–[-•سلسلة ملوك العالم || الجزء الأول •-]–











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته










الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا



محمد ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..




يسرني أن أقدم لكم أول موضوع من سلسلة حكام العالم



والذي يتكلم عن الحكام الوحيدين الذين حكموا العالم بأسرع







قد علم كثير منا بأن الذين استطاعوا أن يحموا العالم



من الغرب إلى المشرق سوى أربعة فقط



وهم بختنصر، النمرود، ذو القرنين، سليمان عليه السلام



وسنتطرق في هذا السلسة عليهم ابتداءاً من بختنصر



ويليه .....و......و........... وأرجوا أن ينال الموضوع



استحسانكم ومتابعتك،،







هو بختنصر بن نبوبلانصر(605-563)ق.م، كان رجل من بني إسرائيل يقرأ الكتاب، فلما






قال : أي رب ، أرني هذا الرجل الذي جعلت هلاك بني إسرائيل على يده ، فأري






في المنام مسكيناً يقال له




بختنصر ببابل فسار على سبيل التجارة إلى بابل ، وجعل يدعو المساكين ويسأل


عنهم حتى دلوه على بختنصر ، فأرسل من يحضره ، فرآه صعلوكاً مريضاً فقام عليه



في مرضه يعالجه حتى برأ ، فلما برأ أعطاه نفقة وعزم على السفر ، فقال له



بختنصر وهو يبكي : فعلت معي ما فعلت ولا أقدر على مجازاتك! قال الإسرائيلي:



بلى تقدر عليه ؛ تكتب لي كتاباً إن ملكت أطلقتني. فقال : أتستهزئ بي؟ فقال:



إنما هذا أمر لا محالة كائن . وذات يوم أحب ملك الفرس أن يطلع على أحوال الشام،



فأرسل إنساناً يثق به ليتعرف له أخبار وحال من فيه ، فسار إليه ومعه بختنصر فقير



لم يخرج إلا للخدمة . فلما قدم الشام رأى أكبر بلاد الله خيلاً، ورجالاً، وسلاحاً، ففت



ذلك في ذرعه ، فلم يسأل عن شيء، وجعل بختنصر يجلس مجالس أهل الشام



فيقول لهم : ما منعكم أن تغزوا بابل، فلو غزوتموها ما دون بيت مالها شيء! فكلهم



يقول له: لا نحسن القتال، ولا نراه فلما عادوا أخبر الطليعة بما رأوا من الرجال



والسلاح والخيل، وأرسل بختنصر إلى الملك يطلب إليه أن يحضره ليعرفه جلية



الحال ، فأحضره، فأخبره بما كان جميعه، ثم إن الملك أراد أن يبعث عسكراً إلى



الشام أربعة آلاف راكب جريدة ، واستشار فيمن يكون عليهم، فأشاروا ببعض أصحابه



، فقال: لا بل بختنصر، فجعله عليهم . فساروا فغنموا وأوقعوا ببعض البلاد وعادوا



سالمين.







يعتبر بختنصر قائداً عالمياً عبر التاريخ، كان يستفيد كثيراً باستخدام الشعوب التي



يحتلها مستخدماً ذكاءه، كان يستنفذ كل الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي



يستولي عليها لحد التحكم بحياتهم ،إلا أنه امتاز بتسامحه الديني وحرية الفكر وكان



يسمح للشعوب المحتلة أن تعبد الآلهتها، وكان يشارك الشعوب طقوسهم الدينية



ويحترم ألهتهم، يعتبر أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب (مقيم المدن) فقد كان فاتحاً



للمدن لا غازياً، وقد امتاز بأنه يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بمقولته



المشهورة ((الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس))وكان متواضعاً مع أبناء الشعب كثيراً.





تزوج بختنصر من أميديا والتي كانت من الطبقة الوسطى في البلاد وأتت من



المناطق الجبلية إلى أرض بابل, و قام ببناء الجنائن المعلقة لها لانها كانت تشتاق إلى



رؤية الجبال ولحدائق وطنها ميديا. وتعد الجنائن المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا



السبع







اشتهر بنشاطاته العمرانية في مدينة بابل بصورة خاصة، فاكمل عمل والده في اعادة



إعمارها بعد أن خربت على يد " سنحاريب " و" اشوربعل " وكذلك تولى عمليات التمرد



وقد بنى الجنائن المعلقة في مدينة بابل لزوجته التي كانت تحن إلى موطنها الجبلي



وهو العمل الذي قد خلد بجعله أحد عجائب الدنيا السبعة.والمعابد القديمة أعيدت



جديدة في صروح في غاية الروعة نصبت لكثير من الآلهة البابلية وكذلك شهدت باقي



مدن بلاد الرافدين الكثير من هذه الاعمال مثل بناء ميناء على الخليج العربى بالإضافة



إلى تاسيس المدن وبناء التحصينات جهة الشمال.







كانت سنة الله تعالى في بني إسرائيل أنه إذا ملك عليهم ملكاً أرسل معه نبيا يرشده



ويهديه إلى أحكام التوراة . فلما كان قبل مسير بختنصر إليهم كثرت فيهم الأحداث



والمعاصي ، وكان الملك فيهم يقونيا بن يوياقيم ، فبعث الله إليه إرميا ، قيل : هو



الخضر - عليه السلام - فأقام فيهم يدعوهم إلى الله وينهاهم عن المعاصي ويذكر لهم



نعمة الله عليهم بإهلاك سنحاريب ، فلم يرعووا ، فأمره الله أن يحذرهم عقوبته وأنه



إن لم يراجعوا الطاعة سلط عليهم من يقتلهم ويسبي ذراريهم ويخرب مدينتهم ،



ويستعبدهم ويأتيهم بجنود ينزع من قلوبهم الرأفة والرحمة ، فلم يراجعوها ، فأرسل



الله إليه : لأقيضن لهم فتنة تذر الحليم حيران فيها ويضل فيها رأي ذي الرأي ،



وحكمة الحكيم ، ولأسلطن عليهم جبارا قاسيا عاتبا ألبسه الهيبة وأنزع من صدره



الرحمة ، يتبعه عدد مثل سواد الليل ، وعساكر مثل قطع السحاب ، يهلك بني



إسرائيل وينتقم منهم ويخرب بيت المقدس. فلما سمع إرميا ذلك صاح وبكى وشق



ثيابه . وجعل الرماد على رأسه وتضرع إلى الله في رفع ذلك عنهم في أيامه.



فأوحى الله إليه: وعزتي لا أهلك بيت المقدس وبني إسرائيل حتى يكون الأمر من



قبلك ذلك . ففرح إرميا ، وقال : لا والذي بعث موسى وأنبياءه بالحق لا آمر بهلاك بني



إسرائيل أبدا . وأتى ملك بني إسرائيل فأعلمه بما أوحي إليه ، فاستبشر وفرح ، ثم



لبثوا بعد هذا الوحي ثلاث سنين ولم يزدادوا إلا معصية وتماديا في الشر ، وذلك حين



اقترب هلاكهم ،فقل الوحي حيث لم يكونوا هم يتذكرون . فقال لهم ملكهم : يا بني



إسرائيل ، انتهوا عما أنتم عليه قبل أن يأتيكم عذاب الله ! فلم ينتهوا ، فألقى الله في



قلب بختنصر أن يسير إلى بني إسرائيل ببيت المقدس ، فسار في العساكر الكثيرة



التي تملأ الفضاء. وبلغ ملك بني إسرائيل الخبر ، فاستدعى إرميا النبي ، فلما حضر



عنده قال له : يا إرميا ، أين ما زعمت أن ربك أوحى إليك أن لا يهلك بيت المقدس



حتى يكون الأمر منك ؟ فقال إرميا : إن ربي لا يخلف الميعاد وأنا به واثق.



فلما قرب الأجل ودنا انقطاع ملكهم ، وأراد الله إهلاكهم أرسل الله ملكا في صورة



آدمي إلى إرميا ، وقال له : استفته ، فأتاه ، وقال له : يا إرميا ، أنا رجل من بني



إسرائيل أستفتيك في ذوي رحمي ، وصلت أرحامهم بما أمرني الله به وأتيت لهم



حسنا ، وكرامة فلا تزيدهم كرامتي إياهم إلا سخطا لي وسوء سيرة معي فأفتني



فيهم . فقال له : أحسن فيما بينك وبين الله وصل ما أمرك الله به أن تصله . فانصرف



عنه الملك ، ثم عاد إليه بعد أيام في تلك الصورة ، فقال له إرميا : أما طهرت أخلاقهم



وما رأيت منهم ما تريد؟ فقال والذي بعثك بالحق ما أعلم كرامة يأتيها أحد من الناس



إلى ذوي رحمه إلا وقد أتيتها إليهم ، وأفضل من ذلك فلم يزدادوا إلا سوء سيرة.



فقال : ارجع إلى أهلك ، وأحسن إليهم . فقام الملك من عنده فلبث أياما ، ونزل



بختنصر على بيت المقدس بأكثر من الجراد ، ففزع منهم بنو إسرائيل ، وقال ملكهم



لإرميا : أين ما وعدك ربك ؟ فقال : إني بربي واثق .



ثم إن الملك الذي أرسله الله يستفتي إرميا عاد إليه وهو قاعد على جدار بيت



المقدس فقال مثل قوله الأول وشكا أهله وجورهم وقال له : يا نبي الله ، كل شيء



كنت أصبر عليه قبل اليوم لأن ذلك كان فيه سخطي ، وقد رأيتهم اليوم على عمل



عظيم من سخط الله تعالى ، فلو كانوا على ما كانوا عليه اليوم لم يشتد عليه غضبي



، وإنما غضبت اليوم لله وأتيتك لأخبرك خبرهم ، وإني أسألك بالله الذي بعثك بالحق



إلا ما دعوت الله عليهم أن يهلكوا . فقال إرميا : يا ملك السماوات والأرض إن كانوا



على حق وصواب فأبقهم ، وإن كانوا على سخطك وعمل لا ترضاه فأهلكهم . فلما



خرجت الكلمة من فيه أرسل الله صاعقة من السماء في بيت المقدس ، والتهب مكان



القربان وخسف بسبعة أبواب من أبوابها .



فلما رأى ذلك إرميا صاح وشق ثيابه ونبذ الرماد على رأسه وقال : يا ملك السماوات



والأرض ، يا أرحم الراحمين ! أين ميعادك، أيا رب، الذي وعدتني به؟ فأوحى الله إليه



أنه لم يصبهم ما أصابهم إلا بفتياك التي أفتيت رسولنا ، فاستيقن أنها فتياه وأن



السائل كان من عند الله ، وخرج إرميا حتى خالط الوحش .



ودخل بختنصر وجنوده بيت المقدس ، فوطئ الشام وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم،



وخرب بيت المقدس وأمر جنوده ، فحملوا التراب وألقوه فيه حتى ملئوه ، ثم انصرف



راجعاً إلى بابل وأخذ معه سبايا بني إسرائيل ، وأمرهم فجمعوا من كان في بيت



المقدس كلهم ، فاجتمعوا واختار منهم مائة ألف صبي فقسمهم على الملوك والقواد



الذين كانوا معه ، وكان من أولئك الغلمان دانيال النبي ، وحنانيا ، وعزاريا ، وميشائيل،



وقسم بني إسرائيل ثلاث فرق ، فقتل ثلثا ، وأقر بالشام ثلثا ، وسبى ثلثا ، ثم عمر



الله بعد ذلك إرميا ، فهو الذي رئي بفلوات الأرض والبلدان .







بعد أن عاد بختنصر إلى بابل وأقام في سلطانه ما شاء الله أن يقيم . ثم رأى رؤيا،



فبينما هو قد أعجبه ما رأى إذ رأى شيئا أنساه ما رأى ، فدعا دانيال ، وحنانيا ، وعزاريا



، وميشائيل ، وقال : أخبروني عن رؤيا رأيتها فأنسيتها . ولئن لم تخبروني بها وبتأويلها



لأنزعن أكتافكم ! فخرجوا من عنده ودعوا الله وتضرعوا إليه وسألوه أن يعلمهم إياها،



فأعلمهم الذي سألهم عنه ، فجاءوا إلى بختنصر فقالوا رأيت تمثالاً . قال : صدقتم.



قالوا : قدماه ، وساقاه من فخار ، وركبتاه وفخذاه من نحاس ، وبطنه من فضة وصدره



من ذهب ، ورأسه وعنقه من حديد ، فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك أرسل الله عليه



صخرة من السماء فدقته ، وهي التي أنستك الرؤيا ! قال : صدقتم ، فما تأويلها ؟ قالوا



: أريت ملك الملوك ، وبعضهم كان ألين ملكا من بعض ، وبعضهم كان أحسن ملكاً من



بعض ، وبعضهم أشد ، وكان أول الملك الفخار ، وهو أضعفه وألينه ، ثم كان فوقه



النحاس ، وهو أفضل منه وأشد ، ثم كان فوق النحاس الفضة ، وهي أفضل من ذلك



وأحسن ، ثم كان فوقها الذهب ، وهو أحسن من الفضة وأفضل ، ثم كان الحديد



، وهو ملكك ، فهو أشد الملوك وأعز ، وكانت الصخرة التي رأيت قد أرسل



الله من السماء فدقت ذلك جميعه نبيا يبعثه الله من السماء ويصير الأمر إليه .



فلما عبر دانيال ومن معه رؤيا بختنصر قربهم وأدناهم واستشارهم في أمره،



فحسدهم أصحابه ، وسعوا بهم إليه ، وقالوا عنهم ما أوحشه منهم فأمر ، فحفر لهم



أخدود ، وألقاهم فيه ، وهم ستة رجال ، وألقى معهم سبعاً ضارياً ليأكلهم ، ثم قال



أصحاب بختنصر: انطلقوا فلنأكل ولنشرب ، فذهبوا فأكلوا وشربوا ، ثم راحوا



فوجدوهم جلوساً والسبع مفترش ذراعيه بينهم لم يخدش منهم أحداً ، ووجدوا معهم



رجلاً سابعاً، فخرج إليهم السابع، وكان ملكا من الملائكة، فلطم بختنصر لطمة



فمسخه وصار في الوحش في صورة أسد، وهو مع ذلك يعقل ما يعقله الإنسان، ثم



رده الله إلى صورة الإنس وأعاد عليه ملكه.







يقال بأن دانيال إذا شرب الماء لا يملك نفسه من كثرة البول، وكان ذلك عندهم عاراً،



فصنع لهم بختنصر طعاما وأحضره عنده وقال للبواب: انظر أول من خرج ليبول فاقتله،



وإن قال لك : أنا بختنصر ، فقل له : كذبت ، بختنصر أمرني بقتلك واقتله .



فحبس الله عن دانيال البول ، وكان أول من قام من الجمع بختنصر فقام مدلا



أنه الملك، وكان ذلك ليلاً، فلما رآه البواب شد عليه ليقتله، فقال له : أنا بختنصر !



فقال: كذبت بختنصر أمرني بقتلك، وقتله .







كتاب الموضوع: mr-grave
XW XWXWXW
تدقيق ومراجعة:صادق
XW XWXWXW
تصميم الفواصل: Sweet Cake
XW XWXWXW
تصميم البنر: Sweet Cake
XW XWXWXW
تنسيق الموضوع:صادق
الخاتمة





ختاماً أتمنى أن أكون قد وفقت في اختيار الموضوع والسلسة



فإن أصبت فهو من الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك



وأتوب إليك.



لا أقول وداعاً ولكن إلى لقاء قريب بإذن الله



ملاحظة: إن اعجبك الموضوع فأضغط على أيقونة الشكر أسفل الموضوع



ولكم جزيل الشكر













انتضرونا في الجزء الثاني

0 التعليقات:

إرسال تعليق