●||● خصائص العقيدة الإسلامية والإخلاص فيها ●● برعاية فريق sky ●||●


الحمدلله الملك العلي الكبير المنفرد بالعز و البقاء

و الإرادة و التدبير و أشهد أن نبينا الأمي محمدا

عبده و رسوله البشير النذير المبعوث إلى الخلق

كافة من غني و فقير و مأمور و أمير

الحمد لله ذى الرضى المرغوب ... يعفو ويصفح ويغفر الذنوب :.~.:

:.~.: يملى ويمهل لعل العاصى يتوب ... يعطى ويرضى ويحقق المطلوب :.~.:

:.~.: يطعم ويسقى ويستر العيوب ... يغنى ويشفى ويكشف الكروب :.~.:


:.~.: نحمده تبارك وتعالى حمدا هو للذات العلية منسوب :.~.:

:.~.: ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر الوسواس الكذوب :.~.:

:.~.: ونسأله السلامة فيما مضى وما سوف يأتى من خطوب :.~.:

:.~.: وأشهد أن لا إله إلا الله ذو الجناب المرهوب :.~.:


:.~.: خلق السموات والأرض فى ستة أيام وما مسه من لغوب :.~.:

:.~.: يضل من يشاء ، ويهدى من يشاء ، ويقلب الأبصار والقلوب :.~.:


:.~.: سخر الرياح بقدرته فمنها الساكن ومنها الهبوب :.~.:

:.~.: قدر الأرزاق وفق مشيئته فمن الناس ممنوح ومسلوب :.~.:

:.~.: والأنعام خلقها لنا ...فمأكول ومحلوب :.~.:

:.~.: والخيل والبغال والحمير للحمل وللركوب :.~.:

:.~.: أوجد الكائنات بحكمته ، فمسلم منها ومعطوب :.~.:

:.~.: كل الحادثات بإرادته وجميع الأمور محسوب :.~.:

:.~.: شهدت له الكواكب فى شروقها والغروب :.~.:

:.~.: وأقرت به الأحياء فى مطعومها والمشروب :.~.:

:.~.: وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ذو المقام الموهوب :.~.:

:.~.: لا يأكل الصدقات ، ولا يرتكب الهفوات ، وخاتم النبوة بين كتفيه مضروب :.~.:

:.~.: فى الصلاة قرة عينيه ، والخيرات كلها بين يديه ، وهو الصفى المحبوب :.~.:

:.~.: من خلقه مكارم الأخلاق ، وباتباع سنته تتسع الأرزاق ، والأمر بحبه على الوجوب :.~.:

:.~.: نوره بين أتباعه قائم ، وشرعه على مر الدهور دائم ، وماعداه من الشرائع مشطوب :.~.:

:.~.: من أطاعه فقد أطاع الله ، ومن تبع نهجه فقد أرضاه ، ومن عصاه فى النار مكبوب :.~.:

:.~.: أول الخلائق بعد النفخة يفيق ، وأول من يحشر على التحقيق ، وحديثه غير مكذوب :.~.:

:.~.: أول من يسجد على البساط ، وأول من يجوز على الصراط ، والكل من الهول مكروب :.~.:

:.~.:صاحب لواء الحمد ، والمنفرد بالثناء حين الجد ، حيث الفلاح أو الرسوب :.~.:

:.~.: صاحب الشفاعة العظمى ، وله المقام الأسمى ، واسمه على أبواب الجنة مكتوب :.~.:

:.~.: صاحب الحوض الأوفى ، وكأس الرواء الأشفى ، والماء من نبع الجنان مسكوب :.~.:

:.~.: تتعلق به الآمال ، وتشد إلى مسجده الرحال ، وبالصلاة عليه تنفرج الكروب :.~.:

:.~.: اللهم صل وسلم وبارك عليه عدد الرمال والحصى ، وكلما أطاعه عبد أو عصى :.~.:

:.~.: ونور بصلاتنا عليه بصائرنا والقلوب:.~.:

اختصت عقيدة الإسلام بجملة خصائص ومقومات لا تتوافر في غيرها , ومما جعلها

سهلة الإعتقاد , واضحة المعالم , متوافقة مع العقل البشري , ومع الفطرة الإنسانية

المتوازنة , تنشرح لها الصدور وهذا هو سر تميزها وخلودها وانتشارها .


ويظهر هذا التميز جليا في أنها




بمعنى أنها موحى بها من عند الله تعالى بجميع أركانها وحقائقها وتصوراتها لذا فهي

تتصف بالكمال من كل وجه لأن الله تعالى له الكمال المطلق في علمه , وفي قدرته

وفي إرادته , فكل ما يأتينا عن الله تعالى يتميز بالكمال والإحاطة , وتحقيق الحكمة

والغرض المرجو منه , قال الله تعالى : (
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ( سورة

الملك الآية 14 )وهذا بخلاف ما يصدر عن البشر من العقائد , فإنها تحمل طبيعة البشر

وما يتصفون به من عجز في التصوير وقصور في الرؤية وميل للهوى .


وفي القرآن الكريم أدلة كثيرة على مصدر هذه العقيدة وأساسها , وأنه من عند الله

تعالى , أكرم بها البشرية ليرفع من شأنها ويعينها على السداد والنجاح , وقد وردت

جميع حقائقها اليقينية في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

قال الله تعالى : (
َإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ

مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
) ( سورة فصلت الآية 42-41 ) وقال الله تعالى : (الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ

مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
) ( سورة البقرة الآية 285 ) .

وكون العقيدة ربانية المصدر أدى إلى اتصافها بالعديد من الصفات منها :

1 . أنها عقيدة ثابتة راسخة الأصول والمبادئ لا تتغير , وإن تغير الزمان والمكان أنزلها الله

تعالى عقيدة كاملة فلم يكن لأحد من البشر أن يضيف إليها , وأ ينقص منها , وهي ثابته

بثبات مصدرها , قال الله تعالى : (
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا

ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى

إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
( سورة يونس الآية 15 )

2 . أنها ذات تصور شامل لكل ما يتعلق بحياة الإنسان , فهي تجيب عن كل تساؤلاته

خول وجوده وأبعاد هذا الوجود , فتجيب عن أسئلة كثيرة مثل : من خلقه ؟ وما الهدف

من وجوده ؟ وما نهايته وميصيره ؟ بحيث تجعله مرتاح النفس , وبعيدا عن القلق والحيرة والشك


موافقتها للعقل والفطرة

فليس في عقيدة الإسلام ما يصادم الفطرة السليمة , أو العقول النقية , فهي توافق

العقل والفطرة معا , ولا تخرج عنها , وهذه الميزة للعقيدة تجعلها سريعة القبول لدى

الناس , سهلة الإعتقاد .

فجاءت عقيدة الإسلام منسجمة مع خلق الإنسان المتوازن , قال الله تعالى : (فَأَقِمْ

وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )
( سورة الروم الآية 30 )

وأما موافقتها للعقل فتظهر من خلال حديث القرآن الكريم عن العقل , والحث على

استخدامه , فنجد في كتاب الله تعالى دعوة إلى إعمال العقل في أكثر من خمسين

موضوعاً , بلفظ العقل صريحاً كقوله : ( يعقلون , تعقلون ) إضافة إلى الكثير من الآيات


التي جاءت تحث العقل على النظر والتأمل , كما في قوله تعالى : (
إِنَّ فِي خَلْقِ

السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )
( سورة آل عمران الآية

190 ) وإذا كان للعقل هذا الدور في العقيدة الإسلامية فقد حثت الشريعة الناس على

أن يأخذوا بهذه العقيدة عن طريق الحجة والإقناع , لا بالتقليد الأعمى الذي يلغي العقل

ويطمسه , كما كان عليه حال المشركين حين جاءهم هذا الدين , فتمسكوا بتقاليد

آباءهم دون إعمال للعقل أو سعي للدليل قال الله تعالى : (
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ

اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )
(

سورة البقرة الآية 170 )



امتازت هذه العقيدة بأنها سهلة ميسورة , واضحة يفهمها الناس على إختلاف

مستوياتهم فكان الأعرابي يأتي من بعيد , فيجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فيسمع من أصول دينه وعقيدته فيعي منه ما قال فيعود منشرح الصدر و قد أيقن

بصدق ما سمع , وعاد إلى قومه مؤمناً بما سمع داعيا إليه , ولا أدل على ذلك من حديث

جبريل عليه السلام , حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان

وعن الإحسان فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بعبارات سهلة موجزة

يفهمها العاقل , ليس في مضمونها ما يريب أو يدعو إلى التعقيد .


والناظر في حقائق العقيدة الإسلامية يرى الوضوح في كل قضاياها , نذكر بعضا منها

على سبيل المثال :

1 . ففيما يتعلق بالإيمان بالله تعالى , جاء قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ

الْبَصِيرُ)
( سورة الشورى الآية 11 ) وقوله تعالى : (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ

وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
) ( سورة الأنعام الآية 103 ) ففي هذه الآيات تنزيه مطلق لله تعالى

عن الشريك , وعن المثيل وعن كل ما يوهم التشبيه والتجسيم في حق الله تعالى .

2 . وفيما يتعلق بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم , نسمع قول الله تعالى : (قُلْ

إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ )
( سورة الكهف الآية 110 )

فشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم واضخة في هذه العقيدة , لا تعقيد فيها ولا

غموض فهو بشر يأكل وبشرب , ويعاريه الألم والمرض , وحزن والفرح قد فضله الله

تعالى بالرسالة والاصطفاء , قال الله تعالى : (
قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ) ( سورة الإسراء الآية 93 )

3 . ويتجلى وضوح العقيدة في قضبة المسؤولية والجزاء فكل إنسان في الإسلام

مسؤول عن أعمله , مجزي به , قال الله تعالى : (
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) (

سورة النجم الآية 39 ) قلا يتحمل مسؤلية العمل غير صاحبه




فالعقيدة الإسلامية بعيدة عن اللغو , والإفراط , وهذه الصفة تصنع الأمة وسطا , تقوم

على المنهج المتوازن المعتدل , قال الله تعالى : (
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا

شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )
( سورة البقرة الآية 143 ) وقال الله

تعالى : (
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ) ( سورة المائدة الآية 77 )

فنظرة العقيدة الإسلامية إلى الحياة تقوم على العناية بالجانبين , الروحي والمادي دون

الإغراق في الجانب المادي , والإنغماس في الدنيا على أنها متعة لا تتكرر بعيدا عن

الفضيلة والتقوى , دون ملاحظة للحلال أو الحرام , ودون الإغراق في الجانب الروحي

والإيغال فيه إلى الرهبانية , والعزوف عن الدنيا وطيبتها وملذتها .


فجاءت العقيدة بالنظرة الوسطية والاعتدال , وتصور الدنيا على أنها طريق إلى الآخرة

وتوصي الإنسان بأن يعمل لآخرته , دون أن يهمل دنياه , يقول الله تعالى : (
وَابْتَغِ فِيمَا

آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ )
( سورة القصص الآية 77 )


تقف العقيدة الإسلامية موقفا حاسما من السحر والشعوذة والأساطير فحرمت على

المسلم أن يتوجه للشياطين أو للملائكة أو للجن لكشف ضر أو التماس منفعة بل عليه

التوجه بالدعاء إلى الله تعالى وحده , فهو الذي يكشف الضر , ويدفع الكرب , وهو الذي

يعلم الغيب كله قال الله تعالى : (
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) (

سورة النمل الآية 65 ) ولذلك يقف المسلم أما الله تعالى ضارعا مبتهلا يسأله مباشرة

ويطلب منه ما يريد دون الحاجة إلى واسطة , قال الله تعالى : (
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي

فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
) ( سورة البقرة الآية 186 )

ولا يعني هذا نفي شفاعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , فهي الطلب إلى

الله سبحانه وتعالى والاستعانة به على أن يشفع رسوله صلى الله عليه وسلم فينا يوم القيامة .


وبناء على هذه الحقائق , فإن ما خلق الله تعالى من جن وملائكة وغيرها من مخلوقات

هي كسائر خلق الله تعالى , خلقهم لحكم وغايات كثيرة , فهم لا يملكون لأنفسهم

ولغيرهم نفعا ولا ضرا , إلا بما شاء الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : )

من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل به صلاة أربعين ليلة ) (( صحيح مسلم , كتاب

السلام , باب تحريم الكهنة ) . وبهذا الموقف الصريح الواضح للعقيدة الإسلامية من مثل

هذه الأباطيل والخرافات تبدو هذه العقيدة بيضاء نقية , سليمة من دجل الدجالين ,

وأباطيل المبطلين , بعيدة عن كل الشوائب , وهذه الميزة تعطي العقيدة صفة الخلود

والبقاء وتمدها بالحصانة والمناعة مهما طال عليها الزمن




فالعقيدة الإسلامية تنبثق منها شريعة متكاملة تشمل نواحي الحياة جميعها, كالعبادات

من صلاة وصيام وزكاة وغيرها , والمعاملات التي تشمل البيع والشراء والإجارة , والزواج ,

وأحكام الميراث , وغير ذلك , مما يجعلها أوسع الشرائع المنظمة لحياة الإنسان .



من هنا يظهر أن العقيدة الإسلامية لليست مجرد تصورات ومبادىء نظرية , بل إن لها

ارتباطا وثيقا بسلوك الإنسان وواقعه العلمي , لذا كثيرا ما نجد أن الخطاب القرآني يؤكد

أثر هذه العقيدة في السلوك , وأهميته في الحياة , كقوله تعالى : (
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ

الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

) ( سورة العصر الآيات 1-3 ) كما تؤكد ذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

كقوله ,: (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله , وأدناها إماطة

الأذى عن الطريق )) ( رواه البخاري , كتاب الإيمان , باب بيان عدد شعب الإيمان . )


ففي هذا الحديث يدمج النبي صلى الله عليه وسلم بين الإيمان وبين ثمراته , وذلك

بالربط بين شهادة التوحيد وبين إماطة الأذى عن الطريق , وغيرها من الأعمال الصالحة .



والعقيدة الإسلامية تلبي حاجات النفس الإنسانية , وتتفاعل معها , وتحدث آثارا عظيمة

في سلوك المسلم , يمكن أن نذكر بعضا منها :

1. فهي تحقق الطمأنينة واستقرار النفس , والشعور بالأمن , فحيثما وجدت مجتمعا

يؤمن التكافل والتراحم والعدالة قال الله تعالى : (
) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ

أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
( سورة الرعد الآية 27 ) . ويظهر ذلك جليا في مظاهر منها :
أ . تشعر المسلم بعدالة الإسلام , وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى وهذه القاعدة

هي ميزان التفاضل بين الناس جميعها , مهما اختلف ألوانهم وأجناسهم .

ب . تحرره من عقدة الخوف على حياته ورزقه فحين يعلم المسلم أ، الله تعالى بيده

النفع والضر , والموت والحياة والرزق , تزول عقدة الخوف من نفسه

2. تولد لدى المسلم وازعا داخليا يدفعه إلى ضرورة الالتزام بالأحكام الشرعية وإلى

الحرص على الاستقامة في السلوك والعمل , قال الله تعالى : (
وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى

يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
( سورة النساء الآية 65 )

3. تضمن للمجتمع تماسكه وقوته , لأن مشاعر أبنائه واحدة وعقيدتهم واحدة فهم

يتوجهون في عباداتهم إلى الله تعالى الواحد , ويستقون من مصدر واحد


ارتبط قبول الأعمال بالنية الخالصة لله تعالى سواء أكان ذلك في الإعتقاد أم في العبادة

وسائر الأعمال وهذا يتطلب من المسلم أن يكون صادقا في عقيدته , مخلصا فيها

فينقيها من الشرك والرياء والنفاق فما معنى الإخلاص بالعقيدة ؟ وما آثاره ؟





الإخلاص في اللغة

تقول : ذهب خالص أي خال من الشوائب ويقال أخلص النصيحة أي أوفى فيها ويعني

صدق توجه القلم وخلوه من أية شائبة .


واصطلاحا : يعني صدق العبد في توجهه إلى الله تعالى اعتقادا وعملا قال الله تعالى :

(
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ( سورة البينة الآية 5 ) لذا فإن الإخلاص

في القول والعمل أساس القبول عند الله تعالى حيث يقول الله تعالى : (
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي

وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
( سورة الأنعام الآية 162 )

قبول العمل

ويشترط لقبول العمل عند الله تعالى أن يتحقق فيه شرطان :


الأول : إخلاص النية لله تعالى , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال

بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى )) ( صحيح بخاري , كتاب بدء الوحي , باب كيف كان بدء الوحي )


الثاني : موافقته لما جاء به شرع الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم : (( صلوا كم

رأيتموني أصلي )) ( صحيح بخاري , كتاب الأذان , باب الأذان للمسافر )


علامات إخلاص المسلم في عقيدته

للإخلاص علامات منها :

1. تجنب كل ما يتافي الإخلاص بالعقيدة , كالشرك والرياء والنفاق لأن كل ذلك من

محبطات الأعمال وإن كثرت وقد تعددت الآيات القرآنية التي تنفر من هذه الأعمال , لما

تؤدي إليه من سوء العاقبة , قال الله تعالى : (
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ

أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
( سورة الزمر الآية 65 )

2. محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم : (( فعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من

الأعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ فقال

: ما أعددت لها ؟ فقال الأعرابي : ما أعددت لها من كثير من الصلاة , ولا صوم , ولا صدقة

, ولكني أحب الله ورسوله قال : أنت مع من أحببت )) ( صحيح بخاري كتاب الآداب , باب علامة الحب في الله


قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قوله صلى الله عليه وسلم (( فإنك مع

من أحببت )) , قال أنس : ( فأنا أحب الله ورسوله , وأبا بكر الصديق , وعمر رضي الله

عهما , فأرجو أن أكون معهم , وإن لم أعمل بأعمالهم

3. التمسك بالعقيدة والثبات عليها والنصر لها , مهما عرض للإنسان من مغريات الدنيا

وزينتها فقد تمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من ربه , رغم ما

تعرض له من إيذاء وما قدمه المشركون من تنازلات وإراءات مقابل التخلي عن هذه

العقيدة فأبى , وعلى ذلك سار أصحابه من بعده وضحوا بأنفسهم وأموالهم , لنصرة هذا

الدين العظيم قال الله تعالى : (
الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ

ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
( سورة المائدة الآية 54 ) وقال أيضا :

(
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ

وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )
( سورة الأحزاب الآية 23 )

من صور الإخلاص في العقيدة

1. صدق الله فصدقه : (( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : دعني

أهاجر معك , فأوصى له النبي صلى الله عليه وسلم فلما كانت غزوة خيبر أعطاه النبي

صلى الله عليه وسلم جزءا من الغنيمة , فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما على هذا

اتبعك , ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا بسهم فأموت – وأشار إلى حلقه -- , فقال

صلى الله عليه وسلم : إن تصدق الله يصدقك , ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتي به النبي

صلى الله عليه وسلم يحمل وقد أصابه سهم حيث أشار , فقال النبي صلى الله عليه

وسلم : هو هو ؟ قالوا : نعم , قال : صدق الله فصدقه , فكفنه النبي صلى الله عليه

وسلم في جبته ثم قدمه وصلى عليه )) ( سنن البيهقي , كتاب أبواب غسل الميت , باب

المرتث والذي قتل ظلما )

2. لما دنا المشركون في غزوة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قوموا إلى

جنة عرضها السموات والأرض , قال عمري بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله جنة

عرضها السموات والأرض ؟ قال : نعم , قال بخ بخ , فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من

أهلها , قال فإنك من أهلها , فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن , ثم قال : لئن أنا

حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة , قال : فرمى بما كان معه من تمر , ثم

قاتل حتى قتل رضي الله عنه )) ( صحيح مسلم , كتاب الإمارة , باب ثبوت الجنة للشهيد )





الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين .. لقد وصلنا إلى نهاية الموضوع .. إنتظروا منا المزيد من

المواضيع الإسلامية ..



كتابة : Ŧнe ρuйisнěr

تنسيق : Ŧнe ρuйisнěr

تدقيق : Ŧнe ρuйisнěr

تصميم الفواصل :كيلوا زولديك

تصميم البنر : ...........

برعاية فريق : SKY

ولصالح منتدى : إنميات

دمتم بحفظ الله تعالى
...

0 التعليقات:

إرسال تعليق