فريق,,[..versus team ..],,يقدم,,*..(..البيان في مداخل الشيطان..)..*




مقدمة



ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات

اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله مالك

السموات والارض وما بينهما القادر على كل شىء قدير الباسط يديه بالليل ليتوب

مسيء النهار وبالنهار ليتوب مسيء الليل واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله

بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون بسببه انجلت الغشاوة

عن الاعين والوقر عن الآذان وسطع نور الحق على القلوب التي كانت مغلقة فتفتحت

به تفتح الازهار عند الشروق.


إخواني واخواتي اعضاء وزوار منتدى انيميات هذا الكتاب يتحدث عن البيان في مداخل

الشيطان وهو من سبع فصول اليوم وضعت فصل اتنمى ان تستفيدو من الموضوع وانا

قبلكم.....الان مع الفصل الاول





البداية




1-الاخبار بخلق جديد



2- الامر بالسجود



3-عصيان الشيطان للامر



4-الطرد لابليس



5-طلب الانظار



6-تفاصيل الخطة



7- الاستثناء للبعض



8-اسكان آدم وزوجه الجنة



9-التطبيق الاول للخطة



10-الهبوط الى الارض





وقصة البداية تتكرر كل يوم فيولد الكثير من الناس كما ان النهاية تتكرر كل يوم فيموت

الكثير وهي النهاية التي تعني انقطاع عمل ابن آدم الا من ثلاث:


صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له اما غير ذلك فينتهي بموته. والنهاية

الحقيقية للانسان هي يوم القيامة حيث يجازيه الله بما عمل في الفترة الواقعة بين

حياته وموته كما اخبر تعالى بقوله:


" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا"


من ذلك يتبين ان البداية في حياة الانسان هي مرحلة بالغة الاهمية لانها المنطلق

الذي ينطلق منه لتحقيق الهدف الذي خلق من اجله وهي عبادة الله.



" وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"



ولأهمية هذه المرحلة في حياة الانسان لم يغفلها القران الكريم وظل يذكرها في

كثير من المواضع . تلك البداية هي بداية اول انسان وقد سماه" آدم" وسبب الكثرة

من ذكره كي نستخلص من تجربته التي خاضها مع عدوه ابليس للمنهج السليم الذي

يعيننا على تحقيق غاية الخلق وكان ذكر هذه البداية مقسم الى اقسام.


فذكر كيف تم الاخبار بخلق جديد وكيفية خلقه وامره للملائكة بالسجود له. وعصيان

الشيطان للامر ثم طرده للشيطان وطلب الشيطان النظرة ثم ذكر تفاصيل خطة ابليس

لاغواء بني آدم واستثنائه لبعض بني آدم ممن يتصف ببعض الصفات كالعبودية لله

والاخلاص ثم ذكر تكريم آدم وزوجه باسكانهما الجنة وذكر التطبيق الاول لخطة

الشيطان باغواء آدم ثم ذكر امره لآدم وزوجه وابليس بالهبوط الى الارض وتوبة آدم

من المعصية وقبول الله لها ثم ابتدأت حياة آدم وبنيه على هذا الكوكب لتطبيق الغرض

الذي خلقهم الله من اجله فمن افلح بتحقيق هذا الهدف وحارب عدوه الاول ابليس

ومنعه ان يسيطر عليه فعاقبته الفوز .


ومن اخفق بتحقيق هذا الهدف وسالم عدوه الاول ابليس وقبل بسيطرته عليه

فعاقبته الخسارة.







عندما شاءت الحكمة الالهية ان تجعل على هذا الكوكب خليقة ليعبد الله قال الله للملائكة:


" اني جاعل في الارض خليفة"


ولكن لعدم علم الملائكة بأسرار الحكمة الالهية وراء خلق هذا الخليفة .


" قالوا اتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" فرد عليهم:


" قال اني اعلم ما لا تعلمون" ولكي يريهم ان هذا المخلوق الجديد يتميز عنهم بميزة المعرفة


" علم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الاملائكة فقال


انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين" وامام هذا العرض وهذا السؤال اعترفوا

بضعفهم امام مولاهم وقالوا بخضوع واجلال" سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت

العليم الحكيم"وعندها امر آدم ان يريهم هذه الميزة التي يمتاز بها عنهم فقال له:


" ياآدم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب

السموات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون"


وتكريما لهذا المخلوق الجديد امر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود له.




" واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين".

ويسجد الملائكة جميعا الا ابليس ويابى ان يسجد للانسان ويكرهه منذ تلك اللحظة

حقدا منه واستكبارا. وآدم بعد لم يخص معه المعارك ولم يرفع بوجهه السلاح .





وتبدأ اول جريمة للشيطان وهي عصيانه لامر الرحمن وذلك بان الملائكة جميعا

سجدوا وكان الشيطان ضمن اولئك المامورين ولم يسجد فساله الله قال :


" ما منعك الا تسجد اذ امرتك" ويرد عدو الله بتكبر وحقد قال : انا خير منه خلقتني من

نار وخلقته من طين والعحب بهذا الجواب انه يقر ويعلم ان الله خالقه وخالق آدم ويعلم

ان الله بيده الحياة والموت لذلك طلب منه في موضع اخر ان ينظره الى يوم البعث

ومن هنا يتضح ان العلم منفرد لا ينفع صاحبه شيئا ما لم يكن مقرونا بالعمل وهذا

الذي كان ينقص ابليس ولاجل ذلك غضب الله عليه وكتب عليه الصغار ولقد ملأ الله

كتابه العزيز بالحث على العمل. فبشر العاملين ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار ."

وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار " والذين آمنوا

وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة "والذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم

وحسن مأب. بل وعدهم باعلى منزلة بالجنة فقال: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات

كانت لهم جنات الفردوس نزلا وكذلك وعدهم بالمغفرة والعفو عن اخطائهم وعد الله

الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم وكذلك وعدهم بالمغفرة والرزق

الكريم معا فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم ووعدهم بالهداية ان

الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم ووعدهم بالاستخلاف في الارض

وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف

الذين من قبلهم" وحتى المعصية فميزانها عند الله واحدة اذا اقترنت بتوبة نصوح

غفرها الله وبدلها بحسنة واوجب له ما اوجب للعاملين اما ان لم تكن مقترنة بتوبة مع

اصرار على المعصية كما فعل ابليس عندما ساله الله عز وجل ما لك الا تكون من

الساجدين"فاجابه اجابة المصر على معصيته لم اكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال

من حمأ مسنون وعندها يحق غضب الله وعقابه وبعد ذلك يتضح جليا الفرق بين

معصية آدم ومعصية ابليس في ميزان الله.


فأما آدم فقد قرن معصيته بتوبة فتاب الله عليه فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه

واما معصية ابليس فلم تكن مقترنة بتوبة وانما قرنها باصرار على المعصية مما أوجب

غضب الله عليه وطرده من رحمته التي وسعت كل شىء.






ان الكبرياء احدى صفات الله التي لا يرضى ان ينازعه فيها احد فان نازعه فيها احد فانه

يعذبه سواء في الدنيا او في الاخرة واول من نازعه فيها هو ابليس بعد ان عصى امره

بالسجود لآدم معللا ذلك بانه خير منه


فما كان من الخالق الا ان قال له اهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين.


لقد طرد من الجنة وطرد من رحمة الله وحقت عليه اللعنة وكتب عليه الصغار ولكن

الشرير العنيد لا ينسى ان آدم هو سبب الطرد والغضب ولا يستسلم لمصيره اليائس

دون ان ينتقم ثم ليؤدي وظيفته وفق طبيعة الشر التي تمخضت فيه .




ويضع عدو الله التخطيط الاول للانتقام من هذا الانسان فهو لا يرضى ان يكون لوحده

في جهنم دون عدوه الذي كان سببا في طرده هنا يطلب من الخالق ان يؤجله الى

يوم البعث كي ينجو من الموت لانه لا موت في يوم البعث." قال أنظرني الى يوم

يبعثون "ويرد الله عليه ليس كما طلب الى يوم البعث ولكن الى يوم الوقت المعلوم

وهو يوم القيامة " قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم" وما ان أذن له

بالبقاء حتى قام يسرد على الله بكل وقاحة ودون استحياء منه ولا خوف خطته لاضلال البشرية.





لقد اخبر الله تعالى عن مادة خلق الشيطان فقال:


" والجان خلقناه من قبل من نار السموم" ولهذه النار خصائص من ابرزها:



أ - الكبر:



" لقد قرر القرآن الكريم من هذه الصفات: الكبر وهو وصف يرى في نزوع النار الى

الاستطالة والاستعلاء وارادة الارتفاع وان لنقرأ في القصة الكريمة ان الشيطان حضره

ذلك الطبع حين امر بالسجود لآدم فأبى ان يكون مع الساجدين فطرده الله من رحمته" .


" قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها" فأراحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

اذ محضه لنا واعلن حقيقته سوية واضحة:" الكبر بطر الحق وغمط الناس



( وبطر الحق: رده وعدم الاذعان له) .


وغمط الناس ازدراؤهم وانتقاص اقدارهم وحقوقهم- وكلتا شعبتا الكبر بارزتان في

قصة امتناع ابليس من السجود لآدم " قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك ؟ قال انا خير

منه خلقتني من نار وخلقته من طين " فقد توجه امر الله اليه بالسجود ولكنه رد هذا

الحق ورفض الاذعان له معلنا فضله على آدم واحتقاره لشأنه



" انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"




ب - العجلة والغضب:



ومن صفات النار التي يمكن اسنادها الى الشيطان كذلك ما ذكره القرطبي في

تفسيره قال: قال الحكماء


" ومن جوهر النار الخفة والطيش والحدة والاضطراب"


وهي صفات يمكن استنباطها بمجرد المشاهدة والمراس ويجمعهما لك معنى العجلة

والغضب ويستانس لها بما رواه ابو يعلى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


" التاني من الله والعجلة من الشيطان"


والتاني ليس معناه البطء والتسويف عن مبادرة الخير انما هو النظرة الفاحصة البعيدة

التي تريك مقدمات كل امر ونتائجه واوائله واواخره بحيث لا تسرع بانقاذ امر من الامور

او رده الا بعد ان ترى ماله من عواقب.


اما العجلة فهي قصور النظر وسقوط الهمة عن التعلق بالغايات البعيدة العالية اكتفاء

بما يبدو من وجه الامر وظاهره لاول وهلة ولعل المتامل في قصة امتناع ابليس عن

السجود لآدم يرى اثر العجلة والغضب في عصيانه امر الله.


فان طبع الكبر ما كاد يحصره ويتحرك في نفسه حتى حضره طبع الطيش والخفة

فجعل الى اتخاذ هذا الموقف من الله دون ان يجد في طبعه مسكة من الحلم والروية

واعماه غضبه الذي سارع اليه عن ان يرى عاقبة امره وينظر فيما يحل به وهو الذي

يعرف من قهر الله وبطشه ما يعرف .



الاحراق والاتلاف:


ولقد شبه القرآن الكريم ما يحدثه الايمان في قلوب المؤمنين بأنه " جنةبربوة اصابها

وابل فأتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل" وعقب على ذكر تلك الجنةبما يفعل

الشيطان في اتلافها فقال:" ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب" الىفاصابها

اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون" ولعل ممايؤنس

ايمانك في هذا المقام ان نسوق لك ما جاء في صحيح البخاري متعلقا بهذا المعنى"

قال عمر رضي الله عنه يوما لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيما ترون هذه الآيةنزلت

" ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل"

قالوا: الله اعلم. فغضب عمروقال قولوا او لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها

شىء يا امير المؤمنين فقال عمرقل يا ابن عباس لعمل رجل عمل بطاعة الله ثم بعث

الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتىاحرق عمله.

وانطلاقا من هذه الخصائص التي خلق منها ابليس صاح مخاطبا خالقه فبمااغويتني

لاقعدن لهم صراطك المستقيم وكانه يصر اصرارا شديدا ممزوجا بتلك الخصائصمتبينا

في كلمة لاقعدن وكانه قاطع طريق يقف في وسطه يمنع القوافل وعابري السبيل

منالمرور في هذا الطريقولقد وزع جيوشه بانتظام في هذا الطريق كل حسب تخصصه


ووزع عليهمالعصابات ليعصبوا بها اعين المارة.

ثم يمضي ليستمر بنفس الاسلوب في سرد خطتهوبنفس الشدة والاصرار التي

ذكرها في لاقعدن يقولها مرة اخرى مصمما ثم لاتينهم منبين ايديهم ومن خلفهم وعن

ايمانهم وعن شمائلهم ويكمل انه سياتي للذين يحاولوناجتياز ذلك الطريق من امامهم

ويصدهم عن اجتيازه بكل ما يملك من سلاح ومن خلفهم وعنشمائلهم وايمانهم. انها

لحرب ضروس تلك التي يقيد بها الانسان من كل اتجاه ويهددبشتى انواع الاسلحة ثم

يقول ولا تجد اكثرهم شاكرين اي بسبب تلك القيود والعصاباتالتي عصبت بها اعينهم

عن الحق سوف تجد اكثر الناس يشكرون ولقد اوضح رسول الله صلىالله عليه وسلم

ذلك القعود بقوله ان الشيطان قعد لابن آدم بطرق فقعد له بطريقالاسلام فقال اتسلم

وتترك دينك ودين آبائك فعصاه واسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقالاتهاجر اتدع ارضك

وسماءك؟ فعصاه وهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال اتجاهد وهو تلفالنفس والمال

فتقاتل فتقتل فتنكح نساؤك ويقسم مالك فعصاه وجاهد هكذا دائما يقعد فيكل طريق

يسلكه ابن آدم ويهدده بانواع الاسلحة التي لم يعهدها ابن آدم فان كان

ضعيفااستسلم لهذه الاقاويل ووقع اسيرا لابليس يصب عليه انواعا من العذاب يجعله

لا يعرفالطريق الصحيح الموصل للنهاية الامنة التي رسمها الله لعباده واما ان كان قويا

بنورالله يابى ان تعصب عيناه بتلك العصابات ويمزقها ويمضي قدما لا يستسلم

لتهديداتابليس بل يشق صفوف جند ابليس بسهولة ويسر ويسلك طريق الحق حتى

يصل الى النهايةالآمنة التي وعدها الله عباده المخلصين.

ويمضي في سرد خطته بتحليل ادق وبتفاصيلاكثر فيقول:" رب بما اغويتني لأزينن

لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين.

لقد قسمخطته الى قسمين التزيين ثم الغواية والتي هي نتيجة طبيعية للقسم

الاول. والتزيين( التزييف)

وهو اظهار الشىء بصورة تختلف عن صورته الحقيقية ولقد غرس هذه الخطةالرهيبة

في الارض وجنى منها وما زال يجني من ثمارها الشىء الكثير فزينللراقصة

والمغني والمتبرجة والزانية سوء عملهم باسم الفن وزين لكثير من العبادسوء

عبادتهم وظنوا انهم وصلوا الى الله وزين لكثير من الشعوب بعض عاداتهم

وتقاليدهمالتي تكون غالبا معارضة للاسلام وهديه وكم زين لكثير من دارسي العلوم

فصاروايحاربون الله بعلومهم وزين لكثير من الحكام القوانين الوضعية والحلول

المستوردةالتي وضعها الانسان بدلا من قانون الله ولقد وصل تزيينه لهم الى حد انهم

قالوااخيرا: انه لا بد من ترقيع قوانيننا

بشريعة الاسلام ولكن بطريقة عصرية وتزيينههذا كثير جدا لا تسعه هذه الصفحات.

والتزيين في كل شىء تحويله من قبيح الى جميلبراق جذاب كحفرة عميقة غطيت

باجمل الزهور واحيطت بالآلىء والزمرد ورشت عليها العطوروما ان تاتي الفريسة

المسكينة لتنخدع بهذا الجمال الفاتن حتى تطير الزهور من الحفرةوتقتلع اللآلىء من

اماكنها وتفوح رائحتها النتنة التي تغطي رائحة العطر المرشوشوتظهر الحفرة العميقة

وتقع الفريسة المسكينة التي اغراها الجمال الزائف والتزيينلتقع في تلك الحفرة

وتهوي بها وتظل تهوي فاما ان ترفعها توبة الى الله خارج الحفرةالمظلمة الى اعلى

لتلتصق بتلك الانوار انوار الهداية الربانية واما ان تهوي حتى تصلالى القاع

وبعد ذلك تاتي المرحلة الثانية من هذا المخطط الذي هو الاغواء عن الحقوهي النتيجة

الطبيعية لضحايا التزيين- المضلل عن الحق حتى ولو كان الحق قريبا منهم بمنزلة اليد

من الجسد كما قال الله تعالى:

" أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج منفوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها

فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها وانى له انيراها وهو في هذا الظلام المتراكم

فلقد الف الواقعين بتلك الحفرة الروائح النتنةوالظلام فاصبحوا لا يحبون النور لانهم رأوا

بصيصا من نور وقد غطوا اعينهم باكفهم اوبما يملكون ثم تحولوا الى قطعة من ظلام

دامس ويظل الصياد الكبير يحوم حول الحفرةيرمي بتزيينه آلافا وملايين بتلك الحفرة

الظلماء ولا ينتهي الى هذا الحد ولا تردهعظمة الله وهو واقف امامه والملائكة

خاضعون له لا يصده كل ذلك عن اكمال سرد مخططهوهو يقول :" ارايتك هذا الذي

كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته" .

انه يتوعد ويهدد بني آدم من الاستيلاء عليهم واستذلالهم ولكن هل يستطيع انيستذل

كل بني آدم ويستولي عليهم؟ وهل ذلك ضمن سنة الله؟ وهل للانسان ارادة

وعقل يميز بين الحق والباطل؟ واذا كان الجواب بنعم كما اخبرنا الله بكتابه بان

للانسانعقل يميز بين الحق والباطل وان له ارادة يستطيع بها ان يبتعد عن طريق

الباطل ويسلكطريق الحق " ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من

زكاها وقد خاب مندساها"

وقال:" وهديناه النجدين" اي الطريقين بعد ذلك كله يكون من سنة الله فيالحياة الدنيا

وجود فريقين على هذا الكوكب فريق الحق وفريق الضلال وهكذا لا بد منالاستثناء .





وياتي في عرض خطته فقرات استثناء لفئةمن بني آدم فلقد قال:" لأحتنكن ذريته الا

قليلا" هذه الفئة القليلة لا تستطيع تلكالآفة مضغها ولئن مضغتها ستتكسر انيابها

وتتفتت مقاطعها فهي من طبيعتها لا تحب انتقربها لأنهم لا تمضغ.

من هؤلاء الذين استثناهم عدو الله من الاحتناك في خطته؟عباد الرحمن الذين

يسبحون ببحر الحق وسوف لا يغرقون ابدا انهم جند الله فكيف يغلبون؟.

وهل الله يتركهم وهو الذي اعطى الشيطان ما سأل وهو عدوه فكيف بمن يحبه؟

لقدتضاءل الشيطان امام ايمانهم واصبحت خطته مع عظمتها وخطورتها ضعيفة امام

جدارالايمان الشامخ الملتصق بالسماء وها هو يقول:

" الا عبادك منهم المخلصين" فالاخلاص هو السبب المباشر في الاستثناء والاخلاص

لله وحده دون اشراك اي شىء مهماكان ضئيلا معه من هوى ونفس وزوج وولد ومال

هذا الاخلاص هو الزاد المفيد لذلك السفروهو الدرع الواقي لهجمات ابليس.

وجاء بعد امر السجود لآدم تكريما اخر وهو اسكانآدم وزوجه بالجنة ولكن ما مصير

الشيطان وماذا سيفعل آدم وزوجه امام هذه التجربةالجديدة؟






ويدخل آدم مرحلة جديدة في حياته بعدان قال له عز وجل :" يا آدم اسكن انت وزوجك

الجنةوكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"

لقد أبيحت لهما ثمار الجنة الا شجرة واحدةربما كانت ترمز للمحظور الذي لا بد منه في

حياة الارض . فبغير محظور لا تنبتالارادة ولا يتميز المريد من الحيوان المسوق ولا

يمتحن صبر الانسان على الوفاءبالعهد والتقيد بالشرط فالارادة هي مفرق الطريق.

والذين يستمتعون بلا ارادة هم منعالم البهائم ولو كانوا في شكل الآدميين.




وبينما آدم وزوجه بالجنة اذ اعلن عدو الله الحرب على هذا المخلوق الجديد بعد ان

انتهى من وضع المخطط .


فتقلد سيف الحقد وركب جواد الكبر ورفع راية الحرب وانطلق متجها حيث يقطن آدم

وزوجه ودخل عليهما ليكون حائلا دون استمتاعهما بذلك النعيم ووجها لوجه اندلعت

الحرب وانتصر عدو الله في اول معركة له مع المخلوق الجديد " فأزلهما الشيطان عنها

فأخرجهما مما كانا فيه". ولقد طبق الخطة تطبيقا دقيقا واستخدم سلاحا


لم يعهده آدم من قبل فلقد وسوس لهما " ليبدي ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما

نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين . وقاسمهما

اني لكما من الناصحين.


" وهكذا وسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وهذا كان

هدفه لقد كانت لهما سوآت ولكنها كانت مواراة عنهما لا يريانها ولكنه لم يكشف لهما

هدفه بطبيعة الحال انما جاءهما من ناحية رغائبهما


" وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين" لذلك

داعب رغائب الانسان الكامنة.


انه يحب ان يكون خالدا لا يموت ومعمرا اجلا طويلا كالخلود ويحب ان يكون له ملك

محدد بالعمر القصير المحدد وفي قراءة ( ملكين ) بكسر اللام وهذه القراءة يعضدها

النص الآخر في سورة طه:


" هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى"


وفي هذه القراءة يكون الاغراء بالملك الخالد والعمر الخالد . وفي قراءة ( ملكين )

بفتح اللام يكون الاغراء بالخلاص من قيود الحسد كالملائكة مع الخلود ولكن القراءة

الاولى وان لم تكن هي المشهورة اكثر اتفاقا مع النص القرآني الآخر ومع اتجاه الكيد

الشيطاني وفق شهوات الانسان الاصيلة- ولما كان - اللعين - يعلم ان الله قد نهاهما

عن هذه الشجرة وان هذا النهي له ثقله في نفسيهما وقوته فقد استعان على زعزته

- الى جانب مداعبة شهواتهما- بتامينهما في هذه الناحية فحلف لهما بالله انه لهما

ناصح وفي نصحه صادق" وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين"


ونلاحظ من النص القراني انه بدا معهما الوسوسة ليبدي ما ووري عنهما من سوآتهما

وكأن الحياة هي الحائل الاول الذي يقف امام معصية الله فعمل على ازالته اولا ثم

توغل بتطبيق خطته باناة ويسر والله اعلم.


وما زال يتابع تطبيق خطته" فدلاهما بغرور"


ودلى في اللغة معناها " دلى الدلو- ارسلها في البئر "


فكأن الشيطان اللعين وضع آدم وزوجه بالدلو وقام بانزال الدلو رويدا رويدا حتى

اوقعهما فيما يريد من الباطل والكذب وبنفس الاسلوب ونفس الخطة التي لم تتغير

منذ ان كذب على آدم الى الان - لا زال يستخدم التدلية حتى الايقاع بالقاع.


وقال الله تعالى للملائكة:" اني جاعل في الارض خليفة"


وخلق آدم فآدم مخلوق لهذه الارض منذ اللحظة الاولى.


ففيم اذن كانت تلك الشجرة المحرمة ؟ وفيم اذن كان بلاء آدم ؟ وفيم اذن كان الهبوط

الى الارض وهو محلوق لهذه الارض منذ اللحظة الاولى؟


لعلني المح ان في هذه التجربة تربية لهذه الخليقة واعدادا لها. وايقاظا للقوى

المذخورة في كيانها. انها كانت تدريبا لها على تلقي الغواية وتذوق العاقبة وتجرع

الندامة ومعرفة العدو والالتجاء بعد ذلك الى الملاذ الأمين.





وياتي نداءالحق جلت قدرته عتابا لهما على ما فعلا بعد ان حذرهما من عدوهما بانه

ظاهر العداوةمعهما ومع هذا التحذير فعلا ما فعلا .

" و ناداهما ربهما: الم انهكما عن تلكماالشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين"

ولكن ماذا يصنعان بعد ان عصيا ربهماوما المصير الذي ينتظرهما؟ لم يكن انسب من

ان يعترفا لمولاهما بذنبهما ويسألانهالعفو فقالا:" ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا

وترحمنا لنكونن من الخاسرين"لقدكانت لهما فرصة...

فرصة الاستغفار والرجوع في وقت لم تقم به الساعة ولم يكونابعد في سكرات

الموت ... ولم يمض وقت طويل حتى أجابهما الله على سؤالهما وتاب عليهما .

" فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم"

وبد ذلك جاء امرالله بالهبوط الى الارض حيث بدات المعركة بين الحق والباطل.

" قال اهبطوا بعضكملبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين". وقال:"

فيها تحيون وفيها تموتونومنها تخرجون" لقد انتهت التجربة الاولى لآدم وزوجه

والشيطان في السماء وابتدأت علىهذا الكوكب الذي خلق منه الانسان وابتدا الصراع

مرة اخرى بين المخلوق الجديد الذياستعد لعدوه بعد تعرفه على خصائصه ونقاط


ضعفه واستعد ايضا عدوه له للبحث عن نقاطضعف جديدة وليدليه في البئر تارة اخرى

وان لم يكن هو فالخطة قابلة للتطبيق علىنسله.

ولن ينتصر هذا الانسان ابدا على هذا العدو الغريب في طباعه وشره الا اذاتمسك

بالذي هو اقوى منه وهو الحق تعالى.

ولقد وضع الله تعالى المنهج الكامللمجابهة هذا العدو وهو القرآن الكريم والسنة

المطهرة فمن تمسك بهما واتبع هداهمافقد انتصر ونجا من جهنم ومن ابتعد عنه

فليكونن من الخاسرين" فمن تبع هداي فلا خوفعليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا

وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب النار هم فيهاخالدون".





بهذا اكون انتهيت من الفصل الاول واتمنى تكونو قد استفدوا انتظرونا الاسبوع القادم مع

الفصل الثاني

لا تنسونا من دعواتكم


كاتبة الموضوع: &..Raseel...&

الــفـــواصــــل: OoFSOoOLoO

التـنـسـيـــق: Ŧнe ρuйisнěr



0 التعليقات:

إرسال تعليق