شرح لبعض علامات الساعة الكبرى مقدم من {mr.lonely}

~{بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه}~

~{
اللهم أعنّا على الصيام والقيام ومناجاتك في جنح الظلام}~

~{
اللهم و تقبل صيامنا وقيامنا واعتق رقابنا من النار}~

أمــا بــعــد...

أحبتي الكرام
::أعضاء وزوار منتدى أنيميات::،بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

أحببت أن أفيد وأستفيد بطرحي لهذا الموضوع
،،(أتمنى أن تعم الفائدة).
<><><><>
<هذا الموضوع مُقتبس من>

كتاب
::نهاية العالم::

من إعداد
:: الشيخ د.محمد بن عبد الرحمن العريفي.
أستاذ العقيدة والأديان المعاصرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طُبِع هذا الكتاب في: محرم 1431 هـ/يناير 2010 م.
<><><><>
الموضوع يتناول بعض علامات الساعة الكبرى{أكثرها غموضاً}

وسيتم شرحها بالتفصيل مع ذكر بعض الأدلة التي تثبت وقوعها.

وهي خمس علامات هي:-

1- الخسوف الثلاثة.

2- الدخان.

3- الدابة.

4- طلوع الشمس من مغربها.

5- نار تسوق الناس إلى محشرهم.

سيتم شرحها بالترتيب نفسه بالأعلى...

بسم الله نبدأ...


من أشراط الساعة الكبرى التي أخبر عنها النبي -
صلى الله عليه وسلم-

وقوع ثلاثة خسوف كبرى يفزع الناس لها، ويكون لها تأثير عظيم.

معنى الخسف
::انشقاق الأرض وغياب ما فوقها في داخلها.

وقد وقع في الزمان الماضي والحاضر كثير من الخسوف

تتفاوت في قوتها وحجمها.

لكن الخسوف المعينة في الأحاديث يكون لها شأن وينتشر خبرها.

والخسوف الثلاثة تكون في آخر الزمان،،وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة.

::
الأحاديث الواردة في الخسف::

عن حذيفة بن أسيد الغفاري
- رضي الله عنه-

قال:
(اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر)،

فقال
:{ما تذاكرون؟} قالوا: (نذكر الساعة)، قال:{إنها لن تقوم حتى ترون

قبلها عشر آيات فذكر:الدخان و الدجال و الدابة و طلوع الشمس من مغربها

و نزول عيسى -
عليه السلام- و يأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف:خسف بالمشرق

وخسف بالمغرب و خسف في جزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن

تطرد الناس إلى محشرهم}.
رواه مسلم.

::
أحـاديـث واردة فـي الـخـسـف عـمـومـاً::

جاء في بعض الروايات تحديد مكان وسبب أحد الخسوف الثلاثة،

هـو خـسـف يـكـون فـي جـزيـرة الـعـرب.

عن أم سلمة -
رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم-

قال
:{ يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة

إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره ، فيبايعونه

بين الركن والمقام ، فيبعثون إليه جيشاً من أهل الشام،

فإذا كانوا بالبيداء (الصحراء) خُسِف بهم، فإذا بلغ الناس

ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصابة أهل العراق فيبايعونه}
رواه ابن حبان.

::
أحاديث في خسوف أخرى تقع عقوبة على معاصي::

عن ابن عمر –
رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم -

قال
:{في أمتي خسف ومسخ وقذف}. أخرجه الحاكم.

وعن أنس –
رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم -

قال له:{يا أنس، إن الناس يُمصِّرون أمصاراً ، وإن مصراً منها يقال له

البصرة أو البصيرة فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها

وسوقها وباب أمرائها وعليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف

وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير}.
رواه أبو داوود وصححه الألباني.

فقد أخبر النبي –
صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: أن الناس

يتخذون بلاداً مناه مدينة يقال لها البصرة، فحذر أنساً إن دخل في سباخها

(السبخة هي الأرض المالحة) وكلاءها وسوقها الذي يجتمع فيه الناس

يتبايعون ، وحذره من باب أمرائها الظلَمَة لما سيحصل في المدينة

من الخسف والقذف والرجف والمسخ.

وأرشده إلى ضواحي البصرة، لبعدها عن الهلاك.

فهذه الأحاديث فيها وقوع أنواع من الخسف في هذه الأمة.

أما الخسوف الثلاثة الواقعة في آخر الزمان فقد تقدم في الحديث

الأول بيان مكان أحد هذه الخسوف وسببه أما الخسفان الآخران

فهما واقعان في آخر الزمان لكني لم أقف على حديث يدل على

مكان أو سبب الخسف لهما
، والله تعالى اعلم.


ما المقصود بالدخان؟

وهل وقعت هذه العلامة؟

وما الحكمة منها؟

الأصل في هذه العلامة من علامات الساعة، قوله عز وجل
:{فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي

الْسَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ
(10) يَغْشَى الْـنَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)

ربَّنَا
اْكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الْذِكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسٌولٌ مُبِينٌ(13)}

الدخان: (10-13).

::
اختلف العلماء في المراد بالدخان الوارد في الآية على قولين::

1
- ذهب بعضهم إلى أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشاً من الشدة والجوع

عندما دعا عليهم النبي – صلى الله عليه وسلم - حين لم يستجيبوا له،

وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا مثل الدخان من شدة البلاء،

وإلى هذا القول ذهب عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- وتبعه جماعه

من السلف ورجحه ابن جرير الطبري رحمه الله. (
انظر تفسير الطبري{11/228}).

فعن مسروق بن الأجدع قال: ( كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود فأتاه رجل

فقال: يا أبا عبد الرحمن، إن قاصّاً يقصّ ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ

بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، فجلس عبد الله وهو غضبان

وقال: يا أيها الناس اتقوا الله، من علم منكم شيئاً فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم

فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله -عز وجل-

قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم-:{
قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَاْ مِنَ

الْمُتَكَلِّفِينَ
}.

إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لما رأى من الناس أدباراً قال لهم: (اللهم سبع

كسبع يوسف) قال: فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة

من الجوع ، فينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان). متفق عليه.

2 - وذهب كثير من العلماء إلى أن الدخان من الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد،

وسيقع قرب يوم القيامة، وإلى هذا ذهب علي بن أبي طالب وابن عباس

وأبي سعيد الخدري – رضي الله عنهم- .

وقد رجح الحافظ ابن كثير – رحمه الله- هذا، مستدلاً بالأحاديث التي سبق ذكرها

عند الاستدلال على هذه الآية (الدخان).

وقد ذهب بعض العلماء إلى الجمع بين هذه الآثار، بأن قالوا هما دخانان ظهر

أحدهما وبقي الآخر الذي سيقع في آخر الزمان، فأما الآية الأولى التي ظهرت

فهي ما كانت قريش تراه كهيئة الدخان، وهذا غير الدخان الحقيقي الذي

يكون عند ظهور الآيات، التي هي من أشراط الساعة.

وكان ابن مسعود –رضي الله عنه- يقول: (هما دخانان قد مضى أحدهما،

والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض، ولا يجد المؤمن إلا كالزكمة،

وأما الكافر فتثقب مسامعه).
انظر: التذكرة (ص:655).

والراجح أن الدخان من الآيات المنتظرة التي لم تقع بعد،

وهذا هو المفهوم من القرآن، قال تعالى:{
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي الْسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}.

أي: يظهر في السماء دخان واضح، يراه كل المخلوقات.

أما ما ذكر ابن مسعود – رضي الله عنه- فيما أصاب قريشاً، فإنما هو خيال

رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد. وهكذا قوله تعالى:{
يَغْشَى الْنَّاسَ}

أي: يغطيهم حقيقة، وقوله تعالى:{
هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: يقال للناس والدخان

قد أفزعهم
: هذا عذاب أليم.

::
الأحاديث الواردة في الدخان::

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم-

قال: (بادروا بالأعمال ستّاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان،

أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم
(1)، أو أمر العامة(2)).
(1) المراد به: الموت.
(2) أي يوم القيامة.

وعن عبد الله بن أبي مليكة قال: (غدوت على ابن عباس-رضي الله عنه-

ذات يوم فقال: ما نمت الليلة حتى أصبحت.قلت: لِمَ؟ قال: قالوا طلع الكوكب

ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت).
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

والشاهد من الأثر خوف ابن عباس من الدخان على أنه علامة من علامات الساعة.


في آخر الزمان مع انتشار الفساد، وظهور المنكرات، واعتياد الناس عليها،

يختلط الحابل بالنابل، والمؤمن بالمنافق، بل المسلم بالكافر،

عندها يأذن الله تعالى بخروج الدابة.

فما الدابة؟

وأين ومتى تخرج؟

وما مهامها؟

::
الآيات الواردة في ذكر الدابة::

قال تعالى
:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ الْنَّاسَ

كَانُواْ بـِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ
(82)}. النمل:82.

معنى قوله تعالى
(تُكَلِمُهُمْ): قيل تخاطبهم، وقيل: تجرحهم، ومنه قراءة سعيد

بن جبير وعاصم الجحدري وأبو رجاء العطاردي
: (تَكْلِمُهُم) أي: تجرحهم.

ولم يثبت في صفة هذه الدابة حديث صحيح.

وقد ذكر الماوردي والثعلبي في صفتها أعاجيب، لم يدل عليها دليل مثل:

أن رأسها رأس ثور، وأذنها أذن فيل...الخ.

لكن نعلم من صفاتها:

أنها دابة حقيقية.

أنها تكلّم الناس.

أنها تخرج من الأرض.

::
مـن أيـن تـخـرج؟::

قيل من جبل الصفا بمكة.

وقيل من أسفل الكعبة.

وقيل من الصحراء.

ولم يثبت في موضوع خروجها حديث صحيح.

فنقول: نؤمن بأنها ستخرج كما أخبر الله عز وجل، لكن لا نعلم من أين.

::
مـا هـي حـقـيـقـة الـدابـة؟::

قيل: رجل يحاج الناس..وهذا باطل.

وقيل: هي ناقة صالح – عليه السلام-.

وقيل: فصيل (ولد) ناقة صالح – عليه السلام-.

::مـاذا تـفـعـل الـدابـة؟::

تقول للناس: (أَنَّ الْنَّاسَ كَانُواْ بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ)، كما في قوله عز وجل:

{
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ الْنَّاسَ

كَانُواْ بِآَيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ
}.

تسِمُ الناس (
الوسم هو الكي بالنار):

عن أبي أمامة – رضي الله عنه- أنه – صلى الله عليه وسلم-

قال:{تخرج الدابة تَسِمُ الناس على خراطيمهم – أُنُوفِهِم- ثم يغمرون فيكم

(أي يختلطون بالناس) حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته؟

فيقول: من أحد المخطّمين}.
رواه أحمد.

كيفية الوسم، وهل يستمر؟

هل تكون الأجيال المتتابعة فيها الوسم؟

بعدما تَسِمُ الدابة الناس، ويستبين الحق من الباطل،

والمؤمن من الكافر ماذا يحدث؟


يستمر الناس زماناً على هذا الحال، حتى إن الرجل لينادي الآخر

يا مؤمن..أو يا كافر.

حتى إذا أراد الله - عز وجل- أن تقوم الساعة بعث ريحاً طيبة

تقبض أرواح المؤمنين؛ لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق

والمؤمنون لا يحزنهم الفزع الأكبر.

عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه- أن النبي – صلي الله عليه وسلم-

قال:{يخرج الدجال في أمتي، فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوماً،

أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً، فيبعث الله عيسى بن مريم

كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين

ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام،

فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان

إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه،

فيبقى شرار الناس في خفة الطير، لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً،

فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون؟! فيقولون: فما تأمرنا؟!

فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم، حسن عيشهم

ثم يُنفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى لَيْتاً ورفع ليتاً،

(ليتاً: جانب العنق أي: مال برأسه مستمعاً) وأول من يسمعه

رجل يلوط حوض إبله (يصلح الحوض) فيصعق ويصعق الناس}.
رواه مسلم.

وفي رواية عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه - صلى الله عليه وسلم-

قال:{إن الله يبعث ريحاً من اليمن أليَنْ من الحرير، فلا تدع أحداً

في قلبه مثقال حبه –أو قال- مثقال درة من إيمان إلا قبضته}.
رواه مسلم.

بعد هذه الريح يبقى شرار الخلق..وعليهم تقوم الساعة.


وهي من علامات الساعة التي يشاهدها الكبير والصغير،

تغير مفاجئ في حركة الأفلاك: وذلك أن الناس في صباح يوم

بينما ينتظرون إشراق الشمس وطلوعها من مكانها المعتاد من الشرق

كما هو حالها منذ خلقها الله، فإذا بالشمس تطلع من الغرب،

تطلع من مغربها..عندها يقفل باب التوبة.

::
الآيات في طلوع الشمس من مغربها::

قال تعالى:{
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ

بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانَهُا لَمْ تَكُنْ

آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرَاً قُلِ اْنتَظِرُواْ إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
}.
الأنعام: (158).

::
الأحاديث الواردة في طلوع الشمس من مغربها::

عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه - صلى الله عليه وسلم-

قال:{ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل

أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال،

ودابة الأرض (الدابة)}. رواه مسلم.

والحكمة من قفل باب التوبة: أن الإيمان يقوم في كثير من جوانبه

على الإيمان بالغيب، فإذا طلعت الشمس من مغربها صار الإيمان

مشاهداً بالأبصار ظاهراً للعيان، وليس بالغيب، فيكون كإيمان

فرعون لما أدركه الغرق.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه - صلى الله عليه وسلم-

قال:{لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت

فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت

من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان

ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف

الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه (لبن ناقته) ، ولتقومن الساعة وهو

يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته

إلى فيه فلا يطعمها}.

وعن أبي ذر - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم-

قال:{أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا: الله ورسوله أعلم

قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش،

فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي

من حيث جئتِ؛ فترجع فتصبح من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي

إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك

حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئتِ، فترجع فتصبح

طالعه من مطلعها، ثم تجري، لا يستنكر الناس منها شيئاً

حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي،

أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها

فقال: أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفس إيمانها لم تكن

آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. رواه مسلم.

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه- أن النبي

- صلى الله عليه وسلم- قال:{إن أول الآيات خروجاً:

طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى.

وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً}.
رواه مسلم.

::
إشــكــال::

قد يستشكل البعض كيف يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم-

في هذا الحديث بأن أول الآيات خروجاً (طلوع الشمس من مغربها)

و (خروج الدابة)، بينما ورد في أحاديث أخرى أن أول الآيات

هو (الدجال) أو (المهدي) ونحو ذلك.

فكيف نحل المسألة؟!

قال ابن حجر: (فالذي يترجح من مجموع الأخبار: أن خروج الدجال

أول الآيات العظام المؤذنة بتغيير الأحوال العامة في معظم الأرض

وينتهي ذلك بموت - عيسى عليه السلام- وأن طلوع الشمس من مغربها

هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي،

وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم

الذي تطلع فيه الشمس من المغرب، وقد أخرج مسلم

عن عبد الله بن عمرو: أول الآيات طلوع الشمس من مغربها

وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيهما خرجت قبل الأخرى

فالأخرى منها قريب،،والله أعلم).انظر الفتح(11/353).

::
الأمر بالمبادرة بالأعمال::

عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله

- صلى الله عليه وسلم- قال:{بادروا بالأعمال ستّاً:

طلوع الشمس من مغربها أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة،

أو خاصة أحدكم أو أمر العامة}.رواه مسلم.

وقد تقدم بيان شيء من المعاني المتضمنة في هذا الحديث.


هي آخر علامات الساعة ..وختام أماراتها وأشراطها..

نار تخرج من اليمن تسوق الناس إلى أرض المحشر

وتجمعهم فيها..وأرض المحشر هي أرض بيضاء مستوية

ليس فيها معلم لأحد.(أي ليس فيها علامة أو شيء

ظاهر لأي أحد من الناس).

فما صفة هذه النار؟

وكيف تخرج؟

ومن أين تخرج؟

وماذا يحدث بعدها؟

::الأحاديث الواردة في هذه النار::

عن حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه- قال: (اطّلع النبي

- صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر، فقال: {ما تذاكرون؟}

قالوا: نذكر الساعة. قال:{ إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات

فذكر: الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها،

ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف:

خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب،

وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم } ).
رواه مسلم.

وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم-

قال:{ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت،

أو من حضرموت تحشر الناس} قالوا: (فبِمَ تأمرنا يا رسول الله؟)

قال:{عليكم بالشام}. رواه أحمد.

وعن أنس - رضي الله عنه- قال: (بلغ عبد الله بن سلام

مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة؛ فأتاه فقال:

إني أسألك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟

وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟

ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم- :

{أخبرني بهن آنفاً جبريل} فقال عبد الله: (ذاك عدو اليهود من الملائكة)

فقال - صلى الله عليه وسلم- :{أما أول أشراط الساعة، فنار تحشر الناس

من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد الحوت

وأما الشبه في الولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له،

وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها}. قال: أشهد أنك رسول الله...). رواه البخاري.

::إشــكــال::

عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-

قال:{أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى،

فأيهما خرجت قبل الأخرى فالأخرى منها قريب}. رواه مسلم.

كيفية التوفيق بين ما سبق من أشراط الساعة،

وبين خبر هذا الحديث أن النار هي أول الأشراط.

::الجواب::

أن المقصود هنا أشراط قيام الساعة، وليس أشراط قرب الساعة

ويؤيده قوله في رواية أخرى عند البخاري: (ما أول أمر الساعة؟)

أي قيام الساعة.

::تــنــبــيــه::

هذه النار التي تحشر الناس، هي غير النار التي تكون في أرض الحجاز

تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، فهذه النار خرجت في القرن السابع

وهي من أشراط الساعة الصغرى.

::كيفية حشرها للناس::

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه - صلى الله عليه وسلم-

قال:{يُحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين، راهبين، واثنان على بعير،

وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار

تَقِيلُ معهم حيث قَالُوا (القيلولة: النوم وسط النهار) وتبيت معهم حيث باتوا،

وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا}. رواه البخاري.

والمعنى: أن هذه النار ليس المقصود منها إحراق الناس، وإنما سَوقُهُم

إلى أرض المحشر في الشام، فإذا مشى الناس وتعبوا ونزلوا للقيلولة

والنوم، وقفت النار، فإذا استيقظوا من قيلولتهم انطلقت إليهم تسوقهم

وكذلك إذا باتوا ليلاً باتت معهم، فإذا أصبحوا وارتحلوا ارتحلت معهم

تسوقهم، حتى تنتهي بهم إلى الشام.

وعن أبي ذر - رضي الله عنه- أنه - صلى الله عليه وسلم-

قال:{إن الناس يُحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: طاعمين كاسين

راكبين، فوج يمشون ويسعون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم}

فقال قائل منهم: هذان قد عرفناهما فما بال الذين يمشون ويسعون؟

قال:{يُلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظهر، حتى إن الرجل

ليكون له الحديقة المُعْجِبة فيعطيها بالشارف ذات القتب فلا يقدر عليها}.
رواه أحمد والنسائي وهو حديث صحيح.

ظهر: أي كل ما يُركب من الدواب من إبل وخيل وغيرها.

الشارف: أي الناقة المسنّة الضعيفة.

القتب: رحل صغير على قدر السنام كالسرج للخيل.

والله أعلم.

أحمد الله الذي أعانني على إتمام هذا العمل،

وأسأله أن يباركه وينفع به،

~{
اللهم أعنا على الصيام والقيام}~

~{
وتقبل منا إنك أنت التوّاب الرحيم}~

~{
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين}~

~{
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين}~

الكاتب::mr.lonely

المنسق
::mr.lonely

الفواصل
::dark dragons
فلهم جزيل الشكر والتقدير.
<><><>

0 التعليقات:

إرسال تعليق