✿|| سلسلة الأمل || إن مع العسر يسراً || إن مع العسر يسراً|| الجزء الثانـﮯ||✿



يا مية هلا وألف غلا بأحلى أعضاء

يشرفني ويسعدني أن أقدم لكم الجزء الثاني من موضوعنا

الذي بدأت به سيدرا ولكن لأنها تركت المنتدى سأكمله بالنيابة عنها

ولزيارة الجزء الأول أنقر هنا

أتمنى أن ينال إعجابكم ويحوز على رضاكم

وأن ينزع اليأس من قلوبكم ^^




هذه القصة تضرب المثل الأعظم في الصبر، وعدم اليأس من رحمة الله تعالى,


تلك الفضيلة التي تظهر ساعة المحن، وكما يقال: (إن الصبر مطية لا تكبو)

ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شديد، فأعطى درساً

عظيما في الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل بقوله:

[ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ][ص:44].


أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول

علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر, تقي, رحيم، يحسن إلى المساكين, ويكفل

الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه ويؤدي حق

الله في ماله, كانت زوجته ترفل في هذا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها

من البنين والبنات وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق.

وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته، وابتلي في جسده بأنواع عدة من

الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل،

وهو في ذلك كله صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، ثم

طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف

حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر؛ لتطعم زوجها المريض، تفعل ذلك

وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب؛

زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه.

أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاماً،

فكانت مثالاً للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه.

وهكذا ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه

السلام، إلا أنه كان ذا قلب راض وصابر، ولم يسخط لحظة واحدة،

ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله:

[
إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ][ص:44] أ

أي تواب رجاع مطيع، وسئل سفيان الثوري عن عبدين أبتلي أحدهما فصبر وأنعم على

الآخر فشكر، فقال: كلاهما سواء؛ لأن الله تعالى أثنى على عبدين أحدهما صابر

والآخر شاكر ثناء واحداً، فقال في وصف أيوب :

[ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ]

وقال في وصف سليمان :

[ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ]

وبعد كل هذه المعاناة توجه أيوب إلى ربه بالدعاء، يطلب منه كشف ما به من بلاء

[ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ][الأنبياء:83]

[ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ][ص:41].

واستجاب الله دعاءه، وكشف عنه بلاءه، بقدرته سبحانه التي لا حدود لها، الذي يقول

للشيء كن فيكون، عندئذ جاء الفرج الإلهي بوصفة ربانية بقوله تعالى:

[ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ][ص:42]

فلقد أمر الله نبيه عليه السلام أن يضرب برجله الأرض، التي نبع منها الماء العذب،

فشرب منه ليشفي من كل الأمراض التي في بطنه،

ثم اغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده.

رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة والنشاط،

فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبهاً لزوجها قبل أن يفتك به

المرض، فسألته: هل رأى زوجها المريض المبتلى؟ وذكرت له ما لاحظته من شبه

بينهما أيام كان صحيحاً، فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل

ما أصابه، ثم أفاض الله عليه من نعمائه بقوله تعالى:

[ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ]

فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من

مضي، فكان له ضعف ما كان، وكما رد الله عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال

الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد.

فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟

هل فقدت جميع أولادك وبناتك؟

هل فقدت كل مالك؟

هل فقدت صحتك وعافيتك؟

هل تنكر كل الناس لك؟

هل لبثت في الابتلاء سنين وراء سنين صابراً محتسباً مثل أيوب عليه السلام؟

أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك, حين قنطت

من رحمته ويئست من فرجه ويسره...!

*ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.. امنحني الأمل وفرج كربي

فأنت وحدك القادر على ذلك.

*ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.. امنحني الأمل وفرج كربي

فأنت وحدك القادر على ذلك.

وقل كما قال أيوب عليه السلام

[أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ]



التشاؤم هو: النظر إلى الكون بكره، والتطلع إلى الدنيا بمقت, فالمتشائم يرى كل

شيء أسود، الزهرة شوكة، والسنبلة قنبلة، والنخلة حنظلة، والمطر نار.

المتشائم معقود الجبين، كالح الوجه، ضيق الصدر، فليس عنده أمل ولا رجاء ولا فرج

ولا يسر، فهو يرى أن الليل سوف يبقى، والفقر سوف يستمر، والجوع سوف يدوم،

والمرض لن يقلع، في قاموس المتشائم الموت والسقم والهلاك والفشل والإحباط،

والسقوط

[ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ]

المتشائم يموت كل يوم مرات، ويجوع وهو شبعان، ويفتقر وهو غني،

لأنه أطاع
الشيطان:

[الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ]

والمتشائم لا يقرأ قوله تعالى:

[ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ]

قريب: يسمع فيجيب، يعطي البعيد والقريب.

قريب: يغيث اللهفان، ويشبع الجوعان، يسقي الظمآن، ويتابع الإحسان.

قريب: عطاؤه ممنوح، وخيره يغدو ويروح، وبابه مفتوح، حليم كريم صفوح.

قريب: يدعوه الغريق في البحار، والضال في القفار، والمحبوس خلف الأسوار كما

دعاه عبده في الغار.

قريب: فرجه في لمح البصر، وغوثه في لفتة النظر، المغلوب إذا دعاه انتصر،

اطلع فستر، وعلم فغفر، وعبد فشكر، وأوذي فصبر.

قريب: جواد مجيد، لا ضد له ولا نديد، أقرب للعبد من حبل الوريد،

على كل نفس قائم وشهيد، محمود ممدوح حميد.

قريب: دعا المذنبين للمتاب، وفتح للمستغفرين الباب, ورزق عباده من غير حساب.

*فاسأل نفسك بصدق...وأجبها بصدق.

. هل ستبقى متشائما بعد كل هذا الفضل من ربك؟؟




من منا لم يتذوق طعم البيبسي؟ هذا الشراب المرطب الذي دخل إلى

أفواه الملايين، ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195دولة في مختلف أنحاء

كوكب الأرض، فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول

أن يركب دواء لمعالجة

سوء الهضم، وإذا به يكتشف شرابا لذيذا ومرطبا غير من نمط الأكل والشرب في

العالم، وصال يطلبه الصغير قبل الكبير. كيف توصل كاليب براد هام إلى هذا

الإكتشاف؟

لقد بدأ من خلال عمله في الصيدلية بمزج الوصفات الطبية والأدوية ووظف خلال عمله

مساعداً له؛ ليستطيع التفرغ إلى مزج خلطة من شراب بنكهة الفواكه مع ماء الصودا،

وفي يوم صيف حار ورطب سنه 1898 اكتشف براد هام والبالغ من العمر 22 سنة

شراباً لذيذاً ومرطباً يقدمه إلى زبائن الصيدلية لينجح هذا الشراب المرطب

نجاحاً غير متوقع.

قرر هام أن يسمي شرابه المميز باسم(بيبسي كولا) لأنه كان في رأيه

يعالج مرض سوء الهضم والذي يعرف بـ Dyspepsia.

حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة مما دفع براد هام إلى الإعلان عن هذا الشراب

الغازي والمرطب، وتدافع الناس على طلبه، وبدأت المبيعات بالإرتفاع إلى درجة اقتنع

بها كاليب بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز.

أسس عام 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته، وتقدم ببراءة

اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة، في البداية كان يخلط الشراب ويبيعه من

خلال ماكينات مياه الصودا، ولكن بما "أن الحاجة هي أُمُّ الاختراع" قرر براد هام أن

يبيع بيبسي في قوارير صغيرة؛ ليستطع أن يشربها أيا كان وفي أي مكان، تطور

العمل بشكل كبير وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة

من مكتب تسجيل الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال

السنة نفسها باع كاليب 7968 قالونا من بيبسي، وكانت دعايته تقول:

(منعش، مقوي، مهضم)

ثم بدأ ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية والزجاجات، وارتفع العدد

من فرعين عام 1905 إلى 15 فرع 1906 وإلى 40 فرع في عام 1907، ومع نهاية العام

1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية، وكان هذا الإنجاز من أهم ما فعله

براد هام، وزادت مبيعات شركته على 100.000 جالون من الشراب في السنة.

بعد 17عاماً من النجاح جاءت الحرب العالمية الأولى، وانتكست بيبسي متأثرة بما

يجري حولها، وتقلبت أسعار السكر بشكل خطير مما أثر في إنتاج بيبسي كولا، وكان

براد هام مجبرًا على المخاطرة ببعض الصفقات حتى يستطيع الاستمرار إلى أن

اضطر في النهاية وبعد 3 سنوات مرهقة أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات

هائلة وهبط سعره بشكل مفاجئ عشرات المرات، وكان ذلك من سوء حظه، ولم يبق

من مصانع بيبسي سوى اثنين عام 1924م.

عاد براد هام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع، وبالفعل باعه إلى روي

ميجار جيل، والذي تعاقب بعده أربعة مالكين للاسم، فشلوا جميعاً في إيصال بيبسي

إلى بر الأمان وإلى التحليق عالياً إلى أن جاء مُصَنِّع شوكولا ناجح يدعى شارلز غوث،

كان هذا الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي حيث استفادت الشركة من أفكاره ومن

خبراته، وبعد 15 سنة من الفشل ومن تاريخ إفلاس براد هام والذي توفي عن عام

يناهز 58 أي بعد عشر سنوات من تاريخ إفلاسه وقفت الشركة على قدميها مرة ثانية،

وخلال الحرب العالمية الثانية عادت الشركة إلى الوراء، وعانت من الركود والوضع

الاقتصادي المتأزم، وكان الناس لا يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب، إلى أن

ضاعف روث حجم بيبسي مقابل السعر نفسه منافسًا بذلك شركات المرطبات

الأخرى، وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة

وشعارات جديدة وإعلانات متميزة، وتعتبر بيبسي اليوم من أفضل الشركات في العالم

وترتيبها 21 في الشركات الخمسمائة في الولايات المتحدة الأمريكية.

*فكرة بسيطة ورغبة متواضعة اكتشفت شرابا أسود اللون، وصل إلى كل زاوية الكرة

الأرضية، وطافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار.

إنه التصميم على النجاح رغم الفشل والعثرات!





في فجر الاثنين غرة صفر 1425هـ، الثاني والعشرين من مارس 2004م حط المجاهد

رحاله، وسلم راية الجهاد عالية خفاقة إلى الأجيال من أجل تحرير فلسطين.

كان موعد تسليم الراية هو موعد إسلام الروح الطاهرة، إلى بارئها في وقت مبارك،

هو صلاة الفجر، وفي مكان طاهر هو بوابة المسجد.. صلى الشهيد البطل

(أحمد ياسين) الفجر، وما إن انتهى حتى كان موعده مع الشهادة في سبيل الله،

التي طالما تمناها وطلبها.

رجل مشلول شللاً رباعياً.. لا يتحرك منه سوى رأسه وفؤاد صادق يخفق بين أضلعه

الباردة, لا يجلس إلا على كرسي متحرك, ولا يأكل إلا بمساعدة الآخرين, حتى في

شرابه الماء قد يموت عطشاً وهو ينظر إليها إن لم يساعده الآخرون في

رفعها إلى فمه.

ابتلاء عظيم من الله سبحانه وتعالى وهكذا هم المؤمنين؛ يحبهم الرحمن فيبتليهم,

عجز تام وشلل يجعل العالم من حولك يتوقف تماما حيث توقفت!

فهل فعل الشيخ أحمد ياسين هذا؟ هل حطم اليأس روحه؟

هل استسلم لطوفانه المدمر؟

هل انكفأ على ذاته وهو يرقب تلك النظرات المشفقة التي تحيط به؟

سبحـان الله!

انظروا إلى أرواح المؤمنين حين تحارب اليأس.. حين تستسلم لقضاء ربها بنفس

مطمئنة وقلب راض.

لكنها لا تستسلم لروح الخنوع والاستكانة والانهزامية أبداً!

الشهيد أحمد ياسين مثال عظيم لرجل مناضل أثبت لنا أن عزيمة الإنسان المؤمن

بصدق قضيته لا يمكن أن يوهنها جسد مقعد وكرسي متحرك.

فمن فوقه قاد قوافل المجاهدين ولم تهتز شجاعته ولم يستسلم للراحة التي

يحتاجها مريض مثله.

وإذا كانت النفوس كبارا
.................................تعبت في مرادها الأجسام


لم ييأس حين غيب في ظلمات السجون؛ لأنه يعلم أن نور المؤمن يتدفق من أعماقه,

ولا يمكن لسلاسل السجانين أن تصل إليه أبداً.

إن الشيخ الشهيد يمثل ظاهرة معجزة، في تاريخ النضال الوطني على امتداد العالم.

فلم يعرف التاريخ رجلاً قاد كفاح شعب، وهو مشلول بالكامل ما عدا رأسه سوى

الشيخ المجاهد الشهيد (أحمد ياسين) لم يقد كفاح شعبه فقط، وإنما خطط وأبدع

وبنى –بفضل الله- منظومة جهادية استشهادية ضمت تحت لوائها خيرة أبناء الشعب

الفلسطيني.

عاش مناضلاً موقنًا أن الشلل الحقيقي والعجز التام, إنما يسكن في نفوس اليائسين

القانطين من رحمة الله فلا يجتمع في قلب مؤمن يأس من روح الله وإيمان به.

كان الشهيد منطلقاً بروحه إلى آفاق الكون الرحبة.. لم يجزع من وصول أيدي الأعداء

له فهو لا يستطيع الهرب إن أراد..

لأنه يعلم أن الهرب قد ترك للجبناء.. اليائسين الذين لا يستطيعون

مواجهة الواقع. انظروا إلى الرضا بقضاء الله والهمة العالية كيف يجعلان من رجل مقعد

أسطورة من أساطير النضال والجهاد, كثيرون هم الأصحاء الذين عاشوا قبله ومعه

وبعده, ولكن من كان منهم قادرا أن يجعل التاريخ يسطر اسمه في أوراقه الخالدة

مثلما فعل الشهيد أحمد ياسين!

عاش مناضلاً.. مؤمنا بقضيته ومات شهيدا تلك هي الحياة وربي التي لم يعشش في

زواياها اليأس يوما.

*فاقرأ أيها اليائس سيرة هذا الرجل وقل.. سبحان الله!




في عام 1809م ولد لويس برايل وكان طفلاً ذا عينين جميلتين يحسده كل من رآه

وكان على درجة من الذكاء, وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه كطفل صغير،

وكان أحياناً يساعد والده في عمله الذي كان عبارة عن تصنيع سرج الخيل

واللجام، وذات مرة وبينما هو يعمل مع والده, أخذ إبرة كبيرة ومطرقة وقطعة من

الجلد ووضع قطعة الجلد على الأرض وثبت عليها الإبرة وأخذ يطرق عليها بالمطرقة

محاولاً إدخال الإبرة في الجلد، وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة أن الإبرة

أفلتت من يده وللأسف جرحت عينه جرحا عميقا؛ ووقع على الأرض يبكي ويصرخ من

الألم وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري، وفقد البصر بعينه اليسرى،

ولما بلغ سن 3 سنوات أصاب الالتهاب عينه الأخرى وأصبح كفيفاً تماماً، وسأل نفسه

لماذا يحدث كل ذلك لي أنا بالذات؟ وشعر بالحزن والوحدة، ومرت الأيام وأرسله والده

لأخذ دروس في عزف البيانو، وأصبح مولعاً بالعزف عليه وأصبح أيضاً ماهراً جداً في

ذلك، ولما بلغ سن 8سنوات أصبح مشهوراً في المعهد القومي للعميان في باريس,

وكان نابغاً في الموسيقى والرياضيات والعلوم والجغرافيا، وكانت طريقة تدريس القراءة

في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق, وكان

الأطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية بالأصابع ويتعرفون على أشكالها، وفي

اعتقاد لويس أن هذه الطريقة كانت غير عملية؛ لأن طول الحرف كان يبلغ حوالي

3بوصات بالإضافة إلى أنها كانت ثقيلة جداً؛ مما دفعه إلى أن يقضي وقتاً طويلاً يفكر

بينه وبين نفسه أنه لا بد من أن يكون هناك طريقة أفضل من ذلك, حين بلغ العشرين

من عمره تم تعينه مدرساً في المعهد، وفي عام 1829نجح في تكوين حروف الكتابة

باستخدام ست نقاط فقط وبدأ في تجربتها واستخدامها في المعهد، وفي عام 1839م

نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه، وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بما

فيها المعهد نفسه، وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد للشاعر الإنجليزي

الأعمى جون ميلتون، وحتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة مشابهة لتلك التي

تسببت في إصابته بالعمى في البداية، ورغم هذا الاكتشاف إلا أنه لم يكن مقبولاً ولا

معترفا به، ولم يستسلم وظل مداومًا على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول مرات عديدة

أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية, ولكن مشروعه كان يقابل دائما بالرفض.

وفي أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في أحد أكبر مسارح

باريس ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد, ونهض الجميع وقوفاً

معبرين عن تقديرهم لأداء هذه التلميذة فاقتربت من الجمهور وقالت:

(لست أنا التي أستحق كل هذا التقدير, ولكن الذي يستحقه هو الرجل الذي علمني

عن طريق اكتشافه الخارق, وهو الآن يرقد على فراش المرض وحيدا منزويا بعيدا عن

الجميع) فبدأت الجرائد والمجلات حملة قومية تعضد لويس برايل وتؤيد وتدعم طريقته

وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة؛ أن اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى

أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم برايل والدموع تملأ عينيه:

(لقد بكيت 3مرات في حياتي أولهما عندما فقدت بصري، والثانية كانت عندما اكتشفت

طريقة حروف الكتابة وهذه هي المرة الثالثة، وهذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء).

وفي عام 1852م توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عاماً.

*حارب الآخرون اكتشافه وقابلوا فكرته بالرفض, لكنه أكمل ما بدأه؛

لأن هدفه كان واضحاً أمامه, رغم تهكمات الآخرين وتجاهلهم لاختراعه العظيم.




إبراهام لنكولن فشل في الأعمال الحرة عندما كان عمره 21 عاماً

ثم خسر في الانتخابات عندما كان عمره 32 عاماً

وفشل مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34عاماً

وتوفيت خطيبته عندما كان عمره 35عاماً.

وأصيب بانهيار عصبي عندما أصبح في 36عاماً من عمره

ثم خسر الانتخابات وعمره 38عاماً

وخسر انتخابات الكونغرس حين كان عمره 43عاماً

وخسر مرة أخرى عندما كان عمره 46عاماً

ثم خسر سباقا للفوز بلقب سيناتور

وفشل في أن يكون نائبًا للرئيس, وعندما أصبح عمره 52 عاماً أصبح

رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.

*ما أعجب الإصرار على النجاح, رغم الإخفاقات المتتالية التي تعرض لها...

إنه الانتصار على اليأس وتحويله من قوة سلبية ضاغطة

إلى قوة إيجابية دافعة للإمام!



--------------------------------------------------------------------------------

*غالبا ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة، ولكنه نادراً ما يكون حليف

أولئك المترددين الذين يتهيبون المواقف ونتائجها. (جواهر لال نهرو).

--------------------------------------------------------------------------------

*نحن نسقط لكي ننهض... ونهزم في المعارك لنحرر نصراً أروع.. تماماً كما ننام لكي

نصحوا أكثر قوة ونشاطاً. (بروانيج).

--------------------------------------------------------------------------------

*الرجل الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل، بعد أن يجد وظيفة!!

--------------------------------------------------------------------------------

*ينقسم الفاشلون إلى نصفين: هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون

ولا يفكرون أبداً. (جون تشارلز سالاك).

--------------------------------------------------------------------------------

*لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس

وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.

--------------------------------------------------------------------------------

*إننا ندفع ثمنا غالياً من جراء خوفنا من الفشل، إنه عائق كبير للتطور يعمل على

تضييق أفق الشخصية ويحد من الاستكشاف والتجريب، فلا توجد معرفة تخلو من

صعوبة وتجربة من الخطأ والصواب... وإذا أردت الاستمرار في المعرفة عليك أن تكون

مستعداً طيلة حياتك لمواجهة خطورة الفشل. (جون جاردينر).

--------------------------------------------------------------------------------

*يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال.. ولكني لا أؤمن بالظروف فالناجحون

في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها وضعوها

بأنفسهم. (برنارد شو).

--------------------------------------------------------------------------------

*إن أعظم اكتشاف لجيلي، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما استطاع أن

يغير اتجاهاته العقلية (وليام جيمس).

--------------------------------------------------------------------------------

*إن المرء هو أصل كل ما يفعل (أرسطو).

--------------------------------------------------------------------------------

*يجب أن تثق بنفسك... وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك؟!!

--------------------------------------------------------------------------------

*إن ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.

--------------------------------------------------------------------------------

*إذا لم تفشل، فلن تعمل بجد.

--------------------------------------------------------------------------------

*ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

--------------------------------------------------------------------------------

*الهروب هو السبب الوحيد في الفشل؛ لذا فإنك لن تفشل طالما

لم تتوقف عن المحاولة.

--------------------------------------------------------------------------------

*إن الاتصال في العلاقات الإنسانية يتشابه بالتنفس للإنسان، كليهما يهدف

إلى إستمرار الحياة (فرجينيا ساتير).

--------------------------------------------------------------------------------

*إن السعادة تكمن في متعه الإنجاز ونشوة المجهود المبدع (روزفلت).

--------------------------------------------------------------------------------

*إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء

في المستقبل (أفلاطون).

--------------------------------------------------------------------------------

*ليس هناك وصف للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوة

والفعالية والتأثير (منسيوس).

--------------------------------------------------------------------------------

*في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق وبدون مثل هذا التحضير

لا بد أن يكون هناك فشل.

--------------------------------------------------------------------------------

*إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة

من قضاء سبع أيام بدون توجيه أو هدف.

--------------------------------------------------------------------------------

*عندما تعرض عليك مشكلة أبعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة.. وتعرف على

حقائق الموقف ورتبها ثم اتخذ الموقف الذي يظهر لك أنه أكثر عدلاً وتمسك به.

--------------------------------------------------------------------------------

*أعمالنا تحددنا بقدر ما نحدد نحن أعمالنا!!

--------------------------------------------------------------------------------

*إن أرفع درجات الحكمة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف, وخلق سكينة

وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية.

--------------------------------------------------------------------------------

*البحث يعلم الإنسان بخطئه, والافتخار بهذه الحقيقة أكثر من أن يحاول بكل قوته

الدفاع عن شيء غير منطقي, خوفاً من الاعتراف بالضعف,

بينما الاعتراف علامة القوة.

--------------------------------------------------------------------------------

*إن الخصال التي تجعل المدير ناجحاً هي الجرأة على التفكير, والجرأة على

العمل والجرأة على توقع الفشل..!!

--------------------------------------------------------------------------------

*قدرتك على حفظ اتزانك في الطوارئ, ووسط الاضطرابات, وتجنب الذعر هي

العلامات الحقيقية للقيادة.

--------------------------------------------------------------------------------

*الرئيس هو ذلك الرجل الذي يتحمل المسؤولية, فهو لا يقول غُلِبَ رجالي إنما يقول

غُلِبْتُ أنا.. فهذا هو الرجل حقاً.

--------------------------------------------------------------------------------

*نحن نعيب على الآخرين أنهم يرتكبون نفس أخطائنا.!!!

--------------------------------------------------------------------------------

*الأفضل أن تصل مبكراً ثلاث ساعات من أن تتأخر دقيقة واحدة.

--------------------------------------------------------------------------------

*لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته.. بقدر ما يقاس بالصعاب

التي يتغلب عليها...!!

--------------------------------------------------------------------------------

*العبرة تكمن في عدد الإنجازات المحققة بغض النظر عن من الذي حققها.

--------------------------------------------------------------------------------

*إن أكثر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته...كانت نتيجة لمواقف كان من

الواجب فيها أن يقول: لا... فقال: نعم!!!

--------------------------------------------------------------------------------

*الصلاح مصدر قوة, فالرجل المستقيم الصدوق النافع قد لا يصبح مشهوراً أبداً...

لكن يصير محترما ومحبوباً من جميع معارفه... لأنه أقام أساساً متيناً من النجاح

وسوف يأخذ حقه من الحياة.

--------------------------------------------------------------------------------

*قد تكون أفضل الطرق أصعبها, ولكن عليك دائما باتباعها إذ إن الاعتياد عليها

سيجعل الأمور تبدو سهلة.

--------------------------------------------------------------------------------

*جوهر الإدارة هو قوة التنبؤ قبل حدوث الأشياء (هنري فابول).

--------------------------------------------------------------------------------

*إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار (ونستون تشرشل).

--------------------------------------------------------------------------------

*لعله من عجائب الحياة، أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة،

فإنك دائماً تصل إليها (سومرست موم).

--------------------------------------------------------------------------------

*قد يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه

(بابليليوس سيرس).

--------------------------------------------------------------------------------

*ليس هناك أي شيء ضروري لتحقيق نجاح من أي نوع أكثر من المثابرة؛

لأنه يتخطى كل شيء.

--------------------------------------------------------------------------------

*عليك أن تفعل الأشياء التي تعتقد أنها ليست باستطاعتك أن تفعلها. (روزفلت).







نـــشر doody
------------------------------
كتابة الموضوع
وتنسيقه. Sedra
-------------------------------
تتدقيق
صادق
-------------------------------
تصميم الفواصل white
-------------------------------
المرجع هكذا هزموا اليأس
------------------------------



0 التعليقات:

إرسال تعليق