|~> Versus TM <~| المجتمع الإسلامي الجزء الثاني :: سمات المجتمع الإسلامي ::|~> Versus TM <~|




الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الحمد لله خالق الأرض والسماء، وجاعل النور والظلماء، وجامع الخلق لفصل القضاء،

لفوز المحسنين

وشقوة أهل الشقاء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يسعد بها قائلها يوم الجزاء، وصلى

الله على سيد

المرسلين والأنبياء، محمد وآله وصحبه النجباء.

أما بعد:

كيف حالكم يا شعب إنيميات الكرام إن شاء الله بألف صحة وعافية , اليوم سوف أكمل

لكم موضوعي السابق عن المجتمع الاسلامي فقد تكلمت في الموضوع السابق عن

المجمتع الاسلامي كيف نشأ وما مكوناته أما اليوم وفي هذا الموضوع سوف أتكلم


لكم عن سمات المجتمع الإسلامي وأهدافه فإن شاء الله تستفادوا وتفيدوا غيركم


الجزء الأول ـ:
|~> Versus TM <~| المجتمع الإسلامي ومكوناته والمزيد تجدونه هنا |~> Versus TM <~|

سنبدأ على بركة الله :

عرفت أن المجتمع الإسلامي يقوم على أساس الإيمان بالعقيدة الإسلامية التي تحدد


قيمه ومفاهيمه وتصوراته عن الحياة , والشريعة التي تنظم علاقات الإنسان وشؤونه

, وما ينبثق عن العقيدة والشريعة من أفكار وثقافة مشتركة وعواطف ومشاعر


متجانسة , إلى جاني لغة القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي المشترك .

ويتميز المجتمع الإسلامي بعدد من الخصائص منها :






يرتبط المجتمع الإسلامي بالعقيد التي مصدرها الله تعالى , ولذلك فإنه مجتمع يخضع

لله تعالى في كل شؤون حياته فهو يستمد تصوره عن الكون والإنسان والحياة من

كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وهما وحي من عند الله


تعالى فقد تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التصور من الله تعالى ونقله إلى

الناس نقلا دقيقا وهو الأمين عليه , قال الله تعالى : (
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا

مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ

لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ


أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ )
( سورة الشورى الآيتان 52 . 53 ) .

والمجتمع الإسلامي رباني يتوجه إلى الله تعالى في عبادته ويخلص له ويسارع في


الخيرات ابتغاء مرضاته , ويتقيد بذلك كله بأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله

عليه وسلم فهو مجتمع يتلقى العقيدة والأحكام الشرعية من الوحي الإلهي لا من


أي مصدر آخر , قال الله تعالى : (
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ) ( سورة

الزمر الآية 11 ) .


فالمجتمع الإسلامي رباني يقيم حياته على أساس العقيدة الربانية , ويستمد أنظمته

وقوانينه من القرآن الكريم والسنة المطهرة , ويعالج مشكلاته ويستنبط أحكامه من


مصادر الإسلام التي أوحى بها الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم , وهو

يتلقى موازينه وتصوراته من هذه المصادر ويتكيف بها ويستقيم عليها بعيدا عن أهواء


البشر وتصوراتهم المحدودة . وبذلك فإن منهج الحياة في المجتمع الإسلامي هو

منهج رباني قويم . قال الله تعالى : (
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ

بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيم )
( سورة النساء ,

الآية 65 )


يقر الإسلام بأن الإنسان مخلوق لعبادة الله تعالى وطاعته , وأن للإنسان في هذا

المجتمع مكانة ينبغي المحافظة عليها واحترامها , فأول آيات القرآن الكريم نزولا ذكرت

الإنسان مرتين في قوله تعالى : (
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ

عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5 ) )
(

سورة العلق الآيات 1ـ5 )


وتتلخص هذه النظرة الإنسانية في المجتمع الإسلامي بما يأتي :

1. المساواة بين جميع الناس في دين الله تعالى , فهم من أصل واحد لا يفضل

أحدهم غيره في لون أو جنس أو مال , وإنما أفضلهم عند الله أتقاهم , وإن اختلاف

شعوبهم وأجناسهم ينبغي أن يكون دفعا للتعاون والتعارف والتآلف , قال الله تعالى :

(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ

عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
( سورة الحجرات الآية 13 )


2. تكريم الإنسان عن سائر المخلوقات فقد نفخ الله تعالى فيه من روحه وأمر الملائكة

بالسجود له وجعل دمه وعرضه وماله مصوناً من أي اعتداء , قال الله تعالى : (
وَلَقَدْ

كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ

مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
( سورة الإسراء الآية 70 )


3. تسخير ما في الكون للإنسان , واستخلافه في الأرض ليقوم بعمارتها وإعطائه

القدرات والإمكانات اللازمة لذلك .


4. تحقيق العدل بين الناس في الحكم , قال الله تعالى : (
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ

تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )
( سورة النساء الآية 58 )


5. عناية الإسلام في جميع أنظمته وتشريعاته بإنسانية الإنسان , دون النظر إلى

جنسه أو مركزه أو بلده , فقرر له حريته وحفظ له حريته وحفظ له حقوقه .
وقد ظهرت

هذه النظرة الإنسانية في المجتمع الإسلامي الذي شارك فيه الإنسان من كل

الأجناس من العرب والفرس والهنود وغيرهم , وحمل لواء الإنسان الأبيض والأسود


والأصفر , وكان المجتمع الإسلامي في تعالمه مع البلاد المفتوحة مثالا في إنسانية

والتسامح وحسن المعاملة , بعيدا عن الاستدعاء والتحكم والسيطرة وبسط النفوذ .




حرص الإسلام على أن يكون المجتمع الإسلامي نقيا من الشوائب , سليما من العيوب

, بعيدا عن الانحرافات ولذلك حصنه بالأخلاق الفاضلة , والخلال ( الصفات ) الكريمة ,

قال الله تعالى : (
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

)
( سورة فصلت الآية 34 ) وقال سبحانه : (
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ

هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )
( سورة الفرقان الآية 63 ) وقد جعل الإسلام

التحلي بالأخلاق الحسنة سببا في غفران الذنوب ودخول الجنة , قال الله تعالى :

(
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ

الْمُحْسِنِينَ )
( سورة آل عمران الآية 133 ـ 134 )

وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : تقوى

الله وحسن الخلق ( سنن الترميذي )

إن المجتمع الإسلامي تنبثق أخلاقه من عقيدته , وهو مجتمع أخلاقي تنتشر فيه

أخلاق فاضلة كالصدق والأمانة والوفاء بالوعد , والإخلاص في العمل , والنظام في


العلاقات , والنظام في التعامل , فهو مجتمع يحافظ فيه الناس على حقوق الجوار و

الأموال العامة وأعراض الناس , واتقان العمل وصلة الأرحام ويحقق التكامل


الاجتماعي , وهو مجتمع ينتفي منه الحقد والحسد والبغضاء , ويتألف فيه أبناء

المجتمع ويتعاونون , ويحرص كل واحد منهم على سلامة المجتمع وخيره .

ومن الأمثلة على خلق المجتمع الإسلامي ما روى حذيفة العدوي : قال انطلقت يوم

يرموك أطلب ابن عم لي ومعي شيء من ماء وأنا أقول : إن كان به رمق سيقته

ومسحت به وجهه , فإذا أنا به فقلت أسقيك ؟ فأشار إلي أن نعم , فإذا رجل يقول : آه

, فأشار ابن عمي إلي انطلق به إليه , فجئته فإذا هو هشام بن العاص , فقلت أسقيك

؟ فسمع به آخر فقال : آه , فأشار هشام أن انطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات ,

فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات , فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات رحمة


الله تعالى عليهم أجمعين .

فهذه صورة من خلق الإيثار إذ يفضل المسلم أخاه على نفسه حتى في أقسى

الظروف , وهذا هو شأن المجتمع الإسلامي الفاضل .



عرفت أن المجتمع الإسلامي له جملة من السمات منها أنه رباني العقيدة والتوجه ,

إنساني النظرة , أخلاقي التعامل , هذا إلى جانب خصائص أخرى يعرف بها هذا

المجتمع فهو مجتمع شوري , يحمل راية الجهاد لإعلاء لكمة الله تعالى وفيما يأتي

بيان ذلك :



الشورى قاعدة من قواعد حياة المسلمين الاجتماعية , وسمة أيلة فيهم , يمارسونها

في شؤون حياتهم المختلفة , وقد جعلها الله تعالى من صفات المجتمع المؤمن ,

وقرنها بإقامة الصلاة للتدليل على أهميتها قال الله تعالى : (
وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ

وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )
( سورة الشورى الآية 38 )

وهي تعني : تفاعل الآراء وتبدال وجهات النظر وتبصير ولي الأمر بالصواب في جميع

أمور الدولة وشؤون المجتمع التي لم ترد فيها نصوص شرعية محددة .


وقد عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقاعدة الشورى ليقتدي به المسلمون في

ذلك , فكان يستشير أصحابه فيما يجد له من أمور , كما فعل قبل أن يسير إلى موقع

غزوة بدر , وقبل أن يخرج إلى غزوة أحد , وحين علم بخروج المشركين إليه في غزوة

الخندق .

قال أبو هريرة رضي الله عنه : (( ما رأيت أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى

الله عليه وسلم )) ( سنن الترميذي )

وكذلك فعل الخلفاء الراشدون فقد كانوا يستشيرون كبار الصحابة في أمور الدولة

المختلفة إتباعا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

وقد حث الإسلام على الشورى في المجتمع الإسلامي في الوقت الذي كانت

الأنظمة الاستبدادية والحكومات المتسلطة تعم الدنيا بأسرها .



المجتمع الإسلامي مجتمع جهادي يدافع عن الحق ويضحي من أجله , ويدفع بجهاده

الظلم والضرر الذي يقع على المستضعفين في أنفسهم ومعايشهم ودور عبادتهم ,

ويحمي به الناس من أن يفتنوا عن دينهم أو تغتصب أوطانهم , إذ لا بد من نفوس

البشر النزاعة إلى الشر أن تقاوم وتمنع من الفساد والإضرار بالآخرين , قال الله تعالى

: (
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ

دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ

صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ

اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
)

( سورة الحج الآيتان 39 ـ 40 ) .

وقد جعل الإسلام الجهاد فرضا على المسلمين بالمال والنفس , وربط بين الجهاد

والعبادة وعله تجارة رابحة يوم القيامة , ووعد المجاهدين بالعاقبة الحسنة والنتيجة

المرضية , الانتصار والفوز في الدنيا أو الشهادة في سبيل الله تعالى , قال عز وجل :

(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

(11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي

جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ

الْمُؤْمِنِينَ )
( سورة الصف الآيات 10 ـ 13 ) .

والجهاد ضرورة لا تستغني عنها المجتمع الإسلامي في أي عصر , وترك الجهاد يجلب

للأمة الضعف والذل , ويعرضها للعدوان ويجعل الأعداء يطمعون في بلادها وخيراتها ,

ويتدافعون إلى إحتلالها ونهب ثرواتها كما هو حال الأمة الإسلامية في أكثر أقطارها ,

وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : (( إذا تبايعتم بالعينة

وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد وسلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى

ترجعوا إلى دينكم )) . أخرجه أبو داود

معلومة : بيع العينة هو أن يشتري الشخص السلعة بثمن مؤجل ويبيعها للتاجر نفسه

بثمن معجل يقل عن الثمن الذي اشتراه به , وهو نوع من التحايل على الربا .





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين


لقد وصلنا إلى نهاية موضوعن

إنتظرو الجزء الثالث منه قريبا إن شاء الله تعالى


كتابة : Ŧнe ρuйisнěr

تنسيق :
Ŧнe ρuйisнěr

تدقيق :
Ŧнe ρuйisнěr

تصميم الفواصل : ولد طوكيو


برعاية فريق : Versus

0 التعليقات:

إرسال تعليق