
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين
على نبيناً الصادق الامين محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد :
ايها الاخوة الكرام يسرني ويسر فريق التحدي [Versus T.M]
ان نقدم لكم هذا الموضوع الذي سنتحدث عنه عن شفاعة رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعباد الله تعالى يوم القيامة

جميعنا يعلم ان الله تعالى سوف يجمع الناس ليحاسبهم على اعمالهم يوم
القيامة فيحشرهم جميعاً على أرض المحشر ، فيبلغ بهم من الهول والغم
والكرب ما لا يطيقون فحينئذٍ تجثوا الأمم جميعها على الركب ، وأمام عظمة
هذا الموقف وشدة الهول فيه يبحث الناس عمن ينجيهم ويخلصهم مما هم
فيه ، فحالهم يقول لبعضهم بعضاً : ألا ترون ما نحن فيه ؟! فيكون رسول الله
صلى الله عليه وسلم شفيعاً لهم فما مفهوم شفاعة النبي صلى الله عليه
وسلم ؟ وما دليلها ؟ وما صورها سنتعرف على هذا كله في ما يأتي

هي رجاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه يوم القيامة أن يعجل للناس
حسابهم ، وأن يتلطف بالمؤمنين ويرحمهم .
وهذه الشفاعة في هذا الموقف هي الشفاعة العظمى التي خص الله عز
وجل بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من بين سائر الانبياء والرسل ،
حيث يعتذر الانبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام عن
ذلك فيأتي الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم يرجونه أن يشفع لهم
عند الله تعالى ليجعل حسابهم لما هو من موقف عظيم وهول شديد
وانتظار رهيب ، فيتقدم النبي صلى الله عليه وسلم ويسجد بين يدي الله
عز وجل ، ويطلب منه أن يأذن بحساب الناس فيكرمه الله تعالى بقبول
شفاعته ويعجل
بالحساب ، كما جاء في الحديث الطويل المروي عن أبي هريرة رضي الله
عنه وفيه :"... اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتوني فيقولون :
يا محمد! أنت رسول الله وخاتم الانبياء ، وغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،
اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فانطلق فآتي
تحت العرش فأقع ساجداً لربي ، ثم يفتح الله على ويلهمني من محامدة
وحٌسن التناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم قال : يا محمد ! ارفع
رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرف رأسي وأقول : يا رب! أمتي ، أمتي "
والسفاعة هنا تعد رحمة من الله تعالى وعطية وتوجب علينا شكره على
ذلك ، كما انها تبين مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى
فقدرة عظيم وكرامته كبيرة ،فهو المصطفى وهو المجتبي .
فلقد اصطفى الله تعالى من البشرية الانبياء ، واصطفى من الانبياء الرسل ،
واصطفى من الرسل أولى العزم ، واصطفى من أولى العزم محمداً صلى
الله عليه وسلم ففضله على خلقه جميعاً .

وأصل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ثابت في القرآن الكريم والسنة
النبوية المطهرة ومن ذلك :
قوله تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}[سورة البقرة،الآية(٢٥٥)]
وقوله تعالى:{ يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا
} [ سورة طه، الآية (١٠٩)].
فهذه الآيات وغيرها في كتاب الله تعالى تدل على أن الشفاعة ممكنة
الوقوع
ممن أذن له الرحمن ورضي له قولاً ، والرسول صلى الله عليه وسلم ممن
يؤذن له بذلك يوم القيامة .
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : "لكل نبي دعوة مجابة ، وكل نبي
قد تعجل دعوته ، وإني اخبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة "
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :"من قال حين يسمع النداء : اللهم رب
هذه الدعة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضلة ، وابعثه مقاماً
محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة"

بعد أن يأذن الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشفاعة
العظمى ، تتعدد صور الشفاعة بفضل الله تعالى ورحمته ، فمنها ما يكون
للنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما يكون لغيره ، وفي ما يأتي بيان لذلك :
صور شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها :
1.شفاعتة في ادخال أقوام الجنة بغير حساب ، وهؤلاء يدخلون الجنة
مباشرة وقد حددهم الحديث الشريف بالسبعين ألفاً ، حيث يشفع لهم
النبي صلى الله عليه وسلم فيدخلوا الجنة بأمر الله تعالى بلا حساب .
2.شفاعته فيمن استحق دخول النار من أمته صلى الله عليه وسلم
بسبب ذنوبهم ومعاصيهم ، فيشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم
فلا يدخلوا نار جهنم بفضل الله تعالى وشفاعة النبي صلى الله عليه
وسلم .
3.شفاعته في أهل الكبائر من أمته الذين لم يتوبوا في الدنيا من هذه
الكبائر ودخلو النار ، فمن رحمة الله عز وجل بهم أن يقبل شفاعة النبي
صلى الله عليه وسلم لهم بعد أن ينالو قدراً من العذاب فيخرجوا منها .
صور شفاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم
1.شفاعة الانيباء والملائكة والمؤمنين يوم القيامة ، ففي الصحيح من حديث
أبي سعيد رضل الله تعالى عنه مرفوعاً قال :".... فيقول الله تعالى شفعت
الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين ،
فيقبض قبضة من نار فيخرج منها قوماً لم يعلموا خيراً قط "
وهذه القبضة تشمل جماعة فيهم أصل الإيمان .
2.شفاعة الشهيد في أهله ، للشهادة في سبيل الله عز وجل فضل عظيم
ولا أحد يتمنى الرجوع إلى الدنيا بعد دخول الجنة إلا الشهيد لما يرى من
فضل وتكريم عند الله تعالى ، ومن هذا التكريم أنه يشفع لسبعين من
أقاربه
يوم القيامة ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول :" الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته"
3.شفاعة الأعمال الصالحة التي يؤديها المسلم في حياته كصيام وقراءة
القرآن الكريم . فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ،
يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن
منعته من النوم بالليل فشفعتني فيه ، قال فيشفعان "

كـــتابــة الموضــوع: Wreck
تدقيـــق الموضـــوع : Wreck
تصميـــم الفواصــل :°¤»Gaara«¤°
تنســـق الموضـــوع : Wreck

0 التعليقات:
إرسال تعليق