|~> Versus <~| المجتمع الإسلامي الجزء الثالث { أهداف المجتمع الإسلامي } |~> Versus <~|








الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الحمد لله خالق الأرض والسماء، وجاعل النور والظلماء، وجامع الخلق لفصل القضاء،

لفوز المحسنين

وشقوة أهل الشقاء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يسعد بها قائلها يوم الجزاء، وصلى

الله على سيد

المرسلين والأنبياء، محمد وآله وصحبه النجباء.

أما بعد:

كيف حالكم يا شعب إنيميات الكرام إن شاء الله بخير , اليوم إن شاء الله سوف نكمل

سلسة مواضيع المجتمع


الإسلامي ولقد تحدثنا من قبل عن سمات المجتمع الإسلامي ومكوناته وكيف

أنشئ , أم اليوم سوف نتحدث عن

أهدافه وهنالك ثلاثة أهداف وهي : تحقيق العبودية لله تعالى , و المحافظة على

مقاصد الشريعة وحماية الحقوق


الشرعية للإنسان .

فإن شاء الله تستفادو منه وتفيدوا غيركم .

المواضيع السابقة :

سنبدأ على بركة الله :

عرفت في المواضيع السابقة أن المجتمع الإسلامي الذي يرتبط أفراده بالعقيدة

الإسلامية وما ينبثق عنها من أفكار

وأنظمة ومشاعر وأحاسيس إلى جانب اللغة العربية والتاريخ المشترك .

ويرمي الإسلام من تكوين هذا المجتمع الصالح إلى تحقيق أهداف سامية منها :

تحقيق العبودية لله تعالى في

الأرض , والمحافظة على مقاصد الشريعة , وحماية حقوق الإنسان الشرعية .

وسنتناول هذه الأهداف في هذا

الموضوع إن شاء الله .




استطاع المجتمع الإسلامي أن يحطم الأصنام , ويرفض كل خضوع واستسلام لغير

الله تعالى , فرفض الطواغيت

جميعها , وأزال الفوارق بين الناس , وألغى التقسيمات الطبقية ولامتيازات المترتبة

عليها وحرر الإنسان من

العبودية لغير الله تعالى بكل أصنافها وأشكالها , ونظم علاقات الناس وأحوالهم على

هدى من رب العالمين .

إن المجتمع الإسلامي مجتمع رباني يعتز بالعبودية لله تعالى , ولذا فأنه يستمد منه

عقيدته , ويتوجه إليه بالعبادة

ويخلص له في الطاعة , ويخضع لدينه في كل شئن من شؤون حياته منه يستمد

أنظمته وقوانينه , ومنه يتلقى

موازينه وقيمه , بعيدا عن أهواء البشر وتصوراتهم المحدودة .

ومن صور تحقيق العبودية لله تعالى في المجتمع الإسلامي ما يأتي :

1 . إخلاص العبودية لله تعالى وحده , فلا يتوجه البشر بالعبادة والطاعة إلى غير الله

تعالى , من صنم أو بشر أو

مخلوق آخر .

2 . تحرير العقل الإنساني من الخرافات والأوهام التي تسخره إلى غير الله تعالى ,

وإطلاق طاقته في هذا الكون

الفسيح تبحث عن سننه ونواميسه , وتتعرف مظاهر عظمة الخالق فيه , وتنتفع بما

أودع الله تعالى فيه من خيرات.

3 . محاربة التقليد الأعمى والخضوع للعادات الموروثة , والانقياد وراء الآباء والأجداد

فيما كانوا يخضعون له من ألوان

العبودية لغير الله تعالى .

4 . التخلص من احتكار المعرفة , واختصاص فئة من الناس بها , كالسحرة والكهان

والعرافين الذين يزعمون علم

الغيب , وما خفي من أحوال الناس , ذلك أن علم الغيب مما اختص الله تعالى به

نفسه , وعلم الدين مفتوح للناس

جميعا , لا تختص به فئة دون أخرى , وعلوم الدنيا منتشرة في آفاق الكون الفسيح لا

يكون حكرا على دولة دون أخرى .

5 . تحرير البشرية من الخضوع للطواغيت الذين تحكمون في شؤون الناس ,

ويستعبدونهم , إذا يأمرونهم فيطيعون

وينهون فيتمثلون , يحللون للناس من عند أنفسهم ويحرمون عليهم ما يشاءون افتراء

على الله تعالى كما قال عز

وجل : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) ( سورة التوبة الآية 31 ) .

6 . إقامة روابط التعاون والمحبة المنبثقة من العقيدة الإسلامية بين المجتمعات

الإسلامية القائمة , وتقوية الروابط

الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد ؛ ليكون مجتمعا إسلاميا متراصا كما شاء الله

تبارك وتعالى له أن يكون .



كانت المجتمعات الجاهلية قبل الإسلام تدين لغير الله تعالى ,فتعبد الأصنام الكواكب

والنجوم وغيرها من

المخلوقات وكان الأقوياء والأغنياء يستعبدون الفقراء المستضعفين , ويتحكم السادة

والرؤساء في تنظيم حياة

الناس , فيحلون ويحرمون حسب أهوائهم الشخصية ومصالحهم , وما زالت

المجتمعات الإسلامية تدين لغير الله

تعالى تستعبدها المادة , وتتحكم فيها الأهواء والشهوات , تقدس المادة تارة وتنكر

الدين تارة أخرى , تتبع الهوى

باسم العلمانية , وتكفر بالهدى الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنظم

علاقاتها الداخلية والخارجية

من قوانين وأنظمة من وضع البشر بعيدا عن الإسلام الذي رضيه الله تعالى دينا

للعالمين , لينظم حياتهم الدينية

والدنيوية ويحقق لهم السعادة الآجلة والعاجلة .

إن المجتمع الإسلامي اليوم مدعو إلى حمل الدعوة الإسلامية لهذه المجتمعات

تنفيذا لأمر الله تعالى واستكمالا

للمهمة التي بدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء بأصحابه الكرام الذين

حملوا مشعل الهداية ووصلوا

بها إلى أقاصي الصين شرقا وأطراف الأندلس على المحيط الهادي غربا , وشعارهم ما قاله ربعي بن عامر رضي

الله عنه : (( جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد )) .

إن المجتمع الإسلامي ينبغي له أن من نفسه القدوة الحسنة في التطبيق العملي

للعبودية الخالصة لله تعالى

وحده فيستقيم على أمر الله سبحانه ويحسن الخضوع له ويعبده حق عبادة ويطبق

شرعه ويقيم حياته على

أساس الإسلام القويم . ويحتاج المجتمع الإسلامي من أجل

ذلك إلى أن يبني علاقات ودية مع المجتمعات التي يحرص على تحقيق العبودية لله

تعالى فيها فيحمل إليها الدعوة

بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن الإكراه والإجبار , مجردا من وسائل العنف

والرهبة , نقيا من مشاعر البغض

والعداوة شأنه في ذلك شأن الطبيب الرحيم الذي غرف الداء وحدد له وسائل

الشفاء .




عرف فيما سبق أن الإسلام أوجب على المسلمين إفراد الله تعالى بالعبودية في

الأرض وتطبيق الشريعة

الإسلامية تحقيقا لمصالح العباد , والمحافظة على مقاصد الشريعة .

فما معنى مقاصد الشريعة ؟ وما أنواعها ؟ وما أهمية كل نوع ؟




أرسل الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وأنزل عليه

القرآن الكريم هداية للناس

وإرشادهم إلى ما فيه خير في الدنيا والآخرة , فكانت الشريعة الإسلامية كلها رحمة

وهداية , قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي

الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) (

سورة يونس الآية 57 )

وقد قصدت الأحكام الشرعية إلى تهذيب الإنسان وهاديته , وإقامة العدل بين الناس

وتحقيق خيرهم , فقد قرر

العلماء أن الأحكام الشرعية قائمة على رعاية مصالح العباد , وتحقيق الخير لهم في

الدنيا والآخرة , ودفع الشر

عنهم , فمقاصد الشريعة تعني : مجموعة الأهداف والغايات التي جاءت الشريعة

الإسلامية لتحقيقها وهي أهداف

تتلخص في تحقيق مصالح العباد , والرحمة بهم , وتيسير حياتهم ورفع الحرج

والمشقة عنهم . قال تعالى : (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ( سورة

الحج الآية 78 ) .


ولم يترك الإسلام للإنسان تحديد تلك المصالح حسب أهواءه ورغباته وإنما حدد هذه

المصالح التي تعمل الشريعة

على رعايتها وصيانتها فما هذه المقاصد ؟




يقسم الفقهاء السلمون مقاصد الشريعة إلى ثلاثة أنواع مرتبة بحسب أهميتها

للإنسان وهي :




وهي المصالح التي تتوقف عليها حياة الإنسان الكريمة , وقيام المجتمع الصالح

واستقراره , بحيث إذا لم تتحقق

اختل نظام الحياة , وساد الناس الاضطراب والفوضى وعمهم الشر والفساد وهي

حفظ الدين والعقل والنفس

والنسل والمال .

وهذه المصالح الضرورية حرص الإسلام على حمايتها لكل إنسان في المجتمع

الإسلامي بأمرين :

الأول : وضع الأحكام التي تحقق هذه المصالح وتنظيمها وتراعي استمرارية

وجودها .

الثاني : وضع الأحكام التي تمنع اختلاط هذه المصالح فقد حفظت الشريعة

الإسلامية النفس الإنسانية بتحريم

قتلها أو الاعتداء عليها وحفظت للإنسان دينه بتحريم الردة وبتشريع العبادات وحفظت

نسله بأحكام الزواج والتوالد

وتحريم الزنا والقذف , وحفظت عقله بتكريمه ودعوته إلى العمل والاستثمار وتحريم

السرقة والغصب والاحتكار

وفرض الإسلام عقوبات زاجرة على كل من يتعدى على هذه الضروريات .




وهي الأمور التي يحتاجها الناس للتوسعة عليهم ورفع الضيق المؤدي إلى الحرج

والمشقة ولكن له الرخص

تخفيفا عليه ولمراعاة ظروفه وأحواله فقد أياح الإسلام الفطر في رمضان لمن هو

مسافر والمريض , وأباح جميع

الصلوات في السفر والمرض , ورخص للمريض أن يصلي قاعدا إذا عجز عن القيام ,

وغير ذلك من الرخص والتسيير .

وفي المعاملات شرع الإسلام بيع السلم وهو بيع آجل يعاجل تيسيرا على صاحب

الحاجة , وشرع المساقات ليعمل

المزارع الأرض المشجرة مقابل جزء من الثمر , وشرع الدية على العاقلة ( والعاقلة

هم أقارب الرجل الذين يدفعون

عنه الدية في حالة القتل الخطأ وسميت بذلك لأن الجاني يكلف بأن يسوق الإبل إلى

بيت أولياء المقتول وهي

معقولة أي مربوطة الأيدي . )

وفي المطعومات رخص الإسلام على المضطر أن يأكل مما حرم عليه حفاظا على

حياته من الهلاك , فيأكل الميتة

ويشرب الخمر إذا تعرضت حياته للموت ولم يجد غيرهما , ويأكل بمقدار ما يبقيه على

قيد الحياة دون زيادة .




وهي الأمور التي يقصد الشارع من وضع الأحكام لها تحسين أحوال الناس , وحفظ

كرامتهم وتحقيق قيم المروءة

ومكارم الأخلاق , وإبعادهم عن الرذائل والعادات السيئة .

ففي العبادات شرع الإسلام الطهارة وأمر بإزالة النجاسة , وندب إلى أخذ الزينة عند

كل صلاة , ورغب في التقرب

من الله تعالى بالنوافل والقربان وغير ذلك كثير .

وفي المعاملات حث الإسلام على المسامحة والأمانة في البيع والشراء , وحرم

الغش والخداع وبيع النجاسات ,

كالميتة ولحم الخنزير .

وفي الأخلاق طلب التحلي بالصدق والعفة والأمانة , ونهى عن الكذب والفحش

والخيانة , مما يشيع في المجتمع

الود والاحترام والثقة .




منح الله تعالى الإنسان جملة من الحقوق الشرعية باعتباره إنسانا يعيش في

مجتمع , وراعى في ذلك تحقيق

العيش الكريم للإنسان في الدنيا , وتحقق السعادة والنعيم له في الآخرة , وجعل

الإسلام حماية هذه حقوق من

أهداف المجتمع الإسلامي وغايته . فما هذه الحقوق ؟ وكيف يعمل الإسلام على

تحقيقها وحمايتها ؟




الحقوق الشرعية التي قررها الإسلام للإنسان في المجتمع الإسلامي هي تلك

الأمور الضرورية الحاجبة التي

تتوقف عليها حياة الإنسان , واستقراره في مجتمع صالح وترفع عنه الحرج , وهي

هبة من الله تعالى , وهذه

الحقوق هي :

1 . حق الحياة انطلاقا ممن قول الله تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ

أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا

فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ( سورة المائدة الآية 32 )

2 . حق التدين والاعتقاد وذلك تطبيقا لقول الله تعالى : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ

الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا

انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة البقرة الآية 21 )

3 . حق التملك يشير إليه قول الله تعالى : (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ

لَكُمْ قِيَامًا ) ( سورة النساء الآية 5 )

4 . حق الكرامة الإنسانية لقول الله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) ( سورة الإسراء

الآية 70 )

5 . حق الزواج وحماية النسل , وذلك استجابة لقول الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ

لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ( سورة الروم الآية 21 )





اعتبر الإسلام حق الإنسان في الحياة أمرا محترما مصونا لا ينبغي الإعتداء عليه أو

تعريضه للخطر , وقد شرع

الإسلام أمورا تحفظ هذا الحق وتصونه منها :

1 . أوجب على الإنسان أن يتناول الطعام والشراب الذي يشبع جوعه ويطفىء

ظمأه , وأمره باتخاذ الكساء

والمسكن الذي يقيه حر الصيف وبرد الشتاء .

2 . ضمن الإسلام للإنسان حاجاته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ,

وأوجب على المجتمع الإسلامي

توفير هذه الحاجيات لكل فرد إلى حد الكفاية .

3 . جعل توفير الأمن للفرد والجماعة حقا , وبين العقوبات الزاجرة التي شرعها على

من يعتدي على حق الإنسان

في الحياة , أو يروع المجتمع ويخل أمنه وطمأنينته .

4 . حافظ على صحة الفرد وأوجب له ولمجتمعه حق التطيب صيانة لحياة الإنسان

وحماية لحقوقه .



دعا الإسلام إلى الإيمان بوحدانية الله تعالى , والاعتقاد بأركان العقيدة , بناء على

الاقتناع العقلي والتسليم

الوجداني المبني على النظر في الكون وتدبر آيات الله تعالى الموافقة للفطرة

الإنسانية , وقد حفظ الإسلام حق

الإنسان في التدين والاعتقاد من خلال ما يأتي :

1 . رفض الإسلام مبدأ الإكراه والإجبار في اعتناق الإسلام , وترك للإنسان حرية

الاختيار والاقتناع بعد أن يعرض

عليه الإسلام بينا واضحا .

2 . شرع الإسلام الأحكام التي تقيم الدين في نفس الإنسان وتحفظه فكلفه

بالعبادات , وجعلها صلة مباشرة بين

العبد وربه .

3 . حث الإسلام على حمل الدعوة الإسلامية وتبليغ الناس دين الله تعالى .

4 . أوجب الإسلام الدفاع عنه ورد أي اعتداء عليه .

5 . حذر من الردة وطلب أن يناقش من يرتد عن الإسلام , فإن أصر على الردة طبق
عليه الحد .




شرع الإسلام الأحكام الشرعية التي تبيح ملكية المال للأفراد , ونظم هذه الملكية

بما يحقق مصلحة الفرد

والمجتمع في وقت واحد معا , ومن هذه الأحكام ما يأتي :

1 . أباح الإسلام للإنسان تملك المال وحيازته , وحدد أسباب التملك , وطرق الإنفاق ,

وحث على تنمية المال

وتكثيره , وجعل فيه حقا للفقراء وأبناء المجتمع .

2 . نظم الإسلام طرق تبادل المال وتوزيعه على أساس العدل والرضا , فشرع البيع

والإجازة والهبة والوصية وغيرها

من العقود المالية الأخرى , ومنع الإسلام أن يؤكل المال بين الناس بالباطل , أو يؤخذ

بغير حق , وحفظ هذا المال

فمنع الغش والاحتكار والرشوة والسرقة وغيرها .

3 . أوجب العمل على القادر , وجعله المصدر الأول لتملك المال , ونظم العلاقة بين

العامل وصاحب العمل بما يحقق

العدالة والرحمة .

4 . منع إتلاف المال ومنع سوء التصرف فيه , وشرع الحجر على السفيه والمجنون

والقاصر , محافظة على التملك

الذي هو الحق الشرعي للإنسان .




شرع الإسلام الأحكام الشرعية التي تحقق للإنسان كرامته , وتحفظ عليه مكانته

التي أرادها الله تعالى له , ومن

هذه الأحكام :

1 . المحافظة على العقل الإنساني فقد أنزله الإسلام منزلة عالية , وحث على

استعماله في التفكير والتدبر

والإحتهاد , وجعله مناط التكليف , وحرم كل ما يؤثر على العقل سلبا كشرب الخمر

وتناول المخدرات وامتهان السحر

والشعوذة وشرع العقوبات الزاجرة على من يتعاطى ذلك .

2 . جعل التعلم حقا للإنسان , ليعرف دينه ويقف على الأحكام الشرعية التي تنظم

حياته , وليكون وسيلة لتقدمه ورفاه .

3 . منح الإنسان حق إبداء الرأي , والمشاركة في الحياة العامة من النواحي

السياسية والاجتماعية وذلك من خلال

نظام الشورى في الإسلام .

4 . تحقيق المساواة بين الناس , وإقامة العدل بينهم , وتحريم كل وسائل الظلم ,

وامتهان كرامة الإنسان .




حفظ الإسلام النوع الإنساني من خلال تشريع الزواج , والحث على تكثير النسل

وحفظ النسب وبين الأحكام التي

تحفظ هذا الحق الشرعي للإنسان ومن ذلك :

1 . أعطى الإسلام كل من الرجل والمرأة الحق في اختيار الزوج وإجراء العقد , وبناء

الأسرة السعيدة .

2 . جعل حق الإنجاب من حقوق الأسرة المسلمة , تقوم بواجبها نحو الطفولة

الإنسانية . رعاية وتربية وتنشئة .

3 . حرم الإسلام الاعتداء على ذلك الحق فمنع الاختلاط والتبرج والخلوة وحرم الزنا

وشرع الحد على من يفعله ,

وحرم القذف وأوجب العد على من يقذف الناس , ومنع الاعتداء على النسل فحرم

إسقاط الجنين ووأد المولود ,

وتحديد النسل , ورتب عقوبات رادعة في حق من يفعل ذلك .

والمجتمع الإسلامي يجعل من أهدافه حماية هذه الحقوق الشرعية للإنسان أي

إنسان رجلا كان أو امرأة أو كبير ,

دون النظر إلى اللون , أو الدين , أو النسب , ,أو الوطن .



كــتابة : Ŧнe ρuйisнěr.

تنسيق :Ŧнe ρuйisнěr.

تدقيـق : Ŧнe ρuйisнěr.

تصميم الفواصل :Jounex

برعاية فريق : Versus

لصالح منتدى : إنيميات



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ها هنا لقد وصلنا إلى نهاية الجزء الثالث من سلسلةالجمتمع الإسلامي

إنتظروا الجزء الرابع والأخير من هذه السلسلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق