○●○ l l الليلةُ التي أنزلَ فيهَا القُرآن l l لَيلةَ القَدْر المباركَ مقدمة لكم من ™Katch ]|‏ ○●○







الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد، سيد الأولين والآخرين



وعلى آله وصحبه، ومن اهتدي بهدية إلى يوم الدين




أما بعد














ليلة القدر أفضل ليالي السنة لقوله تعالى (إنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيْلة القَدْرِ وَمَآ أَدْرَاك مَا لَيلَةُ



القَدْر ، لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ من ألف شَهر).أي العمل فيها،من الصلاة ، والتلاوة ،والذكر خير



من العمل في ألف شهر ،ليس فيها ليلة القدر

















يخبر تعالى أنه انزل القرآن ليلة القدر وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل



وهي ليلة القدر وهي من شهر رمضان كما قال تعالي (شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أنزِلَ فيهِ القُرْءَانُ)



قال ابن عباس وغيره أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء



الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم



ثم قال الله تعالى معظما لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها



فقال (وَمَآ أَدْرَاك مَا لَيلَةُ القَدْر ، لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ من ألف شَهر).قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير



هذه الآية حدَّثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي حدَّثنا القاسم بن الفضل



الحداني عن يوسف بن سعد قال قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية



فقال سودت وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين فقال لا تؤنبني رحمك



الله،فان النبي صلي الله عليه وسلم أري بني امية على منبر فساء ذلك فنزلت( إنَّآ



أَعْطَيْنَاك الكَوْثَرَ) يا محمد يعني نهرا في الجنة ونزلت (إنّأ أَنَزَلنَاه في لَيَلَة القَدر وَمَآ



أَدْرَاك مَا لَيلَةُ القَدْر ، لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ من ألف شَهر). قال الإمام أحمد حدَّثنا إسماعيل



بن إبراهيم حدَّثنا أيوب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما خضر رمضان قال رسول



الله صلي الله عليه وسلم ((قد جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه ، تفتح



فيه أبوابُ الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم ،



وتُغلُّ فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم ) رواه أحمد



والنسائي. ولما كانت ليلة القدر تعادل عبادتها عبادة ألف شهر ثبت في الصحيحين



عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قام ليلة القدر إيمَانا



وَاحتسَابا غفر لهُ ما تقدم من ذنبه)وقوله تعالى (تَنَزَّلُ الَملائِكَةُ وَالرُّوحُ فيهاَ بإذنِ رَبهم



من كُل أَمر).أي يكثر تنزيل الملائكة قي هذه الليلة لكثرة بركتها ،والملائكة يتنازلون



مع تنزل البركة والرحمة كما يتنازلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون



أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له وأما الروح فقيل المراد به ههنا جبريل عليه



السلام فيكون من باب عطف الخاص على العام وفيل هم ضرب من الملائكة كما تقدم



في سورة النبأ والله أعلم ،وقوله تعالى (من كُل أَمر).قال مجاهد سلام هي من كل



أمر وقال سعيد بن منصور حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن مجاهد في قوله




(سَلاَم هي) قال هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها




أذي، وقال قتادة وغيره تقضى فيها الأمور وتقدر الآجال والأرزاق.كما قال تعالى (فيهَا




يُفرَقُ كُل آمر حكيم).
















وقوله تعالى (سَلاَم هيَ حَتَى مَطلَع الفَجّر) قال بن منصور حدثنا هاشم عن أبي



إسحاق عن الشعبي في قوله تعالى من كُل أَمر سَلاَم هيَ حَتَى مَطلَع الفَجّر)



قال تسلم الملائكة ليلة القدر، على أهل المساجد حتى يطلع الفجر، وروي ابن جرير



عن ابن عباس انه كان يقرا (من كُل أَمر سَلاَم هيَ حَتَى مَطلَع الفَجّر) وروى البيهقي



في كتابه فضائل الأوقات عن علي أثرا غريبا في نزول الملائكة ومررهم على



المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلي، وروي ابن أبي حاتم عن الأحبار أثرا



غريبا مطولا جدا في تنزل الملائكة من سدرة المنتهي صحبة جبريل عليه السلام



إلى الأرض ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات ،وقال أبو داود الطيالسي حدَّثنا عمران



يعني القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه



وسلم قال ليلة القدر (إنَّها لَيلةُ سَابعَة أو تاسعَة وعشرينَ وَانَّ المَلائكَة تلكَ اللَّيلَةَ في



الأرض أكثر من عَدد الحصى).وقال الأعمش عن المنال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى



في قوله (من كُل أَمر سَلاَم) قال لا يحدث فيها أمر وقال قتادة وابن زيد في قوله



( سَلاَم هي) يعني هي خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر،ويؤيد هذا المعني



ما رواه الإمام احمد حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية حدثني بجير بن سعد عن خالد



بن معدان عن عباد بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَيلة القدر في



العشر البَوَاقِي، مَن قامَهُنَّ ابتغَاء حِسْبتهِنَّ فإنَّ الله يَغفر له ما تَقَدمَ من ذنبهِ وَما تأخَّرَ



وهي ليلة وَترٌ :تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثةُ أ, آخرُ لَيلَة).وقال رسول الله صلى



الله عليه وسلم (إنَ أمَارَةَ لَيلة القَدر أنها صَافية بلْجَةٌ كَأنَّ فيها قَمَرا سَاطعا سَاكنةٌ



سَاجيَة لاَ بَرد فيها ولا حر وَلا يَحل لكوكب يُرمي به حَتّى يُصبح، وَ أنَّ أمارتَها أن



الشَّمسَ صَبيحَتهَا تَخْرجُ مُستوية ليس لها شُعاعٌ مثلُ القَمَر ليلةَ البدر وَلا يَحلُّ



للشَّيطان أن يَخرج مَعها يَومئذ))وهذا إسناد حسن .عن ابن عباس أن رسول الله



صلي الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ( لَيلة سَمحةٌ طلقة لاَ حارَّة وَلاَ بَاردَة وَتصبح



شمسُ صَبيحتِهَا صَعيفَة حمرَاءَ).وروي ابن أبي عاصم النبيل بإسناده عن جابر بن عبد



الله أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (إني رَأيت ليلة القدر فَأنسيتُها وَهي



في العَشْر الأوَاخر من لَياليها وهي طَلقَة بَلْجة لا حارة ولا بَاردة كَأنَّ فيها قمَرا لا



يخرجُ شيطان حَتى يضيء فَجرُها ).












للعلماء آراء في تعيين هذه الليلة، فمنهم من يرى ، أنها ليلة الحادي والعشرين،



ومنهم من يرى، أنها ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من يرى ،أنها ليلة الخامس



والعشرين ومنهم من ذهب الى،أنها ليلة التاسع والعشرين، ومنهم من قال إنها



تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر ، وأكترهم على انها ليلة السابع والعشرين



روي أحمد بإسناد صحيح، عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله



صلي الله عليه وسلم (( من كان مُتَحرها فليتَحرَّها ليلة السابع والعشرين))


وروى مسلم، وأبو داود والترمذي وصححه، عن ابي بن كعب ، انه قال والله الذي لا



إله إلا هو ، إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و و الله ، إني لأعلم




أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقيامها



هي ليلة سبع وعشرين، أمارتها ،أن تطلع الشمس في صيبحة يومها بيضاء




لا شعاع لها















رواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم عند تفسير هذه السورة الكريمة فقال حدََّثنا أبي



حدََّثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني حدََّثنا سيار بن حاتم حدََّثنا موسي بن سعيد عن



هلال بن أبي جلبة عن أبي عبد السلام عن أبيه عن كعب انه قال إن سدرة المنتهي



على حد السماء السابعة مما يلي الجنة فهي على حد هواه الدنيا وهواه الآخرة



علوها في الجنة وعروقها وأغصانها من تحت الكرسي فيها ملائكة لا يعلم عدتهم إلا



الله غزّ وجل بعبدون الله غز وجل على أغصانها في كل موضع شعرة منها ملك



ومقام جبريل عليه السلام في وسطها، فينادي الله جبريل أن ينزل في كل ليلة القدر



مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهي، وليس فيهم ملك إلا قد أعطي الرأفة



والرحمة للمؤمنين فينزلون علي جبريل في ليلة القدر حين تغرب الشمس،فلا تبقي



بقعة في ليلة القدر إلا وعليها ملك ساجد وإما قائم يدعو للمؤمنين والمؤمنات .إلا أن



تكون كنيسة أو بيت نار أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها الخبث أو بيت فيها



سكران فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين والمؤمنات وجبريل لا يدع أحدا من



المؤمنين إلا صافحه وعلامة ذلك من اقشعر جلده ورق قلبه ودمعت عيناه فإن ذلك



من مصافحة جبريل وذكر كعب أن من قال في ليلة القدر لا إليه إلا الله ثلاث مرات



غفر الله له بواحدة ونجاه من النار بواحدة وأدخله الجنة بواحدة، فقلنا لكعب الأحبار يا



أبا إسحاق صادقا فقال كعب الأحبار وهل يقول لا إليه إلا الله في ليلة القدر إلاَّ كل



صادق والذي نفسي بيده إن ليلة القدر لتثقل على الكافر والمنافق حتى كأنها على



ظهر جبل، فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع الفجر فأول من يصعد جبريل حتى يكون



في وجه الأفق الأعلى من الشمس فيبسط جناحيه وله جناحان أخضران لا



ينشرهما إلا في تلك الساعة، فتصير الشمس لا شعاع لها ثم يدعو ملكا ملكّا فيصعد



فيجتمع نور الملائكة ونور جناحي جبريل فلا تزال الشمس يومها ذلك متحيرة فيقيم



جبريل ومن معه بين الأرض وبين السماء الدنيا يومهم ذلك في دعاء ورحمة واستغفار



للمؤمنين والمؤمنات ولمن صام رمضان إيمانا واحتسابا،ودعا لمن حدَّث نفسه إن



عاش إلى قابل صام رمضان لله فإذا أمسوا دخلوا إلى السماء الدنيا فيجلسون حلقا



حلقاً فتجتمع إليهم ملائكة سماء الدنيا،فيسألونهم عن رجل رجل وعن امرأة امرأة



فيحدثونهم حتى يقولوا ما فعل فلان وكيف وجدتموه العام ؟ فيقولون وجدنا فلانا عام



أول في هذه الليلة متعبدا وجدناه العام مبتدعا ووجدنا فلانا مبتدعا ووجدناه العام



عابدا قال فيكون عن الاستغفار لذلك، ويقبلون على الاستغفار لهذا،ويقولون وجدنا



فلانا وفلاناً يذكران الله ووجدنا فلاناً راكعاً وفلاناً ساجداً ووجدناه تالياً لكتاب الله قال



فهم كذلك يومهم وليلتهم حتى يصعدون إلى السماء الثانية ففي كل سماء يوم وليلة



حتى ينتهوا مكانهم من سدرة المنتهي. فتقول لهم سدرة المنتهي يا سكاني



حدثوني عن الناس وسموهم لي فإن لي عليهم حقا وإني أحب من أحب الله. فذكر



كعب الأحبار أنهم يعدون لها ويحكون لها الرجل والمرأة بأسمائهم وأسماء آبائهم ثم



تقبل الجنة على السدرة فتقول أخبرني بما أخبرك سكانك من الملائكة، فتخبرها قال



فتقول الجنة رحمة الله على فلان ورحمة الله على فلانة اللهم عجلهم إلي فيبلغ



جبريل مكانه قبلهم فيلهمه الله فيقول وجدت فلاناً ساجداً فاغفر له فيغفر له فيسمع



جبريل جميع حملة العرش فيقولون رحمة الله على فلان،ورحمة الله علي فلانة،



ومغفرته لفلان،ويقول يا رب وجدت عبدك فلانا الذي وجدته عام أول على السنة



والعبادة ووجدته العام قد أحدث حدثاً وتولى عما أمر به فيقول الله يا جبريل إن تاب



فأعتبني قبل أن يموت بثلاث ساعات غفرت له . فيقول جبريل لك الحمد إلهي أنت



أرحم من جميع خلقك وأنت أرحم بعبادك من عبادك بأنفسهم ، قال فيرتج العرش وما



حوله والحجب والسموات ومن فيهن تقول الحمد لله الرحيم. قال وذكر كعب أنه من



صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر رمضان أن لا يعصي الله دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب.















روى البخاري ،ومسلم عن أبي هريرة ،أن النبي صلي الله عليه وسلم قال (من قام



ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غُفرَ له ما تقدَّم مِن ذنبه)



روينا بالأسانيد الصحيحة في كتب الترمذي والنسائي وان ماجه وغيرها،عن عائشة



رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن علمت ليلة القدر ما أقول فيه ؟ قال ( قُولي



اللهمَّ إنك عَفُو تحب العفو فاعف عَني) ويستحب أن يكثر فيها من هذا الدعاء،



ويستحب قراءة القرآن وسائر الأذكار والدعوات المستحبة في المواطن الشريفة قال



الشافعي رحمه الله أستحب أن يكون اجتهاده في يومها كاجتهاده في ليلتها ،هذا



نصه ويستحب أن يكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين



وعباد الله العارفين،وبالله التوفيق.










وأخيرًا نسأل الله أن يتقبل من هذا العمل ، وان يضعه في ميزان حسناتنا



يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم



وان يجعلنا ممن يذكرونه كثيرًا، انه سميع قريب مجيب الدعوات








•|» كاتب الموضوع samanta -:- «|•



- •|» تصميم الفواصل ҒeДtUЯeD جزاك الله كل خير-:- «|•


•|»تنسيق samanta-:- «|•


• • المصدر كتاب تفسير القرآن العظيم• •


لإمام أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي


هذا العمل حصري لمنتدى [ أنيميات ] وفريق كاتش







0 التعليقات:

إرسال تعليق