
~.. الحمد لله رب العالمين والعاقبه للمتقين ولا عدوان إلا على الظلمين ..~
~.. ولا إله إلا الله إله الأولين والأخرين وقيوم السموات والأرضين ..~
~.. ومالك يوم الدين الذي لا فوز إلا في طاعته ..~
~.. ولا عز إلا في التذلل لعظمته ولا غنى ..~
~.. إلا في الإفتقار لرحمته ..~
~.. أما بعد.. ..~

● ● ● ● ● ●
~.. أهلا ومرحبا بأعضاء أنيميات الرائعون كم يسعدني أن أجداد اللقاء بكم ..~
~.. في منتدى العام فهذه تعتبر أول أعمالي في القسم منذ سنه أو أكثر ..~
~.. وذلك بسباب شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ..~
~.. فكل عام وأنتم وأحبابكم بألف خير وصحة ..~
~.. وأعانكم الله على صيامه وقيامه ..~

•» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته «•
•» الفهرس «•
•» المقدمه «•
•» العآملون على الموضوع «•
•» معلومات عن الكتاب «•
•» عصر الاكتشآف والاخترآع «•
•» الغآبة من الاخترآعات «•
•» موقف الإسلآم من الاخترآعات «•
•» إنما طآئركم معكم «•
•» أسباب ستؤدي الى انهيآر أوروربا «•
•» أوروبا في الانتحآر «•
•» القنبلة الذرية وفظائعهآ «•
•» والذي خبث لا يخرج الا نكدا «•
•» الخآتمة «•
•» نرآكم على خير «•

~.. ما أحوج المسلمين اليوم إلى من يرد عليهم إيمانهم بأنفسهم وثقتهم بماضيهم ..~
~.. ورجاءهم في مستقبلهم ..~
~.. وما أحوجهم لمن يرد عليهم إيمانهم بهذا الدين الذي يحملون أسمه ويجهلون كنهه ..~
~.. ويأخذونه بالوراثه وأكثر مما يتخذونه بالمعرفه ..~
~.. لهذا أنا قرارت أن أقدم لكم بتعاون مع فريقي ذئاب الشمـــ isk-wolfs ــال ..~
~.. أن نقدم لكم هذا الموضوع المتوضع ونتمى من الله عز وجل أن ينول رضاكم ..~
~.. وإعجابكم ونرجو لكم قرائة ممتعة بإذن الله


أحب أن أشكر جميع من ساعدني في هذا الموضوع وهاه لكم أسماء
العاملين على الموضوع لتشكرهم بأنفسكم معي
•» تصميم الفواصل / كيلوا زولديك «•
•» كتابة الموضوع / زهرة كونوها «•
•» تنسيق الموضوع / N X L «•
•» برعاية فريق / isk-wolfs «•


:: أسم الكتاب / ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين؟ ::
:: المؤلف /أبو الحسن علي الحسني الندوي ::
:: مقدم بقلم الشهيد / سيد قطب ::
:: طبع سنة / 1410هــ ---- 1990م ::
:: عدد صفحات الكتاب / 431 ::
:: عدد الأبواب / خمس أبواب ::
:: عدد الفصول / خمسة عشر فصل ::
● ● ● ● ● ●
كتاب {ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين} لكاتب الكبير أبو حسن علي
مقدم من الشهيد سيد قطب يحتوي على 431 صفحه ومقسم إلى
خمس أبواب كل باب يحتوي على عداد معلوم من الإبواب
فالباب الأول يحتوي على فصلين والباب الثاني يحتوي على أربع فصول
والباب الثالث يحتوي على ثلاث فصول والباب الرابع يحتوي على ثلاث فصول
والباب الخامس والأخير يحتوي على فصلين والعبارات المختاره
من الباب الرابع الفاصل الثالث بعنوان {أروبا إلى الإنتحار}
ولقد إخترت لكم هذا الجزء بذات لأنني أشعر بأننا في أحوج الحاجة إليه
بسباب إنعدام ثقتنا بوطننا العربي الكبير وبسباب رؤيتنا الإنهيار الحدث في كل مكان
في الوطن العربي فكم نحن بحاجه لمن يشد عزيمتنا ويعيد لنا ثقتنا وإيماننا بهذا العالم الرائع
ولكي نقليل قليلا من إنبهارنا بالغرب وبأعمالهم ومخترعاتهم
يجب أن نبصر نعلم ما خلف الكواليس ما خلف تلك الستائر المغلقه من نوايا خبيثه
وسلبيات ليس لها حصر فكم أتمنى أن يستفيد به الجميع
فلنبدأ على بركت الله جل في علاه

إذا عرفت عصور التاريخ بما يميز عن غيرها وأضيقت إليه أمكننا وأن نسمي
هذا العصر عصر الإكتشاف والأختراع وعصر الاسلكي والكهرباء وفضل الأروبيين
وتقدمهم في هذا الباب وعبقرية رجال الإكتشاف والإختراع وإبداعهم من قضايا التي
لا تقبل المكابره ولكن مهمها بالغ المبالغون في إطراء الإختراعات الحديثه في أروبا
وبرغم إعجابنا بها وثناء على مكتشفيها ومخترعيها
ينبغي ألا ننسى أن هذه الصناعات والمخترعات ليست غايات في نفسها مقصوده
بالذات بل هي وسائط ووسائل لغاية أخرى نحكم عليها بالخير والشر والنفع والضر
بمقياس هذه الغاية وكونها خيرا أو شرا ونحكم عليها بالنجاح والخيبة
بالمقياس إلى مطابقتها للغاية التي وضعت لها والنظر في النتائج التي حصلت منها
والدور الذي لعبته في حياة الناس ومجتمعهم وأخلاقهم وسياستهم

أما الغاية فعلى ما أرى هي التغلب على العقبات والصعوبات في سير الحياة
التي سببها الجهل والضعف والإنتفاع بقوى الطبيعة المودعة في هذا الكون
وخيراتها وخزائنها المبثوثه فيها واستخدامها لمقاصد صحيحه
من غير علو في الأرض ولا فساد
كان الإنسان يسافر في الزمن القديم ماشيا ثم ألهم ان يسخر لذلك الحيوان فاتخذ
العجلات واتخذ الجياد العتاق ثم لم يزل يتدرج في السرعة والإختراع حتى وصل
من المركبة إلى قطار ومنه إلة سيارة ومنها إلى طياره
وكذلك من السفينة الشراعية إلى البواخر فلا بأس بل يا حبذا إذا كان ذلك كله
تابعا لمقاصد صحيحه يسافر الإنسان بها من مكان إلى مكان لغرض صحيح جدي مثمر
ويحمل عليها أثقله إلى بلد لم يكن بالغه إلا بشق النفس ويوفر الوقت والقوة
وينتفع بها في الخير وقس على ذلك سائر القوى الطبيعية والمختراعات الحديثة
التي ينتفع بها الإنسان انتفاعا مشروعا ويستخدمها لمقاصد رشيدة نافعة

إن موقف الإسلام من ذلك بين واضح فقد أخبر أن الإنسان خليفة الله قد سخر
الله العالم لأغراضه الصحيحه بتصرف منه وغير تصرف
فقال :-
(( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ))
وقال :-
(( الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا
لكم وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما
سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ))
وقال :-
(( لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم
وقال :-
(( لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم
على كثير ممن خلقنا تفضيلا ))
ليلاحظ القارئ الإطلاق في قوله :-
(( وحملناهم في البر والبحر ))
وقوله :-
(( ورزقناهم من الطيبات ))
وقال :-
(( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون
ليلاحظ القارئ الإطلاق في قوله :-
(( وحملناهم في البر والبحر ))
وقوله :-
(( ورزقناهم من الطيبات ))
وقال :-
(( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون
وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن
ربكم لرؤؤف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون ))
قد من الله في هذه الأية على الإنسان بتمكينه لبلوغ غايته من غير شق النفس
واستدل به على رأفته به ورحمته له
وقال :-
(( الذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على
قد من الله في هذه الأية على الإنسان بتمكينه لبلوغ غايته من غير شق النفس
واستدل به على رأفته به ورحمته له
وقال :-
(( الذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على
ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولون سبحان الذي سخر لنا هذا
وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ))
وما أجدر الإنسان أن يقول إذا استوى على سيارة أو طياره..
(( سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ))
فهو أبعد من أن يكون مقرنا لقطع من الصفيح وحديد ولاحياة فيها ولا حركة
ويسخرها له تجري بأمره ورخاء حيث أصاب ولاينس أنه راجع إلى الله ومحاسب
على ما أوتى من القوة وسعة فإن أساء استعمال هذه القدرة والتمكين عوقب
على ذلك وكذلك لاينس أنه عبد خاضع لله منقاد لحكمه لايملك موتا ولا حياة
ولانشورا ولايطغ فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
وقال :-
(( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس
وما أجدر الإنسان أن يقول إذا استوى على سيارة أو طياره..
(( سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ))
فهو أبعد من أن يكون مقرنا لقطع من الصفيح وحديد ولاحياة فيها ولا حركة
ويسخرها له تجري بأمره ورخاء حيث أصاب ولاينس أنه راجع إلى الله ومحاسب
على ما أوتى من القوة وسعة فإن أساء استعمال هذه القدرة والتمكين عوقب
على ذلك وكذلك لاينس أنه عبد خاضع لله منقاد لحكمه لايملك موتا ولا حياة
ولانشورا ولايطغ فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
وقال :-
(( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس
بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله
بالغيب إن الله لقوي عزيز ))
فلحديد فيه منافع للناس ومن أكبر منافعه أنه يستخدم لنصرة الله ورسله ولذلك
قدم عليه ذكر إرسال الرسل وإنزال الكتب فالمسلم ينتفع بكل ما خلق الله
وأودع في الكون من قوة في سبيل الجهاد في سبيل الله
وفي نشر دينه وإظهاره على الدين كله وإعلاء كلمته وفيها أباح الله له ورغبه
فيه من تجارة مشروعه وكسب حلال وسفر بر ومنافع مباحه

إن المصنوعات الجمادية لا ذنب عليها فإنها خاضعة لإرادة الإنسان وعقليته وأخلاقه
فهي في ذات نفسها ليست خيرا ولا شرا وكثيرا ما تكون خيرا في نفسها
فيحولها الإنسان شرا بسوء استعماله وخبث سريرته وفساد تربيته فليس الشأن
في هذه الألات والمخترعات إنما الشأن فيمن يستغلها وفي الغرض
الذي يستعملها له وحقيق أن يقال لمن أصبح يتطير في أروبا من هذه الآلات
ومن الطيارات التي تقذف القنابل وتدمر المنازل زتنسف القرى والمدن
والغوصات التي تغرق بواخر الركاب المسلمين التجار الأمنين
وللاسلكيه التي تذيع الكذب والزور وتنشر الخلاعه والمجون ويشكو منها ويوجه
إليها الملام ((أنما طائركم معكم))
فإن العلوم الطبيعية تسخر للإنسان والقوة المادية وليس من شأنها أن تعلمه أيضا
كيف يستعملها وفيم يضعها كالكبريت ويعطيك نارا ولك أن تحرق بها بيتا على سكانه
أو تطبخ طعاما وتستدفئ بالنار والذي يعلم كيف يستعمل الإنسان
القوه وفيما يضعها هو الدين فالدين يرشد الإنسان كيف ينتفع بقوته انتفاعا حقيقيا
وكيف يشكر نعمة الله ويحظر على الإنسان أن يكون بقوته التي خوله الله إياها
معينا على الظلم والجريمة والأثم والعدوان كما قال موسى (عليه السلام)
((رب أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين))
وقال سليمان:- (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن يشكر فإنما يشكر
فلحديد فيه منافع للناس ومن أكبر منافعه أنه يستخدم لنصرة الله ورسله ولذلك
قدم عليه ذكر إرسال الرسل وإنزال الكتب فالمسلم ينتفع بكل ما خلق الله
وأودع في الكون من قوة في سبيل الجهاد في سبيل الله
وفي نشر دينه وإظهاره على الدين كله وإعلاء كلمته وفيها أباح الله له ورغبه
فيه من تجارة مشروعه وكسب حلال وسفر بر ومنافع مباحه

إن المصنوعات الجمادية لا ذنب عليها فإنها خاضعة لإرادة الإنسان وعقليته وأخلاقه
فهي في ذات نفسها ليست خيرا ولا شرا وكثيرا ما تكون خيرا في نفسها
فيحولها الإنسان شرا بسوء استعماله وخبث سريرته وفساد تربيته فليس الشأن
في هذه الألات والمخترعات إنما الشأن فيمن يستغلها وفي الغرض
الذي يستعملها له وحقيق أن يقال لمن أصبح يتطير في أروبا من هذه الآلات
ومن الطيارات التي تقذف القنابل وتدمر المنازل زتنسف القرى والمدن
والغوصات التي تغرق بواخر الركاب المسلمين التجار الأمنين
وللاسلكيه التي تذيع الكذب والزور وتنشر الخلاعه والمجون ويشكو منها ويوجه
إليها الملام ((أنما طائركم معكم))
فإن العلوم الطبيعية تسخر للإنسان والقوة المادية وليس من شأنها أن تعلمه أيضا
كيف يستعملها وفيم يضعها كالكبريت ويعطيك نارا ولك أن تحرق بها بيتا على سكانه
أو تطبخ طعاما وتستدفئ بالنار والذي يعلم كيف يستعمل الإنسان
القوه وفيما يضعها هو الدين فالدين يرشد الإنسان كيف ينتفع بقوته انتفاعا حقيقيا
وكيف يشكر نعمة الله ويحظر على الإنسان أن يكون بقوته التي خوله الله إياها
معينا على الظلم والجريمة والأثم والعدوان كما قال موسى (عليه السلام)
((رب أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين))
وقال سليمان:- (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن يشكر فإنما يشكر
لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ))

{.. 1-بعنوان::التخليط بين الوسائط والغايات ..}
أما الأروبيين فقد حرموا أنفسهم الدين فلم يبق لهم رادع من خلق أو وازع من دين
أو مرشد من علم إلهي يرشدهم إلى الجادة ونسوا غاية خلقهم ومبدأهم ومصيرهم وقالوا
((إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين))
فاعتقدوا بطبيعة هذه العقيدة أن ليس للإنسان وراء اللذة والراحة والأنتفاع
المادي والعلو في الأرض وبسط السيطره عليها كمملكه لا سيد لها ولا وارث
والتغلب على أهلها والاستئثار بخيراتها وخزائنها ومقصد ولاغاية فاستعملوا
هذه القوة والعلم في حصول اللذات والتغلب على الناس وقهر المنافسين وتنافسوا
في إختراع الآلآت التي ينالون بها وطرهم ويعجزون بها غيرهمولم يزل بهم ذلك
حتى إختلطت عليهم الوسائط بالغايات فاعتقدوا الوسائط غايات وافتنوا بالختراعات
والمكتشفات كغايةفي نفسها ولاغيرها وعكفوا عليها وتشالدغلوا بها كتشاغل
الصبيان باللعب الدمى واعتقدوا أن راحة هي الحضارة ثم تقدموا وصاروا
يعتقدون أن السرعة هي الحضارة
يقول الأستاذ( جود) :-
(( يقول دزرائيلي إن المجتمع في عصره يعتقد أن الحضارة هي الراحة أما نحن

{.. 1-بعنوان::التخليط بين الوسائط والغايات ..}
أما الأروبيين فقد حرموا أنفسهم الدين فلم يبق لهم رادع من خلق أو وازع من دين
أو مرشد من علم إلهي يرشدهم إلى الجادة ونسوا غاية خلقهم ومبدأهم ومصيرهم وقالوا
((إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين))
فاعتقدوا بطبيعة هذه العقيدة أن ليس للإنسان وراء اللذة والراحة والأنتفاع
المادي والعلو في الأرض وبسط السيطره عليها كمملكه لا سيد لها ولا وارث
والتغلب على أهلها والاستئثار بخيراتها وخزائنها ومقصد ولاغاية فاستعملوا
هذه القوة والعلم في حصول اللذات والتغلب على الناس وقهر المنافسين وتنافسوا
في إختراع الآلآت التي ينالون بها وطرهم ويعجزون بها غيرهمولم يزل بهم ذلك
حتى إختلطت عليهم الوسائط بالغايات فاعتقدوا الوسائط غايات وافتنوا بالختراعات
والمكتشفات كغايةفي نفسها ولاغيرها وعكفوا عليها وتشالدغلوا بها كتشاغل
الصبيان باللعب الدمى واعتقدوا أن راحة هي الحضارة ثم تقدموا وصاروا
يعتقدون أن السرعة هي الحضارة
يقول الأستاذ( جود) :-
(( يقول دزرائيلي إن المجتمع في عصره يعتقد أن الحضارة هي الراحة أما نحن
فنعتقد أن الحضارة عبارة عن السرعة فالسرعة هي إله الشباب العصري
وأنه يضحي على نصبه بالهدوء والراحة والسلام والعطف على الأخرين من غير
رحمة ))
{.. 2-بعنوان::عدم تعادل القوة الأخلاق في أروبا ..}
>>...........................................<<
إن الأروبيين قد فقدوا تعادل القوة والأخلاق والتوازن بين العلم بظاهر
من الحياة الدنيا والدين منذ القدم فلم تزل القوة والعلم في أروبا بعد النهضة
الجديدة ينموان على حساب الدين والأخلاق ولم تزل الأولان في الإرتفاع الأتقاء
والآخران في إنخفاض وأنحطاط حتى بعدت النسبة بينهما ونشأ جيل كأنه ميزان
لصقت إحدى كفتيه بالأرض وهي كافة القوة والعلم وخفت الثانيه وهي كافة
الأخلاق والدين حتى إرتفعت جدا وبينما يتراءى هذا الجيل للناظر في خوارقه
الصناعية وعجائبه الكونية وتسخيره للمادة والقوى الطبيعية لمصالحه وأغراض كأنه
فوق البشر إذا هو لا يتميز في أخلاقه وأعماله في شرهه وطمعه في طيشة ونزقه
وفي قسوته والظلمه عن البهائم والسباع وبينما هو قد ملك جميع وسائل الحياة
إذا هو لايدري كيف يعيش!وبينما هو قد بلغ الغايات وراء الغايات في الكماليات
وفضول الحياة إذا هو لا يعرف المبادئ الأولية والبديهيات للحياة الإنسانية والمدنية
والأخلاق فتراه يصعد إلى السماء ويريد أن يناطح الجوزاء وهو لم يتقن شئون
الأرض ولم يصلح ما تحت قدميه وقد خولته العلوم الطبيعية قوة قاهرة وهو لايحسن
إستعمالها كطفل صغير أو سفيه أو مجنون يملك أزمة الأمور ويؤتي مفاتيح الخزائن
فهو لا يزيد على أن يبعث بالجواهر الغالية و النفائس المخزونة ويعيث في دماء
الناس ونفوسهم
{.. 3-بعنوان::قوة الآلهة و عقل الأطفال ..}
>>...........................................<<
يقو الأستاذ ((جود)) الإنجليزي
(( إن العلوم الطبيعيه قد منحتنا القوة الجديرة بالآلهة ولكننا نستعملها بعقل الأطفال
{.. 2-بعنوان::عدم تعادل القوة الأخلاق في أروبا ..}
>>...........................................<<
إن الأروبيين قد فقدوا تعادل القوة والأخلاق والتوازن بين العلم بظاهر
من الحياة الدنيا والدين منذ القدم فلم تزل القوة والعلم في أروبا بعد النهضة
الجديدة ينموان على حساب الدين والأخلاق ولم تزل الأولان في الإرتفاع الأتقاء
والآخران في إنخفاض وأنحطاط حتى بعدت النسبة بينهما ونشأ جيل كأنه ميزان
لصقت إحدى كفتيه بالأرض وهي كافة القوة والعلم وخفت الثانيه وهي كافة
الأخلاق والدين حتى إرتفعت جدا وبينما يتراءى هذا الجيل للناظر في خوارقه
الصناعية وعجائبه الكونية وتسخيره للمادة والقوى الطبيعية لمصالحه وأغراض كأنه
فوق البشر إذا هو لا يتميز في أخلاقه وأعماله في شرهه وطمعه في طيشة ونزقه
وفي قسوته والظلمه عن البهائم والسباع وبينما هو قد ملك جميع وسائل الحياة
إذا هو لايدري كيف يعيش!وبينما هو قد بلغ الغايات وراء الغايات في الكماليات
وفضول الحياة إذا هو لا يعرف المبادئ الأولية والبديهيات للحياة الإنسانية والمدنية
والأخلاق فتراه يصعد إلى السماء ويريد أن يناطح الجوزاء وهو لم يتقن شئون
الأرض ولم يصلح ما تحت قدميه وقد خولته العلوم الطبيعية قوة قاهرة وهو لايحسن
إستعمالها كطفل صغير أو سفيه أو مجنون يملك أزمة الأمور ويؤتي مفاتيح الخزائن
فهو لا يزيد على أن يبعث بالجواهر الغالية و النفائس المخزونة ويعيث في دماء
الناس ونفوسهم
{.. 3-بعنوان::قوة الآلهة و عقل الأطفال ..}
>>...........................................<<
يقو الأستاذ ((جود)) الإنجليزي
(( إن العلوم الطبيعيه قد منحتنا القوة الجديرة بالآلهة ولكننا نستعملها بعقل الأطفال
والوحوش))
ويقول في موضع أخر...
(( إن هذا التفاوت بين فتوحنا العلمية المدهشة وطفولتنا الإجتماعيه المخجله
نواجهه على كل منعطف ومنعرج نستطيع أن نتحدث من وراء القارات والبحار
ونرسل الصور بالبرق ونركب اللاسيلكية في منزلنا ونستمع في سيلان إلى
دقات(big ben) الساعة العظمى تضرب في لندن ونركب فوق الأرض والبحر وتحتهما
والأطفال يتحدثون على الأسلاك البرقية والآلات الكاتبة صامته وتملا الأسنان
من غير إيجاع والزروع تنمى بالكهرباء والشوارع تفرش بالمطاط
وأشعة روتنجن نوافذ نطل منها على داخل أبداننا والصور المتحركه تتكلم وتغني
ويكشف عن المجرميين والمغتالين باللاسلكية والغوصات تذهب إلى القطب
الشمالي والطيارات تطير إلى القطب الجنوبي ومع ذلك كله لاتقدر في وسط مدننا
الكبرى أن نخصص رحبة يلعب فيها أطفال الفقراء في راحة وسلام ونتيجة ذلك
أنا نقتل منهم ألفين ونجرح منهم تسعين ألفا سنويا ))
يقول ((جود)) قال لي فيلسوف هندي في انتقاده لعجائب حضارتنا
(( وكان بعض سواق السيارات قد نجح في قطع ثلثمائة أو أربعمائة ميل في ساعة
على الرمال وطارت طائره من موسكو إلى نيويورك في فترة قليلة من الزمن
قال الفيلسوف ::نعم! إنكم تقدرون أن تطيروا في الهواء كالطيور وتسبحون في الماء
كالسماك ولكنكم إلى الأن لا تعرفون كيف تمشون على الأرض ))
{.. 4-بعنوان:: ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ..}
>>...........................................<<
وقد أصبحت هذه المخترعات والمكتشفات الجديدة مما كانت تعود على النوع
الإنساني بخير كبير لو كان مستعملها يعرف الخير ويقدر أن يتجه إليه أصبحت ضرروها أكبر
من نفعها وكان كما قال القرآن عن السحر ((ويتعلمون مايضرهم ولا ينفعهم))
واسمع شاهد من أهلها ينتقد هذه المخترعات ويبوح بالحقيقة وهو ((جود))
((وقد استطعنا أن نسافر بسرعة زائده من مكان إلى مكان ولكن الأمكنه التي نسافر لإليها
قلما تصلح للسفر وقد زويت الأرض للرحالين وتدانت الأمم ووطئ بعضها عتبة بعض ولكن
كان نتيجة ذلك أن توترت العلاقات بينها وأصبحت أسوأ مما كانت أما المرافق التي استطعنا بها
أن نتعارف بجيراننا فقد عادت فحشرت العالم في الحرب واخترعنا آلة الإذاعة وتحدثنا بها
إلى الشعوب المجاوره والأمم الشقيقة ولكن كان عاقبتها أن كل شعب يستنفد موارد الهواء
لإذاء الشعب المجاور ومعاكسته وإذ يجتهد أن يقنعه بفضل نظامه السياسي على نظامه))
((أنظر إلى الطيارة التي تحلق في السماء يخيل إليك أن صانعيها كانو في علمهم
ولباقتهم وصناعتهم فوق البشر والذين طاروا عليها أولا لا شك أنهم كانو في علو همتهم
وعزمهم وجرأتهم أبطالا مغاوير ولكن انظر لاآن إلى المقاصد التي استعملت لها الطياره
وتستعمل لها في المستقبل إنما هي قذف القنابل وتمزيق جثث الإنسان وخنق الأحياء وإحراق
الأجساد وإلقاء الغازات السامه وتقطيع المستضعفين الذين لا عاصم لهم من هذا الشر إربا إربا
وهذه إما مقاصد الحمقى أو الشياطين))
ويتناول بحث التفاوت بين العلم والصناعه وبين الأخلاق الإنسانية وإخفاق الحضاره الحديثه
في أداء رسالتها مفكر آخر يجمع بين العلم بالفلسفة والعلوم الطبيعية في تحليل أدق وأسلوب
أعمق وهو الدكتور (Alexis carrel)في كتابه (الإنسان ذلك المجهول)
((يظهر أن الحضاره العصرية لا تستطيع أن تنتج رجالا يماكون الإبتكار والذكاء والجرأة وفي كل
قطر تقريبا يرى الإنسان في الطبقة التي تباشر إدارة الأمور تملك زمام البلاد انحطاطا
في الاستعداد الفكري والخلقي إننا نلاحظ أن الحضاره العصرية لم تحقيق الآمال الكبيرة التي
عقدتها بها الإنسانية وأنها أخفقت في تنشيئة الرجال الذين يملكون الذكاء والإقدام الذي يسير
بالحضارة على الشارع الخطر الذي تتعثر عليه إن الأفراد والإنسانية لم تتقدم بتلك السرعة
التي تقدمت بها السياسيين الفكرية والخلقية وجهلهم الذي يعرض أمم العصر للخطر))
((ولايجني نفع من زيادة في عددالمخترعات الآليةلافائدة في أن نغلق أهمية كبرى على
اكتشافات علوم الطبيعة والفلكيات وعلم الكيمياء أي خير في الزيادة في الراحة
والشرف والجمال والمنظر وكماليات حضارتنا إذا منع ضعفنا من الإنتفاع بذلك وتوجيهه إلى
صالحنا أنه لاخير في أحكام طريق للحياة يقصي فيه العنصر الخلقي وتبعد منه أشرف عناصر
الأمم والعظيمة إن الأليق بنا أن نغني بأفسنا أكثر من أن نعني بصناعة بواخر أسرع
وسيارات أريح وراديوات أرخص وتلسكوبات لفحص هيكل سديم على بعد سحيق))
((ما هو مدى التقدم الحقيقي الذي نحققه حينما تنقلنا إحدى الطائرات إلى أروبا
أو إلى الصين في ساعات قلائل؟ هل من الضروري أن نزيد الإنتاج بلا توقف حتى يستطيع
الإنسان أن يستهلك كميات أكثر فأكثر من الأشياء لاجدوى منها؟ أليس هناك أي ظل
من الشك في أن العلوم الميكانيكا والطبيعيه والكيمياء عاجزه عن إعطائنا الذكاء والنظام
الأخلاقي والصحة والتوازن العصبي والأمن والسلام))

والحاصل أن الغربيين لما فقدوا الرغبة في الخير والصلاح وضيعوا الأصول والمبادئ الصحيحه
وزاغت قلزبهم وأنحرفت وفسدت أذواقهم لم تزيدهم العلوم والمخترعات إلا ضررا كما أن
الأغذية الصالحه تستحيل في الجسم الممعود والموبوء مرضا وفسادا بل لم تزدهم هذه
الآلات والمخترعات إلا قوة وسرعة في الإهلاك وأستعانة على الانتحار
وقد أحسن المستر ايدان رئيس وزراء بريطانيا السابق وصف ذلك في بعض خطبه سنة 1938
((إن أهل الأرض كادرا يرجعون في أخريات هذا القرن لإلى الهمجية والوحشية ويعيشون عيشة
سكان الكهوف والمغارات ومن الغريب المضحك أن البلاد والدول تنفق ملايين من الجنيهات
على وقاية نفسها من آلة فتاكة تخافها ولكنها لا تنفق على ضبطها
وأني أتعجب في بعض الأ؛يان وأقول:كيف لو زار العالم الجديد زائر من كوكب آخر وهبط إلينا
فما عسى أن يشاهد؟ سيجدنا نعد العدة لإهلاك بعضنا ونتبادل الأنباء عنها ويخبر بعضنا
كيف نستعمل هذه الآلات الجهنمية))

لعل لمستر إيدن لما أفضى بهذا الحديث لم يدر بخلده أن العالم المتمدن وعلى رأسه أميركا
رسول السلام وزعيم الحضارة والعلم الجديد سيتوصل أثناء الحرب لإلى ايتعمال آلة تبز جميع
الآلات والمخترعات في التدمير والتقتيل وتفوق ذكاء الإنسان وخياله في الهول والفظاعة
قد كانت هذه الآلة هي قنبلة الذرية التي جربتها أمريكامرة في صحراء نيوميكسيكو
وثانية على رؤؤس البشر في مدينة هيروشيما وبعدها في نجازاكي المدينتين اليابانيتين
وقد أذاع رئيس بلدة (هيروشيما)في 20 أغسطيس 1949 أن الذين هلكو في اليوم السادس
من أغسطيس 1945 من اليابانيين يتراوح عددهم بين مائتي ألف وعشرة آلاف ومائتي الف
واربعين ألفا ...
يقول المستر ستورت في مقالهة نشرتها صحيفة الهند الإنجليزية السيارة (STATESMAN)
في عددها الصادرة في 16 سبتمبر 1945
((لا يؤمن على الناس الذين كانو يبعدون عن المنطقه التي أنفجرت فيها القنبلة الذرية بمائة
ميل أن يكونوا قد تأثرو بها فينبغي أن يفحص عنهم فحصا طبيا ولا يستغرب أن يصبح الناس يوما
ويقرأوا في الجرائد أن علامات الإصابة بطاعون الفنبلة الذرية قد ظهرت في الذين
يسكنون على الآلاف أميال من اليابان))
وقد إخترعت أمريكا قنبله أخرى تفوق القنبله الذرية في القوة والفظاعة وهي (hydrogen bomb)
وقد جرى إختبارها للمرة الثانيه في محيط الهادئ يوم 26 من مارس سنة 1954
وقد ذكر المستر شارلس سكرتير وزارة الدفاع أن النتائج كانت هائلة ولاتكاد تصدق
وقد ذكر المستر لويس استراس رئيس لجنة القوة الذرية في أمريكا
أن قنبلة هيدروجينيه واحده تستطيع أن نبيد مساحة مدينة نيويورك الواسعه
وقال العالم الطبعي الشهير ونائب رئيس مجلس الأمن اللواء صاحب سنج في دهلي الجديده
إن أربع قنابل هيدروجنيه وزن كل واحده منها مائة طن تستطيع أن تقتل كل نسمه على وجه
الأرض وقد شاع أخيرا أن روسيا اكتشفت القنبله النيتروجينية التي هي أدهى وأمر من القنبله
الهيدروجينية..........

وقد تضعضع أساس المدينه الأوربية كما ذكرنا بتفصيل ولم يزل بناؤه متزعزعا ولم تزده الأيام
ولم يزده الأرتفاع إلا زيغا وأختلالا وفسدت بذرتها فلم تصلح شجرتها ولم تطب ثمرتها
((والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا))
إن أهل الغرب الذين غرسوا هذه الشجره الخبيثه قد مقتوها وأصبحوا يتذمرون منها لأنها
خلقت في كل ناحية من نواحي حياتهم مشاكل وعقدا لا يسعون لحلها إلا وظهرت لهم مشاكل جديده
ولا يفصلون فرعا من فروعها إلا وتطلع فروع كثيرهة وذات شوك فهم في معالجة أدوائهم وإصلاح شئونهم
كمعالج الداء بالداء وناقش الشوكة بالشوكة وإنهم حاربوا الرأسماليه فنجمت الشيوعيه وأنهم
حاولو أن يستأصلوا الديمقراطيه فنبعت الدكتاتوريه وأرادوا أن يحلو مشاكل الاجنماع
فنبتت حركة تذكير النساء وحركة منع الولادة وأرادوا أن يشترعوا قوانين لاستئصال المفاسد
الخلقيه فاشرأبت حركة العصيان ةالجناية فلا ينتهي شر إلا إلى الشر ولا الفساد إلا إلى
فساد أكبر منه ولا تزال هذه الشجره تثمر لهم شرورا ومصائب حتى صارت الحياة الغريبة
جسدا مقروحا يشكو من كل جزء أوجاعا وآلاما وأعيا الداء الأطباء واتسع الخرق على الراقع
والأمم الغربية تململ ألما قلوبها مضطربه وأرواحها متعطشه إلى ماء الحياة ولكنها لا تعلم أين
معين الحياة إن الأكثريه من رجالها لا تزال تتوهم أن منبع المصائب في فروع هذه الشجره
فهم يفصلونها ويستأصلونها من الشجرة ويضعون أوقاتهم وجهودهم في قطعها
أنهم لا يعلمون أن منبع الفساد في أصل الشجره ومن السفاهة أن تيرقب الإنسان أن تنبت
فرع صالح من أصل فاسد وفيهم جماعة قليلة عقلاء أدركوا لأن الأصل حضارتهم فاسد ولكنهم
لما نشأوا قرونا في ظل هذه الشجره بأثمارها نبت لحمهم ونشز عظمهم كلت أذهانهم عن أن
يعتقدوا أصلا آخر غير هذا الأصل يستطيع أن يخرج فروعا وأوراقا صالحه سليمة وكلا الفريقين
في نتيجة سواء إنهم يتطلبون شيئا يعالج سقمهم ويريحهم من كربهم ولكنهم لا يعلمونه ولا مكانه

~.. وفي الختام كم يسعدني أن أنقل لكم تحياتي وتحيات فريق ذئاب الشمال ..~
~.. متنيين لكم صياما مقبولا وإفطارا شهيا ..~
~.. على أمل اللقاء بكم في مواضيع أخرى بإذن الله ونتمنى لكم كل السداد والتوفيق ..~
~.. يستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
..~


ويقول في موضع أخر...
(( إن هذا التفاوت بين فتوحنا العلمية المدهشة وطفولتنا الإجتماعيه المخجله
نواجهه على كل منعطف ومنعرج نستطيع أن نتحدث من وراء القارات والبحار
ونرسل الصور بالبرق ونركب اللاسيلكية في منزلنا ونستمع في سيلان إلى
دقات(big ben) الساعة العظمى تضرب في لندن ونركب فوق الأرض والبحر وتحتهما
والأطفال يتحدثون على الأسلاك البرقية والآلات الكاتبة صامته وتملا الأسنان
من غير إيجاع والزروع تنمى بالكهرباء والشوارع تفرش بالمطاط
وأشعة روتنجن نوافذ نطل منها على داخل أبداننا والصور المتحركه تتكلم وتغني
ويكشف عن المجرميين والمغتالين باللاسلكية والغوصات تذهب إلى القطب
الشمالي والطيارات تطير إلى القطب الجنوبي ومع ذلك كله لاتقدر في وسط مدننا
الكبرى أن نخصص رحبة يلعب فيها أطفال الفقراء في راحة وسلام ونتيجة ذلك
أنا نقتل منهم ألفين ونجرح منهم تسعين ألفا سنويا ))
يقول ((جود)) قال لي فيلسوف هندي في انتقاده لعجائب حضارتنا
(( وكان بعض سواق السيارات قد نجح في قطع ثلثمائة أو أربعمائة ميل في ساعة
على الرمال وطارت طائره من موسكو إلى نيويورك في فترة قليلة من الزمن
قال الفيلسوف ::نعم! إنكم تقدرون أن تطيروا في الهواء كالطيور وتسبحون في الماء
كالسماك ولكنكم إلى الأن لا تعرفون كيف تمشون على الأرض ))
{.. 4-بعنوان:: ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ..}
>>...........................................<<
وقد أصبحت هذه المخترعات والمكتشفات الجديدة مما كانت تعود على النوع
الإنساني بخير كبير لو كان مستعملها يعرف الخير ويقدر أن يتجه إليه أصبحت ضرروها أكبر
من نفعها وكان كما قال القرآن عن السحر ((ويتعلمون مايضرهم ولا ينفعهم))
واسمع شاهد من أهلها ينتقد هذه المخترعات ويبوح بالحقيقة وهو ((جود))
((وقد استطعنا أن نسافر بسرعة زائده من مكان إلى مكان ولكن الأمكنه التي نسافر لإليها
قلما تصلح للسفر وقد زويت الأرض للرحالين وتدانت الأمم ووطئ بعضها عتبة بعض ولكن
كان نتيجة ذلك أن توترت العلاقات بينها وأصبحت أسوأ مما كانت أما المرافق التي استطعنا بها
أن نتعارف بجيراننا فقد عادت فحشرت العالم في الحرب واخترعنا آلة الإذاعة وتحدثنا بها
إلى الشعوب المجاوره والأمم الشقيقة ولكن كان عاقبتها أن كل شعب يستنفد موارد الهواء
لإذاء الشعب المجاور ومعاكسته وإذ يجتهد أن يقنعه بفضل نظامه السياسي على نظامه))
((أنظر إلى الطيارة التي تحلق في السماء يخيل إليك أن صانعيها كانو في علمهم
ولباقتهم وصناعتهم فوق البشر والذين طاروا عليها أولا لا شك أنهم كانو في علو همتهم
وعزمهم وجرأتهم أبطالا مغاوير ولكن انظر لاآن إلى المقاصد التي استعملت لها الطياره
وتستعمل لها في المستقبل إنما هي قذف القنابل وتمزيق جثث الإنسان وخنق الأحياء وإحراق
الأجساد وإلقاء الغازات السامه وتقطيع المستضعفين الذين لا عاصم لهم من هذا الشر إربا إربا
وهذه إما مقاصد الحمقى أو الشياطين))
ويتناول بحث التفاوت بين العلم والصناعه وبين الأخلاق الإنسانية وإخفاق الحضاره الحديثه
في أداء رسالتها مفكر آخر يجمع بين العلم بالفلسفة والعلوم الطبيعية في تحليل أدق وأسلوب
أعمق وهو الدكتور (Alexis carrel)في كتابه (الإنسان ذلك المجهول)
((يظهر أن الحضاره العصرية لا تستطيع أن تنتج رجالا يماكون الإبتكار والذكاء والجرأة وفي كل
قطر تقريبا يرى الإنسان في الطبقة التي تباشر إدارة الأمور تملك زمام البلاد انحطاطا
في الاستعداد الفكري والخلقي إننا نلاحظ أن الحضاره العصرية لم تحقيق الآمال الكبيرة التي
عقدتها بها الإنسانية وأنها أخفقت في تنشيئة الرجال الذين يملكون الذكاء والإقدام الذي يسير
بالحضارة على الشارع الخطر الذي تتعثر عليه إن الأفراد والإنسانية لم تتقدم بتلك السرعة
التي تقدمت بها السياسيين الفكرية والخلقية وجهلهم الذي يعرض أمم العصر للخطر))
((ولايجني نفع من زيادة في عددالمخترعات الآليةلافائدة في أن نغلق أهمية كبرى على
اكتشافات علوم الطبيعة والفلكيات وعلم الكيمياء أي خير في الزيادة في الراحة
والشرف والجمال والمنظر وكماليات حضارتنا إذا منع ضعفنا من الإنتفاع بذلك وتوجيهه إلى
صالحنا أنه لاخير في أحكام طريق للحياة يقصي فيه العنصر الخلقي وتبعد منه أشرف عناصر
الأمم والعظيمة إن الأليق بنا أن نغني بأفسنا أكثر من أن نعني بصناعة بواخر أسرع
وسيارات أريح وراديوات أرخص وتلسكوبات لفحص هيكل سديم على بعد سحيق))
((ما هو مدى التقدم الحقيقي الذي نحققه حينما تنقلنا إحدى الطائرات إلى أروبا
أو إلى الصين في ساعات قلائل؟ هل من الضروري أن نزيد الإنتاج بلا توقف حتى يستطيع
الإنسان أن يستهلك كميات أكثر فأكثر من الأشياء لاجدوى منها؟ أليس هناك أي ظل
من الشك في أن العلوم الميكانيكا والطبيعيه والكيمياء عاجزه عن إعطائنا الذكاء والنظام
الأخلاقي والصحة والتوازن العصبي والأمن والسلام))

والحاصل أن الغربيين لما فقدوا الرغبة في الخير والصلاح وضيعوا الأصول والمبادئ الصحيحه
وزاغت قلزبهم وأنحرفت وفسدت أذواقهم لم تزيدهم العلوم والمخترعات إلا ضررا كما أن
الأغذية الصالحه تستحيل في الجسم الممعود والموبوء مرضا وفسادا بل لم تزدهم هذه
الآلات والمخترعات إلا قوة وسرعة في الإهلاك وأستعانة على الانتحار
وقد أحسن المستر ايدان رئيس وزراء بريطانيا السابق وصف ذلك في بعض خطبه سنة 1938
((إن أهل الأرض كادرا يرجعون في أخريات هذا القرن لإلى الهمجية والوحشية ويعيشون عيشة
سكان الكهوف والمغارات ومن الغريب المضحك أن البلاد والدول تنفق ملايين من الجنيهات
على وقاية نفسها من آلة فتاكة تخافها ولكنها لا تنفق على ضبطها
وأني أتعجب في بعض الأ؛يان وأقول:كيف لو زار العالم الجديد زائر من كوكب آخر وهبط إلينا
فما عسى أن يشاهد؟ سيجدنا نعد العدة لإهلاك بعضنا ونتبادل الأنباء عنها ويخبر بعضنا
كيف نستعمل هذه الآلات الجهنمية))

لعل لمستر إيدن لما أفضى بهذا الحديث لم يدر بخلده أن العالم المتمدن وعلى رأسه أميركا
رسول السلام وزعيم الحضارة والعلم الجديد سيتوصل أثناء الحرب لإلى ايتعمال آلة تبز جميع
الآلات والمخترعات في التدمير والتقتيل وتفوق ذكاء الإنسان وخياله في الهول والفظاعة
قد كانت هذه الآلة هي قنبلة الذرية التي جربتها أمريكامرة في صحراء نيوميكسيكو
وثانية على رؤؤس البشر في مدينة هيروشيما وبعدها في نجازاكي المدينتين اليابانيتين
وقد أذاع رئيس بلدة (هيروشيما)في 20 أغسطيس 1949 أن الذين هلكو في اليوم السادس
من أغسطيس 1945 من اليابانيين يتراوح عددهم بين مائتي ألف وعشرة آلاف ومائتي الف
واربعين ألفا ...
يقول المستر ستورت في مقالهة نشرتها صحيفة الهند الإنجليزية السيارة (STATESMAN)
في عددها الصادرة في 16 سبتمبر 1945
((لا يؤمن على الناس الذين كانو يبعدون عن المنطقه التي أنفجرت فيها القنبلة الذرية بمائة
ميل أن يكونوا قد تأثرو بها فينبغي أن يفحص عنهم فحصا طبيا ولا يستغرب أن يصبح الناس يوما
ويقرأوا في الجرائد أن علامات الإصابة بطاعون الفنبلة الذرية قد ظهرت في الذين
يسكنون على الآلاف أميال من اليابان))
وقد إخترعت أمريكا قنبله أخرى تفوق القنبله الذرية في القوة والفظاعة وهي (hydrogen bomb)
وقد جرى إختبارها للمرة الثانيه في محيط الهادئ يوم 26 من مارس سنة 1954
وقد ذكر المستر شارلس سكرتير وزارة الدفاع أن النتائج كانت هائلة ولاتكاد تصدق
وقد ذكر المستر لويس استراس رئيس لجنة القوة الذرية في أمريكا
أن قنبلة هيدروجينيه واحده تستطيع أن نبيد مساحة مدينة نيويورك الواسعه
وقال العالم الطبعي الشهير ونائب رئيس مجلس الأمن اللواء صاحب سنج في دهلي الجديده
إن أربع قنابل هيدروجنيه وزن كل واحده منها مائة طن تستطيع أن تقتل كل نسمه على وجه
الأرض وقد شاع أخيرا أن روسيا اكتشفت القنبله النيتروجينية التي هي أدهى وأمر من القنبله
الهيدروجينية..........

وقد تضعضع أساس المدينه الأوربية كما ذكرنا بتفصيل ولم يزل بناؤه متزعزعا ولم تزده الأيام
ولم يزده الأرتفاع إلا زيغا وأختلالا وفسدت بذرتها فلم تصلح شجرتها ولم تطب ثمرتها
((والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا))
إن أهل الغرب الذين غرسوا هذه الشجره الخبيثه قد مقتوها وأصبحوا يتذمرون منها لأنها
خلقت في كل ناحية من نواحي حياتهم مشاكل وعقدا لا يسعون لحلها إلا وظهرت لهم مشاكل جديده
ولا يفصلون فرعا من فروعها إلا وتطلع فروع كثيرهة وذات شوك فهم في معالجة أدوائهم وإصلاح شئونهم
كمعالج الداء بالداء وناقش الشوكة بالشوكة وإنهم حاربوا الرأسماليه فنجمت الشيوعيه وأنهم
حاولو أن يستأصلوا الديمقراطيه فنبعت الدكتاتوريه وأرادوا أن يحلو مشاكل الاجنماع
فنبتت حركة تذكير النساء وحركة منع الولادة وأرادوا أن يشترعوا قوانين لاستئصال المفاسد
الخلقيه فاشرأبت حركة العصيان ةالجناية فلا ينتهي شر إلا إلى الشر ولا الفساد إلا إلى
فساد أكبر منه ولا تزال هذه الشجره تثمر لهم شرورا ومصائب حتى صارت الحياة الغريبة
جسدا مقروحا يشكو من كل جزء أوجاعا وآلاما وأعيا الداء الأطباء واتسع الخرق على الراقع
والأمم الغربية تململ ألما قلوبها مضطربه وأرواحها متعطشه إلى ماء الحياة ولكنها لا تعلم أين
معين الحياة إن الأكثريه من رجالها لا تزال تتوهم أن منبع المصائب في فروع هذه الشجره
فهم يفصلونها ويستأصلونها من الشجرة ويضعون أوقاتهم وجهودهم في قطعها
أنهم لا يعلمون أن منبع الفساد في أصل الشجره ومن السفاهة أن تيرقب الإنسان أن تنبت
فرع صالح من أصل فاسد وفيهم جماعة قليلة عقلاء أدركوا لأن الأصل حضارتهم فاسد ولكنهم
لما نشأوا قرونا في ظل هذه الشجره بأثمارها نبت لحمهم ونشز عظمهم كلت أذهانهم عن أن
يعتقدوا أصلا آخر غير هذا الأصل يستطيع أن يخرج فروعا وأوراقا صالحه سليمة وكلا الفريقين
في نتيجة سواء إنهم يتطلبون شيئا يعالج سقمهم ويريحهم من كربهم ولكنهم لا يعلمونه ولا مكانه

~.. وفي الختام كم يسعدني أن أنقل لكم تحياتي وتحيات فريق ذئاب الشمال ..~
~.. متنيين لكم صياما مقبولا وإفطارا شهيا ..~
~.. على أمل اللقاء بكم في مواضيع أخرى بإذن الله ونتمنى لكم كل السداد والتوفيق ..~
~.. يستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



0 التعليقات:
إرسال تعليق