(اعتمد في دينك على القول الراجح من السنة) الجزء الثاني كتاب عمدة الاحكام لعبدالغني المقدسي شرح بن عثيمين ومعه سيرة لكلا الامامين ونبذة عن الكتاب








ان الحمدلله نحمدة ونستعينة ونستغفرة ونعوذ بالله من شرور اعمالنا وسيئات اعملا

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاددي له واشهد ان محمد عبده ورسولة

بلغ الرسالة وادى الامانة مونصح الامة وجاهـــــد بالله حتــــــى اتـــــاه اليقيـــــن



وبعد...

فهذا الجزء الثاني من العمدة في الدين

قبل ان ابداء اريد تبيين شـــــئ وهـــو

التشابه بين الكتابين

1_عمدة الفقه

2_عمدة الاحكام

المؤلف

1_ابن قدامة المقدسي

2_عبدالغني المقدسي

الشارحون

1_ابن جبرين

2_ابن عثيمين

هذا هو التشابه بين الكتابين

نرجع الى الموضوع

الموضوع عبارة عن شرح كتاب عمدة الاحكام للشيخ محمد بن عثيمين سيتم تفصيل

كل جزء لوحدة




قال الامام الذهبي


عبد الغني

الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق القدوة العابد الأثري المتبع عالم الحفاظ تقي الدين

أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر

المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي المنشأ الصالحي الحنبلي ، صاحب " الأحكام

الكبرى " و " الصغرى " .

قرأت سيرته في جزئين جمع الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله المقدسي على الشيخ

عبد الحميد بن أحمد البناء بسماعه عام ستة وعشرين وستمائة من المؤلف فعامة ما

أورده فمنها .

قال : ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بجماعيل أظنه في ربيع الآخر ، قالت والدتي

هو أكبر من أخيها الشيخ الموفق بأربعة أشهر ، والموفق ولد في شعبان .

سمع الكثير بدمشق ، والإسكندرية ، وبيت المقدس ، ومصر ، وبغداد ، وحران ،

والموصل ، وأصبهان ، وهمذان ، وكتب الكثير .

سمع أبا الفتح بن البطي ، وأبا الحسن علي بن رباح الفراء ، والشيخ عبد القادر

الجيلي ، وهبة الله بن هلال الدقاق ، وأبا زرعة المقدسي ومعمر بن الفاخر ، وأحمد بن

المقرب ، ويحيى بن ثابت ، وأبا بكر بن النقور ، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي ،

وعدة ببغداد ، والحافظ أبا طاهر السلفي فكتب عنه نحوا من ألف جزء ، وبدمشق أبا

المكارم بن هلال ، وسلمان بن علي الرحبي ، وأبا المعالي بن صابر ، وعدة . وبمصر

محمد بن علي الرحبي ، وعبد الله بن بري ، وطائفة ، وبأصبهان الحافظ أبا موسى ،

المديني ، وأبا الوفاء محمود بن حمكا ، وأبا الفتح الخرقي ، وابن ينال الترك ومحمد بن

عبد الواحد الصائغ ، وحبيب بن إبراهيم الصوفي ، وبالموصل أبا الفضل الطوسي ،

وطائفة .

ولم يزل يطلب ويسمع ويكتب ، ويسهر ، ويدأب ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ،

ويتقي الله ، ويتعبد ويصوم ، ويتهجد ، وينشر العلم إلى أن مات .

رحل إلى بغداد مرتين ، وإلى مصر مرتين ; سافر إلى بغداد هو وابن خاله الشيخ

الموفق في أول سنة إحدى وستين فكانا يخرجان معا ويذهب أحدهما في صحبة رفيقه

إلى درسه وسماعه ، كانا شابين مختطين وخوفهما الناس من أهل بغداد .

وكان الحافظ ميله إلى الحديث والموفق يريد الفقه ، فتفقه الحافظ وسمع الموفق معه

الكثير ، فلما رآهما العقلاء على التصون وقلة المخالطة أحبوهما ، وأحسنوا إليهما ،

وحصلا علما جما ، فأقاما ببغداد نحو أربع سنين ، ونزلا أولا عند الشيخ عبد القادر

فأحسن إليهما ، ثم مات بعد قدومهما بخمسين ليلة ، ثم اشتغلا بالفقه والخلاف على

ابن المنى .

ورحل الحافظ إلى السلفي في سنة ست وستين ، فأقام مدة ، ثم رحل أيضا إلى

السلفي سنة سبعين . ثم سافر سنة نيف وسبعين إلىأصبهان ، فأقام بها مدة ،

وحصل الكتب الجيدة .

قال الضياء : وكان ليس بالأبيض الأمهق بل يميل إلى السمرة ، حسن الشعر كث

اللحية ، واسع الجبين ، عظيم الخلق ، تام القامة ، كأن النور يخرج من وجهه ، وكان قد

ضعف بصره من البكاء والنسخ والمطالعة .

قلت : حدث عنه الشيخ موفق الدين ، والحافظ عز الدين محمد والحافظ أبو موسى عبد

الله والفقيه أبو سليمان ، أولاده ، والحافظ الضياء ، والخطيب سليمان بن رحمة

الأسعردي ، والبهاء عبد الرحمن ، والشيخ الفقيه محمد اليونيني ، والزين بن عبد الدائم

، وأبو الحجاج بن خليل ، والتقي اليلداني ،والشهاب القوصي ، وعبد العزيز بن عبد

الجبار القلانسي ، والواعظ عثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن حامد الأرتاحي ،

وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون ، وأبو عيسى عبد الله بن علاق الرزاز ، وخلق

آخرهم موتا سعد الدين محمد بن مهلهل الجيني . وروى عنه بالإجازة شيخنا أحمد بن

أبي الخير الحداد .

تصانيفه :

كتاب " المصباح في عيون الأحاديث الصحاح " مشتمل على أحاديث الصحيحين ، فهو

مستخرج عليهما بأسانيده في ثمانية وأربعين جزءا ، كتاب " نهاية المراد " في السنن ،

نحو مائتي جزء لم يبيضه ، كتاب " اليواقيت " مجلد ، كتاب " تحفة الطالبين في الجهاد

والمجاهدين " مجلد ، كتاب " فضائل خير البرية " أربعة أجزاء .

كتاب " الروضة " مجلد ، كتاب " التهجد " جزءان ، كتاب " الفرج " جزءان ، كتاب "

الصلات إلى الأموات " جزءان ، " الصفات " جزءان ، " محنة الإمام أحمد " جزءان " ذم

الرياء " جزء ، " ذم الغيبة " جزء ، " الترغيب في الدعاء " جزء ، " فضائل مكة " أربعة

أجزاء ، " الأمر بالمعروف " جزء ، " فضل رمضان " جزء ، " فضل الصدقة " جزء ، " فضل

عشر ذي الحجة " جزء ، " فضائل الحج " جزء .

" فضل رجب " ، " وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - " جزء ، " الأقسام التي أقسم

بها النبي - صلى الله عليه وسلم " ، كتاب " الأربعين " بسند واحد ، " أربعين من كلام

رب العالمين " ، كتاب " الأربعين " آخر ، كتاب " الأربعين " رابع ، " اعتقاد الشافعي "

جزء ، كتاب " الحكايات " سبعة أجزاء ، " تحقيق مشكل الألفاظ " مجلدين ، " الجامع

الصغير في الأحكام " لم يتم ، " ذكر القبور " جزء ، " الأحاديث والحكايات " كان [

يقرؤها للعامة ، مائة جزء ، " مناقب عمر بن عبد العزيز " جزء ، وعدة أجزاء

في " مناقب الصحابة " ، وأشياء كثيرة جدا ما تمت ، والجميع بأسانيده ، بخطه المليح

الشديد السرعة ، و " أحكامه الكبرى " مجلد ، و " الصغرى " مجيليد ، كتاب " درر الأثر

" مجلد ، كتاب " السيرة " جزء كبير ، " الأدعية الصحيحة " جزء ، " تبيين الإصابة لأوهام

حصلت لأبي نعيم في معرفة الصحابة " جزءان تدل على براعته وحفظه ، كتاب "

الكمال في معرفة رجال الكتب الستة " في أربعة أسفار يروي فيه بأسانيده .

وفاته :

سمعت أبا موسى يقول مرض أبي في ربيع الأول مرضا شديدا منعه من الكلام والقيام

، واشتد ستة عشر يوما ، وكنت أسأله كثيرا : ما يشتهي ؟ فيقول : أشتهي الجنة ،

أشتهي رحمة الله ، لا يزيد على ذلك ، فجئته بماء حار فمد يده فوضأته وقت الفجر ،

فقال : يا عبد الله قم صل بنا وخفف ، فصليت بالجماعة ، وصلى جالسا ، ثم جلست

عند رأسه ، فقال : اقرأ يس ، فقرأتها ، وجعل يدعو وأنا أؤمن ، فقلت : هنا دواء تشربه

، قال : يا بني ما بقي إلا الموت ، فقلت : ما تشتهي شيئا ؟ قال : أشتهي النظر إلى

وجه الله سبحانه ، فقلت : ما أنت عني راض؟ قال : بلى والله .

فقلت : ما توصي بشيء ؟ قال : ما لي على أحد شيء ، ولا لأحد علي شيء ، قلت

: توصيني؟ قال : أوصيك بتقوى الله والمحافظة على طاعته ، فجاء جماعة يعودونه ،

فسلموا ، فرد عليهم ، وجعلوا يتحدثون ، فقال : ما هذا ؟ اذكروا الله ، قولوا لا إله إلا الله

، فلما قاموا جعل يذكر الله بشفتيه ، ويشير بعينيه ، فقمت لأناول رجلا كتابا من جانب

المسجد فرجعت وقد خرجت روحه - رحمه الله - ، وذلك يوم الاثنين الثالث والعشرين

من ربيع الأول سنة ستمائة وبقي ليلة الثلاثاء في المسجد واجتمع الخلق من الغد

فدفناه بالقرافة .

قال الضياء : تزوج الحافظ بخالتي رابعة ابنة خاله الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة ،

فهي أم أولاده محمد وعبد الله وعبد الرحمن وفاطمة ، ثم تسرىبمصر .

قلت : أولاده علماء : فمحمد هو المحدث الحافظ الإمام الرحال عز الدين أبو الفتح ، مات

سنة ثلاث عشرة وستمائة كهلا ، وكان كبير القدر .

وعبد الله هو المحدث الحافظ المصنف جمال الدين أبو موسى ، رحل وسمع من ابن

كليب وخليل الراراني ، مات كهلا في شهر رمضان سنة تسع وعشرين .

وعبد الرحمن هو المفتي أبو سليمان بن الحافظ ، سمع من البوصيري وابن الجوزي ،

عاش بضعا وخمسين سنة ، توفي في صفر سنة ثلاث وأربعين وستمائة .

عن المنامات : أورد له الشيخ الضياء عدة منامات منها :

سمعت أحمد بن يونس المقدسي الأمين يقول : رأيت كأني بمسجد الدير وفيه رجال

عليهم ثياب بيض ، وقع في نفسي أنهم ملائكة ، فدخل الحافظ عبد الغني ، فقالوا

بأجمعهم : نشهد بالله إنك من أهل اليمين مرتين أو ثلاثا .

سمعت الحافظ عبد الغني يقول : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم وأنا

أمشي خلفه إلا أن بيني وبينه رجلا .

سمعت الرضي عبد الرحمن بن محمد يقول : رأيت كأن قائلا يقول : جاء الحافظ من

مصر ، فمضيت أنا والشيخ أبو عمرو العز بن الحافظ إليه ، فجئنا إلى دار ففتح الباب ،

فإذا الحافظ وعلى وجهه عمود من نور إلى السماء ، وإذا والدته في تلك الدار .

سمعت الشيخ الصالح غشيم بن ناصر المصري قال : لما مات الحافظ كنت بمكة ، فلما

قدمت قلت : أين دفن ؟ قيل : شرقي قبر الشافعي ، فخرجت ، فلقيت رجلا ، فقلت :

أين قبر عبد الغني ؟ قال : لا تسألني عنه ، ما أنا على مذهبه ولا أحبه ، فتركته ،

ومشيت ، وأتيت قبر الحافظ ، وترددت إليه ، فأنا بعض الأيام في الطريق فإذا الرجل

فسلم علي وقال : أما تعرفني ؟ أنا الذي لقيتك من مدة وقلت لك كذا وكذا ، مضيت

تلك الليلة فرأيت قائلا يقول لي : يقول لك فلان وسماني : أين قبر عبد الغني ؟ فتقول

ما قلت ؟ ! وكرر القول علي ، وقال : إن أراد الله بك خيرا فأنت تكون على ما هو عليه ،

ثم قال : فلو كنت أعرف منزلك لأتيتك .

سمعت أبا موسى بن الحافظ ، حدثني صنيعة الملك هبة الله بن حيدرة قال : لما

خرجت للصلاة على الحافظ لقيني هذا المغربي فقال : أنا غريب ، رأيت البارحة كأني

في أرض بها قوم عليهم ثياب بيض ، فقلت ما [ ص: 470 ] هؤلاء ؟ قيل : ملائكة

السماء نزلوا لموت الحافظ عبد الغني ، فقلت : وأين هو ؟ فقيل لي : اقعد عند الجامع

حتى يخرج صنيعة الملك فامض معه ، قال : فلقيته واقفا عند الجامع .

سمعت الفقيه أحمد بن محمد بن عبد الغني سنة اثنتي عشرة يقول : رأيت البارحة

أخاك الكمال عبد الرحيم - وكان توفي تلك السنة - في النوم ، فقلت : يا فلان أين أنت

؟ قال : في جنة عدن ، فقلت : أيما أفضل الحافظ أو الشيخ أبو عمر ؟ فقال : ما أدري ،

وأما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسي تحت العرش ، ويقرأ عليه الحديث ، وينثر

عليه الدر والجوهر ، وهذا نصيبي منه ، وكان في كمه شيء .

سمعت الشيخ عبد الله بن حسن بن محمد الكردي بحران يقول : قرأت في رمضان

ثلاثين ختمة ، وجعلت ثواب عشر منها للحافظ عبد الغني ، فقلت في نفسي : ترى

يصل هذا إليه ؟ فرأيت في النوم كأن عندي ثلاثة أطباق رطب ، فجاء الحافظ وأخذ واحدا

منها . ورأيته مرة فقلت : أليس قد مت ؟ قال : إن الله بقي علي وردي من الصلاة ، أو

نحو هذا .

سمعت القاضي الإمام عمر بن علي الهكاري بنابلس يقول : رأيت الحافظ كأنه قد جاء

إلى بيت المقدس ، فقلت : جئت غير راكب ، فعل الله بمن جئت من عندهم ! قال : أنا

حملني النبي - صلى الله عليه وسلم - .

أخبرنا الإمام عبد الحافظ بن بدران بنابلس ، أخبرنا الإمام الفقيه أبو محمد عبد الله بن

أحمد ، أخبرنا الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد ، حدثنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا أبو

مسعود محمد بن عبد الله السوذرجاني ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد

بن حمدان الحبال ، أخبرنا أبو محمد الفابجاني حدثنا جدي عيسى بن إبراهيم ، حدثنا

آدم بن أبي إياس ، حدثنا سليمان بن حيان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي

هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا قرأ ابن آدم السجود فسجد

اعتزل الشيطان يبكي ويقول : يا ويله ، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأمرت

بالسجود فعصيت ، فلي النار .


كتاب سير اعلام النبلاء ص 444الى 471




سأل بعض الطلاب الامام ان يؤلف لهم كتاب من السنة يكون مرجع لهم في الدين

فألف الامام الكتاب والشرح من افضل الشروح لهذا الكتاب ومن ابسطها وسهلها





العلاّمة محمد بن صالح العثيمين

1347 – 1421هـ

نسبه ومولده:

هو صاحب الفضيلة الشيخ العالم المحقق, الفقيه المفسّر, الورع الزاهد، محمد ابن

صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين من الوهبة من بني تميم.

ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ في عنيزة –

إحدى مدن القصيم – في المملكة العربية السعودية.

نشأته العلمية:

ألحقه والده – رحمه الله تعالى – ليتعلم القرآن الكريم عند جدّه من جهة أمه المعلِّم

عبد الرحمن بن سليمان الدامغ – رحمه الله -, ثمَّ تعلَّم الكتابة, وشيئًا من الحساب,

والنصوص الأدبية في مدرسة الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الدامغ – حفظه الله -, وذلك

قبل أن يلتحق بمدرسة المعلِّم علي بن عبد الله الشحيتان – رحمه الله – حيث حفظ

القرآن الكريم عنده عن ظهر قلب ولمّا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره بعد.

وبتوجيه من والده – رحمه الله – أقبل على طلب العلم الشرعي، وكان فضيلة الشيخ

العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – يدرِّس العلوم الشرعية والعربية

في الجامع الكبير بعنيزة, وقد رتَّب اثنين (1) من طلبته الكبار؛ لتدريس المبتدئين من

الطلبة, فانضم الشيخ إلى حلقة الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع ـ رحمه الله ـ

حتى أدرك من العلم في التوحيد, والفقه, والنحو ما أدرك.

ثم جلس في حلقة شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, فدرس

عليه في التفسير, والحديث, والسيرة النبوية, والتوحيد, والفقه, والأصول, والفرائض,

والنحو, وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم.

ويُعدّ فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – هو شيخه

الأول؛ إذ أخذ عنه العلم؛ معرفةً وطريقةً أكثر مما أخذ عن غيره, وتأثر بمنهجه وتأصيله,

وطريقة تدريسه، واتِّباعه للدليل.

وعندما كان الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان – رحمه الله – قاضيًا في عنيزة قرأ

عليه في علم الفرائض, كما قرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي – رحمه الله – في

النحو والبلاغة أثناء وجوده مدرّسًا في تلك المدينة.

ولما فتح المعهد العلمي في الرياض أشار عليه بعضُ إخوانه (2) أن يلتحق به, فاستأذن

شيخَه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – فأذن له, والتحق بالمعهد

عامي 1372 – 1373هـ.

ولقد انتفع – خلال السنتين اللّتين انتظم فيهما في معهد الرياض العلمي – بالعلماء

الذين كانوا يدرِّسون فيه حينذاك ومنهم: العلامة المفسِّر الشيخ محمد الأمين

الشنقيطي, والشيخ الفقيه عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد, والشيخ المحدِّث عبد الرحمن

الإفريقي – رحمهم الله تعالى -.

وفي أثناء ذلك اتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله

-, فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية,

وانتفع به في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها, ويُعدُّ سماحة

الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – هو شيخه الثاني في التحصيل والتأثُّر به.

ثم عاد إلى عنيزة عام 1374هـ وصار يَدرُسُ على شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر

السعدي, ويتابع دراسته انتسابًا في كلية الشريعة, التي أصبحت جزءًا من جامعة

الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة, حتى نال الشهادة العالية.

تدريسه:

توسَّم فيه شيخه النّجابة وسرعة التحصيل العلمي فشجّعه على التدريس وهو ما زال

طالبًا في حلقته, فبدأ التدريس عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة.

ولمّا تخرَّج من المعهد العلمي في الرياض عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي بعنيزة عام

1374هـ .

وفي سنة 1376هـ توفي شيخه العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله

تعالى – فتولّى بعده إمامة الجامع الكبير في عنيزة, وإمامة العيدين فيها, والتدريس في

مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع؛ وهي التي أسسها شيخه – رحمه الله – عام

1359هـ .

ولما كثر الطلبة, وصارت المكتبة لا تكفيهم؛ بدأ فضيلة الشيخ - رحمه الله – يدرِّس في

المسجد الجامع نفسه, واجتمع إليه الطلاب وتوافدوا من المملكة وغيرها حتى كانوا

يبلغون المئات في بعض الدروس, وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل جاد, لا لمجرد

الاستماع, وبقي على ذلك, إمامًا وخطيبًا ومدرسًا, حتى وفاته – رحمه الله تعالى -.

بقي الشيخ مدرِّسًا في المعهد العلمي من عام 1374هـ إلى عام 1398هـ عندما انتقل

إلى التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن

سعود الإسلامية, وظل أستاذًا فيها حتى وفاته- رحمه الله تعالى -.

وكان يدرِّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والإجازات

الصيفية منذ عام 1402هـ , حتى وفاته – رحمه الله تعالى-.

وللشيخ – رحمه الله – أسلوب تعليمي فريد في جودته ونجاحه, فهو يناقش طلابه

ويتقبل أسئلتهم, ويُلقي الدروس والمحاضرات بهمَّة عالية ونفسٍ مطمئنة واثقة, مبتهجًا

بنشره للعلم وتقريبه إلى الناس.

آثاره العلمية:

ظهرت جهوده العظيمة – رحمه الله تعالى – خلال أكثر من خمسين عامًا من العطاء

والبذل في نشر العلم والتدريس والوعظ والإرشاد والتوجيه وإلقاء المحاضرات والدعوة

إلى الله – سبحانه وتعالى -.

ولقد اهتم بالتأليف وتحرير الفتاوى والأجوبة التي تميَّزت بالتأصيل العلمي الرصين,

وصدرت له العشرات من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات

والمقالات, كما صدر له آلاف الساعات الصوتية التي سجلت محاضراته وخطبه ولقاءاته

وبرامجه الإذاعية ودروسه العلمية في تفسير القرآن الكريم والشروحات المتميزة

للحديث الشريف والسيرة النبوية والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.

وإنفاذًا للقواعد والضوابط والتوجيهات التي قررها فضيلته – رحمه الله تعالى – لنشر

مؤلفاته, ورسائله, ودروسه, ومحاضراته, وخطبه, وفتاواه ولقاءاته, تقوم مؤسسة

الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية – بعون الله وتوفيقه - بواجب وشرف

المسؤولية لإخراج كافة آثاره العلمية والعناية بها.

وبناءً على توجيهاته – رحمه الله تعالى – أنشئ له موقع خاص على شبكة المعلومات

الدولية (3)، من أجل تعميم الفائدة المرجوة – بعون الله تعالى – وتقديم جميع آثاره

العلمية من المؤلفات والتسجيلات الصوتية.

أعماله وجهوده الأخرى:


إلى جانب تلك الجهود المثمرة في مجالات التدريس والتأليف والإمامة والخطابة والإفتاء

والدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى – كان لفضيلة الشيخ أعمال كثيرة موفقة منها ما

يلي:

عضوًا في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من عام 1407هـ

إلى وفاته.

عضوًا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العامين

الدراسيين 1398 – 1400هـ.

عضوًا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود

الإسلامية في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها.

وفي آخر فترة تدريسه بالمعهد العلمي شارك في عضوية لجنة الخطط والمناهج

للمعاهد العلمية, وألّف عددًا من الكتب المقررة بها.

عضوًا في لجنة التوعية في موسم الحج من عام 1392هـ إلى وفاته – رحمه الله تعالى

– حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر, ويفتي في المسائل والأحكام

الشرعية.

ترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة من تأسيسها عام 1405هـ إلى

وفاته.

ألقى محاضرات عديدة داخل المملكة العربية السعودية على فئات متنوعة من

الناس, كما ألقى محاضرات عبر الهاتف على تجمعات ومراكز إسلامية في جهات

مختلفة من العالم.


من علماء المملكة الكبار الذين يجيبون على أسئلة المستفسرين حول أحكام

الدين وأصوله عقيدة وشريعة، وذلك عبر البرامج الإذاعية من المملكة العربية السعودية

وأشهرها برنامج «نور على الدرب».

نذر نفسه للإجابة على أسئلة السائلين مهاتفه ومكاتبة ومشافهة.

رتَّب لقاءات علمية مجدولة, أسبوعية وشهرية وسنوية.

شارك في العديد من المؤتمرات التي عقدت في المملكة العربية السعودية.

ولأنه يهتم بالسلوك التربوي والجانب الوعظي اعتنى بتوجيه الطلاب وإرشادهم

إلى سلوك المنهج الجاد في طلب العلم وتحصيله, وعمل على استقطابهم والصبر

على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة, والاهتمام بأمورهم.

وللشيخ – رحمه الله – أعمال عديدة في ميادين الخير وأبواب البرّ ومجالات الإحسان

إلى الناس, والسعي في حوائجهم وكتابة الوثائق والعقود بينهم, وإسداء النصيحة لهم

بصدق وإخلاص.

مكانته العلمية:

يُعَدُّ فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى – من الراسخين في العلم الذين وهبهم الله –

بمنّه وكرمه – تأصيلاً ومَلَكة عظيمة في معرفة الدليل واتباعه واستنباط الأحكام والفوائد

من الكتاب والسنّة, وسبر أغوار اللغة العربية معانِيَ وإعرابًا وبلاغة.

ولما تحلَّى به من صفات العلماء الجليلة وأخلاقهم الحميدة والجمع بين العلم والعمل

أحبَّه الناس محبة عظيمة, وقدّره الجميع كل التقدير, ورزقه الله القبول لديهم واطمأنوا

لاختياراته الفقهية, وأقبلوا على دروسه وفتاواه وآثاره العلمية, ينهلون من معين علمه

ويستفيدون من نصحه ومواعظه.

وقد مُنح جائزة الملك فيصل – رحمه الله – العالمية لخدمة الإسلام عام 1414هـ, وجاء

في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يلي:

أولاً: تحلِّيه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع, ورحابة الصدر، وقول الحق,

والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم.

ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.

ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.

رابعًا: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كثيرة.

خامسًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتقديمه

مثلاً حيًّا لمنهج السلف الصالح؛ فكرًا وسلوكًا.

عقِبُه:

له خمسة من البنين, وثلاث من البنات, وبنوه هم: عبد الله, وعبد الرحمن, وإبراهيم,

وعبد العزيز, وعبد الرحيم.

وفاتـه:

تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر

شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم

شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة

المكرمة .

وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة

العربية السعودية.

رحم الله شيخنا رحمة الأبرار, وأسكنه فسيح جناته, ومَنَّ عليه بمغفرته ورضوانه, وجزاه

عما قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا.




ومعه عمدة الفقه لمن لم يحمله في الموضوع السابق

التحميل على محبوب الملايين

هنا
http://www.mediafire.com/?dx78gpcsekybu81




احمد الله على اتمام الموضوع واشكر الاخ AraBika على مساعدتة الكبيرة في
تصميم الفواصل فشكرا جزيلا له

العاملون على الموضوع:
كتابة الموضوع:ابوعبدالقيوم
تصميم الفواصل:AraBika
الرفع :ابو عبدالقيوم
تنسيق :ابوعبدالقيوم

خاص لمنتديات انيميات




0 التعليقات:

إرسال تعليق