
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومن اهتدى بهدية إلى يوم الدين.

فإن لمن دواعي السرورفي هذا المقام أن نقدم لكم إخوتي صفات الملائكة
عليهم السلام ولكي نتعلم من قصص هؤلاء الصفوة الكرام حسن المعاملة والأخلاق الحميد
والسلوك القويم وحسن التعبد حتى نصل إلى الغاية بتبوء أعلى درجات الجنان
والحلول في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

قال الله تعالى في كتابه العزيز :
[[وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لايَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ
يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَأَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ
مُشْفِقُونَ وَمَن يقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي
الظَّالِمِينَ ]] الأنبياء (26/29).
وقال[[ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُالرَّحِيم]]الشورى (5).
وقال تعالى[[ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَبِهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْلِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا
سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ
آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ]]غافر(7/8
وقال تعالى[[ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ
لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ]]فصلت (38).
وقال تعالى[[وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لايَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا
يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ]] الأنبياء (19/20)
وقال تعالى[[وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ
وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ]] الصافات (164/166).
وقال تعالى
[[وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا
وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا]] مريم(64).
وقال تعالى[[وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ
سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ]] الرعد( 23/24)
وقال تعالي[[الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ]] فاطر (1)
وقال تعالى[[وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا]]الفرقان)(25/26).
وقال تعالى[[وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ
اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا
مَّحْجُور]]الفرقان(21/22).
وقال تعالى[[يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَاأَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ]] التحريم (6)
**
والآيات في ذكر الملائكة كثيرة جدًّا يصفهم تعالى بالقوة في العبادة
وفي الخلق وحسن المنظر وعظمة الأشكال وقوة الشكل في الصور
المتعددة كما قال تعالى [[وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ
هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْيَعْمَلُونَ
السَّيِّئَاتِ]] هود( 77/78).
وقد ذكر غير واحد من العلماء من أن الملائكة تبدو لهم في صورة شباب حسان امتحانا
واختبارا حتى قامت على قوم لوط الحجة وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
وكذلك كان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
في صفات متعدد فتارة يأتي في صورة دحية بن خليفة الكلبي وتارة في صورة أعربي
وتارة في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح مابين كل جناحين كما بين المشرق
والمغرب كما رآه على هذه الصفة مرتين.
مرة منهبطًا من السماء إلى الأرض. ومرة عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوى
وهو قوله تعالى[[عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّى]]النجم (5/8).
أي جبريل كما ذكرناه عن غيره واحد من الصحابة، منهم
ابن مسعود وأبو هريرة وأبو ذو وعائشة
قال الله تعالى[[فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى]] النجم (9/10)
أي إلى عبد محمد صلى الله عليه وسلم تم قال[[وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِند سِدْرَةِالْمُنتَهَى
عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى]]النجم
(13/17).

وقد ورد في قصة الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( ثم رفعت لى
سدرة المنتهى فإذا نبقها كالقلال ))
وفي رواية (( كقلال هجر وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا
يخرج
من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران .فأماالباطنان ففي الجنة ،وأما الظاهران فانيل
والفرات)) صحيح رواه البخاري.
وتقدم الكلام على هذا في ذكر خلق الأرض ومافيها من البحار والأنهار.
وفيه ((ثم رفع إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف
ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم)).
وذكر أنه وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مستندًا ظهره إلى البيت
المعمور. وذكرنا وجه المناسبة في هذا أن البيت المعمور هو في
السماء السابعة بمنزلةالكعبة في الأرض وقد روى سفيان الثوري وشعبة وأبو الأحوص
عن سماك بن حرب من خالد بن عرعرة أن ابن الكوا سأل على بن أبى طالب عن
البيت المعمور فقال هو مسجد في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال
الكعبة من فوقها .حرمته في السماء كحرمةالبيت في الأرض
يصلى فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدًا.
وروى الإمام أحمد عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( إنى أرى ما لا ترون وأسمع مالا تسمعون أطّت السماء وحق لها أن تئط
ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا
ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى
الله عز وجل )).حسن
صحيح الجامع
فقال أبو ذر ( والله لوددت أنى شجرة تعضد)).
فدل هذا الحديث على أنه ما من موضع في السموات السبع إلا وهو مشغول
بالملائكة وهم في صنوف من العباد .منهم منهو قائم أبداً .ومنهم من هو راكع
أبداً ومنهم من هوساجد أبداً ومنهم من هو في صنوف أخر والله أعلم بها .
وهم دائمون في عبادتهم وتسبيحهم وأذكارهمو أعمالهم التي أمرهم الله بها ،
ولهم منازل عند ربهم كما قال الله تعالى [[وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ
وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ]]الصافات 164/166).
وقال صلى الله عليه وسلم ((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها )).قالوا وكيفي صفون
عند ربهم قال ((يكملون الصف الأول ويتراصون في الصف))صحيح مسلم.
وقال ((فضلنا على الناس بثلاث .جعلت لنا الأرض مسجدًا وتربتها لنا طهورًا وجعلت
صفوفنا كصفوف الملائكة )) صحيح مسلم .وكذلك يأتون يوم القيامة بين يدي الرب جل
جلاله صفوفاً كما قال تعلى[[وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا]]الفجر (22)
ويقفون صفوفًا بين يدي ربهم غز وجل يوم القيامة كما قال تعالى [[يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ
وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا]]النبأ(38).

قال الله تعالى[[عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى]]النجم (5)
قالوا كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط وكن سبعًا بمن فيها من الأمم وكانوا
قريباً
من أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوانات وما لتلك المدن من الأراضي
والمعتلات والعمارات وغير ذلك . رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن
عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح ال**** وصياح ديكتهم ثم قلبها فجعل عاليها
سافلها فهذا هو شديدالقوى . وقوله [[ذُو مِرَّةٍ]] النجم (6).
أي خلق حسن وبهاء وسناء كما قال في الآيةالأخرى[[إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ]] الحاقة(4)
أي جبريل رسول من الله كريم أي حسن المنظر.
[[ذِي قُوَّةٍ]]. التكوير(20). أي له قوة وبأس شديد
[[عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ]]التكوير(20).
أي له مكانة ومنزله عالية رفيعة عند الله
[[ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّأَمِينٍ]]التكوير (20/21).
أي مطاع في الملأ الأعلى (أَمِينٍ) أي ذي أمانة عظيمة ولهذا كان هوالسفير
بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذين ينزل عليهم بالوحي.فيه الأخبار
الصادقةوالشرائع العادلة .
وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا .وقدوآه على صفته التي خلقه الله عليها
مرتين. له ستمائة جناحكما روى البخاري عن طلق بن غنام
عن زائدة الشيبانى قال سألت زرًا عن قوله[[فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى
عَبْدِهِ مَاأَوْحَى]] النجم (9/10)
قال حدثنا عبد الله يعنى ابن مسعود أن محمدا صلى الله عليه وسلم
رأى جبريل له ستمائةجناح (صحيح البخاري)

ومن صفة إسرافيل عليه السلام وهو أحد حملةالعرش وهو الذي ينفخ في الصور
بأمر ربه نفخات ثلاثة. وأولاهن نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخةالبعث
والصور قرن ينفخ فيه .كل دارة منه كما بين السماء والأرض .وفيه موضع أرواح
العباد حين يأمر الله بالنفخ للبعث فإذا نفخ تخرج الأرواح تتوهج فيقول الرب
جل جلاله (( وعزتي وجلالي لترجع كل روح إلى البدن الذي كانت تعمر في
الدنيا فتدخل على الأجساد في قبورها فتدب فيها كما يدب السم
في اللديغ فتحيى الأجساد وتنشق عنهم الأجداث فيخرجون منها
سارعاًَ إلى مقام المحشر كما سيأتي تفصليه في موضعه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم
القرن وحني جبهته وانتظر أن يؤذن له))قالوا كيف نقول يا رسول الله قال
((قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا)) صحيح الجامع.
وفي صحيح مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا قام الليل يصلى يقول (( اللهم ربجبريل وميكائيل وإسرافيل
فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه الحق بإذنك تهدى من تشاء
إلى صرط مستقيم)) صحيح مسلم.
وفي حديث الصور أن اسرافيل أول من يبعثه الله بعد الصعق لينفخ في الصور

وقال تعالى[[مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ]] البقرة (97)
عطفهما على الملائكة لشرفهما فجبريل ملك عظيم قد تم ذكره.
وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات وهو ذو مكانة من ربه عز وجل
ومن أشراف الملائكة المقربين .فهؤلاءالملائكة المصرح بذكرهم
في القرآن وفي الصحاح هم المذكورون في الدعاء النبوي
(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل).
فجبريل ينزل بالهدى على الرسل لتبليغ الأمم.
وميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في الدار.
وله أعوان يفعلون مايأمرهم به بأمر ربه .يصرفون الرياح
والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله وقد روينا انه ما
من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك
يقررها في موضعها من الأرض، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور
للقيام من القبور،والحضور يوم البعث والنشور ليفوز الشكور، ويجازي
الكفور ، فذاك ذنبه مغفور ،وسعيه مشكور،وهذا قد صار عمله كالهباء المنثور
وهو يدعو بالويل والثبور ،فجبريل عليه السلام يحصل بما ينزل به الهدى
وميكائيل يحصل بما هو موكل به الرزق،وإسرافيل يحصل بما هو موكل به
النصر والجزاء .

وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح، والله
أعلم.
وقد قال تعالى[[قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ]]السجد(11).
وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته حتى تبلع الحلقوم فيتناولها ملك الموت
بيده
فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها منه فيلقوها
في أكفان تليق بها .
ثم يصعدون بها فإن كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء وإلا غلقت دونها وألقى
بها إلى الأرض قال الله تعالى [[وَهُوَالْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَاجَاء
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّه مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ
أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ]] الأنعام (61/62).
وعن ابن عباس ومجاهد وغير واحد أنهم قالوا (إن الأرض بين يدي ملك الموت مثل الطست
يتناول منها حيت يشاء وقد ذكرنا أن ملائكةالموت يأتون الإنسان على حسب عمله إن كان
مؤمناً أتاه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب طيبة الأرواح.وإن كان كافر فبالضد من ذلك. عياذًا
بالله العظيم من ذلك.
ومن الملائكة المسمينفي الحديث منكر ونكير عليهما السلام. وقد استفاض في الأحاديث
ذكرهما في سؤال القبر.قال تعالى[[يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء]]إبراهيم (27).
وهما فتانا القبر موكلان بسؤال الميت فيقبره عن ربه ودنه ونبيه ويمتحنان البر والفاجر
وهما أزرقان أفرقان لهما أنياب وأشكال مزعجة وأصوات مفزعة أجارنا الله من عذاب
القبر وتبتنا بالقول الثابت آمين .
وروى البخاري عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت للنبي
صلى الله عليه وسلم هل أتي عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال (( لقد
لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن
عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي
فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني
فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما
ردوا به عليك وقد بعث لك ملك الجبال لتأمربما شئت فيهم فناداني ملك
الجبال فسلم على ثم قال يا محمد فقال ذلك فما شئت إن شئت
أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم
بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا)) صحيح
البخاري وصحيح مسلم
قومك أي قرش.
يوم العقبة وهو اليوم الذي وقف فيه النبي صلي الله عليه وسلم عند العقبة بمعني
داعًيا الناس إلى الإسلام وإلى الله رب العالمين موحدين له فما أجيب إلا بالأذى
وذلك اليوم أصبح معروفًا
قرن الثعالب هو قرن المنازل وهو ميقات أهل نجد، وهو على مرحلتين من مكة،
والقرن أصله كل جبل صغير ينقطع من جبل كبير.
الأخشبان جبلا مكة أبو قبيص والجبل الذي يقابله

وأخيرًا نسأل الله عز وجل أن يجعل هذاالعمل نافعاً لنا وللمسلمين
الحمد لله الذي أوضح لنا سبل الهدى واليقين، وأوجب علينا التمسك بشرعة الحق
المبين، ونشر العلم، النافع إنه نعم المولَى ونعم النصير، وصلى الله وسلم
على نبينا محمد ،وآله وصحبه وسلم ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
((اللهم إنا نسألُك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة))
سبحان ربك ربِّ العزةِ عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُللهِ ربِّ العالمين.

- •|» تصميم الفواصل ҒeДtUЯeD جزاك الله كل خير -:- «|•
•|» كاتب الموضوع samanta -:- «|•
•|»تنسيقsamanta-:- «|•
-•|» برعاية فريق-:- ™KATCH TEAM «|•
•|»المصدر كتاب قصص القرآن«|
•|» للإمام الحافِظ «|•
•|»إسماعيل بن كثير القرشِيّ الدّمِشقيّ«|•

0 التعليقات:
إرسال تعليق