الحمد لله وحده نستعينه و نستغفره و نعوذ به من شرور أنفسنا و
من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مظل له ، و من يظلل فلا هادي له .
و أشهد أن سيدنا و حبيبنا و أسوتنا محمد صلى الله عليه و سلم عبده
ورسوله أرسله بالحق بشيرا بين يدي الساعة . فمن يطع الله تعالى و
رسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله
تعالى شيئا .
╝◄.:. أمـــــــــــا بــــــــــعـــــــــد .:.►╚
على مر الأسابيع و الأشهر دائما ما أسر فريق
❀ ابتسم الدعوي ❀
أن يقدم لكم سلسلة من المواضيع التربوية و الأخلاقية التي إستمدناها من أخلاق
نبي الأمة صلى الله عليه و سلم كهدف و ضعناه نصب أعيننا و ذلك لنكون أو نحقق
شعار الفريق :
•·.·°¯`·.·• ❀ راقي بأخلاقي ❀ •·.·`¯°·.·•
|ْ| بوابة فريق ابتسم الدعوي الشاملة |ْ|

|ْ|فهرس أعمال فريق ابتسم الدعوي|ْ|
نبذة عن الفريق و اعماله و اعضاءه و كل شىء يتعلق بالفريق ستجدونه...

كيف حالكم يا أعضاء وزوار ومشرفين ومراقبين وإداريين منتدى إنيميات الكرام إن شاء الله بخير
اليوم يسر فريق إبتسم الدعوي أن يقدم لكم موضوع عن التفسير وسوفي يشرح لكم
في هذا الموضوع عن مفهوم التفسير و أهميته وتنبين أهم الشروط التي يجب أن
تكون في المفسر ومنهاج علماء التفسير كل هذا وأكثر سوف تجدونه هنا إن شاء الله تعالى

التفسير في اللغة يعني الإيضاح والتبيين .
وفي الاصطلاح : هو بيان معناي كتاب الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم وتوضيح أحكامه ومعرفة مقاصده .
ويسمي بعض العلماء علم التفسير بعلم التأويل .

تنبع أهمية تفسير القرآن الكريم من حاجة الناس إليه في حياتهم ؛ لفهم كتاب الله
تعالى ومعرفة أحكامه , وتتمثل أهميته فيما يأتي :
1 . فهم معاني القرآن الكريم ومقاصده , وبيان المراد من الألفاظ المحتملة لأكثر من
معنى , قال الله تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (
سورة ص الآية 29 ) ومثال ذلك الصلاة التي تحتمل أن يراد بها الدعاء في قوله تعالى
: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة التوبة الآية 103 ) أو أن يراد فيها الصلاة المفروضة كقوله تعالى
: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) ( سورة البقرة الآية 43 )
2 . استخراج الأحكام الشرعية من القرآن الكريم ؛ للوقوف على حلاله وحرامه , و
أوامره ونواهيه , قال الله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ( سورة النساء الآية 83 )
3 . التطبيق العملي لأحكام القرآن الكريم على أكمل وجه , قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) ( سورة الأنفال الآية 20 )

مر تفسير القرآن الكريم بعدة مراحل يمكن إجمالها فيما يأتي :

بدأ تفسير القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكان أعلم الناس
بالقرآن الكريم وكان يبين للصحابة رضي الله عنهم ما يحتاجون إليه من بيان , ويجيبهم
عما يسألون عنه , قال الله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ( سورة النحل الآية 44 )

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة رضي الله عنهم إذا أرادوا
فهم آية من كتاب الله تعالى , ولم يجدوا تفسيرها في كتاب الله , ولم يجدوا شيئا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم , اجتهدوا في الفهم , ويساعدهم في ذلك معرفتهم
باللغة العربية ووجوه البلاغة فيها ومعرفة أسباب النزول , ولم يدون شيء من
التفسير في هذه الفترة الزمنية .

كانوا يرجعون في تفسير القرآن الكريم إلى القرآن الكريم نفسه , فإن لم يجدوا شيئا
رجعوا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يجدوا رجعوا إلى أقوال
الصحابة رضي الله عنهم في التفسير , فإن لم يجدوا اجتهدوا فيه معتمدين على
معرفتهم بلغة العرب وأدوات التفسير الأخرى .

في أواخر عهد بني أمية وأوائل العصر العباسي , الذي سمي فيما بعد بعصر التدوين
, دون التفسير مع الحديث النبوي الشريف باعتباره باباً من أبواب الحديث . وفي القرن
الثالث هجري تم فصل علم التفسير عن علم الحديث وأصبح الحديث علما مستقلا
بذاته ؛ تفسر فيه كل آية حسب ترتيب القرآن الكريم واعتمد المفسرون في تفسيرهم
للآيات الكريمة الروايات المأثورة , وفهمهم لكتاب الله تعالى , ومعرفتهم للغة العربية وأساليبها .

اشترط العلماء في المفسر عدة شروط منها :
1 . صحة الاعتقاد , واستقامة السلوك , والبعد هن الهوى ؛ فإن غير المؤتمن على
دينه , أو المهتم بالهوى , لايؤتمن على تفسير القرآن الكريم .
2 . أن يكون عالما بعلوم القرآن الكريم التي يحتاج إليها المفسر كعلم الناسخ
والمنسوخ من القرآن الكريم وعلم أسباب النزول , وعلم المكي والديني وغيرها من العلوم الأخرى .
3 . أن يكون عالما بالسنة النبوية وعلوم الحديث , وما صح من تفسيرات الصحابة والتابعين .
4 . معرفته باللغة العربية , وفروعها , وأساليب البيان فيها ؛ حتى لا يخرج تفسيره عن وجوه اللغة الصحيحة .

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان للعلماء في بيان معاني القرآن الكريم
منهجان , هما : التفسير بالمأثور , والتفسير بالرأي , فما المقصود بكل منهما ؟

يقصد به بيان معاني القرآن الكريم بما ورد بالقرآن الكريم , أو السنة النبوية , أو أقوال
الصحابة رضوان الله عليهم .

يقسم التفسير المأثور أقساما متعددة منها :
1 . تفسير القرآن بالقرآن , كقوله تعالى : ( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ) ( سورة الطارق الآية 1
) , فما الطارق ؟ إنه النجم الثاقب كما وضحته الآيات التي جاءت بعد ذلك في قوله
تعالى : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) ( سورة الطارق الآيتان 2 , 3 )
2 . تفسير القرآن الكريم بما ورد في السنة النبوية , ومنه أنه صلى الله عليه وسلم
فسر الظلم بالشرك في قوله تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ
لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) ( سورة الأنعام الآية 82 ) ففزع الصحابة إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقالوا : أينا لم يظلم يا رسول الله ! فبين لهم صلى الله عليه وسلم
أن المقصود بالظلم هنا هو الشرك بالله تعالى , وقرأ قول الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ
لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ( سورة لقمان الآية 13 )
3 . تفسير القرآن الكريم بما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم , ومن أمثلة ذلك تفسير
ابن عباس رضي الله عنهما لمعنى أولي الأمر في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ( سورة النساء الآية 59 ) قال : يعني
أهل الفقه والدين , وأهل طاعة الله تعالى , والذين يعلمون الناس معالي دينهم
ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر , فأوجب الله طاعتهم .

ظهر العديد من كتب التفسير التي فسرت القرآن الكريم بالمأثور , ومنها : ( جامع
البيان في تفسير القرآن ) لابن جرير الطبري , و ( تفسير القرآن العظيم ) لأبي الفداء
الحافظ بن كثير , و ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) لجلال الدين السيوطي ,
وسنتحدث عن ابن كثير بوصفه نموذجا بالتفسير بالمأثور :


ابن كثير هو الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير ,
الدمشقي , الشافعيّ المذهب , المولود سنة 705 هـ , والمتوفي في دمشق سنة
774 , عالم جليل حافظ , شهد له العلماء بسعة علمه , لاسيما في التفسير والحديث
والتاريخ , وكان قدوة للعلماء والحفاظ , من شيوخه , الآمدي , وابن تميمة , وغيرهما ,
ومن مؤلفاته : كتاب ( البداية والنهاية في التاريخ ) , وكتاب ( طبقات الشافعية ) .
2 . منهجه في التفسير : كان منهج ابن كثير في التفسير على النحو الآتي :
1 . يوضح الآية بآية أخرى , ويقارن بين الآيتين حتى يوضح المراد , ويفسره بعبارة سهلة موجزة .
2 . يفسر الآية بالأحاديث والآثار المسندة إلىأصحابها , مع الكلام عما يحتاج إليه جرحا وتعديلا .
3 . يورد الأحاديث المتعلقة بالآية , ويبين ما يحتجُ به , ويرجح بعض الأقوال على بعض , ويصحح بعضها ويضعف بعضها .
4 . يذكر أقوال العلماء في المسائل الفقهية , ويناقش مذاهبهم وأدلتهم أحياناً .

هو أن يعمل المفسر عقله في فهم القرآن الكريم واستنباط المعنى منه , مستخدما
أدوات التفسير , كوقوفه على أسباب النزول , ومعرفته بالناسخ والمنسوخ , ومعرفته
باللغة العربية , بعيدا عن الجهالة والضلالة .

من أنواع التفسير بالرأي ما يتناول جوانب اللغة والبيان ويسمى التفسير البياني ؛
كتفسير ( الكشاف ) للزمخشري , ومنه ما يتناول الأحكام الفقهية كتفسير ( أحكام
القرآن ) لابن العربي , ومنه ما يتناول الجوانب الفكرية كتفسير ( في ظلال القرآن )
لسيد قطب , ومن أشهر هذه التفاسير تفسير ( مفاتح الغيب ) لفخر الدين الرازي ,
وسوف نتحدث عنه بوصفه نموذجا للتفسير بالرأي .
تفسير ( مفاتيح الغيب ) لفخر الدين الرازي

الرازي هو محمد بن عمر بن الحسين التميمي البكري الرازي الملقب بفخر الدين
الرازي . ولد في مدينة الرّي ( الري هي ميدنة تقع على بعد 6 كلم جنوب شرقي
طهران عاصمة إيران ) ولد الرازي في مدينة الري سنة 534هـ , وتوفي بمدينة هرات
( وهي مدينة تقع غربي أفغانستان ) توفي عام 606هـ , وقد جمع كثيرا من العلوم ,
فكان إماماً في التفسير , وعلم أصول الفقه , وعلم الكلام , والعلوم العقلية , وعلم
اللغة , وبرز في الطب والحكمة ,وقد أخذ العلم من كثير من العلماء . ومن أشهر
مؤلفاته كتاب ( المحصول في أصول الفقه ) .

كان منهجه في التفسير على النحو الآتي :
1 . اعتناؤه بيان مناسبة الآية مع الآيات الأخرى في السورة الواحدة , ومناسبة الآيات
مع السور الأخرى في القرآن الكريم .
2 . توسعه في إدخال مسائل علوم : الفلك , والرياضيات , والطبية في تفسيره .
3 . ذكره للمذاهب الفقهية في تفسيره لآيات الأحكام والمسائل الأصولية , ومع
ترجيحه غالبا لمذهب الإمام الشافعي
4 . ذكره للمسائل النحوية , والبلاغية . وقد إشتمل تفسير الرازي مفاتيح الغيب على
كثير من أنواع العلوم الكلامية , والكونية.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين .. سدينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .. لقد وصلنا إخواتنا إلى نهاية الموضوع
نشكركم على مروك وإنتظروا المزيد من المواضيع من فريق إبتسم الدعوي
نراكم قريبا إن شاء الله تعالى

كـــــــتــــابـــــــة : Ŧнe ρuйisнěr
تــــنســـــيــــق : Ŧнe ρuйisнěr
تــــدقـــــيــــــق : Ŧнe ρuйisнěr
تصميم الفواصل : Ŧнe ρuйisнěr
براعــيــة فــريق : إبتسم الدعوي
0 التعليقات:
إرسال تعليق