
.." إن الحمد لله وحده لاشريك له ، حمداً لا إنقطاع لراتبه ، ولا إقلاع لسحائبه "..
¤¤ حمداً لإنعامه مجازياً ، ولإحسانه موازياً ، وإن كانت آلاؤه لاتجازى ، ولا توازى ¤¤
.." وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم سيد الأولين "..
.." صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين "..
¤¤ وتابعيهم بفضل وإحسان إلى يوم الدين ¤¤

.." أخواني وأخواتي ممن شرفتموني بزيارة هذا الموضوع المتواضع "..
¤¤ أُقدم لكم شاعرين شهيرين , من حيث سيرة حياتهما ومختارات ¤¤
.." من شعرهما المليء بالحكم "..
¤¤ وأرجو أن ينال الموضوع على إعجابكم ¤¤
.." وذلك برعاية فريق "نسور الفن" ¤¤
Eagles Arts


.." ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 "..
¤¤ في حي باب الخلق بالقاهرة و بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 ¤¤
.." إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " "..
¤¤ وأنتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر ¤¤
.." تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع "..
¤¤ إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني ¤¤
.." عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 "..
¤¤ وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية ¤¤
.." على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية "..
¤¤ وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) ¤¤
.." بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 "..
¤¤ عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات ¤¤
.." بين مصر والآستانة "..
¤¤ ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه ¤¤
.." إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد "..
¤¤ فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش ¤¤
.." حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحق بآلاي الحرس الخديوي "..
¤¤ وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله ¤¤
.." تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن إستوعب التراث العربي "..
¤¤ وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ¤¤
.." فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل "..
¤¤ و أشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 ¤¤
.." وأستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة "..
¤¤ و كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق ¤¤
.." بالإشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية "..
¤¤ في فبراير عام 1882 ¤¤
.." و بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم "..
¤¤ وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة ¤¤
.." نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب "..
¤¤ حيث ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض ¤¤
.." والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه "..
¤¤ بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض ¤¤
.." وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر "..
¤¤ يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته ¤¤
.." إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها : "..
¤¤ أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ ¤¤
.." توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح "..
¤¤ والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها ¤¤
.." يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية "..
¤¤ شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " ¤¤

لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا :::: خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا
وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما :::: ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا
كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ:::: وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا
يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة ً :::: يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا
لاَ يَرْهَبُ الضِّرْغَامَ بَيْنَ عَرِيِنِهِ :::: بَأْسَاً، وَلاَ يَدَعُ الظِّبَاءَ مَطَافِلاَ
بينا ترى نجمَ السعادة ِ طالعا :::: فوقَ الأهلة ِ إذْ تراهُ آفلا
فَإِذَا سَأَلْتَ الدَّهْرَ مَعْرِفَة ً بِهِ :::: فاسألْ لتعرفهُ النعامَ الجافلا
فَالدَّهْرُ كَالدُّولاَبِ، يَخْفِضُ عَالِياً :::: مِنْ غَيْرِ مَا قَصْدٍ، وَيَرْفَعُ سَافِلاَ
::::::::::
مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ :::: وفى كلِّ يومٍ راحلٌ ليسَ يَرجِعُ ؟
نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى ظِلِّ مُزْنَة :::: لَهَا بَارِقٌ فِيهِ الْمَنِيَّة ُ تَلْمَعُ
وكيفَ يَطيبُ العيشُ والمرءُ قائمٌ :::: على حذَرٍ مِنْ هَولِ ما يتَوقَّعُ ؟
بِنَا كُلَّ يَوْمٍ لِلْحَوَادِثِ وَقْعَة ٌ :::: تَسيلُ لَها مِنَّا نُفوسٌ وأدمعُ
فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّدٌ :::: وأرواحُنا فى مَسرحِ الجَوِّ رُتَّعُ
ومِنْ عَجَبٍ أنَّا نُساءُ ونَرتضِى :::: ونُدرِكُ أسبابَ الفَناءِ ونَطمَعُ
وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ عُقْبانَ أَمْرِهِ :::: لَهانَ عليهِ ما يَسُرُّ ويَفجَعُ
تَسِيرُ بِنَا الأَيَّامُ، وَالْمَوْتُ مَوْعِدٌ :::: وَتَدْفَعُنَا الأَرْحَامُ، والأَرْضُ تَبْلَعُ
عفاءٌ على الدُّنيا ، فما لِعِداتِها :::: وَفَاءٌ، وَلاَ في عَيْشِهَا مُتَمَتَّعُ
أبَعدَ سميرِ الفضلِ " أحمدَ فارسٍ " :::: تَقِرُّ جُنُوبٌ، أَوْ يُلائِمُ مَضْجعُ؟
كَفى حَزناً أنَّ النَوى َ صَدَعَتْ بهِ :::: فؤاداً مِنَ الحِدثانِ لا يَتَصدَّعُ
وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً، وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى :::: إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصبُّرُ يَجْزَعُ
فَقدناهُ فِقدانَ الشَّرابِ على الظما :::: فَفى كُلِّ قَلبٍ غُلَّة ٌ ليسَ تُنقَعُ
وأى ُّ فُؤادٍ لمْ يَبِتْ لِمُصابهِ عَلَى ::::لَوْعَة ٍ، أَوْ مُقْلَة ٍ لَيْسَ تَدْمَعُ؟
إذا لَم يَكنْ لِلدَمعِ فى الخَدِّ مَسربٌ :::: رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِعُ
مَضَى ، وَوَرِثْنَاهُ عُلُوماً غَزِيرَة ً ::::تَظلُّ بِها هِيمُ الخَواطِرِ تَشرَعُ
إذا تُليَتْ آياتُها فى مَقامة :::: تَنافَسَ قَلبٌ فى هَواها ومِسمَعُ
سَقى جَدَثاً فى أرضِ " لُبنانَ " :::: عارِضٌ مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَدَاوِلِ مُتْرَعُ
فَإِنَّ بهِ لِلْمَكْرُمَاتِ حُشَاشَة ً :::: طَوَاهَا الرَّدَى ، فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَعُ
فَإِنْ يَكُنِ «الشِّدْيَاقُ» خَلَّى مَكَانَهُ :::: فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَة ِ الْمَجْدِ يَدْفَعُ
وما ماتَ مَن أبقى عَلى الدَهرِ فاضِلاً :::: يُؤَلِّفُ أَشْتَاتَ الْمَعَالِي وَيَجْمَعُ
::::::::::::
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ :::: بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ :::: أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة :::: وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً ، وباطنهُ :::: من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ
يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً :::: لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَ ذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة :::: فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
إنْ شئتَ أنْ تحوى المعاليَ فادرعْ ::::صبراً ؛ فإنَّ الصبرَ غنمٌ عاجلُ
احلمْ كأنكَ جاهلٌ ، وَ اذكرْ كأنـ :::: ـنَكَ ذَاهِلٌ، وَافْطُنْ كَأَنَّكَ غَافِلُ
فلقما بفضى إلى َ آرابهِ ::::فِي الدَّهْرِ إِلاَّ الْعَالِمُ الْمُتَجَاهِلُ

.." حافظ إبراهيم "شاعر النيل" ولد في 4 فبراير 1872 "..
¤¤ فى مدينة ديروط وهو من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث ¤¤
.." نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب "..
¤¤ أصدر ديوانا شعريا في ثلاثة أجزاء، عين مديرا لدار الكتب في أخريات ¤¤
.." حياته وأحيل إلى التقاعد عام 1932،ترجم العديد من القصائد والكتب "..
¤¤ لشعراء وأدباء الغرب مثل شكسبير وفيكتور هوجو ¤¤
.." ولقد توفى في 21 يونيو 1932 "..
¤¤ جمع شعره في ديوان موحداً ، وانتمى هو وأحمد شوقي إلى مدرسة الإحياء ¤¤
.." وعرف بموقفه ضد المستعمر في حربه ضد اللغة العربية "..

يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها :::: قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها :::: من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها :::: واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ
يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه ::::حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ
لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه :::: مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ
بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ :::: إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ
ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ :::: لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ
يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً :::: تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه :::: يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ
وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ :::: حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ
يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه :::: وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ
::::::::::::
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا :::: إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا
كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ :::: وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً :::: لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو :::: مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً :::: لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا :::: شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ :::: ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا
:::::::::::
أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا :::: واسبِق الفَجْرَ إلى رَوْضِ الزَّهَرْ
حَيِّهِ وانثرْ على أكمامِه :::: منْ نطافِ الماءِ أشباهَ الدُّرَرْ
أَيُّها الزَّهْرُ أَفِقْ مِنْ سِنَة ٍ :::: واصطَبِحْ مِنْ خَمْرَة ٍ لَم تُعْتَصرْ
منْ رحيقٍ أمُّه غادية ٌ :::: ساقَهَا تحتَ الدُّجَى روحُ السَّحَرْ
وانفحِ الرَّوضَ بنشرٍ طيِّبٍ :::: عَلَّه يُوقِظُ سُكّانَ الشَّجَرْ
إنَّ بِي شوقاً إلَى ذِي غُنَّة ٍ :::: يُؤْنِسُ النَّفْسَ وقدْ نامَ السَّمَرْ
إيهِ يا طَيْرُ ألاَ مِنْ مُسْعِدٍ :::: إنّني قد شَفَّني طُولُ السَّهَرْ
قُمْ وصَفِّقْ واستَحِرْ واسجَعْ ونُحْ :::: واروِ عنْ إسحاقَ مأثورَ الخبرْ
ظَهَرَ الفَجْرُ وقد عَوَّدْتَني :::: أنْ تُغَنِّينِي إذَا الفَجْرُ ظَهَرْ
غَنِّني كَمْ لكَ عِندي مِنْ يَدٍ :::: سَرَّتِ الأَشْجانَ عَنِّي والفِكَرْ
اخْرِق السَّمْعَ سِوَى مِنْ نَبَأٍ :::: خَرَقَ السَّمعَ فأدمَى فوَقَرْ
كُلَّ يَوْمٍ نَبْأَة ٌ تَطْرُقُنا :::: بعجيبٍ منْ أعاجيبِ العِبَرْ
أممٌ تفنَى وأركانٌ تهِي :::: وعُرُوشٌ تتهاوَى وسُرُرْ

¤¤ وفي الختام ... أرجو أن تكون إقتباساتي للأبيات أعجبتكم ¤¤
.." وتقديمي للموضوع بأكمله نال إستحسانكم "..
¤¤ وخيرُ ختام .. يكون بالصلاة والسلام على نبي الأنام ¤¤
.." محمد عليه افضل الصلاة والسلام "..

¤¤ كتابة وتدقيق : Яefiyaђ௲ "..
.." تصميم الفواصل : Яefiyaђ௲ ¤¤
¤¤ تنسيق و تدقيق : ABO SALAH 2010 "..
¤¤ جميع الحقوق محفوظة.....لـمنتديات أنيميات animeiat.com
برعاية فريق "نسور الفن" ¤¤
Eagles Arts


0 التعليقات:
إرسال تعليق