العلماء، لما يحصل في ذلك للعبد المسلم من الطاعات والثواب، مما لا يحصل له في
غير بيت المقدس عموماً والمسجد الأقصى على وجه الخصوص. ولذلك فإن بيت
المقدس في بعض الأحاديث هي عُقْر دار المؤمنين (1) يوم اشتداد المحن،كما أنها
محرمة على الدجال لا يدخلها... وكانت منذ القديم محط رحال كثير من الصحابة
والتابعين والعلماء...
وقد جاء في الحديث الشريف: (عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من
خلقه) أخرجه ابن عساكر عن واثلة بن الأسطح رضي الله عنه. وجاء في الحديث
الآخر الذي رواه الطبراني في الكبير عن مرة البهزي: (لا تزال طائفة من أمتي على
الحق ظاهرين على من ناواهم ـ وهم كالإناء بين الأَكَلَة ـ حتى يأتي أمرالله وهم
كذلك. قلنا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: بأكناف بيت المقدس). وجاء في حديث جنادة
الأزدي ـ يذكر الدجال آخر الزمان ـ قال: (وعلامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ
سلطانه كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة ومسجد الرسول والمسجدالأقصى
والطور) "رواه أحمد".

"S والمسجد الأقصى أرض مبارك فيها وفيما حولها بنص القرآن الكريم في آيات كثيرة
عديدة، أوضحها وأظهرها قوله سبحانه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الإسراء
، وقوله سبحانه عن إبراهيم ولوط وقد هاجرا إلى فلسطين: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)الأنبياء
وقوله سبحانه عن موسى وهو يخاطب قومه
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)المائدة

وقوله عز من قائل عن موسى بن
عمران عندما أتاه الوحي: ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)القصص
عمران عندما أتاه الوحي: ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)القصص

"S ويكفي بيت المقدس شرفاً وفضلاً أن يكون منتهى إسراء النبي صلى الله عليه وسلم
من مكة في ليلة الإسراء والمعراج إليه، فكأنه هو المستهدف من الإسراء أو الغاية
الأخيرة منه، واقترانه بالمسجد الحرام وبالنبي صلى الله عليه وسلم أمر ليس
بالسهل ومسألة ليست بالهيّنة. أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل
فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عندمنتهى طرفه، قال: فركبت حتى أتيت بيت
المقدس. قال: فربطته بالحلْقة التي يربط به الأنبياء. قال: ثم دخلت المسجد فصليت
فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن
فاخترت اللبن فقال عليه السلام: اخترت الفطرة. ثم عرج بنا إلى السماء).
وفي قوله: (ثم عرج بنا إلى السماء...) إشارة إلى أن بداية المعراج إلى السماوات
العلا برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من بيت المقدس.

"S ومن شرف بيت المقدس ومنزلته السامية أن ارتبط اسم تلك البلدة العريقة بأسماء
معظم الأنبياء في حياتهم وبعد مماتهم، فهذا إبراهيم عليه السلام يهاجر إليه، وهذا
لوط يرافقه في هجرته، وهذا إسحاق ثم يعقوب يولدان ويعيشان فيه، ليأتي بعدَهما
يوسفُ والأسباط وتبدأ الصلات القوية في عهدهما بين بيت المقدس ومصر، ثم يكون
موسى عليه السلام الذي يقود بني إسرائيل ومعه أخوه هارون نحو العودة إلى بيت
المقدس، ويستكمل طريق العودة طالوت وداود، ويوطن بني إسرائيل في بيت
المقدس سليمان عليهما السلام، ثم تتوالى طوائف من الأنبياء لا عداد لها كزكريا
وابنه يحيى وعيسى عليهم جميعاً وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم... هؤلاء
وغيرهم كثير، كان محياهم في بيت المقدس أو مماتهم فيه... حتى إذا بعث خاتم
الرسل محمد صلى الله عليه وسلم توجه إلى بيت المقدس في صلاته منذ صلى، ثم
شد الرحال على متن البراق قاصداً المسجد الأقصى ليتبع سنن الأنبياء من قبله، بل
إن الله سبحانه جمع له الأنبياء في بيت المقدس جمعاً حقيقياً معجزاً كإسرائه
ومعراجه، وليس جمعاً منامياً،فوقف بينهم خطيباً وقام فيهم إماماً. ففي مسند أحمد
عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد
الأقصى قام يصلي، فالتفت ثم التفت،فإذا النبيون أجمعون يصلون معه). قال ابن
كثير: بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام.
ولهذا جمعوا له كلهم فأَمَّهم في محلتهم ودارهم فدل على أنه الإمام الأعظم
والرئيس المقدس... قال عطاء الخراساني: بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته الأنبياء
ووالله ما فيه موضع شبر إلا وقد سجد فيه نبي.

"S وأرض بيت المقدس، ومن حولها الأرض المباركة فلسطين، هي أرض جمع الخلائق
ساعة الحشر يوم الدين... روى الإمام أحمد بسنده عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي
صلى الله عليه وسلم قالت: (يا رسول الله أفتنافي بيت المقدس؟ فقال: أرض
المحشر والمنشر).
وفصّل بعض العلماء ـ تبعاً لبعض النصوص المأثورة ولو أنهـا ضعيفة ـ في ذلك تفصيلاً،
فقال أبو عبد الله المنهاجي في كتابه "إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى":
(وتوضع الموازين يوم القيامة ببيت المقدس، وينفخ إسرائيل في الصور ببيت
المقدس... ويتفرق الناس من بيت المقدس إلى الجنة والنار). ويقول ابن الجوزي: قال
كعب: العرض والحساب ببيت المقدس.

"Sومن فضائل المسجد الأقصى ببيت المقدس أنه كان أولى القبلتين، فإليه توجه
المسلمون بصلاتهم قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة المشرفة، وهذا باتفاق العلماء،
وفيه دلالة على أن هذا البيت شرفه الله وكرمه، فوجه أنظار المسلمين إليه فترة
من الزمن ابتداءً من فرض الصلاة في أول الإسلام إلى ما بعد الهجرة النبوية بستة
عشر شهراً أو بثمانية عشر شهراً.

"S وقد جمعت الموسوعة الفقهية جملة كبيرة من فضائل المسجد الأقصى فقالت:
تتعلق بالمسجد الأقصى أحكام منها ما يأتي:
الأول: استحباب ختم القرآن الكريم فيه. فعن ابن مجلّز قال: كانوا يستحبون لمن أتى
المساجد الثلاثة أن يختم بها القرآن قبل أن يخرج: المسجد الحرام ومسجد النبي
صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس. كما روي أن سفيان الثوري كان يختم به القرآن.
المساجد الثلاثة أن يختم بها القرآن قبل أن يخرج: المسجد الحرام ومسجد النبي
صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس. كما روي أن سفيان الثوري كان يختم به القرآن.
الثاني: استحباب الإحرام بالحج والعمرة منه, ذكره الزركشي وقال: ففي سنن أبي
داود وغيره منحديث أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
أَهَلّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر) أو (وجبت له الجنة).
داود وغيره منحديث أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
أَهَلّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر) أو (وجبت له الجنة).
الثالث: حكي عن بعض السلف أن السيئات تضاعف في المسجد الأقصى. رُوي ذلك
عن كعب الأحبار، وذكر أبو بكر الواسطي عن نافع قال: قال لي ابن عمر: اخرج بنا
من هذا المسجد فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات. وذكر الزركشي
عن كعب الأحبار أنه كان يأتي من حمص للصلاة فيه فإذا صار منه قدر ميل اشتغل
بالذكر والتلاوة والعبادة حتى يخرج منه بقدر ميل، ويقول: السيئات تضاعف فيه.
عن كعب الأحبار، وذكر أبو بكر الواسطي عن نافع قال: قال لي ابن عمر: اخرج بنا
من هذا المسجد فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات. وذكر الزركشي
عن كعب الأحبار أنه كان يأتي من حمص للصلاة فيه فإذا صار منه قدر ميل اشتغل
بالذكر والتلاوة والعبادة حتى يخرج منه بقدر ميل، ويقول: السيئات تضاعف فيه.
الرابع: أنه يحذّرمن اليمين الفاجرة فيه، وكذلك في المسجدين فإن عقوبتها عاجلة.
الخامس: يكره استقبال بيت المقدس واستدباره بالبول والغائط ولا يحرم. قاله الشيخ
محي الدين النووي في الروضة.
محي الدين النووي في الروضة.
السادس: ذهب الفقهاء إلى أن إقامة صلاة العيد في المصلى أولى منها في
المسجد إلا في مسجد مكة. قال الرافعي: وألحق الصيدلاني به مسجد بيت
المقدس.
المسجد إلا في مسجد مكة. قال الرافعي: وألحق الصيدلاني به مسجد بيت
المقدس.
السابع: استحباب الصيام فيه، فقد روي: (صوم يوم في بيت المقدس براءة من النار).
الثامن: قاله الزركشي في إعلام الساجد: لا يجوز الاجتهاد بمحراب بيت المقدس
يمنة ولا يسرة، إلحاقاً له بمسجد المدينة.
يمنة ولا يسرة، إلحاقاً له بمسجد المدينة.

&كتاب :المجد المنيف للقدس الشريف&
₪للشيخ : عبد الله نجيب سالم ₪

▫▪■أسأل الله –عز وجل- أن يرزقنا جميعاً صلاة في الأقصى قبل الممات ,
وأن نسمع آذان الأقصى ونحن داخله , وأن يرزقنا الشهادة
في سبيله دفاعا عن المســـجد الأقصى .
أخواني / أخواتى :
لقيتكم بحب وأودعكم بشوق
لا أقول وداعاً بل إلى اللقاء فإلى لقاء آخر
نكمل مسيرنا بمعرفة القدس الشريف وتاريخه
وجزاااكم الله خيراااااا
ولا أنسى أن أشكر الأخ صادق على مساندته ليفجزاااه الله خير الجزاااااااااااء
وأشكر كل من ساعدني في هذا الموضووووع
وأوصيكم بأن تدعولي في دراستي وأن أحصل في هذه السنة على ما أتمنى من أجل
أن أسعد أبي وأمي – الله يحفظهما من كل سوء■▫▪
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
***×+العاملين على الموضوع+×***
*** كــتابة وتدقيق ::: kodo_ran94***
*** تـنسيق :::صــادق***
*** تــصميم الفواصل ::: OoFSOoOLoO***
*** كــتابة وتدقيق ::: kodo_ran94***
*** تـنسيق :::صــادق***
*** تــصميم الفواصل ::: OoFSOoOLoO***
0 التعليقات:
إرسال تعليق