كاتــش |:| يقدم |:| الاسلام في عيون الغرب |:| السلسله (6) |:| برعاية Katch






| ~ بسم الله الرحمن الرحيم ~ |

| ~ والصلاة والسلم على رسول الله ~ |

|~ محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم القيامة ~ |

|~ أما بعد . . ~|

بعد التحيه والسلام والمقدمة يسرني ويسر فـريـقـي


|~ كـــآتـــش ~|


أن نقدم لكم موضوع يستحق أن تعرفوه


الكتاب الجديد تحت عنوان


~[¯هؤلاء الفرنسيون اختاروا الله¯] ~



تحت هذا العنوان نشرالكاتب الفرنسي " تييري ديبومون"


مقالاً عن الإسلام في فرنسا.. لهذا استعدوا ياشعب أنيميات


لأكبر قصة عن شخص أراد الدخول إلى الإـــــــــــــــــــسلام


فـــــــــــــــهلمـــــــــــــــــــــوا بنـــــــا إلى القــــــــــــــــــــصة


لزيارة الجزء السابق من هناء



*****


||نظرة في ثقافتنا الاسلامية||



عندما تخرجت من الجامع الأزهركان لدي نصيب لا بأس به من علوم الدين واللغة،

فلما شققت طريقي في الحياة وتعرضت للتيارات الفكرية التي تعصف من حولي

أحسست أن ما نلته من معرفة قليل، وأنني فقير إلى المزيد من علوم الدين واللغة

نفسها، ثم إلى مزيد من علوم أخرى تدعم صلتي بالحياة ورب الحياة..

وتكونت لدي أفكار عن ثقافتنا الإسلامية عامة أحب أن أطرحها على الآخرين علها

تقيم من عوج وتكمل من نقص! ولعل الأجيال الجديدة تفيد من تجارب الاباء ما يجعلها

تسدد أو تقارب..!

إننا أمة ذات رسالة، جعلنا الإسلام من قرون طوال فنمونا به ونما بنا، وتشابك تاريخنا

وتاريخه.. وترآنا في العالم آثارا بعيدة الآماد، وسوف يبقى هذا التأثير قويا محسوبا-

برغم الكبوة التي اعترضتنا- فما هو أولى الكبوات ولا آخراها! وعلينا أن نراجع أنفسنا

من الناحية العلمية لنقدرما لنا وما علينا من نحن؟ وما رسالتنا؟ نحن المسلمين الآن

نملأ مساحات شاسعة من الأرض تقع شرقا وغربا بين المحيطين الهادي والأطلسي،

وأطرافنا شمالا تبلغ سيبيريا في آسيا وتتغلغل في أفريقيا حتى دولة البيض في

الجنوب.. بداهة لم نبدأ بهذا العظم، فقد لحق رسولنا العظيم بالرفيق الأعلى

والاسلام لم يتجاوز حدود الجزيرة العربية، وقد علمنا

منه أن أمتنا ستبلغ ما بلغ الليل والنهار، أي أنها ستغلف الكرة الأرضية بعقائدها

وشرائعها، وسيظهر ديننا على الدين آله،

ويستحيل أن يتم ذلك من فراغ، بل لابد من ظهير علمي رائع، وسبق إنساني أروع..

وهنا ألقي على نفسي وإخواني ثلائة أسئلة تتصل بكياننا الديني، وعالمنا الإسلامي

المعروف.. ما هو تاريخنا الذاتي؟ أعني تاريخ دخول الدعوة الإسلامية آل قطر من

أقطار عالمنا المديد، حتى أخذ آخر الأمر هذا الشكل الملحوظ.. ما هو تاريخنا

السياسي، وأطوار امتداده وانكماشه وعلل هبوطه ورفعته حتى هذا القرن؟

ما هو تاريخنا الحضاري؟ لقد ظفرنا بالعالم ماديا وأدبيا، وغيرنا منطقه في الفهم

والاستدلال، ووضعنا الدعائم لمدينة عالمية أرقى من مدنيات اليونان والرومان، ونقلنا

نهر الثقافة العالمية من مجرى بال تافه إلى مجرى آخر واع معمر.. ثم أطبق علينا

إغماء يشبه الموت فنسينا من نحن؟



*****


||أهملنا تاريخنا:||



فهل نحاول الآن أن نجيب على هذه الأسئلة؟ إن ماضينا بشعبه الثلاث لا يدرس

الآن..! أما عن الدعوة الإسلامية وآيف دخلت آل بلد، ومن نقلها؟ فلم أقرأ تاريخا متصلا

لهذا الموضوع إلا ما آتبه المستشرق الإنكليزي توماس ارنولد، ويحتاج آتابه إلى

تصحيح وتكملة وتوسيع. فمن يقوم بهذا العبء وأما عن تاريخ حضارتنا. فإن آتابات

المسلمين العرب أو الأعاجم قليلة، والذين اهتموا بالحضارة الإسلامية جماعة من

المؤرخين الأوربيين المنصفين، إنهم هم الذين حدثونا عن أنفسنا والدين الذي في

أعناقهم لآبائنا!! وآخر المؤلفات التي ظهرت في

هذا الميدان آتاب المؤلفة الألمانية "زجريد هنجه" "شمس الإسلام تسطع على

أوربا". وأذآرأنه وقع في يدي آتاب لطيف الحجم عن . " أبي القاسم الزهراوي" أول

طبيب جراح في العالم، فخيل إلي أن المؤلف الدآتورعبد العظيم الديب كان يحدثنا عن عالم


المريخ! لا عن رجل من عظمائنا ! انتفع الأوربيون آثيرا به ونوهوا باسمه!!

والمعاهد التقليدية عندنا لا تعرف شيئا عن تاريخ الحضارة الإسلامية، وفاقد الشيء لا يعطيه..!

فإذا جئنا إلى تاريخنا السياسي فسنجد العجب، وآيف لا تعجب من أمة لا يعرف

بعضها بعضا؟ تصورأن الصحراء طغت على فرع رشيد أو دمياط، وأن النسيان طوى

عمرانه الزاهر، وأمسى يدرس للطلبة أن ليس للنهر فروع، إلا ما نرى هكذا فعلنا

بأنفسنا، أوآما نحب التهرب هكذا فعل الاستعمار بنا..

فاحتلال هولندا لمائة مليون مسلم في أندونيسيا لا يظفر من تاريخ الإسلام

السياسي بشيء، وآذلك الاحتلال الصليبي لما سمي بعد جزر (الفلبين)!


واحتلاله الدول الاسلامية الكبرى في غرب إفريقية ووسطها، والدول الإسلامية وسط

آسيا، وجنوب القارة الكبيرة، والدول الاسلامية جنوب أوربا وعلى شواطيء البحرين

الأبيض والأسود.


إن نصف تاريخنا الأخير مجهول، والنصف الأول تتجاور فيه الحقائق والشائعات

والمفتريات، ويستحيل- إذا أردنا البقاء- أن نترك تاريخنا السياسي في هذه الوهدة،

ولست مجازفا إذا قلت: أنه بحاجة إلى جراحة من النوع الذي يسمى في عصرنا

زراعة الأعضاء، لكن الأعضاء المستجلبة هنا قديمة لا جديدة..!!


إن معاهدنا التقليدية الشهيرة تجهل القيمة العلمية والإيمانية لدراسة التاريخ

الإسلامي، ثم الإنساني وهذه سوأة قبيحة يكفي في التشهير بها أن نقرأ قوله

تعالى (أو لم يهد لهم آم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم؟ إن في
ذلك لآيات أفلا

يسمعون) ما السبب في ذلك؟ هنا نجيب على التساؤل الثاني في صدر هذا المقال:

من نحن وما رسالتنا؟؟ آيف نتعلم الإسلام:

إن الإسلام هو الدين الذي ارتضيناه لنحيا به في الداخل ولنحمل شارته ورايته في

الميدان الدولي! فكيف نتعلمه، ونعمل به؟ لقد لاحظت أن القضايا الدينية تدرس

(مفردات مفكوآه) أوأجزاء منفصلة فمثلا هناك باب للنكاح وآخر للطلاق، وآخر

للحضانة وآخر للمواريث، تعطي تصورات سليمة أو أقرب إلى السلامة عن الأحكام

الشرعية.. هذه الأبواب يلمها جميعأ عنوان محدد هو نظام الأسرة! ولوأننا استصحبنا

هذا العنوان وجعلناه المحور الذي تدورعليه البحوث الشرعية كان خيرا فإن نتؤات

آثيرة سيضبطها الإطار الثابت، وحكما مقصودة ستظهر، ولغوا متداولا سيختفي.

وفرق آبير بين عرض السيارة في شكلها العام، وعرض السيارة إطارات وأجهزة

وآلات ومصابيح ومقاعد.. ومع عنوان نظام الأسرة يمكن إحكام الحديث عن الإرادة

الحرة، والولاية والكفاءة والمهر والأولاد والنفقات، آما يمكن الموازنة الرشيدة بين

الطلاق السنى والبدعى، والنظر في الإشهاد على الطلاق والرجعة، وحذف الكلام

الفارغ عن "أنت طالق نصف تطليقة" وما أشبه هذا السخف، آما يمكن التحقيق

العلمي في الوصايا للوارث ولغير الوارث.. إن الاهتداء إلى محور ثابت لجملة من

الأحكام المبعثرة أفضل من إفراد آل حكم بنظرة خاصة لا تأخذ في الاعتبار صلته بغيره..

ونتجاوزنظام الأسرة وما يندرج تحته من أحكام إلى نظام الحكم، واختيارولي الأمر

وقضية الشورى وأهل الحل والعقد، أو أهل الذآر، وقاعدة الأمر والنهي، وحراسة

الحق والتواصى به، والتعاون على البر والتقوى، إن هذه العناصر آلها تدرس مبعثرة

مع أنها جميعا معالم الحكم الإسلامي، ومحور علاقة الأمة بالدولة، ونشأ عن بعثرتها

غموض في فهم وظيفة الدولة، وقصورفي فهم آل عنصر على حدة.. ووجد عندنا من

يفهم الشورى داخل إطار الإستبداد الفردي، ومن يفهم الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر قدرة على إلقاء عظة! ومن يتصور حراسة الحق لا تعدو النكير على بعض

البدع! ومن يحسب التعاون بين مستهلكين أو منتجين

عملا مستوردا من الخارج.. ودراساتنا لمئات النصوص من الكتاب والسنة خضعت لهذه

الرؤ ية الجانبية المبتورة ومن ثم تخرجنا غير كاملي التسليح في مواجهة الغزو

الثقافي الذآي الذي قدم برامج جيدة التصنيف والترتيب، سريعة في تلبية التقدم

الحديث، وآم سرني أن وضع إعلان إسلامي عالمي لحقوق الإنسان أستند في مواده

آلها على نصوص بينة من آتاب الله وسنة رسوله، بذل فيه أخونا الأستاذ سالم عزام

ورفاقه جهدا مشكورا.


*****


||الإسلام مظلوم:||



أعرف من يقول: إن آشف النصوص ليس عبقرية، وإن آشف أميركا والعالم الجديد

ليس عبقرية، غير أننا محتاجون إلى


أصحاب هذه العبقريات المنكورة، إن مكتشفي النفط لم يخلقوه من عدم، و انما

عرفوا مكانه وأحسنوا تقريبه ونفع العالمين به...

والاسلام مظلوم مع أصحاب النظر القصير والرؤية المحدودة، لأنهم يقرون ما يعرفون

وينكرون ما يجهلون.. الفلاح يرى الدنيا مروجا خضراء، والبحار يراها أمواجا زرقاء

والبدوي يراها رمالا عفراء.. والدنيا أوسع مما يرى هذا وذلك، ولم أعجب عندما بلغني

أن عالما ضليعا في الفقه أنكر غزو الفضاء، وظنه احتيال خبثاء، لأن الدنيا في عالمه

الدراسي لا تعدو التقعر في بعض العبادات، والغفلة عما وراء ذلك.. وقد غبرت قرون

على المسلمين وهم داخل السجن أنفسهم ورسالتهم، فلما صحوا آخر الأمر وجدوا

أنفسهم غرباء على الدين والدنيا معا! ويجب توفير عناصر النجاح للصحوة الإسلامية

الحاضرة فان المتربصين بها والحاقدين عليها آثيرون، وأول ما نصنعه بناء الأجيال

الجديدة على قواعدها الدينية وتقديم زاد ثقافي غني يكفل لها القوة والعافية..

في مقدمة المواد الثقافية علم العقيدة وأرى انتقاء عدة فصول من آتابي العلم

يدعوإلى الإيمان و الله يتجلى في عصرالعلم، مع ضميمة حسنة من الآيات والسنن

تعرض أركان الإيمان على منهج السلف وأجدني مسوقا إلى إعلان آراهيتي لأغلب

المتون والحواشى، ويستطيع المدرس الذآي أن ينتقي منها ما يصلح لعصرنا مع

إطراح الباقي..!

ثم هناك علم الأخلاق والتربية والآداب النفسية وهو علم جليل الشأن، غايته بناء

النفس الإسلامية على الكمال الذي يرشحها لعبودية الله تبارك اسمه ! وإرساء علاقة

الانسان بغيره على ضوابط من الصدق والوفاء والحياء والحب والرحمة..،يحزنني أن

الناس في هذا العمر- والمسلمون منهم- هبطوا آثيرا عن هذا الأفق، لانتشار

النزعات الحيوانية والفلسفات

المادية. والتربية التي أنشد تتناول الخصائص النفسية والعقلية معا وحبذا لوأخذنا

فصولا من مدارج السالكين لابن القيم، وإحياء علوم الدين للغزالي، وصيد الخاطرلابن

الجوزى، والتفكير فريضة إسلامية للعقاد، والدين والعلم للمشير أحمد عزت..!

ثم ينبغي عرض (التكافل الإجتماعي) في الإسلام، على أن يضع العارض نصب عينه

إعطاء آل ما يسد مسد الاشتراكيات الحديثة، ويشعر الباحث بالغنى عنها.. ولما كانت

البحوث في وظيفة المال الإجتماعية جديدة، وتتناول قوانين خلقية واجتماعية

وسياسية، وتتحدث عن عمل الدولة ونشاط الجماعة فإن على الدارس أن يتصرف

بلباقة، ومن الخير أن يدرس آتاب الزكاة ليوسف


القرضاوي ويختار منه ما يكشف اتجاه الإسلام إلى منع البأساء وا لضراء..


*****


||دين ودولة:||



والإسلام دين ودولة، ولا يمكن البتة جعله علاقة فردية خاصة، والدولة في ديننا

تخدم على سواء أمرين مهمين: الرسالة التي تمثلها، والأمة التي تحملها، وهي

خدمة منزهة عن الأثرة والاستعلاء تساندها شورى صحيحة لا مزورة، وضمانات

لحقوق الإنسان تحميه من آل ضروب الظلم.

والولاء للإسلام لا للجنس! والأخوة الإسلامية هي الرباط الأول وإن تباعدت الأمكنة

والأزمنة، ولغير المسلمين جميع الحقوق التي للمسلمين وعليهم جميع الواجبات ما

داموا في ذمتنا..


وفي الخلافة الراشدة نموذج للحكم الإسلامي النزيه. ويمكن التوسع في التطبيق،

وابتداع الوسائل التي تحقق المقررات الإسلامية! وليس الحكم الديني عندنا تنفيسأ

عن شهوات فرد، ولا ستارا للإستبداد المطلق، بل أساسه بيعة حرة، وشورى ملزمة،

ومثل دينية واضحة وليست الدولة لخدمة الفرد أو الفرد في خدمة الدولة، بل الكل

لاعلاء آلمة الله، وتنفيذ وصاياه بين الناس، وهي وصايا تصون الدماء والأموال

والأعراض، وتحقق الخير والمعروف وتأمر بها.. و قد ألفت آتب آثيرة عن نظام الحكم في الإسلام،

عن حقوق الإنسان، وعن الخلافة والشورى، وأرى في آتاب " الشورى " للدآتور عبد

الحميد الأنصاري ما يؤآد المعاني التي أومأنا إليها آنفا.

والمشخصات الأدبية والمادية لأمتنا تتعرض من قرون طوال لحرب شعواء، وظاهر أن

استئصال الإسلام وأمته هدف حقيق لملل شتى! فإذا لم يتيسرالإفناء الحسي،

فلتقم حرب المفتريات بتشيويه معالمه وتنفير العالمين منه.. وهذا الموقف يفرض

علينا جهدا مضاعفا للحفاظ على أنفسنا وتاريخنا ومقوماتنا آلها، ولا يسوغ أن نكون

عونا لعدونا في إهالة التراب على حقائقنا وآثارنا، ويتقاضانا ذلك إعادة النظر في

تاريخنا العلمي والحضاري والسياسي، وجعل دراسته رآنا ثقافيا لا نافلة عارضة..

هناك مؤلفات عربية للعقاد، وآرد علي، ومحمود منتصر، وعادل مظهر، تحدثت عن

الحضارة الإسلامية بإفاضة. ينبغي أن تدرس بعناية في جامعاتنا آلها.. وهناك إخفاء لا

أدري عن غباء أوتعمد لدور الصليبية العالمية في مهاجمتنا على امتداد تاريخنا آله

بدءا من مؤته وتبوك إلى أن انهارت الخلافة الترآية في القرن الرابع عشر الى الآن،

لماذا لا تبرز هذه العداوات في أثناء تدريس التاريخ؟ ولحساب من يتم! إخفاؤها؟

وصاحب الغزو العسكري الحديث نشاط تبشيري واستشراقي هائل، ما يجوزإهماله ولا الغض

من خطره، وقد ألف عمر فروخ وغيره آتبا قيمة في هذا المجال يجب توزيعها على

نطاق واسع حتى نحصن الثغرات الكثيرة التي تسلل منها الغزو الثقافي!


*****


||إعادة نظر:||



وأرى أن علومنا التقليدية بحاجة إلى اعادة النظر في طريق تدريسها، فالتفسير مثلا

يفسح الميدان فيه للتفسير الموضوعي، إلى جوار التفسير الفقهي واللغوي والأثري

والعقائدي، ووددت لو قدمت تفسيرا موضوعيا لسورة براءة، وأبعادها المحلية

والدولية.. آما وددت لو فسح المجال لدراسات جديدة في السيرة والسنة، تبرز

الشمائل النبوية، وتضع الأحاديث تحت

عناوين أقرب إلى طبيعة العصر.. ولاحظت أن آتب النحو القديمة- وهي التي

درسناها- تشتغل بالاستدلال على القواعد، وسوق الشواهد من أدبنا القديم.. إن

عصر الاستدلال انتهى، وعلينا أن نسوق من الأدب الرفيع قديمه وحديثه تطبيقات

لهذه القواعد، ثم علينا أن ننشيء أمثلة لها آثيرة من دنيا الناس، حتى تلين بها

الألسن، وتألفها الطباع. هذه خواطر عجلى في ثقافتنا الإسلامية، يغلب عليها

الاجمال، والتفاصيل يمكن أن يوفر عليها الأخصائيون، لعلنا نصل

بهذه الخواطر ما انقطع من حياة أمتنا الفكرية والأدبية. فوارق لها آثارها الانتماء إلى

الإسلام فريضة محكمة، لا يجوزأن يرجحه شيء مما تواضع الناس على تقديمه قديما أو حديثا..

والعرب عندما ينظرون إلى جنسهم أو أرضهم ويدحرجون ما وراء ذلك الى الضياع أو

إلى مرتبة أدنى فهم يخونون الله ورسوله، وينسلخون عن مقومات شخصيتهم ومواد

حضارتهم وأسباب بقائهم ""ومن يكفربالإيمان فقد حبط عمله، وهو في الآخرة

من الخاسرين"".


وعندما يرفع العرب راية التوحيد ويدعون إلى الإسلام بحماس وذكاء فإن أقل ما

يظفرون به مكانة مرموقة في الأرض عدا ما يدخره الله لهم يوم اللقاء.. وليست

الدعوة المطلوبة عبئا يثقل الكواهل، أو لغزا يتطلب النبوغ.

لا شيء يطلب اكثرمن الإخلاص لله، والتنازل عن شهوات النفس... ثم الانطلاق في

الطريق بعين مفتوحة وعقل مكتشف.. وهنا تكمن المشكلة فيما أرى! فالإسلام دين

قوفي تكمن قوته فيما يشتمل عليه من حقائق، معقول لا يأباه فكرسليم، جميل لا

يصد عنه ذوق لطيف.. هنا تظهر المأساة! فإن نفرا آبيرا من الداعين إليه جهال به،

ومعادنهم النفسية والعقلية بالغة الرداءة،

فهم بدءا لا يجوز أن يقفوا في هذا الميدان، آما لا يجوز أن يدخل الأعرج سباقا في سرعة الجري..!!

وقد تأملت في الطريقة التي يخدم اليهود بها قضاياهم فوجدت الفروق شاسعة.. هنا

باطل يحتال الأذآياء المخلصون على انجاحه. وهنا حق يخفق القاصرون الهابطون في

الصمود به والدفع عنه!

خذ هذا المثل في قضية فسلطين التي خاض اليهود معارآها مسلحين بدينهم،

وخاضها العرب مبتعدين عن الإسلام كارهين الانتماء اليه!


وانظر آيف بدأ اليهود الكفاح لاستعادة أرض الأجداد، أو أرض الميعاد آما يقولون:

آتب الأستاذ درويش مصطفى الفارتحت عنوان الكيمياء والسياسة يقول:

(1930 ) وزير خارجية - في الثاني من نوفمبر، يطل علينا العام السابع والستون منذ

أن صاغ أرثر جيمس بلفور ( 1838 )بريطانيا العظمى، وعده الغني عن التعريف، وقدمه

هديه باسم السياسة، الى علم الكيمياء، في شخص اليهودي الروسي الصهيوني

1952 . الذي كان يعمل أستاذا للكيمياء العضوية في جامعة مانشستر بانجلترا، وذلك

مكافأة وتقديرا - حاييم بن عيزر وايزمان 1874 لعبقريته في اختراع طريقة، سنة

1916 ، لصناعة سائل الأسيتون من دقيق الذرة "بضم الذال المعجمة وفتح الراء"، فانقذ المجهود

الحربي للحلفاء الذين كانوا حينذاك في حاجة ماسة لكميات آبيرة من ذلك السائل

العجيب الذي يستخدمونه في إذابة النتروجلسرين وقطن البارود لصناعة مادة

الكوردايت، المفرقعة الدافعة، التي يحشون بها الرصاص وقنابل المدافع...

أبى وايزمان أن يقبل مكافأة مادية ليشتري له ضيعة أويبني فيلا، ينقرشها بأنواع

الفسيفساء و الديكور، لأن إيمانه بباطل قومه، كان عنده بمثابة العقيدة التي يلتزم

العالم الحق بالتضحية بكل الماديات في سبيل العمل لها، وأصرعلى أن تكون مكافأته "

*****


||مجرد " وعد، من حكومة بريطانيا العظمى:||



لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، دون مساس " بحقوق " السكان الأصليين

من غير اليهود... مجرد وعد...

لأنه كان يعرف من إلمامه بأصول علم الكيمياء، أن التفاعل بين المجموعات البشرية

خلال التاريخ، تحكمه قوانين ومعادلات وضوابط دقيقة آتلك : التي تحكم تفاعلات

الذرات والجزيئات في علم الكيمياء..

وكان يدرك أن قوانين التفاعلات الكيماوية لا مجال فيها " للفهلوة " والارتجال

والعنتريات والكذب وخداع النفس، وأن الزمان الذي كان الكيماويون فيه يضيعون

الوقت والمال والجد والسياسة للحصول على الاكسير، الذي يحول الفلزات الحقيرة

الى ذهب، زمن قد ولى وانقضى الى غير رجعه...

فكان مجرد الحصول على "وعد" بمثابة تفاعل آيماوي مدروس يمكن البدء منه

وارتياده كافة المظان والسبل والأساليب والحيل والدسائس للوصول به إلى النتيجة

المطلوبة والمخطط لها أصلا، بعلم واصرار...

ولم تكن الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارها بعد، عندما طلب وايزمان ذلك الوعد

من بريطانيا العظمى في شخص وزير خارجيتها بلفور، ولم يك انتصار الحلفاء مقطوعا

به مائة بالمائة، ولذلك كان أمثال آخرون لوايزمان، يسعون نفس المسعى لدى الألمان

وحلفائهم، دون أن يصطرع الفريقان من اليهود أو يقتتلا..

وكان علم السياسة في دماغ الداهية بلفورقد ارتقى أيضا إلى مستوى قدرة

الكيماوي العالم بأسرار التفاعلات، فوافق شن طبقا، آما يقول المثل عندنا، " وما اكثر

الأمثال عندنا والحكم " فوجد في الموافقة خيرا آثيرا لصناعة السياسة البريطانية،

فأصدر ذلك الوعد وهو متاكد من آيفيات مسيرة الأحداث به لقرن من الزمان...


فهذا الوعد، وعد بلفور، الذي يعيش الوطن العربي والاسلامي، اليوم أثاره وذيوله

وشجونه، من نسج عالم آيماوي خبير عرف معنى السياسة وآيف تؤآل الكتف،

وداهية سياسي شيطان إرتقى تفكيره إلى مستوى فهم المعادلات والقوانين البالغة

التعقيد والعمق... الخ

هذا العالم اليهودي خدم ملته وعشيرته بما رأيت! لقد ذآر قومه ولم يذآرنفسه، وخدم

عقيدته ولم يخدم شهوته، وتوسل بعبقريته العلمية ليجمع شتات أمته..

فماذا كان يحدث في الطرف الآخر؟ هناك عبيد جاه ينشدون الحكم على أنقاض دولة

الخلافة! هناك طلاب علم لا دين لهم يريدون به جمع المال لأنفسهم وأولادهم

وحسب! هناك طلاب دين تتصبب عرقا لتقنعهم أن الكيمياء علم جليل، وأن الإمامة

فيه من أخصر الطرق لخدمة الإسلام، فإذا هم يهربون منك آي يتقعروا في بحث عن

حرمة الذهب للنساء أو عن ضرورة قراءة الفاتحة وراء الإمام أو عن وجوب الوضوء

على من لمس امرأة!!

فإذا عدت به إلى الميدان الذي هرب منه اكتفى بأخذ إجازة علمية صحيحة أو مزورة

ولم يعشق البحث والكشف والاستنتاج والاختراع! ثم تراه بعد ذلك في جلباب أبيض

كانما يستعد لحفل من أحفال " الزار" ثم يزعم بتبجح أن هذه هي السنة!

إن العقل الأوربي من أقرب العقول إلى الإسلام، وقد فقد ثقته فيما لديه من مواريث

روحية أو مدنية، بيد أنه ليس مغفلا حتى يفتح أقطار نفسه لأناس يعرضون عليه

باسم الاسلام قضايا اجتماعية أو سياسية منكرة!

إن الأوربيين بذلوا دماء غزيرة حتى ظفروا بالحريات التي ظفروا بها، فهل يقبل أحدهم

أن تعرض عليه عقيدة التوحيد مقرونة بنظام الحزب الواحد، ورفض المعارضات

السياسية، ووضع قيود ثقيلة على مبدأ الشورى وسلطة الأمة؟؟ والمسلم الذي

يعرض دينه بهذا اللون من الفكر، أهو داعية لدينه حقا؟ أم جاهل آبير يريد أن ينقل

للناس أمراضا عافاهم الله منها؟

إن هذا المتحدث الأحمق فتان عن الإسلام! ويشبه في الغباء من يعرض عقيدة

التوحيد مقرونة بضرب النقاب على وجوه النساء! من يسمع منه؟ وآيف يريد فرض

رأي من الاراء أو تقليد من التقاليد الشرقية باسم الإسلام؟

ما اكثر القمامات الفكرية بين شبابنا! لقيت جامعيا متدينا يقول: إن فلانا جمع

نحو سبعين دليلا على أن النقاب من الإسلام!

فقلت له: وأنا انتهيت الآن من قراءة آتاب جمع نيفا وأربعين دليلأ على أن الأرض ثابتة

والشمس تدور حولها.

إنها فوضى مقصودة في ميدان العلم الديني، ولابد من تطهير هذا الميدان على عجل

حتى ينقذ المسلمون أنفسهم من هلاك محقق!!

وتوجد الآن طوائف غفيرة تذهب إلى عواصم الغرب لتعرض الإسلام، وأنا أشعر

بغضاضة شديدة من الأسلوب الذي تحيا به، هذه الجماعات، والآثار التي تعقبها،

والكلمات التي تقولها! ولا أنتظر ثمرة حلوة لهذا النشاط القاصر المرتجل!

وقد نكون آسبنا- مائة ألف فرنسي، أومائة ألف انكليزي! فهل هذه الأرباح تغنى عن

الملايين التي خسرناها في البلقان وشرق أوربا وجزر البحر المتوسط وجنوب آسيا

وشرقها أو الأقطار والأجيال التي خسرها الإسلام بين الفلبين شرقا والأندلس غربا...؟

إن الغيبوبة التي احتوت الأمة الإسلامية منذ قرون لا تزال مستولية على أعصابها

وأجهزتها العليا والدنيا! ولا تزال تلوث ينابيعها الثقافية وتدوخ حركاتها السياسية،

وتخدر آل ما يتصل بالدعوة والدعاة فلا دراسة ولا رصد ولا متابعة وكان أمتنا نسيت

أنها تحمل رسالة للناس أو كانت آذلك قديما..

التعاليم التي ندعوإليها هي الأركان المتفق عليها والنصوص المقطوع بها أما ما

يحتمل عدة أفهام فلا دخل له في ميدان الدعوة! وإذا كان المسلمون أنفسهم في

سعة أمام هذه الأفهام العديدة، وإذا قالوا: لا يعترض بمجتهد على مجتهد آخر، فكيف

نلزم الأجانب بفقه خاص؟

إننا نضع العواثق عمدا أمام الإسلام حين نفرض على الراغبين فيه تقاليدنا في الحكم

والاقتصاد والمجتمع والأسرة وأغلب هذه التقاليد ليس له سناد قائم، بل أغلبه وليد

عصور الانحراف والتخلف..

و من الممكن بعد اقتناع الراغبين في الإسلام من اعتناقه، أن تترك لهم حرية

الاختيار من الفروع التي لا حصر للخلاف فيها، ولا ميزة لرأي على آخر..

إننا ندعوإلى الإسلام، لا إلى الاقتداء بالمسلمين! ندعوإلى الكتاب والسنة، لا إلى

سيرة أمة ظلمت نفسها ولم تنصف تراثها.


ذلك أن دين الله جدير بالاتباع أما مسالكنا نحن فجديرة بالنقد، والبعد...!


->> كاتب الموضوع : aluosvy <<-
...

->> تصميم الفواصل : ناروتو ساما<<-
..

->> تننسيق samanta: <<-

...

->>برعـآيه فريق كـــآتش <<-




هذا العمل حصري لمنتدى [ أنيميات ] وفريق [ كاتش ]







0 التعليقات:

إرسال تعليق