أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم،
إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره،
و نعوذوا بالله من شرور أنفسينا و من سيئات أعمالنا،
من يهديه الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له،
و أشهد أن لا ألة ألا الله وحده لا شريك له،
و أشهد أن محمد عبدالله و رسوله:
» أما بعد «
أخواني و أخواتي نستكمل معكم مشوارنا لسلسلة
╝ الكتيبات الدعوية ╚
بكتيب جديد بعنوان:
☜ هــــ تريد دخول الجنة ــــــل؟! ☞
نتمنا أن تستفيدوا بهذا الكتيب الرائع
و أن يسهل طريقكم إلى الجنة.
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●
بسم الله الرحمن الرحيم
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ
ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [سورة الحديد: 21].
أخي الكريم هناك بعض الأعمال اليسيرة والتي لم يكن فيها الجهد
الكبير، ومع ذلك فهي تحتوي على الأجور العظيمة، ويكون بسببها
دخول الجنة بإذن المولى جل وعلا، وهذا من رحمة الله تعالى علينا.
قال الله تعالى: { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }[سورة الزمر: 20]
قال ابن كثير: أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفا في
الجنة وهي القصور أي الشاهقة من فوقها غرف مبنية طباقاً فوق
طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات، [تفسير ابن كثير 50/4].
وكل شيء في هذه الدنيا مصيره إلى النفاد والزوال، سوى ما عند
الله تعالى، قال الله تعالى:{مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}.
[سورة النحل: 96]
وكان السبب في تأليف هذا الكتاب هو ما نراه في هذا الزمان كيف
يجتهد الناس في عمارة الدنيا، وانشغلوا عن الآخرة إلا من رحم
الله تعالى . فقمت بجمع بعض النصوص من الآيات والأحاديث
الصحيحة بهذا الخصوص في هذا البحث ترغيباً لهم على فعل
هذه الأعمال، لعله أن يكون هذا الكتاب سبباً للصلاح والحث على
فعل الطاعات التي تقربهم من الله تعالى وتكون سبباً لدخول الجنة
بإذن الله تعالى.
ولا نريد منكم سوى الدعاءِ لنا بظهر الغيب، ونسأله سبحانه
وتعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا أعمالنا . آمين .
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

قال ابن تيمية: الجنة اسم جامع لكل نعيم وأعلاه النظر إلى وجه
الله، كما في صحيح مسلم: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
صهيب عن النبي (صلى الله عليه وسلم): " إذا دخل أهل الجنة
الجنة نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن
ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا؟ ألم يثقل موازيننا
ويدخلنا الجنة وينجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون
إليه فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه ".
وهو الزيادة. ومن هنا يتبين زوال الاشتباه في قول من قال: ما
عبدتك شوقا إلى جنتك ولا خوفا من نارك؛ وإنما عبدتك شوقا إلى
رؤيتك، فإن هذا القائل ظن هو ومن تابعه أن الجنة لا يدخل في
مسماها إلا الأكل والشرب واللباس والنكاح والسماع ونحو ذلك
مما فيه التمتع بالمخلوقات،كما يوافقه على ذلك من ينكر رؤية
الله من الجهمية، أو من يقربها ويزعم أنه لا يتمتع بنفس رؤية الله،
كما يقوله طائفة من المتفقه، فهؤلاء متفقون على أن مسمى
الجنة والآخرة لا يدخل فيه إلا التمتع بالمخلوقات؛ ولهذا قال
بعض من غلط من المشائخ لما سمع قوله: { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ
وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ
وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم
مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ
ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152].
وقال ابن القيم: الجنة اسم شامل لجميع ما حوته من البساتين
والمساكن والقصور وهي جنات كثيرة جدا كما روى البخاري
في صحيحه عن أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم
حارثة بن سرقة أتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت:
"يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر أصابه سهم
غريب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه
في البكاء، قال: يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب
الفردوس الأعلى"، وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري
عن رسول الله أنه قال:"جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما
وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وما بين القوم وبين
أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن
وقد قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان ". فذكرهما ثم قال ومن
دونهما جنتان فهذه أربع.
وقال ابن القيم أيضاً: عدد الحنات وأنها نوعان: جنتان من
الذهب، وجنتان من الفضة.
حادي الأرواح [71/1].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

أعلم أخي القارئ الكريم كما أن لكل شئ مفتاح وكذلك للجنة
مفتاح إلا وهو لا إله إلا الله، " قيل لوهب بن منبه أليس لا إله إلا
الله مفتاح الجنة ؟ قال بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان،
فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك " صحيح
البخاري [415/1]
والمفتاح : فعل ما أمر الله تعالى به وترك ما نهى الله عنه.
وأخرج الإمام أحمد بإسناد منقطع عن معاذ رضى الله
عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا
سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل لا إله إلا الله"، ويدل على
هذا كون النبي (صلى الله عليه وسلم) ربت دخول الجنة على
الأعمال الصالحة في كثير من النصوص كما في الصحيحين عن
أبي أيوب أن رجل قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة
قال (صلى الله عليه وسلم): " تعبد الله لا تشرك بيه شيئا، وتقيم الصلاة،
وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم" معارج القبول [429/2].
قال ابن القين الجوزية: والمفتاح ما يفتح به الشئ المغلق فيكون فاتحا له
ومنه مفتاح الجنة لا إله إلا الله وقوله مفتاح الصلاة الطهور يفيد الحصر
وأنه لا مفتاح لها سواه من طريقين أحدهما الحصر البتدأ في الخبر إذا
كانا معرفتين. حاشية ابه القيم على سنن أبي داود [59/1].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}. [سورة النساء: 80].
والآيات في الباب كثيرة، فالمحبة تكون بالاتباع والنصرة وليس
بالكلام فقط كما هي طبيعة المنافقين، فتكون نتيجة الاتباع هي
المحبة من الله تعالى و غفران الذنوب، وعن أبي نجيح العرباض بن
سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب
وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا
قال (صلى الله عليه وسلم) :" أوصيكم بتقوى الله والسمع
والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة "،
الإرواء (2455)، الطحاوية (501)، والترغيب (34)، والمشكاة (165).
النواجذ: بالذال المعجمة: الأنياب وقيل: الأضراس، ومعناه: الزموا
السنة واحرصوا عليها كما يلزم العاض بنواجذه الشئ حرصا عليه
وخوفا من ذهابه، موعظة: هي النصح و التذكير بالعواقب.
بليغة: مؤثرة تبلغ سويداء القلب، وجلت: خافت، ذرفت: سالت،
النجاة في زمن ووقت الغربةوالاختلاف هو بالتزام كتاب الله وسنة
رسوله بفهم أصحاب رسول الله.
وعن أبي شريح الخزاعي قال، خرج علينا رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) فقال: "أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله" ،قالوا: بلى، قال:" إن هذا القرآن طرفه بيد الله
وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده
أبداً"، صحيح الترغيب برقم [38].
وعن أبي هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) قال: " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" ،
"قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ " قال: "من أطاعني دخل الجنة
ومن عصاني فقد أبى". أخرجه البخاري [13/249،فتح].
تكون نجاة المرء في الدنيا والآخرة باتباع هدى رسول الله (صلى
الله عليه و سلم)، وعن عبد الله بن مسعود قال: "إن هذا القرآن
شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض
عنه (أو كلمة نحوها) زخَّ في قفاه إلى النار" صحيح الترغيب [39].
زخ: بالزاي والخاء المعجمتين أي دفع. وعن عباس بن ربيعة
قال: "رأيت عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) يُقبل الحجر
(يعني الأسود) ويقول: إني لأعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع
ولولا أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبلك
ما قبلتك" رواه البخاري في الحج برقم [1597]،
ومسلم في الحج برقم [1270].
قال الطبري: إنما قال ذلك عمر لأن الناس كانوا حديثي عهد
بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر
من باب التعظيم الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية ،
فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) لا لأن الحجر ينفع ويضر بذاته كما كانت الجاهلية
تعتقده في الأوثان.أ.هـ . فتح الباري : [463/4] .
وعن مجاهد قال:" كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر
بمكان فحاد عنه فسئل: لم فعلت ذلك؟ قال: رأيت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فعل هذا، ففعلت".
صحيح الترغيب برقم [43].
وعن واثلة بن الأسقع (رضى الله عنه) عن النبي (صلى الله
عليه وسلم) قال: "من سنَّ سنة حسنة فله أجرها ما عُمل
بها في حياته وبعد مماته حتى تترك، ومن سن سنة سيئة فعليه
إثمها حتى تترك، ومن مات مرابطاً جرى عليه عمل المرابط
حتى يبعث يوم القيامة". صحيح الترغيب برقم [62].
وعن أبي هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه
و سلم) قال:" مَنْ دَعَا إلى هدَّى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه،
لا ينقص ذلك من أُجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من
الإثم مثل آثام من اتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ".
رواه مسلم في كتاب العلم برقم [2674].
وقال الله تعالى:{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }. [سورة المائدة: 92].
قال الشيخ السعدي : طاعة الله وطاعة رسوله واحدة، فمن أطاع
الله، فقد أطاع الرسول، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله، وذلك
شامل للقيام بما أمر الله به و رسوله من أعمال، والأقول الظاهرة
والباطنة، الواجبة والمستحبة، والمتعلقة بحقوق الله وحقوق خلقه،
والانتهاء عما نهى الله ورسوله عنه كذلك.
وهذا الأمر أعم الأوامر،فإنه كما ترى يدخل فيه كل أمر ونهي، ظاهر
وباطن، وقوله: {وَاحْذَرُواْ } أي: من معصية الله ومعصية الرسول، فإن
ذلك الشر والخسران المبين، {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} عما أمرتم به ووقعتم فيما
نهيتم عنه { فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ}، وقد أدى ذلك فإن
اهتديتم فلأنفسكم، وإن أسأتم فعليها، والله هو الذي يحاسبكم،
والرسول قد أدى ما عليه وما حمل به. [تفسير السعدي].
فطاعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيها الفوز والنجاة عند الله
تعالى يوم القيامة.
قال الشيخ الإسلام ابن تيمية: فأنه لا سعادة للعباد ولا نجاة في
المعاد إلا بإتباع رسوله، {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.
[سورة النساء: 14/13].
فطاعة الله ورسوله قطب السعادة التي عليه تدور، ومستقر النجاة
الذي عليه لا تحور، فإن الله خلق الخلق لعبادته كما قال الله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات: 56].
إنما تعبدهم بطاعته و طاعة رسوله، فلا عبادة إلا ما هو واجب،
أو مستحب في دين الله، وما سوى ذلك فضلال عن سبيله،
ولهذا قال (صلى الله عليه وسلم) من عمل عملا ليه عليه أمرنا فهو
رد، أخرجه في الصحيحين [مجموع الفتاوى].
وقال تعالى:{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
الْكَافِرِينَ} [سورة آل عمران: 32].
قال الشيخ عبدالرحم السعدي رحمه الله: وهذا أمر من الله تعالى
لعباده بأعم الأوامر،وهو طاعته وطاعة رسوله التي يدخل بها الإيمان
و التوحيد، وما هو من فروع ذلك من الأعمال الأقوال الظاهرة والباطنة،
بل يدخل في طاعته وطاعة رسوله اجتناب ما نهى عنه، لأن اجتنابه
امتثالا لأمر الله هو من طاعته، فمن أطاع الله ورسوله، لإولئك هم
المفلحون، {فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي: أعرضوا عن طاعة الله ورسوله فليس ثم
أمر يرجعون إليه إلا الكفر وطاعة كل شيطان مريد { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ
مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [سورة الحج: 5].
فلهذا قال: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} بل يبغضكم
ويمقتهم ويعاقبهم أشد العقوبة، وكأن في هذه الآية الكريمة
بياناً وتفسيراً لإتباع رسوله، وأن ذلك بطاعة الله وطاعة رسوله،
هذا هو الاتباع الحقيقي.أ.هـ . [تفسير السعدي].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا
فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 136/134].
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} أي: يبذلون أموالهم في
سبيل الله تعالى، يعني في حال الرخاء والانبساط وكثرة المال
والسرور، أي في حال الضيق والانقباض.
{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ
نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [سورة النساء :114].
قال ابن عثيمين: وفي هذا دليل على أن المصالح والمنافع
إذا انتفع الناس بها كانت خيراً لصاحبها وإن لم ينو فإن نوى
زاد خيراً على خير وآتاه الله تعالى من فضله أجراً عظيماً.أ.هـ .
رياض الصالحين [235/3].
وعن أنس ابن مالك (رضى الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه
وسلم) قال: "إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".
رواه الترمذي برقم [664] وابن حبان [816] موارد، والبغوي في
شرح السنة [133/6] وغيرهم الإرواء [885] ،المشكاة [1909].
اوعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه
ونحن نسير فقال: "ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة
والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل
في جوف الليل شعار الصالحين ثم تلا { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ".
[السجدة: 16]. صحيح الترغيب [868 و 983 و 2866].
قال ابن عثيمين: ولهذا سميت الصدقة صدقة لدلالتها على
صدق باذلها فالإنسان ينبغي له أن ينفق من أطايب ماله
وينبغي له أن ينفق مما يحب حتى يصدق في تقديم ما يحبه
الله عز وجل على ما تهواه نفسه. ثم قال: والمال كله محبوب
لكن بعضه أشد محبة من بعض فإذا أنفقت مما تحب كان ذلك
دليلاً على أنك صادق ثم نلت بذلك مرتبة الأبرار. أ.هـ .
شرح رياض الصالحين[5/186 و 187].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●

عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
"من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده
الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة،
ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة و بنى
له بيتا في الجنة". صحيح الجامع [6231].
عن ابن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، أن الرسول (صلى
الله عليه وسلم) قال: "من دخل السوق فقال:لا إله إ لا الله
وحده لا شريك له،له المُلك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي
لا يموت بيده الخير،وهو على كل شيءٍ قدير،كتب الله له ألف
ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة".
صحيح الترمذي [2726] والكلم [229] والمشكاة [2431] والترغيب [1694].
وفي رواية:"وبنى له بيتاً في الجنة". وفيه من الزيادة: قال
الرواي: فقدمت خراسان، فأتيت قتيبة بن مسلم، فقلت: أتيتك
بهدية فحدثته بالحديث ، فكان قتيبة بن مسلم يركب في
موكبه حتى يأتي السوق فيقولها ثم ينصرف. صحيح الجامع رقم [6231].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

عن البراء بن عازب، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال: "إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع
على شقك الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك
وفوضت أمري إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي
أرسلت، واجعلهن من آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت
وأنت على الفطرة (واجعلهن آخر ما تتكلم به). قال:فرددتهن
لأستذكرهن فقلت:آمنت برسولك الذي أرسلت قال:
"قل: آمنت بنبيك الذي أرسلت"وزاد في حديث حصين "وإن
أصبح أصاب خيراً".وفي رواية:"ومات على ذلك بني له بيتاً
في الجنة ، أو بوئ له بيت في الجنة".رواه البخاري برقم [247]
في الوضوء ، ومسلم برقم[2710] في الاستغفار .
(أسلمت نفسي إليك) أي: توكلت عليك واعتمدتك في أمري
كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده.(رغبة ورهبة) أي:
طمعاً في ثوابك وخوفا من عذابك.(مت على الفطرة) أي:الإسلام.
(وإن أصبحت أصبت خيراً) أي: حصل لك ثواب هذه السنن
واهتمامك بالخير ومتابعتك أمر الله ورسوله(صلى الله عليه وسلم).
قال النووي رحمه الله:وفي هذا الحديث ثلاث سنن مهمة
مستحبة ليست بواجبة: إحداها: الوضوء عند إرادة النوم فإن كان
متوضئاً كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة
مخافة أن يموت في ليلته وليكون أصدق الرؤيا وأبعد من تلعب
الشيطان به في منامه وترويعه إياه. الثانية:النوم على الشق
الأيمن لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يحب التيامن
ولأنه أسرع إلى الانتباه. الثالثة:ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله.
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

عن أبي مالك الأشعري (رضى الله عنه)، عن النبي (صلى
الله عليه وسلم) أنه قال: "إن في الجنة غرفاً يرى
ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن
أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام".
[صحيح ابن خزيمة[2137]،المشكاة[1232-1233]،
الترغيب[612]،صحيح الجامع [2123].]
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لكونها شفافة
لا تحجب ما وراءها. قالوا لمن هي يا رسول اللّه، قال:
أعدها اللّه تعالى ، أي هيأها لمن أطعم الطعام في الدنيا
للعيال والفقراء الأضياف والإخوان ونحوهم وألان الكلام ،
أي تملق للناس واستعطفهم ، قال في الصحاح اللين ضد
الخشونة وقد لان الشيء ليناً وألينه صيره ليناً وقد ألانه
أيضاً على النقصان والتمام وتلين تملق . انتهى. قال الطيبي:
جعل جزاء من تلطف في الكلام الغرفة كما في قوله
تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً
وَسَلاماً} [الفرقان :75]،{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [سورة الفرقان:63].
وفيه إيذان بأن لين الكلام من صفات الصالحين الذين خضعوا
لبارئهم وعاملوا الخلق بالرفق في الفعل والقول ولذا جعلت
جزاء من أطعم الطعام كما في قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا
لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [سورة الفرقان: 67]
فدل على أن الجواد شأنه توخي القصد في الإطعام والبذل
ليكون من عباد الرحمن وإلا كان من إخوان الشيطان.اهـ . فيض القدير .
وعن عبد الله بن عمرو (رضى الله عنه) قال رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) : "اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام
تدخلوا الجنة بسلام" [صحيح الترغيب [945].]
وعن عبد الله بن عمرو (رضى الله عنه) عن النبي (صلى الله
عليه وسلم) قال: "في الجنة غرفةٌ يُرى ظاهرها من باطنها
وباطنها من ظاهرها"، فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي
يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام،
وباتَ قائماً والناس نيام".[ صحيح الترغيب [624].]
إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وقيام الليل، سبب لبناء
الغرف التي في الجنة ، فاحرص أُخي قبل فوات الأوان .
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) : "من عاد مريضاً ناداه منادٍ من السماء
طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منـزلاً".
[رواه الترمذي[969]،وأبو داود [3098]،وابن ماجة [1442]،
الصحيحة [1367].]
ورواه ابن حبان إلا أنه قال:"إذا عاد الرجل أخاه أو زاره
قال الله تعالى : طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منـزلاً".
قوله:"من عاد مريضا"، أي محتسبا."أو زار أخا له":أي في الدين
في الله أي لوجه الله لا للدنيا ناد مناد،أي ملك أن طبت دعاء
له بطيب عيشه في الدنيا والأخرى وطلب ممشاك مصدر
أو مكان أو زمان مبالغة وقال الطيبي:كناية عن سيره وسلوكه
طريق الاخرة بالتعري عن رذائل الأخلاق والتحلي بمكارمها
وتبوأت أي تهيأت من الجنة أي من منازلها العالية منـزلا أي
منـزلة عظيمة ومرتبة جسيمة بما فعلت.اهـ . تحفة الأحوذي [124/6].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

اعلم أخي في الله أن النوافل لها أجر عظيم ، وثبت في
السنة الصحيحة أن لبعض النوافل ثواباً وهو بناء بيت في الجنة،
فعن أم المؤمنين أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان قالت:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "ما من عبدٍ
مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة
تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة"،
قالت أم حبيبة: فما برحت أصليهن بعد. أخرجه مسلم في
صلاة المسافرين[1693] وأبو داود في الصحيح[1250].
وقال عمرو: ما برحت أصليهن بعد، وقال النعمان مثل ذلك.
وزاد الترمذي "أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد
المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة".
وعنها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
"من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بيتاً
في الجنة". قالت أم حبيبة:فما تركتهن منذ سمعتهن من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . أخرجه مسلم في
كتاب صلاة المسافرين.
وقال عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهن عن عنبسة.
وقال النعمان: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
وعنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"ما من
عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى في كل ليلة اثنتي
عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة".
أخرجه مسلم.
عن أم حبيبة ، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه
قال : "من صلى في يوم و ليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت
في الجنة : أربعا قبل الظهر ، و ركعتين بعدها ، و ركعتين بعد
المغرب ، و ركعتين بعد العشاء ، و ركعتين قبل صلاة الغداة".
صحيح الجامع حديث رقم [6362] .
وفي رواية عنها ،عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنه قال:"من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى
الله له بيتا في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر و ركعتين
بعدها و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء وركعتين
قبل الفجر".صحيح الجامع حديث رقم [6183] . صحيح ابن ماجه رقم [935] .
ثابر:بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة ثم راء أي: لازم وواظب.
فاحرص أخي ، يا رعاك الله على السنن القبلية والبعدية ،
لكي لا يفوتك هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل ، وهذه الحسنات
تنفعك يوم القيامة {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ}. [سورة الشعراء: 88].
●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•●●•۰•♡•۰•● ●•۰•♡•۰•●

تصميم الفواصل:Satan Ka!to.
كتابة وتنسيق: الفقيرة إلى الله.
المصدر : كتيب هل تريد دخول الجنه؟!.

نتمنا من كل قبلونا أن تكونوا استفدتم
من هذا الكتيب الصغير ،
وأن ينور طريقكم إلى الجنة،
انتظرنا في الجزء الثاني باذن الله مع بقي الكتيب.
جزاكم وجزانا الله خيرا.

0 التعليقات:
إرسال تعليق